خطبة الأسبوعخطبة الجمعةعاجل

خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف : ونغرس فيأكل من بعدنا

خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف : ونغرس فيأكل من بعدنا ، بتاريخ 4 ذو القعدة 1446 هـ ، الموافق 2 مايو 2025م

 

(ونغرس فيأكل من بعدنا) موضوع خطبة الجمعة القادمة
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة ٢ مايو ٢٠٢٥م، الموافق ٤ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ بعنوان: “ونغرس فيأكل من بعدنا”، وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو: التوعية بفضيلة الإتقان في كل شيء، وأثر ذلك في تقدم الأمم .

والإتقانُ والجودةُ والتميزُ مِن أهمِّ الصفاتِ التي يجبُ أنْ يتحلَّى بهَا الصانعُ، ولقد لفتَ الحقُّ سبحانَهُ أنظارَنَا إلى الإتقانِ، حيثُ خلقَ سبحانَهُ كلَّ شيءٍ بإتقانٍ معجزٍ، يقولُ تعالي: (صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِىٓ أَتْقَنَ كُلَّ شَىْءٍ ۚ إِنَّهُۥ خَبِيرٌۢ بِمَا تَفْعَلُونَ)، وأوجبَ علينَا سبحانَهُ الإحسانَ في كلِّ شيءٍ، يقولُ سبحانَهُ: (وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، ويقولُ نبيُّنَا (صلَّي اللهُ عليه وسلم): (إنَّ اللهَ كتبَ الإحْسَانَ علَى كلِّ شيءٍ).

وقد عرفَ عهدُ نبيِّنَا عددًا مِن المهنِ والحرفِ والصناعاتِ الذي سجلَ جانبًا منها أبو الحسنِ الخزاعي في كتابِهِ: تخريجُ الدلالاتِ السمعيةِ على ما كانَ في عهدِ رسولِ اللهِ مِن الحرفِ والصنائعِ والعمالاتِ الشرعيةِ، منها: مَن كان يعلمُ الطبَّ في عهدِ الرسولِ (صلَّي اللهُ عليه وسلم)، كما ذكرَ النساجينَ، والخياطينَ، والنجارينَ، والحدادينَ، والصواغينَ، والدباغينَ، والخواصينَ، والبنائينَ، والتجارَ، وضَمَّنَ الكتابَ فصلينِ كاملينِ أحدهُمَا للحرفةِ والآخرُ للصناعة.ِ

والصانعُ المتقنُ يدفعُهُ إيمانُهُ باللهِ (عزَّ وجلَّ) ومراقبتُهُ لهُ إلي تجويدِ عملِهِ، والتَّمَيّزِ فيهِ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ:  (وَمَا تَكُونُ فِى شَأْنٍۢ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْءَانٍۢ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَا فِى ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكْبَرَ إِلَّا فِى كِتَٰبٍۢ مُّبِينٍ)، كمَا أنَّهُ يمتثلُ أوامرَ اللهِ (عزَّ وجلَّ) حيثُ يقولُ تعالي: (وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)، ويقولُ نبيُّنَا (صلَّي اللهُ عليه وسلم): (إِنّ اللَّهَ يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ).

ومِن إتقانِ الصانعِ سرعةُ إنجازِهِ عملَهُ في موعدِهِ، وهذا شأنُ الصُّناعِ في المجتمعاتِ المتحضرةِ، كمَا أنَّ وفاءَ الصانِعِ بعملِهِ في الموعدِ المحددِ لهُ صفةٌ كريمةٌ تدلُّ علي شرفِ النفسِ وقوةِ العزيمةِ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: (وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ العهد كَانَ مَسْؤُولاً)، وقد أمرَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) بهَا، وامتدحَ بهَا عبادَهُ المؤمنين، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)، ويقولُ تعالَي: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُون)َ.

علي أنَّنَا نؤكدُ أنَّهُ لن يحترمَ الناسُ دينَنَا ما لم نتفوقْ في أمورِ دنيَانَا، فإنْ تفوقنَا في أمورِ دُنيانَا احترمَ الناسُ دينَنَا ودُنيانَا، وأنَّ الاقتصادَ القويَّ يعنِي دولةً عزيزةً شامخةً، ذاتَ مكانةٍ، وذاتَ كفايةٍ ذاتيةٍ، وهو ما تسيرُ عليهِ بفضلِ اللهِ مصرُنَا العزيزةُ في جمهوريتِنَا الجديدةِ.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى