الدين والإنسان ، خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة : الدين والإنسان ، بتاريخ 10 ذو القعدة 1443هـ – الموافق 10 يونيو 2022م.
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف : الدين والإنسان :
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
مسابقات الأوقاف
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 10 يونيو 2022م.
وتؤكد وزارة الأوقاف على جميع السادة الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة القادمة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير , وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة.
مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وفهمهم المستنير للدين ، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة .
نسأل الله العلي القدير أن يجعل عودة صلاة الجمعة فاتحة خير ، وأن يعجل برفع البلاء عن البلاد والعباد.
عن مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين ، وألا يكتب علينا ولا على أحد من خلقه غلق بيوته مرة أخرى.
ولقراءة الخطبة من الأرشيف كما يلي:
القيمُ الإنسانية
الصفحة الأولي من خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف الدين والإنسان
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ :(( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ))، وأشهدُ أنْ لا إِلَهَ إِلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهم صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلي آَلِهِ وصحبِهِ، ومَن تبعهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.
وبعدُ:
فإنّ ترسيخَ القيمِ في المجتمعاتِ دليلُ رقيِّهَا وتحضرِهَا، وسرُّ تماسكِهَا وترابطِهَا واستقرارِهَا، كمَا أنّ انهيارَ المجتمعاتِ يبدأُ بانهيارِ منظومةِ القيمِ المجتمعيةِ، فالمجتمعاتُ التي لا تُبنَي علي الأخلاقِ تحملُ عواملَ سقوطِهَا؛ لأنَّها تقومُ علي أساسٍ هشٍّ، وللهِ درُّ الشاعرِ:
إِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا
ولا شكَّ أنّ دينَنَا الحيفَ قد اهتمَّ بالقيمِ المجتمعيةِ التي تحفظُ كيانَ المجتمعِ، وتُقوِّي أركانَهُ؛ ذلك لأنّ حفظ َالقيمِ والأخلاقِ أساسُ هذا الدينِ العظيمِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا (صلي اللهُ عليه وسلم): (إنما بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأخْلاقِ).
ومِن هذه القيمِ المجتمعيةِ: قيمةُ التعاونِ والتكافلِ والعيشِ المشتركِ، التي تعودُ بالنفعِ علي المجتمعِ كلِّه، فالوطنُ لجميعِ أبنائِهِ، وهو بهم جميعًا، دونَ تفرقةٍ علي أساسِ الدينِ أو اللونِ أو الجنسِ، وفي ذلك قضاءٌ علي الأنانيةِ والأثرةِ وحبِّ الذاتِ، وتجسيدُ مبدأِ الأخوةِ الإنسانيةِ، بما يؤسسُ لمجتمعٍ مترابطٍ يقومُ علي الحبِّ والعطاءِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، ويقولُ نبيُّنَا (صلي اللهُ عليه وسلم): (مثلُ المؤمنينَ في تَوادِّهِم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى)، ويقولُ (صلي اللهُ عليه وسلم): (إنَّ الأشْعَرِيِّينَ إذا أرْمَلُوا في الغَزْوِ، أوْ قَلَّ طَعامُ عِيالِهِمْ بالمَدِينَةِ، جَمَعُوا ما كانَ عِنْدَهُمْ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بيْنَهُمْ في إناءٍ واحِدٍ، بالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وأنَا منهُم).
الصفحة الثانية من خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف الدين والإنسان
ومِن القيمِ المجتمعيةِ: قيمُ الشهامةِ والمروءةِ والتضحيةِ والإيثارِ، مما يزيدُ مِن لُحمةِ التماسكِ والترابطِ الوطنيِّ والاجتماعيِّ، ويزرعُ المودةَ، والإخاءَ، والصفاءَ بينَ أفرادِ المجتمعِ، وهذا مَا أشارَ إليهِ النبيُّ (صلي اللهُ عليه وسلم) حينمَا نهَي عن التباغضِ، والتحاسدِ، والتقاطعِ، والتدابرِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا (صلي اللهُ عليه وسلم): (لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ)، ويقولُ (صلي اللهُ عليه وسلم): (مَنْ كانَ في حاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه بها كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ).
ومنها: قيمةُ العنايةِ بذويِ الهممِ والأيتامِ والضعفاءِ وكبارِ السنِّ، باعتبارِ أنّ حسنَ رعايتِهِم واجبٌ دينيٌّ ووطنيٌّ وإنسانيٌّ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا (صلي اللهُ عليه وسلم): (السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوْ: كالَّذِي يَصُومُ النَّهارَ ويقومُ اللَّيْلَ)، ويقولُ (صلي اللهُ عليه وسلم): .( هلْ تُنْصَرُونَ وتُرْزَقُونَ إلَّا بضُعَفَائِكُمْ) ، كما اعتبرَ الإسلامُ إنجازاتِ ذويِ الهممِ قوةً إضافيةً للمجتمعِ، وقدوةً لغيرِهِم، فأتاحَ لهم المجالَ ليقومُوا بدورِهِم في الحياةِ الاجتماعيةِ بشكلٍ مؤثرٍ، ومِن هنا كان سيدُنَا عبدُ اللهِ بنُ أمِّ مكتومٍ (رضي اللهُ عنه) مؤذّنًا لنبيِّنَا (صلي اللهُ عليه وسلم)، كما استخلَفَهُ (صلي اللهُ عليه وسلم) علي المدينةِ مراتٍ كثيرةً ليصلِّي بالناسِ ويرعي أحوالَهُم.
***
الصفحة الثالثة من خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف الدين والإنسان
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ علي أشرفِ الخلقِ سيدِنَا محمدٍ وآلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
إنّ مِن أهمِّ القيمِ المجتمعيةِ: قيمةُ التحريِ والتثبتِ مِن الأخبارِ قبلَ ترديدِهَا ونشرِهَا، وقد أكدتْ الشريعةُ الإسلاميةُ علي هذه القيمةِ النبيلةِ، وحذرتْ من الشائعاتِ ومروجيِهَا، باعتبارِ أنّ بثَّ الشائعاتِ هدفُهُ تدميرُ المجتمعاتِ من داخلِهَا، والعملُ علي نشرِ اليأسِ والإحباطِ بينَ أبنائِهَا، حيثُ يقولُ تعالَي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، ويقولُ نبيُّنَا (صلي اللهُ عليه وسلم): (كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ)، فالعاقلُ يفكرُ قبلَ أنْ يتكلمَ، والأحمقُ يتكلمُ دونَ أنْ يفكرَ، ويقولُ نبيُّنَا صلي اللهُ عليه وسلم): وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ).
فمَا أجملَ أنْ نتمسكَ بالقيمِ المجتمعيةِ، حتى يتحققَ التآلفُ والترابطُ بينَ أبناءِ المجتمعِ كلِّهِ.
اللهم اهدنَا لأحسنِ الأخلاقِ، لا يَهدِي لأحسنِهَا إلا أنت
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف