مصــر

«أخونة السلفية».. «برهامي» يبحث «تسليح أنصاره»بدعوي «حماية المقار».. فتاوي تحريم انتخاب «مرشحي الأحزاب العلمانية» تعود لـ”الأضواء”..الدعوة تستعين بـ«سعد الدين إبراهيم» لتنفيذ سيناريو «البديل الإخواني»

«الزحف الهادئ».. إستراتيجية جديدة قرر أبناء الدعوة السلفية وحزبها «النور» تطبيقها، في إطار سعيهم،الذي لا يتوقف نحو السلطة، ليكونوا بديلًا للإخوان على الساحة السياسية، ما يفسر أن انعزال رجال الشيخ ياسر برهامي عن الإخوان لم يكن بالدرجة الأولى لمصلحة الشعب، بقدر ما كان صراعًا واضحًا على الكراسي السياسية.

ولعل الأمر المتوافق عليه أن الإخوان والسلفيين وجهان لعملة واحدة يحملان نفس الأفكار والمفاهيم والأهداف، وإن اختلفت وسائل التنفيذ.. وعقب ثورة 25 يناير مالت الدعوة السلفية إلى الجانب الإخواني إلى أن وصلوا للسلطة، وعندما شاهدوا غضب الشعب والرغبة في التخلص منهم بعد محاولات أخونة الدولة أرادوا تحقيق حلمهم في أن يكونوا بديلا للإخوان بالنظام الجديد.
آخر أوراق السلفيين كشفها الدكتور سعد الدين إبراهيم- رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، عندما تحدث عن مطالبة رموز سلفية له بالتوسط لهم لدى الرئيس السيسي ليكونوا بديلًا للإخوان على الساحة السياسية، وهذه الورقة خير شاهد على سعيهم نحو السلطة، رغم محاولة السلفيين إنكار ذلك واتبعت الدعوة السلفية نفس نهج حليفتها القديمة في هذا الدور بعد انتهاء حلم عودة الجماعة، فسعوا لاستخدم نفس نهج أحفاد حسن البنا.«إعانات.. زيت وسكر»
وفي إطار الاستعداد للانتخابات البرلمانية، لجأت الدعوة السلفية إلى أساليب جماعة الإخوان في التقرب للفقراء وتوزيع الزيت والسكر وبعض السلع التموينية عليهم لضمان أصواتهم، بل إن أمناء الحزب بالمحافظات أعدوا كشوفًا بأسماء الفقراء في القرى والمراكز وتخصيص مبالغ مالية لهم.
إلا أن الدعوة السلفية وحزب النور سارعوا بإنكار اتباعهم النهج الإخواني في توزيع السلع على المواطنين قبل الانتخابات بدعوى أن الدعوة تمارس الأنشطة الخيرية منذ تأسيسها من خلال تبرعات رجال الأعمال وأهل الخير من رجال الدعوة.

«تحريم الأحزاب العلمانية»
ولضمان تحقيق مرشحي الدعوة السلفية وحزب النور لأهدافهم بتشكيل الحكومة القادمة، وفي ظل التحالفات التي تجرى على الساحة، عمد حزب النور إلى استخدام سلاح الدين في السياسة.. وقالت مصادر بالدعوة لـ«فيتو» إن قيادات بحزب النور أصدرت تعليمات لأمناء المحافظات باستخدام 600 مسجد في الدعوة لمرشحي الحزب من خلال الدروس والخطب الدينية.
المصادر ذاتها، أكدت أن الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية طالب مشايخ الدعوة والحزب بتحذير المواطنين من انتخاب مرشحىبعض التحالفات التي تم الإعلان عنها خشية حصول أحداها على الأغلبية البرلمانية واتجاهها لوضع قوانين تميل للعلمانية، بل إنه طالب بنشر فتوى بين المواطنين تتمسك بأن «انتخاب مرشحي الأحزاب العلمانية حرام شرعًا»، على غرار فتاوى سابقة تحدثت عن أن انتخاب فلول الحزب الوطني حرام في مواجهة مرسي.
وفي إطار استكمال المخطط، نظم حزب النور معسكرات ودورات تدريبية للشباب والسيدات لتدريبهم على حشد الناخبين في العمرانية بالجيزة وتوزيع السلع على المواطنين، مروجين شائعات حول الليبراليين بأنهم لا علاقة لهم بالدين ويشجعون على الزنا باعتبارهم التحرش مجرد جريمة، وهذا المخطط كان فرصة لتحالف خفي بين السلفيين وباقي التيارات الإسلامية، خلال الانتخابات المقبلة.

«ميليشيات السلفيين»
سيناريو رجال الدعوة السلفية لم يتوقف عند الزيت والسكر، لكن البعض يتحدث عن خطة شبيهة بإجراءات إخوانية سابقة قبل كل انتخابات شاركت الجماعة فيها، بدأت بالتقدم بطلب للواء محمد إبراهيم وزير الداخلية للموافقة على إصدار تراخيص حمل أسلحة لشباب الدعوة بالمحافظات للدفاع عن أنفسهم ضد الهجمات التي قد تقودها جماعة الإخوان ضدهم وتسليح جماعات لحماية المقار، خصوصًا بعد محاولة الاعتداء على الدكتور ياسر برهامي أثناء عقد قران بالعمرانية. وذكرت المصادر أن الموافقة الأمنية تعني منح الدعوة السلفية وحزبها النور شرعية تكوين ميليشيات مسلحة تسعى في مرحلة مستقبلية لفرض إرادتها بالسلاح مثلما فعل الإخوان عبر «الفرقة 95»، والتي كان يقودها أسامة ياسين وزير الشباب الأسبق، لافتة إلى أن الدعوة السلفية تريد الحصول على السلاح بشكل شرعي.
من جانبه، أكد العميد حسين حمودة الخبير الأمني، أن مطالب شباب الدعوة السلفية لا يمكن الموافقة عليها، لأنها تعني الموافقة على وجود ميليشيات مسلحة بالبلاد، ما يساعد على نشر الفوضى وإشعال حرب أهلية بين المواطنين، وإذا كان السلفيون يريدون التصدي للإخوان فيكون من خلال الفكر والدين، أما مسألة حمايتهم فهي من اختصاص وزارة الداخلية.
وكشف حمودة أن الدعوة السلفية والإخوان يتبعان منهجًا واحدًا والاختلاف بينهم ليس في المنهج أو التفكير، وإنما في طريقة التنفيذ، ومن هنا الخلاف بينهما مؤقت ومطالب شباب الدعوة السلفية بحمل السلاح تشعل فتنة في البلاد، لأنها ستعطي الفرصة لمواطنين للمطالبة بحمل السلاح مثل السلفيين.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى