الدعاة بين آمال وآلام بقلم الشيخ محمود الأبيدي رئيس تحرير مجلة صوت الدعاة الأسبق
دعاة مصر بين آلام وآمال
عندما تشاهد أحبّ الناس إليك يتألم بل ويعانى من شدة الحاجة والمشقة والدعة وأنت معه لا تستطيع أن تقدّم له ما يخفّف عنه؛ فإنك حينئذٍ أنت الذي تعاني أشدّ أنواع الألم .لا لشئ إلا لأنك إنسان أو تعي معاني الإنسانية ومع ذلك لابد أن يبقى الأمل بداخلك وأن تظل تحلم بأن يخفف الله عنه هذا هو التصور الذي يشهده ويشاهده الإمام المصري الأزهري اليوم في عيون محبيه ورواده ممن يُجلونه ويقدرون مكانته ويستمعون له لا سيما وأن لهذا الإمام الأزهري حقوق وعليه واجبات ويحاول كثير من الأئمة جاهداً مع رفاقه وإخوانه في حقل الدعوة الإسلامية أن يشارك في نهضة مصر وفى صناعة الوجدان المصري في هذه المرحلة الراهنة، وهذا المنعطف الخطير، الذي تمر به بلدنا الغالية، ولما أصبحنا نحاول أن نؤدي دورنا على الوجه الأكمل بعد هذه الحرية، التي اكتسبها الشعب المصري من نفسه لنفسه صار لزاماً علينا أن نعاون في بناء الوطن ليقف على قدمين ثابتتين، ومن هنا بدأت وبدأ رفاقي من دعاة الأزهر الشريف الوسطيين أن نطالب الناس بالبناء والعمل وألا يُخون بعضنا بعضاً وأن ننظر إلى ماضي مصرنا الحبيبة بمنطق مريح من ألفاظ القرآن (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون) ، فقررت وقرر معي الكثيرون من زملائي الدعاة إلى الله ألا أنظر إلى الماضي فأحزن وألا أخاف من المستقبل فأفشل، بل سنترك همومنا فنفرح ونتوكل على الله ربنا فنفلح لكننا مازلنا نعانى ونعيش بين آلام وآمال آلامنا تكمن في مطالبنا وهى مؤازرتنا والنهوض بمستوانا المادي والمعنوي.. وتكون لنا كرامة وحصانة وما نطلبه أيها السادة الكرام ليس بدعاً من القول وليس غصباً لحقوق الآخرين.. وإنما هو حق مكفول لنا ليس أقل من حصولنا عليه.. ولأن الدعاة هم حملة مشاعل النور وبمقدورهم المساهمة في صناعة الوجدان المصري في مرحلتنا الفاصلة والفارقة.. والحاجة إلى مجهود هامة وضرورية.. وأعتقد أن من بديهيات تحملهم لهذه المسئولية هو استقرارهم مادياً ومعنوياً نطالب أيضًا بأن تكون لنا حصانة ومكانة وهيبة وكرامة لا تُنتهك ولن يكون إلا بوجود نقابة للدعاة حقيقة تُنهى الوهم والصراع الذي عاش فيه أئمة الأوقاف المصرية على مدار عامين متتاليين لتحمينا وتجمع شملنا وتوحد صفوفنا على اختلاف ألواننا وانتماءاتنا ليكون ولاؤنا للأزهر الذي يتفاخر به العالم والوسطية منهجه ولكننا لازلنا نعيش مرارة الآلام والقوانين العمياء بل والعبث بمقدرات الأئمة وحقوقهم نعيش أملاً في الله قبل كل شئ ونتمنى أن تزولا الآلام ، وأن نكون أوفياء لمصر محبين لها عاملين على نهضتها وبنائها عرضت ما في نفسي وما يدور بخلدي كتبه قلمي، لكنه كلام خرج من نبضات قلبي وأعماق وجداني وسواكن ضميري ويعلم الله أنني ورفاقي ومنهم الأساتذة والرموز بل والقمم الشامخة في سماء الدعوة المصرية نتمنى النهوض بمصر ومستقبلها وأن نراها آمنة مطمئنة أتمنى وأنا اكتب مقالي هذا أن تنتهي الغُصة التي تملأ حلق كل إمام غيور يخدم دعوته بحق ويعمل في حقل الدعوة على أنها رسالة وليست وظيفة لكننا نتمنى أن لانسمع عنا كلاماً يؤلمنا بينما نرى الناس يحملوننا فوق الرؤوس ويستمعون إلينا بفهم وإنصات وحب فهل ستنتهي الآلام وتتحقق الآمال ؟؟!!
والله من وراء قصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
محمود محمد الأبيدي