عاجل

العلاقات العربية العربية لوزير الأوقاف

 لا شك أن السياسة الحكيمة للسيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي قد أعادت مصر إلى وضعها الطبيعي في أمتها العربية وفي المحافل الدولية ، كما أن هذه الحكمة التي يتحلى بها سيادته مع الحكمة التي تتحلى بها القيادات العربية المخلصة قد أسهمت بقوة في إعادة الروح إلى العمل العربي المشترك ، وهو ما تجلى في اللُّحمة العربية في عاصفة الحزم ، وفى العمل على تشكيل قوة عربية مشتركة ، وإلى إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع كثير من الدول التي كان قد أصاب علاقتنا بها شيء من الفتور ، وبخاصة بعد هذا العام الأسود المشئوم لحكم الإخوان الذين كادوا يقطعون أواصر العلاقات التاريخية بين مصر وأشقائها وأصدقائها وحلفائها على حد سواء , نتيجة لغبائهم السياسي من جهة , وانعدام خبرتهم من جهة أخرى .

       ومن خلال ما قمت به  من جولات ولقاءات مع زملائي من أصحاب المعالى وزراء الأوقاف في الدول العربية ومن التقيتهم من العلماء والمفكرين والمسئولين من العالمين العربي والإسلامي ومختلف دول العالم ، وما نلمسه من نضج واضح ورشيد في رسم سياستنا الخارجية ، و ما يواجه المنطقة كلها من تحديات ، أبرزها : شبح التقسيم ، وسيطرة الإرهاب ، والعبث بخيراتها ومقدراتها وعقول شبابها ، أستطيع أن أؤكد أن التربة خصبة ، والأرض ممهدة ، وأن الأساس متين ، لأن ما يتوفر بيننا وبين أشقائنا من العوامل الدافعة إلى وحدة الصف والإحساس بالمصير المشترك ربما لا يتوافر لأي أمة أخرى  أو منطقة أخرى ، فعوامل الدين ، واللغة ، والتاريخ ، والجغرافيا ، والمصالح المشتركة ، والتحديات ، ومواجهة الإرهاب ، كل ذلك يحتم علينا أن نعمل معًا ، وأن نسعى لتأسيس شراكات اقتصادية وعلمية وفكرية وثقافية وخدمية واسعة ومتنوعة بما يحقق الصالح العام لنا جمعيًا ، ويحفظ لكل دولة خصوصيتها ولا يتدخل في شئونها  الداخلية  ، فالتجارب لا تستنسخ ، والخصوصيات يجب أن تراعى ، في ضوء رؤية واعية وشاملة .

        وفى ظل وجود قيادات سياسية نُِكنُّ لها كل التقدير والاحترام نؤكد أن الأمل كبير ، وأن هذا الأمل لم يعد مجرد أحلام ، إنما يتحول إلى واقع ملموس ، غير أن الوقت والزمن والتحديات والظروف الراهنة تتطلب منا جميعًا مسابقة الزمن  لإنشاء هذه الكيانات الصلبة القائمة على التضامن والعمل المشترك ، فقوة أمتنا في وحدتها ، وهو ما أكد عليه القرآن الكريم في أكثر من موضع حيث يقول سبحانه وتعالى : ـ ” وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ” ( آل عمران : 103 ) , ويقول سبحانه وتعالى : ” وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” ( الأنفال : 46 ) , ويقول سبحانه وتعالى : ” إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ” ( الأنبياء : 92 ) , ويقول سبحانه وتعالى : ” وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ” ( المؤمنون : 52 ) .

         فلا شك أن وحدة صف الأمة ستكون السر الأكبر في قوتها ونهضتها , وأن التكامل والتنسيق بين دولها سيكون أهم منطلق نحو التنمية الشاملة لكل دول المنطقة بما يعود بالنفع على أبنائها جميعًا , ويحقق لهم متضامين مجتمعين مزيدًا من النهضة والرقي , بما يرضى الله (عز وجل) ، ويحقق مصالح البلاد والعباد , ويرضي الصديق ويغيظ العدا , ويرد كيد المتربصين بالأمة في نحورهم .

         ولا يجب أن يقف الأمر عند جهود الرؤساء المحترمين جميعًا , إنما ينبغي على سائر الأجهزة التنفيذية سرعة التحرك الثنائي والجماعي لتحقيق رغبة القيادة السياسية في كل دولة بوضع أُطُر عملية سريعة وقابلة للتطبيق كل في مجاله وميدانه في ضوء الأهداف الكبرى التي تسعى إلى تحقيق الوحدة المنشودة , ولا سيما في مجالات التكامل الاقتصادي , والفكري , والثقافي , ومواجهة الإرهاب الذي يهدد الجميع دون تفرقة .

          على أنني أؤكد أننا إن أوتينا – لا قدر الله – إنما نؤتى من قبل تفرقنا وتشرذمنا واختلافنا , فقد ذكر بعض المفسرين ورواة الحديث والأثر أنه لما نزل قول الله تعالي : ” قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ” (الأنفال : 65) , قال النبي صلى الله عليه وسلم : “سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة ، وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال: يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة ، وأن لا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ويسبي بعضهم بعضاً “, وفي هذا ما يؤكد أن أهم سبب من أسباب ضعف هذة الأمة هو تفرقها واختلاف كلمتها , وأن قوتها في تماسكها ووحدة صفها .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى