أيها الأئمة: تفرقوا ولا تتحدوا !!
بدأت المقالة بعنوان غريب حيث يقول سبجانه : “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” سورة آل عمران آية (103).
فالله سبحانه وتعالي دعانا إلي الوحدة ولم ولن يدعونا إلي الفرقة قال سبحانه: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ سورة المائدة آية 2.
لكن هناك من يستفيد من فرقة الأئمة وعدم اتحادهم وهؤلاء دائما يقولون للأئمة: تفرقوا ولا تتحدوا، وإن لم يقولوها بألسنتهم فإنهم يسعون إليها بكل قوة وجهد، والسبب في ذلك:
1- إما أصحاب أهداف ومصالح وأغراض ولا يعرفون كيفية الحصول علي مآربهم إلا وسط التنازع والتناحر ولذلك فهم يسعون للفرقة بكل قوة.
2- أو طالبين للمناصب، فلذلك يسعون لمناصبهم ولو علي حساب زملائهم.
3- أو أصحاب شهرة، يريدون الشهرة ولا يعرفون الحصول عليها إلا بالأكل علي كل الموائد، فيذهبون إلي هؤلاء ليوهموهم أنهم معهم ثم يفعلون ذلك مع آخرين وهكذا.
أو غير ذلك من أهداف ومصالح دنيوية، ولذلك أطالب الأئمة بالآتي:
1- الاتحاد والتآلف وبذلك تحصلون علي حقوقكم المادية والمعنوية.
2- الالتفاف حول هدف عام، وآخر وطني، بمعني أن اليابان لما حدث لها تدمير كامل في الحرب العالمية الثانية، ووفقني الله تعالي بالحصول علي الدكتوراه في الدين الرسمي لليابان وهو مختلط تمامــًا بالعادات والتقاليد والنظم الاجتماعية وغيرها من الأمور التي تنظم حياة الشعب الياباني فتعلمت منهم كيف تعود من الانكسار إلي الانتصار، وهو ما فعلوه بالجهد والعرق والالتفاف حول القيادة السياسية فكانوا جميعــًا وحدة واحدة، الشعب والحاكم، فإذا أراد الحاكم شيئــًا طلبه من الشعب تحرك الشعب كوحدة واحدة نحو الهدف حتي يحققوه، وهذا هو هدفي من المقال، هو: إتحاد الأئمة والحذر ممن يلعبون بعقولهم وبأقواتهم، والالتفاف حول القيادة السياسية ليتحقق التقدم والرخاء لأنهم جميعــًا حاكم ومحكوم يتحركون في صالح البلد، وهكذا الأئمة لو اتحدوا حصلوا علي ما أرادوا من حقوق مادية ومعنوية.
وانتظرونا قريبــًا لتكملة هذا الموضوع
د.أحمد رمضان