الخطبة المسموعةخطبة الأسبوععاجل

خطبة الجمعة القادمة 8 سبتمبر 2023م : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع ربه للدكتور مسعود عرابي

خطبة الجمعة القادمة 8 سبتمبر 2023م بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع ربه للدكتور مسعود عرابي، بتاريخ  23 صفر 1445هـ ، الموافق 8 سبتمبر 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 8 سبتمبر 2023م بصيغة word بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع ربه ، للدكتور مسعود عرابي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 8 سبتمبر 2023م بصيغة pdf بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع ربه ، للدكتور مسعود عرابي

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 8 سبتمبر 2023م ، بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع ربه ، للدكتور مسعود عرابي.

 

أولًا: حياةُ النبيِّ صورةٌ مضيئةٌ مِن الإسلامِ الصحيحِ.

ثانيًا: نماذجُ مِن أحوالِ رسولِ اللهِ مع ربِّهِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 8 سبتمبر 2023م ، بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع ربه ، للدكتور مسعود عرابي ، كما يلي:

حالُ النبيِّ مع ربِّهِ

الحمدُ للهِ الذي امتنَّ على عبادِه بنبيِّه المرسلِ، وكتابهِ المنزلِ، الذي لا يأتيهِ الباطلُ مِن بينِ يديهِ ولا مِن خلفهِ تنزيلٌ مِن حكيمٍ حميدٍ، حتى اتسعَ على أهلِ الأفكارِ طريقُ الاعتبارِ بمَا فيهِ مِن القَصصِ والأخبارِ، واتضحَ بهِ سلوكُ المنهجِ القويمِ والصراطِ المستقيمِ بمَا فصلَ فيهِ مِن الأحكامِ وبيَّنَ فيهِ مِن الحلالِ والحرامِ، فهو الضياءُ والنورُ والفسحةُ والسرورُ والشفاءُ لِمَا في الصدورِ، وأشهدُ أنَّ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، وصفيُّهُ مِن خلقِهِ وحبيبُه، فاللهُمَّ صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على سيدِنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.

وبعـــد …. فإنَّ هذه الخطبةَ تدورُ بعونِ اللهِ تعالَى حولَ هذينِ العنصـــرينِ:

أولًا: حياةُ النبيِّ صورةٌ مضيئةٌ مِن الإسلامِ الصحيحِ.

ثانيًا: نماذجُ مِن أحوالِ رسولِ اللهِ مع ربِّهِ.

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 8 سبتمبر 2023م :

أولاً: حياةُ النبيِّ صورةٌ مضيئةٌ مِن الإسلامِ الصحيحِ.

كان رسولُ اللهِ ﷺ أقدرَ الخلقِ على القيامِ بحقِّ ربِّهِ، وأحبَّ خلقِ اللهِ إلى اللهِ، والقدوةَ الحسنةَ التي يجبُ الاقتداءُ بهَا، فهو سرُّ النجاةِ، وطريقُ الفوزِ، وسببُ السعادةِ في الدارين، والخيرُ الذي ساقَهُ اللهُ تعالى للبشريةِ جمعاء ليخرجَهُم بهِ من الظلماتِ إلى النورِ، والنموذجُ المشرقُ في دنيَا الناسِ الذي ارتضاهُ اللهُ للخلقِ قدوةً، قالَ تعالَى: ﴿ لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾. [ الأحـــزاب، 21].

هذه الآيةُ الكريمةُ أصلٌ كبيرٌ في التأسِّي برسولِ اللهِ ﷺ في أقوالِه وأفعالِه وأحوالِه، ولهذا أمرَ تبارك وتعالى الناسَ بالتأسِّي بالنبيِّ ﷺ يومَ الأحزابِ في صبرِهِ ومصابرتِهِ ومرابطتِهِ ومجاهدتِهِ وانتظارِهِ الفرجَ مِن ربِّه عزَّ وجلَّ، صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهِ دائمًا إلى يومِ الدينِ. [ تفسير ابن كثير].

ومِن جميلِ خصالِهِ وكمالِ أحوالِهِ ﷺ مع ربِّهِ أنَّه نفَى عن شريعتِه الغراء كلَّ مظاهرِ التشددِ والتعسيرِ، وكان ﷺ قدوةً في السهولةِ والتيسيرِ، وأخبرَ أمتَهُ بأنَّ دينَ اللهِ عزَّ وجلَّ يسرٌ لا عسرَ فيهِ، فمَا خُيِّرَ رسولُ اللهِ ﷺ بينَ أمرينِ إلّا اختارَ أيسرَهُمَا مالم يكنْ إثمًا.

ففي الصحيحين مِن حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ ـــ رضي اللهُ عنهُ ـــ قال: جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: « أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ».

فأظهرَ رسولُ اللهِ ﷺ في هذا الحديثِ أنَّ التخفيفَ في العباداتِ مِن مبادئِ هذا الدينِ، وأنَّ هذه الملةَ المحمديةَ شريعتُهَا مبنيةٌ على التسهيلِ والتيسيرِ، وعدمِ التشددِ، وفي سبيلِ ذلك يقولُ اللهُ تعالى: ﴿يريدُ اللهُ بكمُ اليسرَ ولا يريدُ بكمُ العسرَ﴾. [البقرة: 185].

والأولى التوسطُ في الأمورِ، وعدمُ الإفراطِ في أكلِ الطيباتِ، فإنَّ ذلك قد يؤدِّي إلى التعودِ على النعمةِ، ومَن اعتادَ النعيمَ قد لا يجدُهُ أحيانًا فلا يستطيعُ العيشَ بدونِه، فيسخطُ على عيشهِ فيقعُ في المحظورِ، وأنَّ مَن منعَ نفسَهُ مِن الطيباتِ قد يؤدِّي بهِ إلى التكلفِ، المؤدِّي إلى الخروجِ عن السنةِ النبويةِ المطهرةِ، ويخالفُ منهجَ سيدِ المرسلين.

والتشديدُ في العبادةِ يؤدِّي إلى المللِ، وملازمةُ الاقتصارِ على الفرائضِ وتركُ النوافلِ يؤدِّي إلى الكسلِ، وعدمِ النشاطِ في العبادةِ، وخيارُ الأمورِ أوسطُهَا، وأرادَ ﷺ بقولِهِ: « فمَن رغبَ عن سنتِي » أي: عن طريقتِي « فليسَ منِّي » أي: ليس من أهل الشريعة الإسلامية السهلة. بل الذي يتعين عليه أنْ يفطر ليقوى على الصوم، وينام ليقوى على القيام، وينكح النساء ليعف نظره وفرجه، وقد يقع المتشدد في المحظور، إنْ ظن أنَّ طريقته في العبادة أرجح مما كانت عليه عبادة رسول الله ﷺ فيكون معنى قول رسول الله ﷺ: « فليس مني » أي: ليس من أهل ملتي؛ لأنَّ اعتقاد ذلك يؤدي إلى الكفر عياذًا بالله. [ سبل السلام، للصنعاني].

ومن الجميل أنَّ النبي ﷺ قطع الطريق على المتنطعين، والمنحرفين، ودعاة العنف والتطرف والتشدد، ولو كان ذلك في العبادة، ولم يخلوا زمن من هؤلاء حتى زمن النبوة خير جيل عرفه التاريخ، الذي عاش فيه أصحابه الأكارم الذين اصطفاهم الله تعالى من خلقه، فكانوا خير أصحاب لخير نبي، في بناء خير دين لخير أمة أخرجت للناس.  

فأخرج مسلم في صحيحه، أنّه لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ نَاسًا فِي الْقِسْمَةِ، فَأَعْطَى الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى أُنَاسًا مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ، وَآثَرَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْقِسْمَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: وَاللهِ، إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا عُدِلَ فِيهَا وَمَا أُرِيدَ فِيهَا وَجْهُ اللهِ، قَالَ فَقُلْتُ: وَاللهِ، لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ، قَالَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ حَتَّى كَانَ كَالصِّرْفِ، ــــ أي تغير من شدة الغضب ــــ ثُمَّ قَالَ: « فَمَنْ يَعْـــدِلُ إِنْ لَمْ يَعْــــدِلِ اللهُ وَرَسُـــولُهُ »، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَـــذَا فَصَبَرَ ».

وهنا تجلت عظمة النبي في تطبيق شرعه، والقيام بما طلبه منه ربه، حينا أخبره بهذه الآية الكريمة، ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُــرْ بِالْعُـرْفِ وَأَعْــرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾. [الأعـــراف: 199].

قال العلماء: لما نزلت هــذه الآيـة الكريمة، قال رســــول الله : يا جبريل، ما هذا؟ قال: ما أدري حتى أسأل العالِم! فلما سأل جبريل ـــ عليه السلام ـــ ربه، قال: يا محمد، إنَّ الله يأمرك أنْ تَصِل مَن قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك. [ تفسير الطبري ].

فما انتقم رســـول الله لنفسه قـط، إلا أنْ يكون لله فينتقم لله، وما ضرب بيده شيء قط لا خادمًا ولا امرأةً ولا دابةً، وكان ميزان عدل في هذه الدنيا، وصورة مضيئة للإسلام الصحيح الذي ينبغي أنْ يكون منهج حياة لا عنف فيه، ولا تكبر، ولا تعال، ولا تفاضل، ولا معصية، ولا انتهاك للحرمات ــ صلى الله عليه وسلم.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 8 سبتمبر 2023م :

ثانيـًا : نماذج من أحــوال رسـول الله مع ربه.

كانت حياة رسول الله ﷺ مشرقة بالبهاء والجمال والرحمة والوفاء، والموازنة بين كافة الحقوق، فيؤدي حق ربه، وحق أهله، وحق سائر الناس، لكن حق الله في مقدمة الحقوق، فكان يحدث أهله، ويكون في خدمتهم فإذا حضرت الصلاة ترك ما في يده ولبى نداء ربه، وكان يقتطع من مضجعه، ومستراح جسده في غياهب الظلمات، والبرد القارص وقتًا يختلي فيه بربه، يستجلب رضاه، ويدعو فيه لأمته، ويشكره على ما أولاه من الرعاية والكرم، فتقول أمنا عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ:  لَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي، قَالَ: « يَا عَائِشَةُ ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي ». قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَكَ، وَأُحِبُّ مَا سَرَّكَ، قَالَتْ: فَقَامَ فَتَطَهَّرَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، قَالَتْ: فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ، قَالَتْ: ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ، قَالَتْ: ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الْأَرْضَ، فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ؟، قَالَ: « أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا، لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ، وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا، وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ﴾. [ آل عمران: 190]. [ صحيح ابن حبان وغيره ].

والمقصود من هذا الكتاب الكريم جذب القلوب والأرواح عن الاشتغال بالخلق إلى الاستغراق في معرفة الحق، فلما طال الكلام في تقرير الأحكام والجواب عن شبهات المبطلين عاد إلى إنارة القلوب بذكر ما يدل على التوحيد والألوهية والكبرياء والجلال، فذكر هذه الآية. [تفسير الرازي].

كان رسول الله ﷺ أكثر عباد الله امتثالاً، وأحسنهم حالًا، حتى بكى من شدة الفرح بموعود الله، وجمال الانقياد لأمر الله، فوجد راحته في المناجاة، وكان يتوجه إلى الله بوجهه وقلبه، حتى استشعر حلاوة ذلك، فبكى بكاء رحمة وفرح، فالعبد يبكي من شدة الفرح، ويبكي من شدة الحزن، لكن شتان بين دمعة ودمعة، فدمعت الحزن تذبح القلب، وتقلق النفس، وتوهن البدن، أما دمعة المناجاة فباردة ترطب القلوب، وتريح النفوس، وتبعث الأمل، لا سيما إذا كانت من خشية الله، فهو يقبل على عباده، وهم بين نائم، ومسامر، وعاص، ينزل إليهم كل ليلة، ثم يناديهم، كما عند مسلم، يقول رسول الله : « إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ، أَوْ ثُلُثَاهُ، يَنْزِلُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ ».

فكان يقوم ليلبي نداء ربه، وليعلم أمته الطريق إلى النجاة، وهو أن يقبل العبد على مولاه، ويسأله بما أحب من خيري الدنيا والآخرة، لا سيما في جوف الليل، في ساعة السحر، والناس في غفلاتهم. فإنَّ أهل المحبة إذا جنَّهم الليل، افترشوا أقدامهم، ودموعهم تجري على خدودهم بين راكع وساجد، فإذا أشرف المولى جل جلاله عليهم، قال: يا جبريل، بعيني من تلذذ بكلامي، واستراح إلى مناجاتي، واني لمطلع عليهم، أسمع كلامهم، وأرى حنينهم، وبكاءهم، فنادِهم يا جبريل، وقل لهم: ما هذا الجزع الذي أرى بكم؟ هل أخبركم مخبر أنَّ حبيبا يعذب أحبابه بالنار؟ لا يليق هذا بعبد ذميم، فكيف بالملك الكريم؟! فبعزتي لأجعلن هديّتي إليهم أنْ أكشف لهم عن وجهي الكريم، فأنظر إليهم وينظرون إليّ. [بحر الدموع، لابن الجوزي].

وكان شديد الخشية من ربه، فلا يتكلم إلا بخير، يقول هند بن أبي هالة، عن مجلس رسول الله : كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر، ولا يوطن الأماكن، وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، يعطي كل جلسائه نصيبه، لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف، ومن سأله حاجة لم يرده الا بها أو بميسور من القول، وقد وسع الناس منه بسطة وخلقه، فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حكم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم، ولا تنشئ فلتاته، متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى، متواضعين يوقرون فيه الكبير ويرحمون الصغير، يؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب. [المعرفة والتاريخ، ليعقوب ].

فاللهم أحينا على سنته، وأمتنا على ملته، واحشرنا تحت لوائه، وارزقنا شفاعته يوم العرض عليك يا رحم الراحمين .. واجعل اللهم مصر أمنا أمانا ووفق أهلها وولاة أمورها إلى ما فيه الخير والصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين.. اللهم آمين.

بقلم/ مسعود عرابي .. مدرس الفقه المقارن بجامعة الأزهر.

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى