تألمت فتعلمت فتغيرت
( ألمًا أصبح إدمانًا )
بقلم : الداعية / سمر عثمان
تكومت على الأرض وتقوس ظهرُها إلى الداخل …
فتلاقى كوعاها مع ركبتيها وكأنها .. تستعد للعودة إلى الرحم .. وتطلعت إليه بعينين ملأهما التوسل والرجاء أن يستزيدها .. فانهال عليها ضربًا فتفتحت روحها أكثر وأكثر وازدادت ابتهاجًا ولمعت عيناها بمتعه زاهية ..
إلا أن نفسها لم تهدآ ولم تحظ عضلاتها بالارتخاء الكامل إلا بعد أن تدفقت دماءٌ دافئةٌ من جسدها أمتعت عينيها فأغمضتها بارتياح…
**هذا حال روح يئست من المقاومة لكل عنف حولها
تصرخ … تستجير … تنادى بأعلى صوتها .. تشتكي لأولى الأمر
ولكن ………… لا حياة لمن تنادى .
روح ملت من البكاء والآهات
روح أعيتها شدة القسوة وعدم الرحمة
فاستسلمت ……….
وظلت هكذا سنوات وسنوات إلى أن أصبحت الحالة عكسية بعد أن هزل جسدها وتحطمت نفسيتها وخاب ظنها بكل من حولها ………… رضيت بالأمر الواقع .
وليس هذا فقط … بل أصبح ألمها عندها إدمانًا ..
نعم إدمااااااانًا..
تستمتع بالتعذيب والهول وكأنها جُبلت علية بدايةً.
إنها روح رقيقة قد ذاقت ألوانًا من الإهمال والعنف والقسوة والظلم منذ صغرها .
سمعت دائمًا كل مالا يرضيها ، أجبرت نفسها على فعل كل ما يرضى من حولها بدون حول لها ولا قوة .
يا لها من معاملة …… معاملة أثقلت شفتيها عن التبسم ، وروحها عن تذوق السعادة ولو لأيام أو حتى لساعات .
شبت على تلك الحالة ..
فقدت الإحساس بالأمان ..
وتلاشت ثقتها بنفسها ، التي قد تكون منعدمة من البداية .
أعطت للزمان فرصًا ذهبية لكى يتلاعب بها كما يشاء وكأنها دمية مسلوبة الإرادة ، يقسو عليها تارة ويدميها تارة بيد من حديد وبسلاح من نار….وجلست تنتظر الموت باستسلام بعد أن يئست من الشفاء لروحها السقيم ،
وشعرت أن كل شيء بداخلها قد مات
ولكنـــــــــــــــــــــها أيقظها من ذهول الموتى …….
اكتشاف غريب ينبعث من داخلها ,,,,, وكأنها روح خفية تناديها وتوقظها وتعلمها ……
إنها هى نفسها تلك الأيدى التى تؤلم … وتعذب … وتقسو …
نعم ذاتها …………..
قيدت نفسها بقيود واهية من هواء .. واعتقدتها من حديد .. لا تعلم ما بداخلها من قوة … أفرغت قواها على أوهام
وهى من مكّنت كلَّ مَنْ حولها بتقييدها بسلاسل من حديد
وأعطتهم سلاح التعذيب بيديها طواعيةً
تلك الروح هى الروح ………… اليــــــائسة .. المنشلّة
التى لا تعى قدرها فى الحياة ، ولا قدرتها الدفينة ، وبأنها تستطيع أن تجعل المستحيل ممكنًا بكل سهولة ويسر .
فقدت ثقتها بربها بباريها ….
فخارت قواها وانهزمت عزائمها وتملكها اليأس والاستسلام .
*((فهل سنجعل الألم واليأس صديقًا ؟ ، أن نتخذه عدوًّا نحاربه بكل ما أتانا الله من قوة لكى ننأى بحياة فيها ما فيها من سعادة وهناء وطمأنينة وراحة نفسية وسعادة أبدية ؟؟؟ )).