بحث عن تفعيل قيم المواطنة على مستوى الفرد و الأسرة والمجتمع . إعداد – الداعية / منال عبد المجيد محمود المسلاوى .
بحث عن تفعيل قيم المواطنة على مستوى الفرد و الأسرة والمجتمع .
إعداد – الداعية / منال عبد المجيد محمود المسلاوى .
داعية – بوزارة الأوقاف .
المواطنة
الأهداف المطلوب تحقيقها من الدرس : –
ترسيخ مبدأ المواطنة فى الواقع على جميع المستويات .
العناصر : –
1 – المقدمة .
2 – تعريف الوطن .
3 – تعريف المواطن .
4 – تعريف الوطنية .
5 – تعريف مفهوم المواطنة .
6 – أسس المواطنة .
7 – القيم الداعمة للمواطنة .
8 – ما هى المقومات و الضوابط التى تحقق العيش المشترك .
9 – مشاهد من تجسيد الرسول ( ص ) للمواطنة .
10 – حقوق المواطن .
11 – تفعيل المواطنة على مستوى الفرد .
12 – تفعيل المواطنة على مستوى الأسرة .
13 – تفعيل المواطنة على مستوى المجتمع .
14 – توصيات .
15 – الخاتمة .
اولا” : المقدمة
=========
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل فى كتابه الكريم ( لا إكراه فى الدين ) و الصلاة و السلام على خير خلق الله أجمعين و خاتم الأنبياء و المرسلين و القائل فى سنته النبوية ( إن اكرمكم عند الله أتقاكم , ليس لعربى فضل على أعجمى إلا بالتقوى ) .
فالمسلم يتميز بالتزامه الدقيق بالشريعة الإسلامية فى القضايا الحساسة و ذالك لرغبة المسلمين فى تقديم نموذج طيب و متميز عن رسالة الإسلام و نشر الدعوة الإسلامية .
و الأن أصبحت المواطنة من أهم المشكلات بسبب بعض المفاهيم و إرباك الموقف الإسلامى بين الدول و الشعوب .
الإسلام هو أول شريعة كبرى دعا إلى الوحدة الإنسانية الشاملة ليعيش الناس فى تفاهم و مودة و تعاون و أمن و إستقرار فكل البشر ينتمون إلى أب و أم وهما آدم و حواء و هذا ربط وثيق يربط المسلم بغيره من الشرائع و المذاهب فى نصوص كثيرة .
فقد قال تعالى : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوحها و بث منهما رجالا” كثيرا” و نساءا” و اتقوا الله الذى تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا” ) . أية (1) النساء
فالناس جميعا” على إختلاف دياناتهم إخوة فى الإنسانية لأنهم كلهم من أصل واحد .
و لذالك حثتنا الشريعة الإسلامية على التعارف بين أبناء البشر جميعا” على إختلاف أجناسهم و عقائدهم .
فقد قال تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا” و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) . أيه (13) الحجرات .
و قد أكد على هذا الإعتقاد خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا وسيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صل الله عليه و سلم فى اخر خطبة له و هى حجة الوداع : ( يا أيها الناس إن ربكم واحد و إن أباكم واحد كلكم لآدم و آدم من تراب , إن اكرمكم عند الله أتقاكم , ليس لعربى فضل على أعجمى إلا بالتقوى ) .
ثانيا” :تعريف الوطن : –
=============
الوطن ليس مسقط الرأس فقط, بل هو المكان الذي نشأت فيه وترعرعت, ارتبط مصيرنا به وأصبح لنا فيه أهل وأصدقاء ومنافع مادية ومعنوية .
فالوطن هو الإنتماء الروحى والجسدى لعمق جذور المواطن و أصله فالذى يحب أرضه وبلده يعمل كل شىء لبقائها و عدم العبث بها لأنها مكاننا و فيها نحيا وفيها نموت فإذا ضاع الوطن ماتت الروح و ذل الجسد .
فالوطن هو التراب الذى نعيش فوقه و نحمل حبه فى قلوبنا هو الأهل والأصحاب و الناس هو بيئتى و ترىبيتى و شخصيتى و ثقافتى هو عائلتى و اسرتى الكبيرة .
ثالثا” : تعريف المواطن : –
================
هو الذى تجنس بجنسية دولة معينة و اصبح من رعاياها أو شعبها .
رابعا” : تعريف الوطنية : –
===============
ليست الوطنية ترديد شعارات وإنما هى شعور بالانتماء لهذه الأرض وهذا المجتمع الذي نعيش فيه وبذل كل ماهو غالي ونفيس للدفاع عن أراضيه وتقديم كل ماهو مفيد لديني ووطني
هي تلك المشاعر النبيلة التي تهز كيان البشر وتشعره بالانتماء وبترسيخ هويته وتقوي فيه أواصر الإتصال بأرضه و اهله و شعبه و أمته .
الوطنية تكون بتربية الأبناء تربية صالحة حتى يكونوا أفراد نافعين لدينهم و لوطنهم و يكون ذالك عن طريق الأسرة و المدرسة و المعلم الذى يقف بين تلاميذه يغرس فيهم حب هذا الوطن و الإعتزاز به و بتاريخه و يكون أيضا بالمحافظة على ثروات الوطن و ذالك بترشييد إستهلاك الماء و الكهرباء و المحافظة على أثاث المدرسة , و المكان الذى نعمل فيه و تكون الوطنية من خلال الإنتاج و العمل بإخلاص و عدم التكاسل فى العمل .
خامسا” : تعريف مفهوم المواطنة : –
=====================
إنتماء إلى دولة معينة و لذالك فهى تتطلب وجود دولة ووطن ذى أنشطة و علاقات إجتماعية بين الفرد و الدولة و إلتزام بالتعايش السلمى بين أفراد المجتمع و مشاركة فى الحقوق و الواجبات و إحترام نظام الدولة و علاقته بالحاكم على المستوى الدستورى و القانونى و السياسى و الثقافى فيعبر المواطن عن رأيه و مصالحه بحرية .
فالمواطنة فى الإسلام تستوعب جميع المواطنين فى دياره دون أهدار حقوق الأقليات غير المسلمة او المسلمة .
المواطنة فى المنظور الإسلامى تضمن لجميع المواطنين حقوقهم لقيامها على التسامح فهى تحترم الواقع و ليست مجرد شعارات .
فالمواطنة من المنظور الإسلامى هى مفهوم إنسانى لا عنصرى .
و المواطنة تتوافق مع وجود مجتمع متعدد الأديان و الثقافات .
فقد قال تعالى : ( ومن اياته ان خلق السموات و الأرض و إختلاف ألسنتكم و ألوانكم ) .
و قال تعالى : ( و جعلناكم شعوبا” و قبائل )
و هذا إقرار بتعدد الأمم داخل الدولة الإسلامية لعدم التمييز بين المواطنين و إذابة الفوارق العنصرية و الطبقية والدينية .
إن المواطنة تقتضى المسئولية والمسئولية تقتضى الوطنية و الوطنية تقتضى العمل و إرضاء الضمير وهذا يعنى أن نعبر عن وطنيتنا أولا” و قبل كل شىء بالعمل الصالح و الجهد المتواصل كل فى موقعه : فالمربى بتفانيه فى الدرس و تربية النشء على حب العلم و الأخلاق الفاضلة , و الطبيب بإجتهاده فى معالجة المرضى و التخفيف من الأمهم و القضاء على الأمراض و الأوبئة التى تهدد كيان المجتمع , و العامل بجهده المستمر فى البناء و التشييد و التصنيع , و المهندس بالخلق و الإبتكار و الإبداع لضمان الجودة و سرعة الإنجاز و الجندى بإستماتته فى الدفاع عن الوطن و الحفاظ على كرامته و كذالك التلميذ فإننا نطالبه بالإجتهاد فى دراسته و الحرص على الحضور و إحترام معلميه و المؤسسات التربوية و كذالك المحافظة على كل ما يحويه الوطن فلا يكسر غصن شجرة و لا يلوث الجدران بالكتابة عليها و أن يحافظ على شوارع مدينته نظيفة و لا يقطف أزهار الحدائق العمومية و لا يهشم أعمدة الكهرباء لأن فى المحافظة على هذه الممتلكات يتعبر نوع من البناء و التشييد و المحافظة على الحضارة .
سادسا” : أسس المواطنة : –
=================
1 – الحرية و عدم إستبداد الحاكم .
2 – توافر المساواة بين المواطنين فى الحقوق و الواجبات بغض النظر عن الدين أو المذهب أو العرف .
و لا يتحقق هذان الأساسان إلا بوجود نظام سياسى لخدمة الديمقراطية التى هى حكم الشعب بالشعب و للشعب و نظام قانونى لمعرفة حقوق الإنسان المواطن وواجباته و نظام إجتماعى يعتمد على حب الوطن و معرفة حقوقه .
سابعا” : القيم الداعمة للمواطنة : –
==================
هناك بعض القيم التى تعزز و تدعم المواطنة فى الأسرة و المجتمع و منها :
1 – الإحترام المتبادل و القبول غير المشروط .
2 – العدل فى كل شىء دون تفرقة .
3 – المساواة و إعلاء قيمة الحرية .
4 – التواصل بين الأجيال .
5 – التربية على التفاؤل و الشكر والإمتنان و العطاء و الإيثار و القيمة .
6 – حرية التعبير و النقد البناء .
7 – توزيع و تحديد المسئولية داخل الأسرة و المجتمع لترسيخ مبدأ المشاركة.
8 – مبدأ الثواب و العقاب و التشجيع و التحفييز و بث الثقة فى النفس .
9 – التناصح و دور النصيحة فى النصح و الإرشاد .
10 – سيادة قيم التواصل الإجتماعى كصلة الرحم – توقير الكبير – التراحم .
ثامنا ” : ما هى المقومات و الضوابط التى تحقق العيش المشترك : –
=======================================
بعض المقومات التى تحقق العيش المشترك منها :
1 – الحرية العقائدية الدينية ( لكم دينكم و لى دين ) .
2 – إحترام خصوصية الأخر و ثقافته .
3 – نبذ العنف و عدم التعصب .
4 – ضمان حرية التعبير و النقد البناء .
5 – تكافؤ الفرص .
6 – العدالة الإجتماعية فى تقسيم الثروات .
تاسعا” : مشاهد من تجسيد الرسول ( ص ) للمواطنة : –
==================================
*مرت جنازة على رسول الله ( ص ) فقام لها واقفا” , فقيل له – يا رسول الله إنها جنازة يهودى, فقال ( ص ) : أليست نفس ؟ بلى – كل نفس فى الإسلام لها حرمة .
* روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة ) .
* فقد رسخ الرسول ( ص ) مبدأ هام جدا” بين المسلمين و هو المعاملة الحسنة مع كل الخلق فقد قال ( ص ) أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .
* و قد أمر الرسول ( ص ) المسلمين بحسن رعاية أهل الذمة الذين يعيشون فى أكنافهم فقال ( ص ) : ( كلكم راعى و كلكم مسئول عن رعيته ) .
فمن إحتاج منهم للنفقة تكفلوا به , فالدولة مسئولة عن الفقراء من المسلمين و غيرهم .
عاشرا” : حقوق المواطن : –
=================
يحب أن يتمتع المواطن فى ظل المواطنة بمجموعة من الحقوق منها : –
=======================================
1 – حق الكسب و العيش المشترك :
فمن حق المواطن أن يعمل و يكتسب حتى يستطيع العيش .
2 – الكرامة الإنسانية :
لقد كرم الله سبحانه و تعالى كل إنسان مسلم و غير مسلم فقد
قال تعـالى : ( لقد كرمنا بنى أدم ) .
وقال تعالى : ( لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم ) .
3 – الحرية الدينية :
منع الإسلام من إكراه أحد على الدخول فى الإسلام فقد
قال تعالى : ( لا إكراه فى الدين ) .
و قد خاطب الله نبيه مانعا” له بإعتباره قائد الأمة من ممارسة أى ضغط أو إكراه على أحد لتغيير دينه
فقال تعالى : ( و لو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا” أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) .
و من حق غير المسلمين فى ديار الإسلام من الإحتكام لدينهم فى قضايا الأسرة من زواج و طلاق و لا عقاب عليهم فيما يعتقدون حله كشرب الخمر و أكل لحم الخنزير .
4 – العدل :
فقد أوجب الإسلام الحكم بين الناس بالعدل و الحق
فقال تعالى : ( و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) .
5 – المساواة :
أى غير المسلمين لهم حقوق متساوية مع المسلمين فى الوظائف العامة إلا ما إقتضته ظروف ذات طبيعة خاصة تعبر عن إتجاه الأغلبية كرئاسة الدولة أو ذات حساسية مفرطة كقيادة الجيش .
6 – الرعاية :
يجب على الدولة الإسلامية حماية غير المسلمين فى أراضيها من أى عدو .
7 – إحترام الخصوصيات :
يحترم المسلمون الأخر فى حقوقهم فى شئون العقيدة و ممارسة طقوس دينهم من صلوات و قداسات و لهم حق تناول ما يعتقدون إباحته من خمور و أكل لحم الخنزير و الفرح فى أعيادهم و تشييع جنائزهم و تعازيهم و هم احرار فى ترميم كنائسهم و بنائها بقدر الحاجة فى حدود ما تسمح به الأنظمة و قواعد النظام العام .
8 – العلم و التعلم :
لغير المسلمين الحق فى تعلم شئون دينهم لأن الإسلام رغب فى تلقى العلوم و المعارف .
9 – حسن المعاملة و البر :
قال تعالى ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين أن تبروهم ) .
10 – المشاركة المجتمعية :
إن من أبرز سمات المواطنة أن يكون المواطن مشاركاً في الأعمال المجتمعية .
حادى عشر : تفعيل قيم الواطنة على مستوى الفرد : –
============================
لكى ينشأ الفرد على المواطنة يجب يعزيز هذا المبدأ منذ الطفولة .
وتعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل لغرس المفاهيم والمعارف والقيم ، وخاصة المتعلقة بالوطن من وطنية ومواطنة وذلك لأن ترسيخها في مرحلة الطفولة ، وتنشئة الطفل عليها تجعلها عنصراً مكوناً في بناء شخصيته
والطفل منذ مراحل نموه الأولى يجب أن يتعلم أنه يعيش في مجتمع ، وأنه عنصر فيه ، ويجب أن يكون صالحاً وقادراً على تحمل المسؤولية والمشاركة في نموه وتقدمه ورقيه بالجد والعمل والكفاح ويجب أن ينشأ منذ مراحل عمره على الولاء والانتماء وحب الوطن
وهناك العديد من المؤسسات التي تعمل على تشكيل وتنمية الوطنية والمواطنة عند الفرد كالأسرة ،و المسجد، والمدرسة ، ووسائل الإعلام ، إلا أن الأسرة والمدرسة تعتبران أهم المؤسسات في إعداد الأطفال، وتربيتهم على الوطنية والمواطنة .
أ – دور الأسرة في تربية الأطفال على الوطنية والمواطنة : –
فيمكن للأسرة أن تقوم بدورها في تربية الأطفال على الوطنية والمواطنة من خلال ما يلي :
1 – إعداد الأطفال لأن يكونوا مواطنين صالحين متمسكين بعقيدتهم .
2 – اغتنام كل فرصة للحديث المباشر مع الأبناء حول مقومات المواطنة الصالحة ، و تنشئة الأبناء
على العادات الصحيحة للمواطن المخلص الوفى لوطنه .
3 – غرس حب الوطن فى نفوس الأطفال ليزدادوا إعتزاز به مع العمل من أجل تقدمه و إعلاء شأنه .
4 – التعريف بصروح الوطن بأخذ الأطفال فى جولات تشمل المواقع التاريخية و التراثية لتعزيز روح الإنتماء لديهم .
ب – دور المدرسة في تربية الأطفال على الوطنية والمواطنة : –
المدرسة من المؤسسات التى لها دور كبير و مؤثر فى تربية الأطفال و التنشئة على الوطنية و المواطنة وذالك من خلال :
1 ) تزويد الأطفال بالمهارات اللازمة لفهم الحقوق والواجبات .
2 )- تحمل المسؤولية المشتركة ، والمشاركة في صنع القرار .
3 ) تبصيرالطالب بطرق الحوار ووسائل إبداء الرأي .
4 ) تعويد الطالب على التعامل مع وجهات النظر المخالفة وسبل حل الخلافات .
5 ) المشاركة في تطبيق النظام ، بحيث يرشد الطالب إلى أهمية القيام بسلوك المواطنة ، وأهمية المسؤولية الفردية ، وضرورة أن يبدأ بنفسه قبل الآخرين و أن يكون قدوة لغيره .
6 ) تدريب الطالب لتعويده على أن يؤدي واجباته ، ويتمسك بحقوقه ، ويؤمن بمبادئ العدالة الاجتماعية.
7 ) إكساب الطفل بعض المهارات التى تمكنه من تقديم المصلحة العامة للوطن على مصلحته الشخصية .
8 ) عمل لقاءات حوارية مع الطلبة وإفساح المجال للتعبير عن ما يجول في خاطرهم .
9 ) استثمار كافة المنابر المدرسية التربوية مثل الطابور الصباحى .
10 ) تشجيع الطلاب على المشاركة في الإحتفالات الوطنية .
ثانى عشر : تفعيل قيم الواطنة على مستوى الأسرة : –
============================
للأسرة دور كبير فى تفعيل قيم المواطنة و ذالك من خلال :
أن تسود روح الأخوة و الود و التفاهم بين جميع أفراد الأسرة و تعزيز ثقافة الحوار و التسامح و التعايش مع الأخر و تعويد أفراد الأسرة على تقديم المصلحة العامة على الخاصة و تنشئة الأطفال على التعايش مع الجيران تعايش سلمى و تعويد الأولاد على مبدا الشورى و السلام .
و تنمية مبدأ المواطنة و الوطنية فى نفوس أفراد الأسرة من خلال السلوكيات و الممارسات العملية الدالة على حب الوطن و الإنتماء له .
و أن يكون هناك مشاركة من جميع أفراد الأسرة فى كافة الأنشطة فى المجتمع .
وليس من العسير أن تقوم الأسر بمهمتها تلك إذا التزم القائمون عليها سويا بأداء الدور المطلوب منهم كمواطنين أولا وكصانعي أجيال ثانية، واعين تمام الوعي أنهم المعلم الأول الأكثر تأثيراً في تربية للطفل.
وأنهم أول من يثير اهتمام الأبناء بقضايا المجتمع والوطن، ويساعدهم على تعلم الواجبات الوطنية من خلال
1 – تلقين الأبناء المبادئ الدينية والأخلاق و القيم الإنسانية .
2 – تنشئتهم على حب الخير للغير والغيرة على الوطن .
3 – المشاركة في عمل سياسي، أو يتطوعوا في مشروع يخدم المجتمع .
4 – إبداء الاهتمام بالشؤون الوطنية والحكومية من خلال الحوارات العائلية حول القضايا العامة .
5 – تشجيع الأبناء على المشاركة في المشاريع التطوعية مثل: تنظيف الأحياء، وتشجير الشوارع و زراعة الأسطح و دهان أسوار الشوارع للحفاظ على المظهر الجمالى للبلد والحفاظ على سلامة البيئة وغير ذلك .
6 – تعويد الأطفال على حب العمل المشترك، وغرس روح المبادرة بالأعمال الخيرية ؛ وحب الإنفاق على المحتاجين و مساعدتهم .
7 – تعويد الأبناء على الإحساس بمشكلات المجتمع ، والمساهمة في حلها .
ثالث عشر : تفعيل قيم المواطنة على مستوى المجتمع : –
===============================
حتى يتم تعميم و تفعيل مبدأ المواطنة فى المجتمع يجب أن يشارك عدة مؤسسات و فى مقدمتها المسجد والإعلام و المدرسة التى تنفرد عن غيرها بمسئولية كبيرة فى تنمية المواطنة و تشكيل شخصية المواطن و ذالك من
خلال كل ما يتصل ويتعلق بالعملية التربوية من مناهج و مقرارات دراسية و التى تبدا فى المراحل الأولى من التعليم .
و يجب أن تتكاتف جميع الجهود فى المجتمع لتعزيز و تفعيل قيم المواطنة فكل فرد داخل المجتمع له دور فى تعزيز المواطنة و النهوض بالمجتمع .
فمن أكثر الفئات المؤثرة فى المجتمع المدرسين و الدعاة و الأئمة و القساوسة و الإعلاميين فيجب أن يؤدى كل فرد دوره بما يمليه عليه ضميره للنهوض و الرفعة و الرقى بالمجتمع .
* دور المعلم في تنمية المواطنة لدى الطلاب :
فهو المحور الرئيسي في العملية التربوية والتعليمية .
1 – وهو الذي يجعل من الوطنية موضوع التقاء لكل التوجهات والأفكار والآراء التي تعكس نوعاً من
التعددية الثقافية والفكرية في المجتمع، وتنمية السلوك الاجتماعي والأخلاقي .
وهو الذي يكون له دوراً في نشر ثقافة السلام، والالتزام بمبادئ العدل والتسامح والحوار والاحترام بين أفراد المجتمع .
2 – – أن يرسخ مفهوم التعاون مع الآخرين والقيام بالعمل الخيري التطوعي والخدمي ، لتكوين طلاب أكثر
فعالية في الحياة العامة.
3 – تنمية القيم الاجتماعية .
4 – تعزيز نمو الطلاب الثقافي، وان يكونوا أكثر ثقة بأنفسهم .
5 – تعريف الطلاب بمؤسسات بلدهم، ومنظماته الحضارية .
6 -له دور كبير في ترسيخ حب الوطن والانتماء إليه لدى الطلاب، حيث ينمي فيهم مشاعر الحب والولاء .
لهذا الوطن، ويحثهم على الحرص عليه والدفاع عنه ضد كل معتد أثيم .
7 – يجنب النشء العقاب البدني لحفظ كرامتهم، وهي من مكونات المواطنة الأساسية .
8 – أن يتمكن من غرس حب المحافظة على أمن الوطن وسلامة ممتلكاته في أذهان طلابه عن طريق
توعية االطلاب بضرورة المحافظة على مرافق الوطن العامة ، كالثروة المائية ، والطرقات ، والمنشآت
العامة ، ومؤسسات الدولة ، باعتبارها ملك للجميع ، و ثروة وطنية .
9 – إقامة مسابقات ثقافية , و بحوث تعنى بتنمية حب الوطن لدى الطلاب .
10 – تفعيل دور الطلاب في نشاط المدرسة و ذالك عن طريق العناية بمرافق المدرسة مثل تهيئة المصلى المدرسي ، صيانة المعامل ، صيانة الحدائق ، صيانة الكتب المدرسية والعناية بها والعناية بالفصول الدراسية .
11 – إشراك الطلاب في أنشطة مدرسية تقدم خدمات اجتماعية للمجتمع المحلي .
** دور المسجد و الدعاة والأئمة فى تفعيل قيم المواطنة فى المجتمع :
يجب أن يكون للمساجد و للدعاة و الأئمة و رجال الدين دور هام و بارز فى توصيل سماحة الدين ووسطيته و
إبراز السمات الطيبة للدين التى تدعو لتعزيز المواطنة كما يجب عليهم نبذ العنف و الحث على العيش المشترك
السلمى بين أبناء الوطن الواحد و يكون ذالك من خلال خطاب دينى وسطى معتدل يدعو إلى الحب و التسامح و
العدل و إلى نبذ العنف و درء الفتن و يدعو إلى الأخوة و حب الوطن و الإنتماء إليه و المحافظة عليه و الدعوة
إلى الإرتقاء بالوطن .
*** دور الإعلام و الإعلاميين فى تفعيل قيم المواطنة فى المجتمع :
لا شك فى أن وسائل الإعلام بكافة أنواعها المرئية والمسموعة و المقرؤة لها تأثير كبير جدا” فى المجتمع و فى
جميع أفراده و قد يكون التأثير بالسلب أو بالإيجاب .
و قد لوحظ فى الفترات الأخيرة إتجاه الإعلام لإثارة البلبلة و الفوضى و الفزع والفرقة بين أبناء الوطن بما
ينقلوه فى كثير من الأخبار المغلوطة أو المكذوبة و قد يكون الهدف من وراء ذالك الحصول على سبق إعلامية
أو فرقعة إعلامية وخاصة بعد إزدياد وسائل الإعلام و إنتشارها بكثرة و المنافسة بينهم ككثرة الفضائيات وكثرة
الجرائد و المجلات فيجب على الإعلام توخى الحذر فى كل ما ينقلوه و ان يضعوا نصب أعينهم مصلحة الوطن
قبل كل شىء .
الخاتمة :
======
حققت المواطنة فى الإسلام توازنا” فى المجتمع على الرغم من التنوع الدينى و الثقافى …. بينما فى الغرب صارت فى صراع لأنهم جعلوا المواطنة ذات إتجاه عنصرى
و الإسلام يحث على الدعوة الجادة إلى الألفة و الوفاق و إشاعة الأمن إنطلاقا” من قوله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرو أنثى و جعلناكم شعوبا” و قبائل لتعارفوا … )
توصيات :
=======
1 _ يجب تطوير المعلم من خلال إعطائه دورات بإستمرار لتنمية مهاراته و قدراته و أسلوبه العلمى حتى يستطيع إستثمار المواقف اليومية فى تنمية المواطنة .
2 _ يجب تغيير و تطوير المناهج الدراسية و خاصة المناهج الدينية بما يتواكب من غرس مبدأ المواطنة لدى الطلاب و حذف كل ما يدعو إلى العنف من المناهج .
3 – يجب أن يقوم بتدريس التربية الدينية فى المدارس دعاة و أناس متخصصين فى الدين و ألا تترك مادة الدين لأى مدرس لتدريسها .
4 _ يجب أن تكون مادة الدين تخضع لإشراف المؤسسات الدينيىة فى الدولة و لا تترك للتربية و التعليم لوضع مناهجها .
5 _ يجب على الإعلام توخى الحذر فى بث و نشر كل ما يدعو للفتنة حيث أن الإعلام يلعب دورا” كبيرا” فى إثارة الفتنة وزعزعة الأمن فى البلاد من خلال إستعراضه لبعض الحوادث الفردية على إنها فتنة طائفية و يدعو إلى الفرقة بين أبناء الوطن الواحد .