خطبة الأسبوعخطبة الجمعةعاجل

خطبة الجمعة القادمة ، وَأَعِدُّوا ‌لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ للشيخ ثروت سويف

بتاريخ 29 ربيع الآخر 1446 هـ ، الموافق 1 نوفمبر 2024 م

خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 29 ربيع الآخر 1446 هـ ، الموافق 1 نوفمبر 2024 م.
تحت عنوان وَأَعِدُّوا ‌لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ
اقرأ في هذه الخطبة
أولاً – وَأَعِدُّوا ‌لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ
ثانياً – الحذر واليقظة من الأعداء
ثالثاً : لن تنتصر حتى نعود لديننا
الخطبة الأولى
الْحَمْدُ للَّهِ أَحْمَدُهُ سِرًّا وَجِهَارًا ليلا ونهارا سبحانه هو الَّذِي لا نِدٌّ لَهُ فَيُبَارَى , ولا ضِدٌّ لَهُ فَيُجَارَى , وَلا شَرِيكٌ لَهُ فَيُدَارَى , وَلا مُعْتَرِضَ لَهُ فَيُمَارَى , بَسَطَ الأَرْضَ قَرَارًا وَأَجْرَى خلالها أَنْهَارًا , فَأَخْرَجَ زَرْعًا وَثِمَارًا , وَأَنْشَأَ لَيْلا وَنَهَارًا وخلق الناس اطواراً
واشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريكَ له , خَلَقَ آدَمَ وَأَسْكَنَهُ الْجَنَّةَ وجعلها له مستقرا ودَارًا , فَغَفَلَ عَنِ النَّهْيِ وَمَا دَارَى , أُمِرَه أَنْ يَأْخُذَ يَمِينًا فَأَخَذَ يَسَارًا , فأُهْبِطَه فَقِيرًا قَدْ عَدِمَ يَسَارًا غَيْرَ أَنَّهُ جَبَرَهُ بِقَبُولِ تَوْبَتِهِ انْكِسَارًا , وَأَقَامَهُ خَلِيفَةً وَيَكْفِيهِ افْتِخَارًا وابْتَعَثَ الأَنْبِيَاءَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ وَنَصَبَ لَهُمْ مِنْ أَدِلَّتِهِ مَنَارًا , رفع إِدْرِيسَ مكانا عليا وجعل نُوحًا عبدا شكورا وَجعل علي الْخَلِيلَ النار بردا وسلاما {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ رَأَى نَارًا} .
واشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله ,اللهم صلي وسلم عَلَى سيدنا مُحَمَّدٍ الَّذِي أَصْبَحَ وَادِي النُّبُوَّةِ بِرِسَالَتِهِ مِعْطَارًا , وَعَلَى صَاحِبِهِ أَبِي بَكْرٍ الْمُنْفِقِ سِرًّا وَجِهَارًا , وَعَلَى عُمَرَ الْفَارُوقِ الَّذِي لاثَ عَنْ وَجْهِهِ الإِسْلامُ خمارا , وعلى عثمان الذي صرف على جَيْشِ الْعُسْرَةِ بِإِنْفَاقِهِ إِعْسَارًا , وعَلَى عَلِيٍّ أَخِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ الَّذِي لا يَتَمَارَى , وَعَلَى عَمِّهِ الْعَبَّاسِ أَبِي الْخُلَفَاءِ وَيَكْفِيهِمُ افْتِخَارًا اللهم صل وسلم عليه وعلي اصحابه واتباعه ليلا ونهارا وسرا وجهارا
أما بعد
فلقد تنوعت أساليب أعداء المسلمين في محاولة القضاء على هذا الدين او هذا الوطن ووجهوا إليه ألوانا من الأسلحة لغزوا المسلمين من كل جهة سواء كان غزوا المسلمين بالسلاح العسكري او غزوهم بالسلاح الفكري او غزوهم بالسلاح الخلقي او غزوهم بالسلاح العاطفي، غزوا المسلمين بالسلاح العسكري فأعلنوا الحرب على المسلمين وشنوا الغارة عليهم بأقوى الأسلحة فعلينا ان نعد لهم العدة وان نتمتع باليقظة والحيطة والحذر وان نعد العدة آلاتا ورجالا
قال أبو الطيب المتنبي:
ومن طلب الفتح الجليل فإنما ** مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم
وقال أيضًا:
وما تنفع الخيل الكرام ولا القنا ** إذا لم يكن فوق الكرام كرام
أولا – ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ )
وتحت هذا العنصر امرين
أولا : الاعداد والاستعداد
ثانياً : الأخذ بأسباب القوة
الأمر الأول : وأعدوا لهم
أيها الإخوة الكرام: إن مما ينبغي علي المسلمين هو كمال الاعداد والاستعداد والتّنبّه والتّحرّز والتجهز والتمكن تدريبا وعملا وآلة
وفي هذا العالم الذي يحكمه الأقوياء، ولا يَرى فيه الأقوياءُ ولا يَسمعون ولا يَكترثونَ إلا بأنفسهم
ونود أن نقول: إن كنا نشتكي ضعفاً فضعفنا من عند أنفسنا، وإن كنا نتألم لهواننا على الناس فهواننا هذا من صنع أيدينا والله ورسوله منه بريئان..
ورد بصحيح الجامع من حديث ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « « يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها ، قيل : يا رسولَ اللهِ ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ ؟ قال لا ، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم ، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم ؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ» »
من هنا جاءت دعوة الإسلام تأمر المسلم أمراً وتُلزمه إلزاماً وتفرض عليه فرضاً أن يأخذ بكل أسباب القوة.. قوة إيمان بالله تعالى ، قوة يقين في وعد الله عز وجل، وقوة على الأرض تردع العدو ..
قال الله تعالي ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) الأنفال
هذا خطاب الله للمسلمين وأعدوا أي جهزوا أنفسكم لمواجهة أعدائكم
أُتى كلمة ( قوة ) منكرة بلا (ألف ولام) لتشمل القوة الجسدية والقوة السياسية والقوة الصناعية والقوة الإعلامية والقوة العسكرية
فكأنه تعالى يقول لهم: افعلوا أقصى ما تستطيعون، احشدوا أقصى إمكاناتكم؛ ولو كانت دون إمكانات الخصوم، فالاستطاعة هي الحد الأقصى المطلوب، وما يزيد على ذلك يتكفل الله تعالى به، بقدرته التي لا حدود لها؛ وذلك لأن فعل أقصى المستطاع هو برهان الإخلاص، وهو الشرط المطلوب؛ لينزل عون الله، ونصره.
وإنما يقصد بإرهاب العدو ( زجر المحاربين، وردع المجرمين، لأنهم إذا سمعوا عن قوتنا ورأوها رأي العين لم يفكروا في غزونا أو في إخراجنا من ديارنا)
روي الإمامان البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: «لَمَّا قَدِم رسُول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وأصحابه مكة، فقَال المُشرِكُون: إِنَّه يَقدَمُ عَلَيكُم قَومٌ وَهَنَتهُم حُمَّى يَثرِب، فَأَمَرَهُم النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يَرمُلُوا الأَشوَاطَ الثلاَثَة، وأن يَمشُوا ما بَين الرُّكنَين، ولم يَمنَعهُم أَن يَرمُلُوا الأَشوَاطَ كُلَّها: إلاَّ الإِبقَاءُ عَليهِم». متفق عليه
وفي الحديث اظهار القوة لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِعَامِهِ الَّذِي اعْتَمَرَ فِيهِ –عمرة القضاء-، قَالَ لِأَصْحَابِهِ: “ارْمُلُوا بِالْبَيْتِ ثلاثا –أي في الثلاثة أشواط الأولى- لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ قُوَّتَكُمْ” فَلَمَّا رَمَلُوا، قَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا وَهَنَتْهُمْ يعني حمى يثرب “”ارْمُلُوا بِالْبَيْتِ ثلاثا لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ قُوَّتَكُمْ” ذلك أن القوة حاسمة في إظهار الهيبة لدين الله، وللمسلمين.
ومعني رمل إذا أسرع في مشيته، وهز منكبيه، وهو في ذلك لا يجري، الرمل: المشي السريع.
عندها قال المشركون: أهؤلاء الذين نتحدث أن بهم هزلا ما رضي هؤلاء بالمشي حتى سعوا سعيا كأنهم الغزلان
أيها الإخوة: إن نبينا صلى الله عليه وسلم في هذه العمرة أراد إظهار القوة أمام الأعداء، ولئن كانت القوة هي عنصر الحسم الأول في زمان مضى، فإنها اليوم بلا شك أظهر.
وإن الاستعداد الجيد للعدو هو سبب النصر والتمكين
روي الإمام مسلم عَنْ أَبِي عَلِيٍّ ثُمَامَةَ بْنِ شُفَيٍّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ: ” {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ ” مسلم
وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلّم (القوة) في هذه الآية ب(الرمي) لأن (الرمي) أَشَدّ نِكَايَة فِي الْعَدُوِّ وَأَسْرع في هزيمتهم ولذلك ورد في حديث عقبة بن عامر رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلّم “ «إنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلاثَةً الْجَنَّة، صَانِعُهُ يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ، وَالرَّامِي بِهِ وَمُنَبِّلَهُ فَارْمُوا وَارْكَبُوا وَأَنْ تَرْمُوا أَحَبّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا»
والرمي الآن لم يصبح قوسا أو حربة إنما طائرات وصواريخ ومسيرات وتوجيها بالاقمار فعلنا أن نتقدم في الصناعة لأن العدوا جاحد ومتربص بكل أنواع القوة فلكل عصر ما يواكبه
ومن ذلك: الاستعداد بالمراكب المحتاج إليها عند القتال، ولهذا قال تعالى ﴿ و َمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ فهذه العلة موجودة فيها في ذلك الزمان، وهي إرهاب الأعداء، والحكم يدور مع علته. فإذا كان شيء موجوداً أكثر إرهاباً منها، كالسيارات البرية والهوائية، المعدة للقتال التي تكون النكاية فيها أشد، كانت مأموراً بالاستعداد بها، والسعي لتحصيلها، حتى إنها إذا لم توجد إلا بتعلُّم الصناعة، وجب ذلك، لأن ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب
روي الهيثمي في مجمع الزوائد بإسناد صحيح: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعلي: “ناولني كفاً من حصى، فناوله فرمى به وجوه القوم، فما بقى أحد من القوم إلا امتلأت عيناه من الحصباء، فنزلت: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى)[الأنفال: 17].
وهنا إن كان الرمي هنا ليس كرمي السهام إلا أنه كان قوة منحها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ليعلمنا الأخذ بأسباب القوة
وقد أورد صاحب كتاب كنز العمال هذا الأثر عن مكحول أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أهل الشام: أن علموا أولادكم السباحة والرمي والفروسية.
ومما ورد في معناه من الأحاديث المرفوعة ما ذكره السيوطي في الجامع الصغير؛ وهما حديثان: أحدهما بلفظ: علموا أبناءكم السباحة والرماية، ونعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل.
والآخر بلفظ: علموا أبناءكم السباحة والرمي، والمرأة المغزل.
أيها الإخوة الكرام: ورد الأمر بتعلم الرمي من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام « مَرَّ علَى نَفَرٍ مِن أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ،( أي يتنافسون ويتسابقون في رمي السهام) فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: « ارْمُوا بَنِي إسْمَاعِيلَ، فإنَّ أَبَاكُمْ كانَ رَامِيًا ارْمُوا، وأَنَا مع بَنِي فُلَانٍ قالَ سلمة بن الأكوع: فأمْسَكَ أَحَدُ الفَرِيقَيْنِ بأَيْدِيهِمْ فلم يرموا ، فَقالَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما لَكُمْ لا تَرْمُونَ؟ قالوا: كيفَ نَرْمِي وأَنْتَ معهُمْ يا رسول الله؟ فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْمُوا فأنَا معكُمْ كُلِّكُمْ» ..
عباد الله : إن مفهوم الإسلام للقوة المادية قائم على لزوم جريان السنن الكونية؛ كما قدر الله في خلقه؛ ففي الوضع الطبيعي قدر الله تعالى في سنن الكون أن القوي يهزم الضعيف، والغني يستأجر الفقير، والحاكم يملك السلطة، والجد ينتج ويورث الثمر، والكسل يقعد، وينتج كسلا.
وما أعظمَ وأكرمَ وأشرفَ موقفَ المعتصمِ حين قال: «لبيك لبيك» وقد نُقِلَ إليه أن امرأة مسلمة صرخت في بلاد الروم: «وا معتصماه» تستغيث به –وقد حاول روميٌّ أن يسيءَ إليها، ويعتدي عليها –وزحف بجيش عرَمْرمٍ لإنقاذها، فصانها، وأدَّبَ وعاقب من أهانها.
ولهذا نقول: إن السبب المادي مهم جدا لتحقيق الأهداف، مع أخذ الحذر والحيطة لكن مع اليقين بالله، والتوكل
الأمر الثاني: الأخذ بأسباب القوة
إن من أسباب القوة الدعاء، نسأل الله العظيم أن ينصر المسلمين المستضعفين في كل زمان ومكان .. آمين. الدعاء سلاح المؤمن كما قال النبي عليه الصلاة والسلام..
لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلّم يدعو ربه ليلاً ونهاراً أن ينصر الإسلام والمسلمين وعلى الرغم من ذلك أخذ رسول الله بكل أسباب النصر ( أعد العدة، ودرب الناس، وحرضهم على القتال في سبيل الله، ورص الصفوف، ووزع المهام، وخطط ورتب لكل صغيرة وكبيرة) وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلّم عدوه في سبيل الله 28 غزوة…
عباد الله : إن إعداد القوة يتطلب الإهتمام بالعنصر البشري تعليما وصحة وعملا واستغلال الموارد الطبيعية وأن نعتمد علي أنفسنا لا علي غيرنا في طعامنا وصناعتنا وزراعتنا بزيادة الإنتاج وان يعمل كل فرد من الأمة لرفعتها وصون كرامتها
وهناك وسائل تبعث علي اليقظة وتوقي شر كل معتد ومعرفة أسلوبه الملتوي منها والأخذ بأسباب القوة
قال تعالى (وَآتَينَاهُ مِن كُلِّ شَيءٍ سَبَبًا فَأَتبَعَ سَبَبًا)
آية تلخّص بشكل مختصر أسباب النجاح و التمكين والاستخلاف في الأرض.
السبب الأول، يأتي للإنسان من الله من غير حول له ولا قوة، كالموارد الطبيعية والأموال.. أو كالمواهب و الهبات والعلم و الحكمة.
السبب الثاني، يقع على عاتق الإنسان ومسؤوليته، باستغلال هذه الموارد وتحسينها.. والمحافظة على الأموال و تنميتها..
و صقل مواهبه وتطويرها.. و المواظبة على القراءة وطلب العلم ليزداد حكمة و معرفة في أمور دينه ودنياه جميعها.
وإعداد العدة بحسب القدرة على ذلك ووجوب أخذ الأهبة، والاستعداد التام في أيام السلم، وأيام الحرب على حد سواء؛ لآية الأنفال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} وهذا يعرف بالسلم المسلح.
على النصر خيل الله سير رعيلها *** وجهز جنود الحق حيث تساب
وسير ذوي الرايات أعلام حاشدا *** فهيهات أن ينسد دون سباب
والأخذ بأسباب المناعة والحصانة اقتصادية وعسكريا وسياسيا واجتماعيا
قال الله عن نبيه داوود عليه السلام ( فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ (80) الأنبياء
كما أن وحدة الكلمة ووحدة الصف؛ سبب للقوة إذ الفرقة ضعف وهوان وهى محرمة بقول الله تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} .
مع كتم الأسرار والحذر من المنافقين
عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع ، والمضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الراكب، والراكب خير من المجري؛ قتلاها كلها في النار . قال: قلت: يا رسول الله ! ومتى ذلك؟ قال: ذلك أيام الهرج . قلت: ومتى أيام الهرج ؟ قال: حين لا يأمن الرجل جليسه . قال: قلت: فما تأمرني إن أدركت ذلك ؟ قال: اكفف نفسك ويدك، وأدخل دارك )
رواه: الإمام أحمد، وابن أبي شيبة، ونعيم بن حماد، والطبراني، والحاكم وقال: “صحيح الإسناد ولم يخرجاه “، ووافقه الذهبي في “تلخيصه”.
ولله در القائل
احذر عدوك مرةً … واحذر صديقك ألف مرهْ
فلربما انقلب الصديْـ … ـق فكان أعلم بالمضرهْ
ثانياً – الحذر واليقظة من الأعداء …….
اخي الكريم: ينبغي أن تعلم أن الحذر من صفات المؤمنين والاستعداد والإعداد الجيد
فالمسلم ليس بساذج حتى تنطلي عليه خديعة عدوه ذَكَرَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: كَانَ وَاَللَّهِ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يُخْدَعَ، وَأَعْقَلَ مِنْ أَنْ يُخْدَعَ. وَقَالَ عُمَرُ: لَسْتُ بِالْخِبِّ وَلَا يَخْدَعُنِي) لست بالخب أي المخادع، ولا يستطيع مخادع أن يخدعني .
قال الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ (النساء/ 71)
هذا هو النداء الثالث والعشرين من نداءات الرحمن لأهل الإيمان في القرآن الكريم إذ ناداهم ليأمرهم بأخذ الحذر من عدوهم، وعدو المؤمنين وهو كل عدو متربص بالمسلمين فقال يا أيها الذين آمنوا “، أي صدَّقوا الله ورسوله ” خذوا حذركم “، خذوا جُنَّتكم وأسلحتكم التي تتقون بها من عدوكم لغزوهم وحربهم =” فانفروا إليهم ثُبات “. جماعات عصبة واحدة ويد واحدة
ويكون الحذر بالتدريب والتعليم وجمع أسباب القوة مع حسن استغلال الموارد المادية والبشرية
لقد كان السلف الصالح يعتنون بتربية أبنائهم على القوة، والهمم العالية
فهذا إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص يقول: كان أبي يعلمنا مآثر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويعدها علينا وثرياه، ويقول: يا بني هذه مآثر آبائكم، يا بني هذه مآثر آبائكم، فلا تضيعوا ذكرها.
وقال علي بن الحسين: كنا نعلم مغازي النبي -صلى الله عليه وسلم- وسراياه؛ كما نعلم السورة من القرآن.
والحذر من الكل ومن كل غادر وخائن حتى علي مستوي الأفراد
ولأن الناس ليسوا سواء، فمن الناس الوفي ومنهم الغادر، ومنهم الطيب ومنهم الخبيث، ومنهم الصالح ومنهم الطالح، فإن من النفوس نفوسا تبلغ في خستها أنها لا تنتقم إلا ممن يحسن إليها ويتفضل فالحذر واجب
“احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة، فإن انقلب الصديق فهو أعلم بالمضرة”، فعندما ينقلب الصديق تصبح طعناته أشد ألماً من طعنات العدو، فلربما تكون طعنة عدوك جارحة، ولكن الصديق أعلم بنقطة ضعفك وسيوجه طعنة واحدة ستكون هي القاتلة.
قصة
يذكر لنا من سبقنا علما وفضلا في حادثة جرت أن رجلا ارتكب جرما، فأوى إلى بيت كرام فآووه، ورب الدار يطعمه ويسقيه ويكرمه في بيته شهورا طويلة حتى هدأت العيون وسكت الناس عن طلبه، بعد هذا يقوم الجاني فيقتل رب الدار، يقتل رب الدار الذي أحسن إليه، يسأله الناس بعد ذلك: لم فعلت هذا؟! فقد أحسن إليك كل الإحسان! فيقول لهم: إني كلما نظرت إليه تذكرت إحسانه علي، فيضيق صدري، فأردت أن أقتله حتى أستريح، نفوس كنفوس الوحش من الحيوان.
ينبغي أن تعلم أيضا أنه لا ينبغي للمؤمن أن يكون غافلاً ، لا يعتبر بالأحداث التى تدور حوله، وإذا ما جربت فساد أمر فلا ينبغي أن تعود مرة ثانية وتجرب التجربة مرة أخرى
روي البخاري ومسلم عَنْ أَبيِ هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ». هَذَا حَدِيث مُتَّفق على صِحَّته
قصة الحديث
ولهذا الحديث قصة اوردها الامام البيهقي في السنن الكبري عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ ( كَانَ أَبُو عَزَّةَ الْجُمَحِيُّ أُسِرَ يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّنِي ذُو بَنَاتٍ وَحَاجَةٍ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ أَحَدٌ يَفْدِينِي، وَقَدْ عَرَفْتَ حَاجَتِي، فَحَقَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهُ وَأَعْتَقَهُ , وَخَلَّى سَبِيلَهُ، فَعَاهَدَهُ أَنْ لَا يُعِينَ عَلَيْهِ بِيَدٍ وَلَا لِسَانٍ , وَامْتَدَحَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ عَفَا عَنْهُ. فَذَكَرَ الشِّعْرَ )
فلمَّا عاد إلى مكة أبى له لُؤْمُه وسُوءُ طويَّته إلا أن ينال من المسلمين بِشِعْرِه، وأن يطيعَ المشركين في الخروج إلى أُحد، واستنفار الأعداء لمحاربة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
ويشاء الله أن يقع أسيرًا في غزوة حمراء الأسد ، وهي التي استجاب المؤمنون فيها لله والرسول من بعدما أصابهم القرح، فعاد سيرته الأولى، يَضْرع ويشكو، ويقول للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: امنُن عليَّ لفقري وبناتي، وأعاهدك ألَّا أعود لمثل ما فعلت.
فأجابه سيِّدُ الحكماء صَلَوات الله وسلامه عليه إجابته الخالدة: ((لا والله، لا تَمْسَح عَارضَيْك بمكة، وتقول: خدعت محمدًا مرَّتين، لا يُلدغ المؤمن من جُحْر واحد مرتين، اضرب عنقه يا زيد)).
وروي الحاكم في المستدرك عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ، وَالْفَاجِرُ خِبٌّ لَئِيمٌ»
عباد الله : لابد من الحذر من الاعداء لأن أعداء الله تعالى حريصون على إبادة هذا الدين وأهله، يرفعون لواء وشعار: “دمروا الإسلام أبيدوا أهله” ابيدوا العرب ، وهم لا يتحرجون من أن يستخدموا أي أسلوب لتحقيق هدفهم ….
إن من عادته نقض العهود وعادتة الخيانة لا يمكن أن تأمن مكره ولا خيانته
ذكر أن امرأة رأت جرو ذئب فكانت ترضعه من شاة عندها، لما كبر الذئب قام إلى الشاة فقتلها وأكلها وهرب، عادت العجوز تقول:
بقرت شويهتي و فجعت قلبي وكنت لها ابن ربيب
غذيت بدرها وعشت معها فمن أدراك أن أباك ذيب
إذا كان الطباع طباع ذئب فلا أدب يفيد ولا أديب
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله العلي العظيم القاهر، الملك السلطان القادر، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، أحمده سبحانه على ما أولانا من بره وإحسانه المتظاهر، وأشكره وقد وعد بالمزيد للشاكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، المؤيد بالآيات والمعجزات والبصائر، اللهم صلِّ على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
امابعد
فإن تمسك المسلمين بدينهم هو سبب لنصرهم وعزهم وعلوهم وصلاح أحوالهم وحل مشاكلهم، ولا شك أن الله قادر على فعل ما شاء وتحقيق وعده متى شاء، فهو الفعال لما يريد والعزيز الذي لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض
ثالثاً : لن تنتصر حتى نعود لديننا
آلا إنها دعوة لأهل الإسلام جميعا إلى أن يتمسكوا بميراثهم الحقيقي كتاب الله وسنة رسوله آلا إنها دعوة إلى التكاتف على تحقيقهما في جميع المجالات التشريعية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية و جميع جوانب الحياة.
وإن يجتنب كل فرد أن يعصي ربه حتى ينصره ويمكن له وأن يكون منصفا عادل لا يعتدي على من هو أضعف منه فلا شك أن الرذائل لا تنتشر في مجتمع إلا أفسدته، وأحلت به عقاب الله وعذابه، وعندئذ يعم البلاء الصالح والطالح، كما قال تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {الأنفال:25}
ذكر الذهبي في الكبائرَعَن وهب بن مُنَبّه قَالَ بنى جَبَّار من الْجَبَابِرَة قصراً وشيده فَجَاءَت عَجُوز فقيرة فبنت إِلَى جَانِبه كوخاً تأوي إِلَيْهِ فَركب الْجَبَّار يَوْمًا وَطَاف حول الْقصر فَرَأى الكوخ فَقَالَ لمن هَذَا فَقيل لامْرَأَة فقيرة تأوي إِلَيْهِ فَأمر بِهِ فهدم فَجَاءَت الْعَجُوز فرأته مهدوماً فَقَالَت من هَدمه فَقيل الْملك رَآهُ فهدمه فَرفعت الْعَجُوز رَأسهَا إِلَى السَّمَاء وَقَالَت يَا رب إِذا لم أكن أَنا حَاضِرَة فَأَيْنَ كنت أَنْت قَالَ فَأمر الله جِبْرِيل أَن يقلب الْقصر على من فِيهِ فقلبه
وعلى مستوى الأمة، هلاك الأمة بمعاصيها يكون، وصدق الله العظيم: ( فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (6) الانعام
روي الإمام أحمد في مسنده عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله عز وجل بعذاب من عنده.
وروى الإمام أحمد: عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال: لما فتحت قبرص، فرق بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض، فرأيت أبا الدرداء جالسا وحده يبكي، فقلت: يا أبا الدرداء، ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ فقال: ويحك! ما أهون الخلق على الله إذا أضاعوا أمره، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة، لهم الملك، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى!!
وروي الحاكم والبيهقي في الشعب عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثُ بِمِنًى أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خِصَالٌ خَمْسٌ إِنِ ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَنَزَلْنَ بِكُمْ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بها إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ وَيَأْخُذُ بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بَيْنَهُمْ بِكِتَابِ اللهِ إِلَّا جَعَلَ بِأَسَهُمْ بَيْنَهُمْ “
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه في قوله: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد ….
اللهم قوي إيماننا ووحد كلمتنا وانصرنا على أعدائك أعداء الدين اللهم شتت شملهم واجعل الدائرة عليهم اللهم انصر المسلمين في كل مكان
إن الله تعالى أمر بثلاثة ونهي عن ثلاث أمر: بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، ونهى عن : الفحشاء والمنكر والبغي
واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون
جمع وترتيب \ ثروت علي سويف امام وخطيب ومدرس

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى