عاجل

هذا هو الإمام فلم تبخلون عليه ؟؟؟!!!!

إذا كان المشتغلون بالتربية والتعليم يقولون بعد دراسة وخبرة ومعاناة : إن المعلم هو العمود الفقري في عملية التربية ، وهو الذي ينفخ فيها الرُّوح ، ويُجري في عروقها دم الحياة . مع أن في مجال التعليم والتربية عوامل شتى ، ومؤثرات أخرى كثيرة ، من المنهج إلى الكتاب ، إلى الإدارة ، إلى الجوِّ المدرسي ، إلى التوجيه أو التفتيش ، وكلها تؤثر في التوجيه ، والتأثير بنسب متفاوتة ، ولكن يظل المعلم هو العصب الحي للتعليم . فماذا يقول المشتغلون بالدعوة والإرشاد في شأن الداعية ومبلغ أثره ، وهو العامل الفذ ، الذي ينفرد بالتأثير والتوجيه في عملية الدعوة ؟ إذ لا يشاركه في ذلك – عادة – منهج موضوع ، ولا كتاب مقرر ، ولا جوّ ، ولا إدارة ، ولا توجيه . فالداعية وحده هو – في غالب أمره – الإدارة والتوجيه والمنهج والكتاب والمعلم ، وعليه وحده يقع عبء هذا كله .

إن الداعية هو الذي يعمل على تحرير الإنسان من أغلال الحجر العقلي وسيطرة التبعية العمياء ، وتربيته على حرية الفكر واستقلال الإرادة ليكمل بذلك عقله ويستقيم تفكيره ، ويُكمل له شخصيته وإنسانيته .

إن الداعية هو الذي يمثل الوعاء للفكر الإسلامي ، هو الذي يمتلك عقلية عصرية ، هو الذي يقوم بالتركيز على القضايا المتعلقة بهموم الناس اليومية – أي الجانب الحياتي – بالإضافة إلى الجانب الدعوي انطلاقاً من أن الدين عبادات ومعاملات ومنهج حياة .

إن الداعية هو من يقوم بصياغة الحياة العامة متحررة من أشكال الجمود والتقليد والمحاكاة ، أو ما يقيد الانطلاق نحو التطور والتقدم .

إن الأصل في الإمام أن تتوافر فيه صفة الاجتهاد ، بحيث يكون صاحب فكر من خلاله يكون كالجسر الذي يوصل بين متغيرات العصر وبين الدين ، فالداعية يتعرض للكثير من المسائل والقضايا والأحداث والطوارئ ؛ مما يلزمه بأن يكون صاحب عقل مفكر ، فالفكر هو الجسر الذي يوصل بين متغيرات العصر وبين الدين ، بين الواقع المعيش وبين الشرع . فكيف إذا ترك الإمام مكانه ؟ من يفتي الناس ؟ ومن يهديهم إلى سواء السبيل ؟ ومن يأخذ بأيديهم إلى الطريق القويم ؟ ومن يثريهم بالفهم الواعي المستنير لحقيقة الدين ؟

هذا هو الإمام … فلم تبخلون عليه بما يجعله يعيش حياة كريمة ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى