خطبة الأسبوععاجل
خطبة الجمعة القادمة رحم الله رجلًا سمحًا (بتاريخ8/ربيع ثاني 1446هـ ، الموافق 11/أكتوبر 2024م )
موقع منبر الدعاة
خطبة( الجمعة القادمة) ⇣ ⇣
(بتاريخ8/ربيع ثاني 1446هـ ، الموافق 11/أكتوبر 2024م )
رحم الله رجلًاسمحًا”
****************************************
اعداد وترتيب العبد الفقير إلى الله #الشيخ احمد عبدالله عطوه إمام بأوقاف الشرقية؟
عناصر الخطبة٠٠٠٠٠٠؟
1/فضل السماحة ومكانتها
2/الحث على السماحة
3/من صور سماحة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام
4/من علامات السماحة
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي جعل ديننا دين السماحةوجعل السماحةَ فيه منهجًا للأنام، أحمده سبحانه على التيسير والتسهيل والتجارة الرابحةويسر شرائعَه وبيَّن أحكامه،
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شرفنا بهذا الدينِ، وأمرنا باتباعِ هديه المبين، وأعزَّ مَنْ آمن وعمل صالحًا وكان من المتقين،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله دعا بالرحمة لمن صفته المسامحة ونبذ المرابحة صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه. اللهمَّ صلِّ وسلِّم عليه في الأوِّلين والآخرين، وارض اللهمَّ على آلهِ الطَّاهرين، وعلى صحابتِه الغر الميامين، وعلى مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
إخوة الإسلام نعيش اليوم مع خلق من أخلاق المعاملات التي تنشر المودة والمحبة بين أفراد الأمة وتجعل منهم أمة متماسكة مترابطة يحنو الكبير على الصغير، والقوي على الضعيف والغني على الفقير إنه خلق السماحة في البيع والشراء فهيا عباد الله لنتعرف على ترابط الدين بالدنيا الأخلاق بالمعاملات فليس ليس عبادات فقط بل هو دين المعاملة.
أيها المسلمون:
ديننا دين الشمائل الحسنة والقيم المستحسنة والأخلاق العالية والآداب الغالية.. كم ربى الإسلام على الأخلاق العُليا وآدابه المُثلى ومنها ما نحن بحاجة إلى الاتصاف به والتحلي بأخلاقه والقيام بموجبه إنها خصلةٌ هي خلق السماحة ما أجمل هذا الشعار وتمثله في ممارسة الحياة والدار السماحة فاجعل شعارك في جميع أحوالك السماحة لإخوانك.
فالسماحة -أيها المسلمون بمعناها السامي ومبناها العالي هي بذل ما لا يجب تفضلاً وكرمًا والتسامح مع الغير في اللين والتيسير والخير والمسامحة: المساهلة والتيسير والملاينة.
إن من صفات النفس الطيبة السماحة للآخرين والتسهيل واللين ويعامل الناس بالتسامح والعفو والتصافح، وأغلى وأعلى ديننا أحب من دعا إلى ذلك وشعاره في ذلك؛ فقد روى أحمد في مسنده، والبخاري في أدب مفرده وعلقه البخاري في صحيحه، قيل لرسول الله: يا رسول الله أي الأديان أحب إلى الله؟ قال: “الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ فهذا دين التيسير والسماحة والشفقة ورفع الكلفة.
وإذا سمح الإنسان في أخلاقه وتعامله سامحه الناس في معاملته فالجزاء من جنس العمل روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “اسْمَحْ، يُسْمَحْ لَكَ”.
الله أكبر! نحن بحاجةٍ إلى أن يتسامح الناس معنا ويُحسِنوا أخلاقهم في تعاملنا؛ لكن إذا رأيت واقعنا وجدتنا مع إخواننا؛ كالسِّباع الضارية والكلاب المسعورة في التعامل معهم في البيع والشراء، وفي المراجعات والمراجعين همُّنا أخذ ما في جيوبهم والاستحواذ على أموالهم وإذا تسامحت مع إخوانك سامحك الله في تعاملك فاسمع إلى فضيلة المسامحة وخصلة السماحة يُلقى رجلٌ في النار فيُقال له: هل عملت خيرًا قط؟ فيقول: لا غير أني كنت أسامح الناس في البيع والشراء، فيقول الله -عزَّ وجلَّ-: “اسْمِحُوا لِعَبْدِي كَإِسْمَاحِهِ إِلَى عَبِيدِي” (رواه أحمد في المسند بسندٍ صحيح).
وأفضل الناس من يسمح عن الناس؛ فعن أبي سعيدٍ الخدري -رضي الله عنه- مرفوعًا: “أَفْضَلُ الْمُؤْمِنِينَ رَجُلٌ سَمْحُ الْبَيْعِ سَمْحُ الشِّرَاءِ سَمْحُ الْقَضَاءِ سَمْحُ الاقْتِضَاءِ” (رواه أحمد).
والسماحة من موجبات دخول الجنة كما عند أحمد في مسنده ودخل رجلٌ الجنة في سماحته قاضيًّا ومتقاضيًا والسماحة من أسباب الرحمة وكفى بها منقبةً وخصلة ففي البخاري عن جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى”.
تعريف السماحة:
إن التسامح هو اللين والتساهل، قال ابن الأثير: والسماحة: المساهلـة، وقال الفيروزآبادي وتسامحوا تساهلوا وهو نوع من أنواع الإحسان إلى النفوس التي جُبلت على حب من أحسن إليها، لذا فإن التسامح يؤدي إلى المحبة والتآلف ونبذ العنف والتنافر والتسامح هو: القلب النابض لحياة طيبة ونفس زكية خالية من العنف.
وهي: التسامح مع الغير في المعاملات المختلفة ويكون ذلك بتيسير الأمور والملاينة فيها التي تتجلى في التيسير وعدم القهر، وسماحة المسلمين التي تبدو في تعاملاتهم المختلفة سواء مع بعضهم أو مع غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى.
دعوة الإسلام إلى السماحة في البيع والشراء:
أمة الإسلام لقد دعاكم الإسلام إلى السماحة في البيع والشراء في الأخذ والعطاء وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن اتصف بالسماحة بالرحمة.
عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى)
قال ابن بطال: (فيه الحضُّ على السَّمَاحَة، وحسن المعاملة واستعمال معالي الأخلاق ومكارمها وترك المشاحة والرقة في البيع وذلك سبب إلى وجود البركة فيه لأن النَّبي عليه السلام لا يحض أمته إلا على ما فيه النفع لهم في الدنيا والآخرة
وقال المناوي: (… ((رحم الله عبدًا)). دعاء أو خبر، وقرينة الاستقبال المستفاد من. ((إذا)). تجعله دعاء. ((سَمْحًا)) بفتح فسكون جوادًا أو متساهلًا غير مضايق في الأمور وهذا صفة مشبَّهة تدل على الثبوت ولذا كرر أحوال البيع والشراء والتقاضي حيث قال: ((إذا باع، سمحًا إذا اشترى سمحًا إذا اقتضى)). أي: وفى ما عليه بسهولة. ((سمحًا إذا اقتضى)). أي: طلب قضاء حقه وهذا مسوق للحث على المسامحة في المعاملة وترك المشاححة والتضييق في الطلب، والتَّخلُّق بمكارم الأخلاق وقال القاضي: رتَّب الدعاء على ذلك؛ ليدل على أنَّ السهولة والتسامح سبب لاستحقاق الدعاء، ويكون أهلًا للرحمة والاقتضاء والتقاضي، وهو طلب قضاء الحق)
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم” ((ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟ على كل قريب هيِّن سهل))
الله أكبر عباد الله: يا من تريد شهادة ضمان لدخول جنة الرحيم الرحمن يا من تريد براءة من النار كن سمحا سهلا لينا قال القاري: (أي: تحرم على كل سهل طلق حليم ليِّن الجانب قيل: هما يطلقان على الإنسان بالتثقيل والتخفيف. ((قريب)). أي: من النَّاس بمجالستهم في محافل الطاعة، وملاطفتهم قدر الطاعة. ((سهل)). أي: في قضاء حوائجهم، أو معناه أنَّه سمح القضاء، سمح الاقتضاء، سمح البيع، سمح الشراء) [5].
• وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: ((إنَّ الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر، والأبيض، والأسود، وبين ذلك، والسهل، والحزن، والخبيث، والطيب)
الواقع التطبيقي:
لم تكن تعاليم الإسلام عبارات أو شعارات فحسب بل كانت ترجمة حرفية وفورية، أخلاق تمشي على الأرض تراها في الأسواق والمواصلات والمعاملات.
عن حذيفة رضي الله عنه قال: ((أتى الله بعبد من عباده آتاه الله مالًا، فقال له: ماذا عملت في الدنيا؟ – قال ولا يكتمون الله حديثًا – قال: يا رب آتيتني مالك، فكنت أبايع النَّاس، وكان من خلقي الجواز، فكنت أتيسَّر على الموسر، وأنظر المعسر. فقال الله: أنا أحق بذا منك، تجاوزوا عن عبدي))
قال النووي: (والتَّجاوز والتَّجوز معناهما، المسامحة في الاقتضاء، والاستيفاء، وقبول ما فيه نقص يسير، كما قال وأتجوَّز في السِّكَّة، وفي هذه الأحاديث فضل إنظار المعسر والوضع عنه، إمَّا كل الدين، وإما بعضه من كثير، أو قليل، وفضل المسامحة في الاقتضاء وفي الاستيفاء، سواء استوفي من موسر أو معسر، وفضل الوضع من الدين، وأنَّه لا يحتقر شيء من أفعال الخير، فلعله سبب السعادة والرَّحْمَة)
خرَّج الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح كتابين بعد كتاب الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اشترى رجلٌ من رجل عقاراً، فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جَرَّة فيها ذهب، فقال الذي اشترى العقار للبائع: خذ ذهبك، أنا اشتريت منك الأرض، ولم أشتر الذهب؛ وقال الذي باع له الأرض: إنما بعتُك الأرض وما فيها؛ فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال أحدُهما: نعم؛ وقال الآخر: لي جارية – أي بنت؛ قال: أنكحا الغلام الجارية، وأنفقا على أنفسهما منه؛ فانصرفا”
يا لله العجب ممن نعجب عباد الله من ورع وتقوى المشتري أم من سماحة وكرم البائع عباد الله
هدي سيد الأصفياء في البيع والشراء:
أمة الإسلام: لابد لنا أن نرجع إلى النبعين الصافيين القران الكريم وسنة النبي-صلى الله عليه وسلم-بفهم سلف هذه الأمة، فهيا لنعيش مع هدي سيد الأصفياء في البيع والشراء لنتعلم كيف نبيع وكيف نشترى، نتعلم ذلك من مدرسة النبوة الفاضلة
هدي النبي صلى الله عليه وسلم يأمر التجار بالبرِّ، والصدق، والصدقة:
ولقد كان هديه أكمل وأتم الهدي -بأبي هو وأمي -صلى الله عليه وسلم-فها هو يضع لنا مبدأ السماحة والصدق في البيع والشراء، يسن القوانين التي يحتكم إليها كلا الطرفين في بيعهم وشرائهم فبين لهم مشروعة الخيار ويبن لهم أسباب البركة في البيع والشراء.
عن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا)
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمُصَلَّى، فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ فَقَالَ: ( يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ )، فَاسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ فَقَالَ: ( إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّاراً، إِلاَّ مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ )
ومن هديه -صلى الله عليه وسلم -يأمر التجار الصدقة:
وعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ قال: كان صلى الله عليه وسلم يقول: ( يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغْوُ وَالْحَلِفُ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ )
ومن كرمه وسماحته -صلى الله عليه وسلم -أن يهب السلعة وثمنها لصاحبها بعد أن يشتريه منه:
وضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- لنا أروع الأمثلة في السماحة وفي الكرم والجود إذ أنه جاد بالثمن والسلعة بعدما اشتراها.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَكُنْتُ عَلَى بَكْرٍ صَعْبٍ لِعُمَرَ، فَكَانَ يَغْلِبُنِي فَيَتَقَدَّمُ أَمَامَ الْقَوْمِ، فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ وَيَرُدُّهُ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ وَيَرُدُّهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ: ( بِعْنِيهِ ) قَالَ: هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ( بِعْنِيهِ ) فَبَاعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ( هُوَ لَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ تَصْنَعُ بِهِ مَا شِئْتَ )
وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ يَسِيرُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ قَدْ أَعْيَا فَأَرَادَ أَنْ يُسَيِّبَهُ قَالَ: فَلَحِقَنِى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا لِي وَضَرَبَهُ فَسَارَ سَيْرا لَمْ يَسِرْ مِثْلَهُ قَالَ: ( بِعْنِيهِ بِوُقِيَّةٍ ) قُلْتُ: لاَ، ثُمَّ قَالَ: ( بِعْنِيهِ )، فَبِعْتُهُ بِوُقِيَّةٍ وَاسْتَثْنَيْتُ عَلَيْهِ حُمْلاَنَهُ إِلَى أَهْلِي فَلَمَّا بَلَغْتُ أَتَيْتُهُ بِالْجَمَلِ فَنَقَدَنِي ثَمَنَهُ ثُمَّ رَجَعْتُ فَأَرْسَلَ فِي أَثَرِى فَقَالَ: ( أَتُرَانِي مَاكَسْتُكَ لآخُذَ جَمَلَكَ خُذْ جَمَلَكَ وَدَرَاهِمَكَ فَهُوَ لَكَ )
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين… اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام….
أما بعد:
ومن هديه أن يحسن أداء الحقوق لأهلهاويحث عليه:
و من سماحته في أخذه وعطائه أن يحسن الأداء إلى من تعامل معه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم سِنٌّ مِنَ الإِبِلِ فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ فَقَالَ: ( أَعْطُوهُ )، فَطَلَبُوا سِنَّهُ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ إِلاَّ سِنًّا فَوْقَهَا، فَقَالَ ( أَعْطُوهُ )، فَقَالَ: أَوْفَيْتَنِي أَوْفَى اللَّهُ بِكَ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً )
ومن هدية -صلى الله عليه وسلم -إقالة النادم:
ومن هديه وتعاليمه في البيع والشراء سن الإقالة للنادم في شرائه أو بيعه فقد يشتري الإنسان السعلة ويجد أنه مغبون فيها ويريد أن يرجع فيها فشرع وحث المشتري على إقالته.
عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَقَالَ مُسْلِماً أَقَالَهُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
والإقالة: هي المسامحة والتراجع عن البيع، أو الشراء وتدل على كرمٍ في النفس.
ومن هديه سماحته –صلى الله عليه وسلم-ألا يبخس صاحب السلعة سلعته:
وعن سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: جَلَبْتُ أَنَا وَمَخْرَمَةُ الْعَبْدِيُّ بَزًّا مِنْ ” هَجَرَ ” فَأَتَيْنَا بِهِ مَكَّةَ، فَجَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي، فَسَاوَمَنَا بِسَرَاوِيلَ، فَبِعْنَاهُ .
اشترى سليمان عليه السلام الأرضَ التي بنى عليها المسجد الأقصى من رجل، فبعدما لزم البيع قال لصاحب الأرض: اعلم أن أرضك أقيم مما أعطيناك من المال، فهل أنت راضٍ به؟ فما زال الرجل يستزيده ويزيده سليمان إلى أن قنع.
• وما فعله سليمان كان يفعله الصحابي حكيم بن حزام، حيث اشترى له غلامه حصاناً بثلاثمائة دينار، فذهب حكيم إلى صاحب الحصان، وقال له: اعلم أن حصانك أقيم عندنا من الثلاثمائة، فاستزاده الرجل فزاده إلى ستمائة دينار.
الدعاء……