خطبة الأسبوعخطبة الجمعةعاجل
خطبة الجمعة بعنوان : (أنت عند الله غال) د عبدالعزيز موسي الدبور
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة القادمة ان شاءالله تعالي في 2024/11/22 د عبدالعزيز موسي الدبور
بعنوان : (أنت عند الله غال)
* اهتمام الاسلام بالنفس البشرية:
= دعى الإسلام أتباعه للحفاظ على حرمة النفس البشرية
وشرع العديد من الأحكام والحدود التي تدل على اهتمام الإسلام بالنفس البشرية والمحافظة عليها.
فمن ذلك:
1 =التأكيد علي حرمة الدماء:
– فمن أهم المبادئ والأسس التي تضمنتها خطبة الوداع :
– قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(أيها الناس إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت اللهم فاشهد).
-وفي الحديث: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).
2=اهتمام الاسلام بنعمة الصحة:
فالإسلام يدعو أتباعه إلى ضرورة الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية
فنعمة الصحة من اعظم نعم الله تعالي علي عباده وهي تستوجب شكرالله عزوجل
– ففي الحديث: (نعمتان مغبون ( مغلوب )فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)
– وفي الحديث : ( من أصبح منكم امنا في سربه معافي في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)
فالاسلام اهتم بالصحة وأوجب المحافظة عليها حماية للنفس البشرية من الهلاك.
* فمن وسائل صيانة للنفس البشرية سواء بالوقاية او بالعلاج :
أولا: الأخذ بأسباب الوقاية والحيطة والحذر:
قال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) البقرة 195
-وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم) النساء 71
وقال تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما).
ثانياً: جعل الإسلام من وسائل المحافظة على صحة الإنسان الجسدية والنفسية: (طلب العلاج):
فعن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- عن النبي- صلى الله عليه وسلم -:
قال: (تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع معه شفاء إلا الهرم).
الهرم: الضعف بسبب كبر السن وأمراض الشيخوخة .
-قال تعالى عن سيدنا زكريا -عليه السلام -: (أذ نادى ربه نداء خفيا: قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ….).
ثالثا: بين الإسلام أن صحة الأبدان من المقاصد الشرعية التي هي:
حفظ الدين -حفظ النفس- حفظ العقل- حفظ النسل- حفظ المال.
رابعا: حظر الإسلام من التناحر والتعادي والتقاتل:
فقال -صلى الله عليه وسلم-:
(لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض).
خامساً: إن الله تعالى أنزل أشد العقوبة بمرتكب جريمة قتل النفس بغير حق:
– قال تعالي :(ومن يقتل مؤمنا متعمدا……)
سادسا:وجعل الله تعالي حرمة دم المسلم أعظم من الكعبة:
ففي الحديث لزوال الدنيا اهون عند الله من قتل رجل مسلم)
وفي الحديث: (لأن تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من ان يراق دم امرئ مسلم)
– وقد نظر رسول الله صلي الله عليه وسلم الي الكعبة فقال:
(لاله الاالله ماأطيبك واطيب ريحك واعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة منك ان الله عزوجل جعلك حراما وحرم من المؤمن ماله ودمه وعرضه)
سابعاً: والإسلام جعل ازهاق النفس الواحدة ازهاق للأنفس جمعاء
كما جعل إحياء النفس إحياء للناس جميعا:
قال تعالى: (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) المائدة 32
ثامناً: شرع الله تعالى القصاص والحدود والديات:
-حفاظا على الأرواح.
-وزجرا للمعتدي.
-قال تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) البقرة 179.
لذا جاء التحذير الالهي: ( ولاتقتلوا النفس التي حرم الله الابالحق)
تاسعا : الإسلام شرع الرخص في العبادات حماية للنفس وعدم تحملها ما لا تطيق كما قال تعالى:
-(لا يكلف الله نفسا الا وسعها) البقرة 286.
-(لا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها).
-(يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا) النساء 28.
=ومن ذلك:
-رخصة الفطر في رمضان للمسافر والمريض:
-(فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) البقرة 185.
-ومنها: الجمع بين الصلوات في حال السفر والمرض…
إلى غير ذلك من الرخص التي شرعت حماية للنفس البشرية والخوف عليها من كل ما يجهدها.
-فالهدف من الرخص الشرعية في الإسلام هو رفع الحرج والمشقة والمحافظة على الأنفس.
عاشرا: والله تعالى جعل من مؤهلات الملك الصحة والعافية والعلم النافع:
قال تعالى عن طالوت: (… ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم) البقرة 247.
= وإذا اجتمعت الكفاية والصحة والأمانة في القائم بأمر من الأمور فقد تم المقصود وتحقق المراد.
-وقد جاء في القرآن على لسان ابنة شعيب عن نبي الله موسى -عليه السلام-: (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين).
-فالواجب على المسلم حمد الله وشكره على الصحة فخير ما أعطي العبد في هذه الدنيا بعد اليقين: (الصحة والعافية)
-فعن أبي بكر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: (سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية).
-فالصحة نعمة من أعظم نعم الله على عباده:
-ففي الحديث: (من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا).
-وعلمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نقول عندما نرى مبتلى:
-عن أبي هريرة – رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من رأى منكم مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء).
قال العلماء: يقول هذا الذكر سرا بحيث لا يسمع المبتلى.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين