عاجل

الدكتور محمد داود يكتب : هل حقًا نسبة الإرهاب للإسلام؟

 سألنى صاحبى: هل حقًا نسبة الإرهاب للإسلام؟
 قلت يا عزيزى: لمعرفة الحقيقة يجب أن نفرق بين الدين وبين أفعال البشر، و استخدام السياسة للدين فى تحقيق مصالحها.
فالدين بوصفه وحيًا إلهيًا ينظم حياة البشر وبين البشر أنفسهم وأفعالهم ، فالدين الإسلامى لايدعو إلى عنف أو إرهاب وإنما يدعو إلى الرحمة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] ، ويدعو إلى العفو {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف :199] ، {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور : 22] و يدعو إلى السلام (فتحية الإسلام : السلام عليكم ورحمة الله ) واسم الله السلام، والجنة اسمها دار السلام، ونختم الصلاة بـــ : السلام عليكم ورحمة الله، ونفتتح سور القرآن بالبسملة التى فيها اسمان من أسماء الله الحسنى : الرحمن والرحيم .
 فسألنى صاحبى: لكن القرآن أمر بالقتال؟
 فأجبت يا عزيزى: القتال في الإسلام لمواجهة المعتدى والظالم {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ( 39) } [الحج ] .
أما قوله تعالى: {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ} فقد جاء في سياق سورة التوبة التى تتحدث عن قوم لا يلتزمون مع المسلمين بعهد، ولا يراعون أى صلة من جوار ولا قرابة، وهم الذين بدأوا المسلمين بالقتال ، وكل الشرائع و كل العقول يا ولدى تؤكد حق دفع الظلم والعدوان ومقاومة المعتدى.
 فسألنى صاحبى: لكن القرآن أمر بإعداد القوة للإرهاب؟
 فأجبت، يا عزيزى: قوله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال : 60] هو بالمعنى المعاصر بناء القدرة للدولة (علمية وسياسية واقتصادية وعسكرية إلخ)..
وقوله تعالى{تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} بالمعنى المعاصر أن يكون للمسلمين قوة ردع تمنع المعتدى من العدوان علينا.يعنى لإرهاب العدو، وليس لإرهاب المسالمين والمدنيين
ثم تأمل ياعزيزى وتدبر آية في القرآن تحسم لك كل الشكوك التى يثيرها الخصوم… وهى قوله تعالى: { وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ } [التوبة : 6] يعنى لم يقل له وهو ضعيف لاجىء إلى حماية المسلمين ، لم يقل له اترك دينك واعتنق دين الإسلام بل قال له : اعرض عليه الدين من باب حب الخير للناس ومعرفة الحق الذى أمر به الخالق … ولا تكرهه على شىء … فله الخيار ، ثم أبلغه مأمنه…
– والقرآن منع الإكراه على الإيمان، قال تعالى: { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } [البقرة : 256].
وللمسلمين في ذلك مواقف خالدة فهذا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عند فتح مكة واصدار العفو العام عمن أساءوا إليه وحاولوا قتله … وسار على النهج سيدنا عمربن الخطاب عند فتح بيت المقدس … وهكذا …
فإلصاق ما يحدث من عنف بالإسلام ليس صوابا ولا حكمًا علميًا يستند إلى دليل صحيح.
اللهم رد الناس جميعًأ إلى الحق والصواب والعدل واهدهم إلى صراطك المستقيم. والحديث موصول يا ولدى لبيان الحقائق فالإسلام لا يخشى النقد، بل اعتمد لغة الحوار التى تقوم على الدليل العقلى والعلمى.  لمزيد من التفاصيل راجع: موسوعة بيان الإسلام الرد على الشبهات . www. bayanelislam.net (دعوى إباحة الإسلام الاغتيال والإرهاب)

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى