الخطبة المسموعةخطبة الأسبوععاجل

خطبة الجمعة القادمة 1 ديسمبر 2023م : الحذر واليقظة والإعداد في القرآن الكريم ، للشيخ خالد القط

خطبة الجمعة القادمة 1 ديسمبر 2023م بعنوان : الحذر واليقظة والإعداد في القرآن الكريم ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 17 جماد أول 1445هـ ، الموافق 1 ديسمبر 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 ديسمبر 2023م بصيغة word بعنوان : الحذر واليقظة والإعداد في القرآن الكريم ، للشيخ خالد القط

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 ديسمبر 2023م بصيغة pdf بعنوان : الحذر واليقظة والإعداد في القرآن الكريم ، للشيخ خالد القط

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 1 ديسمبر 2023م ، بعنوان : الحذر واليقظة والإعداد في القرآن الكريم ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:

الحذر واليقظة والإعداد في القرآن

“”””””””””””””””””””””””””””””

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ) سورة النساء (71) وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.

أما بعد

أيها المسلمون، فإن الناس أحد رجلين، رجل خير مأمون الجانب، حسن السيرة والسريرة، ورجل شر، يسيطر عليه الخبث والمكر والخداع، ولكن لكي يصل الإنسان منا إلى هذه النتيجة، لابد أن يعقل الأمور ويكون من الحذر والحيطة بمكان حتى يستطيع أن يميز الخبيث من الطيب، فيعد عدته ليتقي شر أهل الشر، ويكون متيقظا متبصراً بعواقب الأمور.

أيها المسلمون، وقد جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تدعونا إلى الحذر واليقظة والإعداد، ويمكن جمع هذه الآيات الكريمات في عدة محاور مثل:

تابع / خطبة الجمعة القادمة 1 ديسمبر 2023م

 أولا، تحذير الله لعباده أن ينغمسوا في الملذات والشهوات والمعاصي ومن ثم الابتعاد عن طريق الله سبحانه وتعالى، فلابد من الانتباه واليقظة، ولنعلم أنه سبحانه وتعالى مطلع علينا، لا يخفى عليه شيء من أمرنا، يستوي عنده سرنا وجهرنا، قال تعالى ((سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ)) سورة الرعد (10).

ولذا جاءت الآيات البينات في القرآن الكريم لتلفت أنظارنا إلى هذا المعنى مثل قوله تعالى: ((وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)) سورة البقرة (235).

 وقال أيضاً ((وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)) سورة آل عمران (28) وقال أيضاً ((يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)) سورة آل عمران (30).

وفى هذا المعنى يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كما أخرج الشيخان من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه. ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله. وإذا فسدت فسد الجسد كله: ألا وهي القلب)).

وما أروع قول ابن المعتز في هذا المعنى

خَلِّ الذُنوبَ صَغيرَها             وَكَبيرَها فَهوَ التُقى

كُن فَوقَ ماشٍ فَوقَ أَرضِ       الشَوكِ يَحذُرُ ما يَرى

لا تَحقِرَنَّ صَغيرَةً              إِنَّ الجِبالَ مِنَ الحَصى

ثانياً: التحذير ووجوب التيقظ من الإنسان تجاه أقرب الناس إليه، فأقرب الناس إليك قد يكونون من أسباب الهلاك في الدنيا والآخرة ولذا جاءت آيات القرآن لتلفت أنظارنا لهذا المعنى حتى نكون على دراية بما يدور من حولنا، ومن أقرب الناس إلينا حتى لو كان هؤلاء الأقرباء هم الزوجات والأبناء، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) سورة التغابن (14) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحذر واليقظة عموماً ومن جملتها الإنسان مع أقربائه فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِن جُحْرٍ واحِدٍ مَرَّتَيْنِ)).

تابع / خطبة الجمعة القادمة 1 ديسمبر 2023م

ثالثاً الحذر واليقظة والإعداد تجاه الأعداء، ولذلك تضافرت آيات القرآن الكريم في هذا الشأن مثل قوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا)) سورة النساء (71).

وقال أيضاً وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا)) سورة  النساء (10) فيا الله، حتى والمسلمون يؤدون فريضة الصلاة، وفى صلاة الخوف ينبههم القرآن الكريم لوجوب أخذ حذرهم من عدوهم. أيها المسلمون، ولقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى وجوب الحذر والتعمية على الأعداء حتى يتسنى لنا النصر على أعدائنا، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن كَعْب بن مالك قال: ((ولَمْ يَكُنْ رَسولُ اللَّهِ ﷺ يُرِيدُ غَزْوَةً إلّا ورّى بغَيْرِها))، ومعنى ورّى من التورية ومعناها كما يقول المختصون في علوم البلاغة هي أن تحمل كلمة أو جملة معنيين أحدهما أقرب إلى الذهن لكنه غير المقصود، والثاني بعيد إذ أنه المقصود.

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلجأ للتورية كسلاح يستعمله ضد أعدائه صلوات ربي وسلامه عليه.

رابعاً الحذر واليقظة من الشيطان، فقد جاءت آيات عديدة في القران الكريم تحذرنا أن تنزلق أقدامنا في طريق الشيطان والغواية والمعاصي قال تعالى ((يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾. سورة الأعراف (27).

وقال أيضاً ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) سورة النور (21).

وقال أيضاً ((إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)) سورة فاطر (6)

تابع / خطبة الجمعة القادمة 1 ديسمبر 2023م

الخطبة الثانية

أيها المسلمون، كذلك حذرنا الله سبحانه وتعالى من الاغترار والافتتان بالدنيا وأن لا ينخدع المرء بزخرفها وزينتها وينسى الآخرة والعمل لها، قال تعالى ((وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)) سورة الحديد (20) وقال تعالى أيضاً ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ)) سورة فاطر (5) وفى صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((بادِرُوا بالأعْمالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيا)).

  النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت    إِنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها

لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها       إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء

كتبه : الشيخ خالد القط

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى