خطبة الأسبوعخطبة الجمعةعاجل

خطبة الجمعة القادمة ، فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ

فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ إعداد / صلاح عبدالخالق – خطبة الجمعة القادمة : 5 شوال 1446هـ ، 4أبريل 2025م إن شاء الله
العناصر:
أولاً :التحذير والترهيب من الإساءة إلى الأيتام
ثانياً :يُتمٌ رغم وجود الوالدين! (يُتمٌ تربوى)
ثالثاً :نداء عاجل إلى الوالدين
رابعاً :كيف تؤمن مستقبل ذريتك من بعدك ؟

خطبة الجمعة القادمة word ، فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ

خطبة الجمعة القادمة pdf ، فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ

الخطبة الأولى :
الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأنام وبعد فحديثى معكم بحول الله الواحد الديان تحت عنوان:فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (2) .
أولاً :التحذير والترهيب من الإساءة إلى الأيتام :-
(1) قال تعالى :- كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) الفجر
{كَلا بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} الذي فقد أباه وكاسبه، واحتاج إلى جبر خاطره والإحسان إليه.فأنتم لا تكرمونه بل تُهينونه وهذا يدل على عدم الرحمة في قلوبكم، وعدم الرغبة في الخير. تفسير السعدى (1/923)
(2)قال تعالى :فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ(9)الضحى {فَلا تَقْهَرْ} أي: لا تُسيء مُعاملة اليتيم، ولا يُضق صدرك عليه، ولا تَنهره، بل أكرمه، وأعطه ما تيسر، واصنع به كما تُحب أن يُصنع بولدك من بَعدك.تفسير السعدى (1/928)
(3)قال تعالى :أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ(2)الماعون
{أَرَأَيْتَ الذي يُكَذِّبُ بالدين}- استفهام للتعجيب والتشويق أي هل عرفت الذي يُكذب بالجزاءوالحساب في الآخرة؟ هل عرفت من هو، وما هي أوصافه؟ إِن أردت تعرفه {فَذَلِكَ الذي يَدُعُّ اليتيم} أي فذلك هو الذي يدفع اليتيم دفعاً عنيفاً بجفوة وغلظة، ويقهره ويظلمه ولا يُعطيه حقه.(صفوة التفاسير (3/582)
(4) قال تعالى :إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10) النساء
(أ) هَذِهِ الْآيَةَ مُفْرَدَةً فِي وَعِيدِ مَنْ يَأْكُلُ أَمْوَالَهُمْ، وَذَلِكَ كُلُّهُ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِالْيَتَامَى لِأَنَّهُمْ لِكَمَالِ ضَعْفِهِمْ وَعَجْزِهِمُ اسْتَحَقُّوا مِنَ اللَّهِ مَزِيدَ الْعِنَايَةِ وَالْكَرَامَةِ، وَمَا أَشَدَّ دَلَالَةَ هَذَا الْوَعِيدِ عَلَى سَعَةِ رَحْمَتِهِ وَكَثْرَةِ عَفْوِهِ وَفَضْلِه، لِأَنَّ الْيَتَامَى لَمَّا بَلَغُوا فِي الضَّعْفِ إِلَى الْغَايَةِ الْقُصْوَى بَلَغَتْ عِنَايَةُ اللَّهِ بِهِمْ إِلَى الْغَايَةِ الْقُصْوَى. مفاتيح الغيب (9/506)
ب – فمَنْ أكلها ظلمًا فـ {إنما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} أي: فإن الذي أكلوه نار تتأجج في أجوافهم وهم الذين أدخلوها في بطونهم. {وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} أي: نارًا محرقة متوقدة. وهذا أعظم وعيد ورد في الذنوب، يدل على شناعة أكل أموال اليتامى وقبحها، وأنها موجبة لدخول النار، فدل ذلك أنها من أكبر الكبائر. نسأل الله العافية.تفسير السعدى (1/165)
(5) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ» صحيح البخارى (2766)، صحيح مسلم (145)
– المُوبِقَاتِ أي المهلكات جمع موبقة. سُميت بذلك لأنه سبب لإهلاك مُرتكبها في الدنيا بما يترتب عليها من العقوبات وفي الآخرة من العذاب.مرعاة المفاتيح (1/124)
(6)عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَة صحيح ابن ماجه (2967) معنى «أُحَرِّجُ»: أُلْحِقُ الحَرَجَ وَهُوَ الإثْمُ بِمَنْ ضَيَّعَ حَقَّهُمَا، وَأُحَذِّرُ مِنْ ذلِكَ تَحْذِيرًا بَليغًا، وَأزْجُرُ عَنْهُ زجرًا أكيدًا. فيض القدير (3/27)
ثانياً :يُتمٌ رغم وجود الوالدين! (يُتمٌ تربوى )
(1) قال ابن منظور لسان العرب (12/645): أَصل اليُتْم الغفْلةُ، وسمي اليَتِيمُ يَتِيماً لأَنه يُتَغافَلُ عَنْ بَرِّه.
– فكل من تغافل عنه وأُهمل تربيته ورعايته فهو يتيم وإن وجد له والدين يعيشون بين الناس
(2) يقول أمير الشعراء شوقي رحمة الله عليه :
لَيْسَ اليَتيمُ مَنِ انتهَى أَبَواهُ . مِنْ هَمِّ الحيَاةِ وخَلَّفَاهُ ذَليلا
إنَّ اليَتِيمَ هُوَ الذِي تَلْقَى لَهُ … أُمَّا تخلَّتْ أَوْ أباً مَشْغُولا
(3) لاشك أن ” الأسرة ” هي أخطر مؤسسة تربوية، وأن ” الوالد ” يتحمل المسئولية الكاملة عن التوجيه التربوي لأهله وولده، فإن فسد القَوَّامُ؛ عمَّ الفسادُ جميعَ الأقوام، وإن أخلَّ بواجباته التربوية صار هو الحاضر الغائب، وتساوى أبناؤه مع ” اليتامى.الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام (1/135)
أسباب اليُتم التربوى منها مثلاً :-
(1) غيابُ الدورِ الأبويِ:-
غيابُ الدورِ الأبويِ إمَّا أن يكونَ غيابًا معنويًا أو حسيًا، أو غيابَ القدوةِ الصالحةِ
(أ) فغيابُهُ -الدورِ الأبويِ- معنوي؛ يُصبحُ وجودُهُ كعدمه، فقط يقتصرُ دورُه على توفيرِ الحاجات وتلبيةِ الطلبات وتنفيذِ الرغبات ويَرى أنَّهُ قد أحسن صُنعًا تجاهَ أُسرتِه وأولادِه، فلا مُناصحة للأبناء، ولا متابعةَ لهم، ولا محاسبةَ لأفعالهم
(ب) وإمَّا أن يكون غيابُهُ حسيًا؛ فهو إمَّا أن يكون صاحبَ أسفارٍ وجولات، وإمَّا أن يكون صاحبَ مقاهٍ واستراحات أو سهراتٍ مع الأصدقاءِ لمتابعةِ القنواتِ الفاسدات، أو صاحبَ زوجةٍ ثانية، فيتخلى عن الأولى وعن متابعةِ أولاده
(ج) أو يكون غيابَ القدوةِ الصالحةِ؛ فلا تكادُ تسمعُ منهُ إلا عبارات الشجبِ والاستنكار،ِ أو السبّ والاستحقار يتعاطى الدُخانَ أمام أبنائهِ وبناته، يتخلفُ عن الصلاة، يُعاقرُ المحرمات، يستهينُ بالواجبات، فيا تُرى ما حالُ الأبناء المساكين مع هذا الأب؟!
إذا كان محلُ القدوةِ بهذه المثابةِ فكيف سيكون الأبناء؟! إذا كان محلُ الأسوةِ بهذا السلوك كيف يستقيم الأبناء؟!! موسوعة خطب المنبر (1/4180)
(2) استقالة تربوية:-
لا أقول: فردية بل جماعية في كثير من بيوت المسلمين، استقال كثير من الآباء تربوياً، واستقالت كثير من الأمهات تربوياً، وظن الوالد المسكين أن وظيفته أن يقدم لأولاده الطعام والشراب، والمسكن والملبس فحسب، وظنت الأم هي الأخرى أن وظيفتها أن تغذي الأبدان فحسب، وانشغلت بالضرب في الأسواق فشعر كثير من أبنائنا في بيوتنا باليتم التربوي، وخرج الأولاد من البيوت ليقتاتوا قوتهم التربوي في السينما والمسرح عند أصحاب السوء: في الشارع! أو في وسائل الإعلام المدمرة! دروس للشيخ محمد حسان (105/3)
من كوارث اليُتم التربوى مثلاً:-
(1)اليُتم هذا ولَّد جيلاًمنحرفًا يتلقّى قدواتِه من السافلين والسافلات ممن صنع منهم الإعلام أبطالاً ونجومًا.
(2) هذا اليُتم ولّد شبابًا تائهًا في دروب الانحراف والرذيلة، لا يَلقى مُوجها ولا يَجد مُحاسبًا ولا مُعاتبًا.
(3) هذا اليُتم ضحاياه بنات في عمر الزهور وقعن في شراك المعاكسات، وانتهى بهن المطاف إلى نهاية أليمة وعواقب وخيمة.
(4) هذا اليُتم ضحاياه شباب صغار أدمنوا التدخين وتورّطوا في انحرافات خُلقية؛ لأنهم فقدوا من يسأل
عنهم وهو حيّ.
(5) هذا اليُتم ضحاياه جيل من شباب الأمة غرق في وحل المخدرات ومستنقع الشهوات.
(6) ضحايا هذا اليُتم أبناء أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات؛ لأنهم لم يظفروا بالولي الذي يُخاطبهم قائلاً: يا بنيَّ أقم الصلاة.
(7) ضحايا هذا اليُتم طلاب فاشلون في حياتهم الدراسية والعملية. هذا اليُتم صنعه الآباء يوم أن شُغلوا عن بيوتهم. موسوعة خطب المنبر (1/4139)
ثالثاً :نداء عاجل إلى الوالدين :-
(1) قال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)التحريم
– أي يا من صدقتم بالله ورسوله وأسلمتم وجوهكم لله، احفظوا أنفسكم، وصونوا أزواجكم وأولادكم، من نارٍ حامية مستعرة، وذلك بترك المعاصي وفعل الطاعات وبتأديبهم وتعليمهم قال مجاهد: أي اتقوا الله، وأوصوا أهليكم بتقوى الله وقال الخازن: أي مروهم بالخير وانهوهم عن الشر، وعلموهم وأدبوهم حتى تقوهم بذلك من النار، والمراد بالأهل النساءُ والأولاد وما أُلحق بهما. صفوة التفاسير (3/386)
(2) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» البخارى (893) ،مسلم (1829)
– الرَّاعِي هُوَ: الْحَافِظُ الْمُؤْتَمَنُ الْمُلْتَزِمُ صَلَاحَ مَا اؤْتُمِنَ عَلَى حِفْظِهِ فَهُوَ مَطْلُوبٌ بِالْعَدْلِ فِيهِ وَالْقِيَامِ بِمَصَالِحِهِ. فتح البارى (13/112)
– على الوالدين تحمل مسئولية تربية الأبناء التربية الإسلامية كل حسب توزيع النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وليعلموا أنهم سيحاسبون أمام الله يوم القيامة عن ذلك.
– على الراعى (أب أو أم ،أو….) : أن يستحضر هذه المسئولية والسؤال إذا كان في الآخرة فإنه يكون من الله تعالى، ولابد أن يكون ذلك السؤال سؤال مناقشة عن هذه الرعية:لماذا أهملتها؟ ولماذا أضعت من أُؤتمنت عليه؟ ولماذا لم تنصح لها؟ ولماذا لم تولها حق الحفظ وحق المراقبة؟ فهذه المناقشة لابد أن يُعد لها جواباً، فكل سؤال يحتاج إلى جواب، والأسئلة كثيرة، والناقد بصير.دروس للشيخ ابن جبرين (11/3)
– إذا لم تعمل بهذه التوجيهات ضيعت نفسك ومن تعول ومن ورائه المجتمع فى الدنيا والآخرة.
(3) عن مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزَنِيَّ قال :قال : رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» صحيح مسلم (142)
رابعاً :كيف تؤمن مستقبل ذريتك من بعدك ؟
هناك وسائل عديدة دلنا عليها الله عزوجل فى قرآنه منها مثلاً :
(1) تقوى الله والكلام السديد :-
قال تعالى:وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9) النساء
– يقول الشيخ كشك رحمه الله تعالى :- يامن تُريد اصلاح أولادك وتشكو من عقوقهم وتريد أن تُأمن عليهم بعد موتك عليك أن تذهب إلى مكتب التأمين رقم 9من سورة النساء وادفع الأقساط لله تعالى والأقساط عند الله تعالى قسطان لا ثالث لهما والأقساط هى :-
1:- تقوى الله 2:- القول السديد
(2) كثرة الأعمال الصالحة لوجه الله تعالى :
– قال تعالى :وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ (82)الكهف
(أ)فَفِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الله تعالى يَحْفَظُ الصَّالِحَ فِي نَفْسِهِ وَفِي وَلَدِهِ وَإِنْ بَعُدُوا عَنْهُ. وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَحْفَظُ الصَّالِحَ فِي سَبْعَةٍ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ. تفسير القرطبى (11/39)
(ب) {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الرَّجُلَ الصَّالِحَ يُحفظ في ذريته، وتشمل بركةعِبَادَتِهِ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، بِشَفَاعَتِهِ فِيهِمْ وَرَفْعِ دَرَجَتِهِمْ إِلَى أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ لِتَقَرَّ عَيْنُهُ بِهِمْ، كَمَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ وَوَرَدَتِ السُّنَّةُ بِهِ تفسير ابن كثير (5/186)
(3)الدعاء الدائم بصلاح الذرية :-
قال تعالى :حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16)الأحقاف
(أ)”وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي”رغبة القلب المؤمن في أن يتصل عمله الصالح في ذريته.وأن يؤنس قلبه شعوره بأن في عقبه من يعبد الله ويطلب رضاه. والذرية الصالحة أمل العبد الصالح. وهي آثر عنده من الكنوز والذخائر
.وأروح لقلبه من كل زينة الحياة. والدعاء يمتد من الوالدين إلى الذرية ليصل الأجيال المتعاقبة في طاعة الله.
(ب) ” وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي” أَيِ اجْعَلْ ذُرِّيَّتِي صَالِحِينَ. َقَالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: الْمَعْنَى اجْعَلْهُمْ لِي خَلَفَ صِدْقً، وَلَكَ عَبِيدَ حَقٍّ. وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ اجْعَلْهُمْ أَبْرَارًا لِي مُطِيعِينَ لَكَ. وَقَالَ ابْنُ عَطَاءٍ: وَفِّقْهُمْ لِصَالِحِ أَعْمَالٍ تَرْضَى بِهَا عَنْهُمْ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: لَا تَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ وَالنَّفْسِ وَالْهَوَى عَلَيْهِمْ سَبِيلًا. تفسير القرطبى (16/195)

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى