أخبار الأوقافخطبة الأسبوعخطبة الجمعةعاجل
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) د عبدالعزيز موسي الدبور
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) د عبدالعزيز موسي الدبور
*قال تعالى مبينًا ركنا ممها من أركان الملك الرشيد وهو :
= (العلم) بكل فروعه وأنواعه:
-(ولقد أتينا داود وسليمان علمًا…),
(علمًا) هكذا نكرة لتشمل كل العلوم…
– فقد أعطى الله تعالى سيدنا داود وسليمان- عليهما السلام- علمًا واسعًا من علوم الدنيا والدين وتم تسخير تلك العلوم لخدمة الدين والمجتمع والناس
= أراد سليمان –عليه السلام- أن يري بلقيس بعض ما خصه الله تعالى به من العجائب الدالة على عظمة الله وقدرته وصدق سليمان في دعوى النبوة:
(قال يا أيها الملأ أيكم يأتين بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين
قال عفريت من الجن أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين).
=ثم أظهر الله تعالى فضل الذي عنده علم من الكتاب:
-(قال الذي عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك…).
= ومن مظاهر التقدم والتطور الذي وصل إليه ملك سيدنا سليمان -عليه السلام- باستخدام العلم:
(قيل لها ادخلي الصرح).
القصر العظيم الفخم المصنوع من زجاج تحته ماء
– أراد نبي الله سليمان-عليه السلام- أن يريها عظمة سلطانه وتمكنه وتقدمه وتطوره…
– فلما رأت ذلك القصر الشامخ ظنته ماء فكشفت عن ساقيها لتخوض فيه:
(فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح…).
* من ركائز استقرار الوطن وتقدمه:
(تحقيق الاكتفاء الذاتي):
=تحقيق الاكتفاء الذاتي ضرورة لحرية الوطن واستقراره وتطوره:
– قال تعالى عن سيدنا سليمان: (يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين).
– وقال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة…).
– وفي الحديث: (المؤمن القوى خير وأحب الي الله من المؤمن الضعيف وفي كال خير).
=فعظمة الوطن تكمن في قوته:
-القوة بمعناها: الشامل والمتعدد
القوة: العلمية والاقتصادية والتجارية والصناعية والزراعية والعسكرية….
حينئذ يصبح الوطن مهابًا بين الأمم.
*ومن ركائز استقرار الوطن وتقدمه:
(التعددية في الفكر والمعتقد واللون)
– سيدنا سليمان -عليه السلام- جمعت له جيوشه من جميع الطوائف: (الجن والانس والطير) يتقدمهم سيدنا سليمان:
-قال تعالى: (وحُشِرَ لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون).
=فمن أسس الاعتقاد في الاسلام: قوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى…).
– الخطاب هنا لجميع البشر :
– خلقكم الله تعالى من أصل واحد وهو (آدم) -عليه السلام-
– ومن مصدر واحد وهو الله رب العالمين:
– قال تعالي يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة…).
= فلا تفريق بينهم بالآباء والأجداد ولا اعتداد بالحسب والنسب:
– (كلكم لآدم وآدم من تراب).
= جعلنا شعوبًا وقبائل: ليحصل التعارف والتألف لا التنافر والتخالف.
=وكانت هذه المساواة بين جميع الناس في الحقوق والواجبات تطبيقًا عمليا عاشه الناس في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-:
-(والله ولو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها).
=ابو بكر-رضى الله عنه-:
(ألا إن أقواكم عندي الضعيف حتى أخذ الحق له.
وأضعفكم عندي القوي. حتى آخذ الحق منه).
= إنه مبدأ العدل فبالعدل تحيا الأمة وتدوم، وبالظلم تنهار الأمة وتنتهي.
فالناس أمام القانون سواء لا واسطة ولا محسوبية…..
*ومن ركائز استقرار الوطن وتقدمه:
(مبدأ الشورى):
-بلقيس: (قالت يا أيها الملأ إني ألقى إليَّ كتاب كريم…
قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمرى ما كُنت قاطعة أمرًا حتى تشهدون…).
=وتتضح أهمية مبدأ الشورى في قوله تعالى:
– (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر…) آل عمران 159.
-وقال تعالى: (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم) الشورى 38.
*من ركائز استقرار وتقدم الأمم والمجتمعات:
(حسن اختيار المسؤول).
(أو من توكل إليه أمور العامة):
-فيتم اختيار الشخص المناسب والأكفء الذى يتولى المسئولية أو المنصب.
=المسئولية واجب ثقيل لا يقوم به إلا أعاظم الرجال أما الضعيف فلا مجال له في تحمل المسئولية حتى لو كان من أكابر الأنقياء…
– وحين سأل أبو ذر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن يستخدمه في عمل من أعمل الدولة
حذره الرسول -صلى الله عليه وسلم- من ثقل الأمانة وعدم التمكن من القيام بها
فعن أبى ذر- رضى الله عنه- قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني؟
قال: فضرب بيده على منكبي وقال:
(يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا مَن أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها).
* كما أن من ركائز استقرار وتقدم الأمم والمجتمعات أن يكون المسؤول (حافظًا) (عليمًا):
-(حافظًا) يعنى أمينًا على ما استودع من أموال ومرافق وممتلكات الدولة.
-(عليمًا) بوجود التصرف في المال العام.
=قال ملك مصر عن سيدنا (يوسف) -عليه السلام-:
(وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي…).
=ورد(يوسف): (اجعلني على خزائن الارض إني حفيظ عليم).
*من ركائز استقرار وتقدم الأمم والمجتمعات:
(ان مسؤوليةأمن وسلامة المجتمع مسؤلية مشتركة بين الحاكم والمحكوم).
بين أفراد المجتمع كلٌ حسب موقعه وقدراته
وحماية الوطن من الفاسدين والأعداء وجميع الأخطار مسؤولية كل أبناء الوطن:
=ففي الحديث: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته…).
=فالمجتمع أشبه بركاب سفينة فإن تركنا مَن يعمل على هدم بنيانها هلكنا جميعًا وإن أخذنا على يديه سلمنا جميعًا.
=وحين يصدر الشعور بالمسئولية من (نملة) تجاه بني جنسها وحمايتهم وتحذيرهم من أي خطر أو عدوان فهذا أمر عظيم.
– (حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون).
=وتأمل حسن الظن: (وهم لا يشعرون):
-فلقد حذرت النملة بنى جنسها ثم اعتذرت لأنها علمت أن نبي الله سليمان-عليه السلام- نبي رحيم الاعتداء ليس من طبعه
= وواجب الراعي تفقد أحوال رعيته والاهتمام بهم وتقديم العون والرعاية لهم.
والتعامل بحزم مع الخارجين على القانون.
– قال تعالى عن نبي الله سليمان-عليه السلام-:
-(وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد…).
= فإذا كان هذا هو اهتمام سيدنا سليمان –عليه السلام- بالطيور فكيف كان تفقده للإنسان والاهتمام به.
=أما واجب الرعية نحو وطنهم:
-فنجد العمل على حمايتة والحفاظ عليه من الأعداء
يتمثل ذلك في(هدهد) سليمان- عليه السلام-: الحريص على صلاح الدين والدنيا.
– سيدنا سليمان أثناء بحثه وتفتيشه عن جماعة الطير طلب( الهدهد )فلم يجده.
-ذهب الهدهد دون إذن من سليمان.
-هددد سليمان الهدهد وتوعده : (لأعذبه…).
-ثم جاء الهدهد بعد مدة قليلة وقال: (أحطت…).
(قال : سننظراصدقت ام كنت من الكاذبين)
= فهذه القصة تُعَلِمُنَا كذلك أن على المسئول أن يتثبت مما يَرِد إليه من أخبار وأنباء واتهامات في حق الآخرين.
– يعنى: سننظر في قولك ونتثبت منه هل أنت صادق أم كاذب؟
-قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا…).
– فكم من بريء عوقب ظلمًا بسبب تجنى البعض عليهم دون تثبت من الأخبار…
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين