خطبة الأسبوعخطبة الجمعةعاجلمصــر

خطبة الجمعة القادمة : لا يسخر قوم من قوم للدكتور عبد العزير موسي الدبور

منبر الدعاة

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة القادمة ان شاءالله تعالي في : ٢٠٢٤/١٠/١٨ د/ عبدالعزيز موسي الدبور
بعنوان :(من صفات المؤمنين في ضوء سورة الحجرات)
= السورة الكريمة قد تضمنت عدة مقاصد ينبغي للمؤمن ان يلتزم بها. *المقصد الاول : العلاقة بين المؤمن وربه ونبيه – صلى الله عليه وسلم-:
وهو أدب خاص مع شرع الله أو مع الله ورسوله.
-فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله…).
= على المؤمنين ألا يقضوا حكمًا أو يظهروا رأيًا في حضرة النبي حتى يستشيروه:
-(فلا وربك…)، (وما كان لمؤمن…)، (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله …).
= ثم انتقلت السورة إلى أدب آخر مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وهو: خفض الصوت في حضرته.
ولا ينادى عليه كنداء بعضنا بعضًا.
= هذا أدب أَدَبَ الله به عباده المؤمنين فيما يعاملون به رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إذا تحدثوا معه – صلى الله عليه وسلم-
= ألا يرفعوا صوتهم في حضرته – صلى الله عليه وسلم-.
= ولا يخاطبوه باسمه مجردًا كما يخاطب بعضنا بعضًا:
(يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي).
(ولا تجهروا له بالقول).
(لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم…).
= وكما كان الأدب مع رسول الله في حياته يكون التأدب مع رسول الله بعد وفاته.
وذلك بمحبته واحترام شرعه وطاعته واتباعه في القول والعمل والاكثار من الصلاة عليه وإكرام أهل بيته وتوقير أصحابه.
كل ذلك: تعظيمًا لقدره الشريف واحترامًا لمقامه الرفيع…
*المقصد الثاني: العلاقات المجتمعية بين الناس:
= انتقلت السورة من الأدب الخاص مع الله تعالي والرسول صلي الله عليه وسلم إلى الأدب العام بين الناس.
= فمن ذلك:
= كيفية التعامل مع الأخبار وخطورتها:
وذلك بوجوب التثبت من الأخبار قبل نشرها خاصة خبر الفاسق:
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبينوا…).
= فالإسلام مبني على اليقين وليس على التشريع والتهور…:
– فهذا سيدنا سليمان حينما جاءه الهدهد بالنبأ اليقين عن بلقيس “وجئتك من سبأبنبأ يقين…….”
-ومع ذلك يتثبت بنفسه من الأمر:
(قال سننظر أصدقت…).
*المقصد الثالث:كيفية مواجهة الاختلافات والنزاعات أو القتال الذي يقع بين المسلمين:
1-السعي للإصلاح أولاً:
-(وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما).
2-الوقوف في وجه الطائفة الباغية الرافضة للصلح:
-(فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين).
*المقصد الرابع:تحقيق الأخوة الإيمانية والإصلاح بين المؤمنين:
-(إنما المؤمنون إخوة…).
-(فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون).
= فالصلح بين الناس منهج شرعي تصان به النفوس وتحفظ به الأسر من التفكك والانهيار:
-قال تعالى: (لا خير في كثير من نجواهم…).
(فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم…).
-وفي الحديث: (ألا أخبركم بأفضل درجة من الصلاة والصدقة؟
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: (إصلاح ذات البَين وفساد ذات البَين هي الحالقةُ، فلا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين).
-وفي الحديث: (إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر.
ومن الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير.
فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير يديه.
وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه).
*المقصد الخامس: النهي عن السخرية والاستهزاء والتماس المعايب بالآخرين واطلاق الألقاب السوء بهم.
-قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم…).
-(رُبَ أشعث أغبر ذو طمرين (صاحب ثوبين قديمين) لو أقسم على الله لأبره).
*المقصد السادس:الامر بالابتعاد عن التهمة والتخون واساءة الظن.
(ياأيهاالذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن…..)
*المقصد السابع:-(ولا تجسسوا).
أي: لا تبحثوا عن عورات الناس المسلمين ولا تتبعوا معايبهم.
-ففي الحديث: ( لاتغتابو المسلمين ولاتتبعوا عوراتهم فانه من تتبع عوراة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته)
*المقصد الثامن -(ولا يغتب بعضكم بعضًا…).
=لا يذكر بعضكم بعضًا بالسوء في غيبته بما يكره.
= فمن الآداب العامة مراعاة الذوق العام في كل ما يصدر عن الإنسان من أقوال وأفعال:
= فقد أمرنا الله تعالى بحسن الكلام:
-“(وقولوا للناس حُسنًا).
-(وقل لعبادي يقول للتي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوًا مبينًا) الإسراء: 53.
= وحسن الكلام من علامات الإيمان:
-(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت).
= وحُسن الكلام من أسباب صلاح الأعمال وغفران الذنوب والآثام:
-(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدًا…).
-وأمرنا الله تعالى بحفظ ألسنتنا إلا في الخير:
-(لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة…).
= فالكلمة: قد ترفع صاحبها إلى أعلى الدرجات، وقد تهوي به إلى أسفل الدركات.
-وفي الحديث: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يُلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات.
وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم).
= ومن الأمراض الاجتماعية: نقل الأخبار الكاذبة والاشاعات المغرضة دون التثبت منها…
= والشائعات من أخطر الأسلحة الفتاكة والمدمرة للأفراد والمجتمعات وخطرها أشد من القتل:
-(والفتنة أشد من القتل).
-(والفتنة أكبر من القتل).
= أشد وأكبر من القتل؛ لأن القتل يقع على نفس واحدة.
أما الفتنة أو الاشاعة فإنها تهدم مجتمعًا بأكمله… .
= فالمسلم العاقل عليه أن يتثبت من المعلومات التي يسمعها قبل نشرها ويزن الكلام بميزان العقل الصحيح قبل أن ينشره.
*ومن الآداب العامة: مراعاة الذوق العام:
وذلك بعدم تدخل المسلم فيما لا يعنيه:
-ففي الحديث: (من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
-وقال تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم…).
-وقال تعالى: (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه…).
-وقال تعالى: (كل نفس بما كسبت رهينة…).
-وفي الحديث: (أمسك عليك لسانك…).
*المقصد التاسع :(الأخوة الإنسانية):
* يخاطب الله تعالى جميع البشر أنه تعالى خلقنا جميعًا:
= من مصدر واحد وهو الله تعالى.
= ومن أصل واحد وهو آدم – عليه السلام-.
“يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة…).
(يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى…).
=فلا تفاخر بالآباء والأجداد ولا اعتداد بالحسب والنسب:
(كلكم لآدم وآدم من تراب).
(وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا…).
أي: ليحصل بينكم التعارف والتآلف والتعاون لا التناحر والتخالف والتقاتل.
=(إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
-فالتفاضل بين الناس إنما يكون بالإيمان والتقوى والعلم والعمل الصالح لا بالأحساب والأنساب.
-(من سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله).
-(من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى