الأئمة المتميزون
نشرت صحيفة الجمهورية في عددها الصادر اليوم الجمعة 27 / 11 / 2015م مقالا متميزا للصحفي الكبير الأستاذ / فريد إبراهيم تحت عنوان : ” الأئمة المتميزون ” ، وهذا نص مقاله :
ما تقوم به وزارة الأوقاف من فرز للأئمة للوقوف علي المميزين منهم سواء الحاصلون علي درجات علمية فوق الليسانس أو غيرهم أمر يستحق التحية والاهتمام.
ذلك لأنها استطاعت في فترة وجيزة ان تقدم مجموعة جيدة من شبابها العلماء الي وسائل الإعلام قادرين علي سد الفراغ الثقافي الذي كان شاغراً لفترة طويلة ولم يكن يشغله إلا هواة يهتمون بالدعوة وكثير منهم كان يمثل جهات معينة ينطق بلسانها ويتبني فكرها في غياب من الثقافة الأزهرية الصحيحة.
والحق ان تجربة تقديم شباب الدعاة الواعد ليس جديداً فقد كانت تجارب سابقة تعتمد علي الصدفة في كثير من حالاتها حتي قرر الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق أن يختار المتميزين من شباب الدعاة ليتولوا مسئولية المساجد الكبيرة ونجح بالفعل بعد أن جعل اختيار الإمام مبدئياً من خلال مسابقة ثم اختار المتميزين من بين المختارين ليكونوا في المساجد الكبيرة بعد ان كان يشغلها المسنون ثم خطا الدكتور زقزوق خطوة أوسع من خلال اقامة دورات تدريبية للحاصلين علي الدكتوراة والماجستير من أيسر نتائجها عملية التلاقي العلمي بين هؤلاء النخبة وهو أمر من شأنه اثراء الثقافة والوعي بالقضايا وابتكار حلول جيدة لقضايا كثيرة أما الجديد فيما تم مؤخراً ان الدكتور محمد مختار جمعة الذي جاء الي الوزارة مدركاً أهمية الإعلام وخطره في الوصول الي قطاعات كبيرة حرص ان يقدم النابهين من الأئمة إلي الإعلام فلا يظلوا حبيسي مساجد محدودة الأعداد ويظل الفضاء من نصيب الهواة الذين يمثلون في أغلبهم جهات معينة لها ثقافتها المختلفة عن الثقافة الأزهرية الوسطية ولها خطابها الذي كان له أثره الكبير في كثير من المشكلات التي عاني منها المجتمع المصري.
لذا سار الوزير في خطين متوازيين هما اقامة بروتوكولات تعاون مع الأجهزة الإعلامية والبحث عن متميزين يقدمهم لهذه الوسائل الثقافية فيوفر عليها جهد البحث ونجح بالفعل حتي أصبح العثور علي عالم أزهري لديه وعي بالقضايا المثارة وبواقع المجتمع فضلاً عن المعلومة الدينية التي تحتاج منه انزالها علي الواقع أمراً ميسوراً لدي الإعلامي الذي كان يعاني كثيراً في اكتشاف أمثال هؤلاء العلماء كما ضاقت علي الهواة الساحة الإعلامية بعد ان انتشر فيها الأزاهرة وملؤها.
أقول هذا وأنا اتذكر ما كان من الدكتور أحمد أبودومة أحد الائمة الذين شاركوا في مؤتمر تفكيك الفكر المتطرف وكان له بحث واع في القضية الي درجة دعا المشاركون الي اعتبار هذا البحث من أعمال المؤتمر ولم يكن أبودومة وحده من الأئمة الذين كانت لهم مشاركتهم الجيدة فقد شارك آخرون.
أما ما أريد ان أدعو إليه فهو وضع آلية تحقق الاستمرارية لضخ مثل هذه النماذج التي قد تكون بداية لاتساع جهود مثل هذه النماذج عالمياً خاصة ان الوزير بدأ خطوة جديدة وهو اختيار المتميزين من الأئمة المجيدين للغات أخري غير العربية أريد ان تكون هناك آلية لا ترتبط بهمة الوزير وإنما تكون آلية ثابتة ومستمرة أما الأمر الآخر فيتمثل في اقامة دورات تدريبية مصغرة في القري والمراكز لتطوير أداء الدعاة يرعاها أساتذة الجامعة في كل محافظة أو العلماء المتميزون من الأوقاف لتكون الدورات ساحة للنقاش والتثقيف وحفزاً للاطلاع والتطوير فإذا استطعنا ان نكلف طلاب كلية الدعوة بالتدريب علي الخطابة لدي المساجد وبرعاية أئمتها علي ان يكون لذلك اعتباره في التخرج لكان الأمر أفضل ولأعددنا أئمتنا ودعاتنا مبكراً.