الداعية الإسلامى الكبير الدكتور عويس النجار رئيس مجلس أئمة كيبك إمام المركز الإسلامى الكندي :

– كندا أرض خصبة للدعوة الإسلامية.. و رمضان من الأشهر المحببة للجالية المسلمة فى كندا

– عقباتنا عدم فهم البعض لحقيقة الإسلام، وعدم المواكبة بين الأصل ومعرفة متطلبات ومتغيرات العصر

– لا بد من تطبيق فقه الواقع الذى نعيش فيه فلكل عصر آلياته وحاجاته ومتطلباته

– الواقع يحتم علينا تقديم صورة مشرقة معتدلة عن الاسلام و المشاركة والاندماج في المجتمع من غير انصهار أو ذوبان

– ننسق دائمًا مع المساجد والمراكز الإسلامية للتركيز على نشر الإسلام الوسطى المعتدل الذى يعكس صورته الحضارية

– نحاول حاليًا إعداد أجيال من الدعاة صغار السن من الذين ولدوا وترعرعوا هنا ويتقنون لغة القوم ولسانهم

– مستقبل المسلمين بكندا وأوروبا يكون بالتوحد والتواجد والعمل الجماعي والتسامح فى المختلف فيه

 

حوار : احمد نور الدين

المسلمون فى كندا يتمتعون بحقوقهم كاملة.. ومنها حقوقهم الدينية وممارسة الشعائر.. فكندا أرض خصبة للدعوة الإسلامية.. ننسق مع المساجد والمراكز الإسلامية للتركيز على نشر الإسلام الوسطى المعتدل الذى يعكس صورة الإسلام الحضارية.. مما يحتم علينا تقديم صورة مشرقة ومشرفة عن الإسلام .. العقبة الحقيقية هى عدم فهم البعض لحقيقة الإسلام .. وشهر رمضان من الأشهر المحببة لدى الجالية المسلمة فى كندا .. ذلك بعض مما أدلى به فضيلة الداعية الإسلامى الكبير الدكتور عويس النجار رئيس مجلس أئمة كيبك إمام المركز الإسلامى الكندي.. وإلى نص الحوار.

– كيف ترى حال المسلمين فى كندا وحال الدعوة الإسلامية هناك؟

حال المسلمين فى كندا، حال مرضٍ وجيد، حيث إنهم يتمتعون بجميع حقوقهم كاملة، من حقوق اجتماعية وخدمية وحقوق دينية وممارسة الشعائر، وليس هناك أى تضييق من أى نوع، وليست هناك عراقيل، أو قيود معينة فى أى شيء، والقانون يطبق على الجميع دون تمييز، أو حتى سؤال عن الهوية أو الدين. أما عن حال الدعوة الإسلامية هناك، فكندا أرض خصبة للدعوة الإسلامية، حيث إن الخطيب أو الداعية يدعو كما يشاء بشرط ألا يكون خطابه تحريضًا أو يحث فيه على العنف أو الكراهية، والدعوة الناجحة لا بد أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة ولا بد فيها من منهج الوسيطة والاعتدال وشرح سماحة الإسلام وعظمته، والدعوة لا تقتصر على المساجد فقط، إنما الأهم من ذلك، هو الدعوة فى مجال العمل حيث يكون الاحتكاك بالمجتمع احتكاكاً مباشراً، ومن هنا لا بد أن يقدم الإسلام بجانبه العملى التطبيقى، وليس النظرى أو الشكلي، والدعوة هنا تكون بالفعل والموقف، وبالسلوك الحسن الذى يجعل غير المسلم يتساءل ويفكر بنفسه فى طبيعية هذا الدين، أو على الأقل يحترم هذا الدين ويحترم معتنقيه، ويغير الصورة السلبية التى علقت فى ذهنه عن الإسلام.

– ما العقبات التى تعترى المسلمين والدعوة إن وجدت وكيفية حل هذه المشكلات؟

بالنسبة للعقبات التى تعترى المسلمين والدعوة، فمن وجهة نظرى ليس هنالك عقبات تذكر، إنما العقبة الحقيقية هى عدم فهم البعض لحقيقة الإسلام، وعدم المواكبة بين الأصل ومعرفة متطلبات ومتغيرات العصر، لأن الفتوى ارتباط بالأصل واتصال بالعصر والصلة بينهما، أيضًا لا بد من تطبيق فقه الواقع الذى نعيش فيه فلكل عصر آلياته وحاجاته ومتطلباته، هذا بالإضافة إلى عدم الإتقان لفكر القوم الأمر الذى يحول دون أداء تلك الرسالة على أكمل وجه.

– هل هناك محاولات لتذويب أبناء المسلمين فى المجتمع الكندي؟ أم هناك مشكلة فى الهوية والانتماء؟

على حسب علمى ليس هناك محاولات متعمدة لتذويب أبناء المسلمين فى المجتمع الكندي، إن هذه البلاد فيها مساحة واسعة من الحرية، لكن قد يتعرض بعض الشباب للذوبان بطريق تلقائية نظراً للمولد والنشأة والثقافة والتعليم، خاصة أن معظم الوقت يكون فى المدرسة أو الكولج أو الجامعة، وبالتالى لا بد من التأثر الذى قد يصل أحياناً عند بعض الشباب إلى الذوبان، ويبقى هنا دور الأسرة فى التقويم والتوجيه والحفاظ على عاداتها أو أعرافها، هذا الواقع يحتم علينا تقديم صورة مشرقة ومشرفة عن الإسلام، وذلك عن طريق المشاركة والاندماج فى المجتمع من غير انصهار أو ذوبان، فالمسلم له شخصيته وثقافته، كما يحتم علينا المشاركة فى الحياة السياسية والاجتماعية.

– وكيف تنظر لمستقبل الاسرة المسلمة في كندا ؟ واهم الاخطار التى تواجهها ؟

الأسرة المسلمة هي المؤسسة الاجتماعية الأولي ذات الأهمية الكبري في غرس القيم الاسلامية والانسانية ومواجهة التحديات, والأب والأم هما أصل الأسرة وهما المسؤولان عنها ولن يستقيم الظل اذا كان العود أعوجا ،والواقع الذي يعايشه المسلم في كندا ليس خيرا خالصا ولا شرا محضا ، انما هو خليط بين هذا وذاك فالذي يريد الخير يجده والذي يبحث عن الشر يجده, وكما أن هناك سلبيات هناك أيضا ايجابيات كثيرة خاصة في مجال المعاملات الانسانية والخدمات والتعليم والصحة والرعاية وحقوق الانسان والكرامة الادمية وغير ذلك من الايجابيات التي لا ينبغي علينا أن نغض الطرف عنها , والا لا نكون من المنصفين في القول ،ولكن هذه الاشياء تقابلها ضريبة قد يدفعها الانسان عند كبر الأولاد ،ان لم تكن الأسرة واعية ومتدينة ومحافظة وموجهة ومقومة.

والواقع يحتم المواجهة ، والمواجهة تكون بالعلم والمال فهما اللذان يحققان البناء والنهضة , فبالعلم والمال يبني الناس ملكهم ولن يبن ملك علي جهل واقلال, والواقع يحتم علينا تقديم صورة مشرقة معتدلة عن الاسلام ويحتم علينا المشاركة والاندماج في المجتمع من غير انصهار أو ذوبان فالمسلم له شخصيته وثقافته كما يحتم علينا المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية .

ومن الأخطار التي تواجه الجالية المسلمة ضياع اللغة العربية لغة القران ومخاوف ضياع الأولاد أصلا، وان كانت مخاوف ضياع الأولاد موجودة في كل مكان في ظل العولمة العالمية ،لكنها قد تزداد في ظل هذه الظروف والأجواء وهنا تبرز مسؤولية الأسرة من أجل الحفاظ علي الهوية الاسلامية, والأمة الاسلامية تمر بأزمة في كل ميادين الحياة أزمة اقتصادية أزمة فكرية, أزمة سياسية, أزمة ايمانية , فعلينا أن نخرج من هذه الأزمات .

أما من ناحية المستقبل فهل هو الي النجاح أم الي الضياع ؟, هل هو في طريقه الصحيح أم غير ذلك ؟, والجواب أن هذا الأمر يتفاوت من شخص لآخر ومن أسرة لأخري حسب الخلفية والثقافة والهدف والغاية، ولكن عموما المستقبل يأتي بالتوحد والعمل الجماعي والتعاون في المتفق عليه والتسامح في المختلف فيه ومواجهة الصعوبات والعمل علي ايجاد الحلول, و بالتواجد السياسي أيضا الذي نستطيع أن نخدم من خلاله الاسلام ، وتحقيق الوجود من خلال الادلاء بالرأي وتحمل المسؤولية ،وتمثيل المسلم خير تمثيل

– ما أهم المؤسسات الدعوية الإسلامية العاملة بكندا بجانب المركز الإسلامى؟ وما مدى تأثيرها هناك؟ وما حجم التعاون بينكم وتلك المؤسسات؟

فى الحقيقة ليس هناك مؤسسات دعوية متخصصة سوى المساجد والمراكز الإسلامية وبعض المعاهد، إنما هناك مؤسسات خيرية وإنسانية عديدة، تعنى بالعمل الاجتماعى العام والإنساني، أما بالنسبة لحجم التعاون بين المؤسسات الدعوية والمركز الإسلامى الكندي، فنحن دائمًا ننسق مع المساجد والمراكز الإسلامية للتركيز على نشر الإسلام الوسطى المعتدل، الذى يعكس صورة الإسلام الحضارية، ويبرز وجه الإسلام المشرق، وبين الحين والآخر نقيم بعض الندوات واللقاءات والمؤتمرات لعرض وسطية الإسلام، والتركيز على الإيجابية والمشاركة والتفاعل مع المجتمع الكندي.

– هل تحاولون الاستفادة من الإعلام فى الدعوة؟

لا يكاد يذكر نظرًا لندرة العلماء الذين يجيدون لغة القوم، حتى الذى يتقن اللغة لا تجد دراسته كافية لعرض صحيح الإسلام ومعرفة جوهره وإبراز عمقه، وبالتالى حجته تكون ضعيفة، إذ أن اللغة وحدها لا تكفي، لأن الإعلام يحتاج إلى لغة علم وخبرة وحنكة وحكمة، لذلك حاليًا نحاول إعداد أجيال من الدعاة صغار السن من الذين ولدوا وترعرعوا فى هذه البلاد ويتقنون لغة القوم ولسانهم، وبالنسبة للإذاعة المسموعة فقد وفقنا والحمد لله منذ سنوات لإذاعة الأعياد من صلاة وخطبة على الهواء مباشرة، الأمر الذى كان مفتقدًا من ذى قبل، وكان لى الشرف والحمد لله فى أداء خطب الأعياد على الإذاعة، الأمر الذى ترك أثرًا طيبًا لدى أبناء الجالية المسلمة، أما بالنسبة لشبكة الإنترنت فدائرتها أوسع فى نشر صحيح الإسلام وفى تصحيح بعض الأخطاء الشائعة عنه، وهى فى متناول الجميع.

– هل يدخل الكنديون فى دين الله أفواجًا؟

بالطبع لا يمر شهر إلا ويعتنق شخص أو اثنان الإسلام، وبعد سؤال بعضهم عن سبب اعتناقهم للإسلام، تبين أنهم قرأوا عن الإسلام أو سمعوا عنه، وغالبًا ما يكون السبب هو التأثر بموقف معين أو تصرف أو فعل إيجابي، وهذه هى الدعوة

العملية بالفعل،

– وهل دخل على يد فضيلتكم كنديون الإسلام؟

بحمد الله تعالى منذ عملى بالمركز الإسلامى الكندى فى العام 2007 أعلن على يدى عشرات الأشخاص إسلامهم، وربما لا أكون سببًا فى إسلامهم، ويرجع الفضل لمن كان سببًا فى ذلك.

– ما مظاهر شهر رمضان وطقوسه لدى الجالية الإسلامية بكندا؟ وما دور مركزكم الإسلامى فى ذلك؟

شهر رمضان من الأشهر المحببة لدى الجالية المسلمة فى كندا، حيث إنهم يقبلون بكثافة على المراكز الإسلامية، لأداء صلاة التراويح وقيام الليل، والاستماع الى تلاوات القرآن الكريم من القراء المصريين الذين ترسلهم وزارة الأوقاف المصرية والأزهر الشريف، وحقيقة الناس يستمتعون مع هؤلاء القراء سواء فى الصلاة أو التلاوات التى تعقب الصلوات، أو السهرات والأمسيات الإيمانية، هذا بالإضافة الى الإفطار الجماعى للأسر والأصدقاء والكليات المتعددة، بالإضافة الى إفطار الوحدة الوطنية الذى يقيمه أحد الأخوة الأقباط ويكون بحضور سفراء وقناصل الدول العربية والمسئولين وبعض الوزراء الكنديين ويكون لقاء جامعًا ممتعًا تسوده المحبة والمودة.

– ختامًا. كيف ترى مستقبل الإسلام فى كندا خاصة وأوروبا عامة؟

مستقبل الجالية المسلمة فى كندا وأوروبا يكون بالتوحد والتواجد والعمل الجماعي، والتعاون فى المتفق عليه والتسامح فى المختلف فيه، ومواجهة الصعوبات والعمل على إيجاد الحلول، أيضًا بالتواجد السياسى الذى نستطيع أن نخدم من خلاله الإسلام، ونحقق وجودنا فى هذه البلاد من خلال الإدلاء بالرأى وتحمل المسئولية وتمثيل المسلم خير تمثيل، وهناك إيجابيات كثيرة خاصة فى مجال المعاملات الإنسانية والخدمات والتعليم والصحة والرعاية وحقوق الإنسان وغير ذلك من الإيجابيات الحياتية يتمتع بها الجاليات الإسلامية سواء بكندا أو فى أوروبا عامة والحمد لله.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى