خطبة الأسبوعخطبة الجمعةعاجل

خطبة الجمعة القادمة : لغة القرآن والحفاظ على الهوية ، للدكتور محمد عامر

خطبة الجمعة القادمة : لغة القرآن والحفاظ على الهوية ، للدكتور محمد عامر- بتاريخ 4 جمادى الآخرة 1446 الموافق 6 ديسمبر 2024 م.
العناصر
المقدمة
1 – فأتوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ.
2- هذا هو القرآن فأين شعراؤكم.
3- قصة الطفيل بن عمرو مع القرآن .
4- أقسم (واللات والعزى لا أسلم ) فأسلم .
5- ما أعظم لغة القرآن .
أما بعد
لغة القرآن الكريم
______
القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة، وهو أحسن الحديث . وأفصح كتاب, فيه خبر ما قبلنا ونبأ ما بعدنا وصدق الوليد بن المغيرة حين قال عن القرآن : “إِنَّ له حلَلَاوَةً، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلَاوَةً وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يُعلى عليه “.
انها لغة ….. ق والقرآن المجيد
انها لغة …. ن والقلم وما يسطرون
تحدى الله به أفصح الامم وتحدي به الشعراء والادباء وتحدى به الحكماء والخطباء والأعداء
تحداهم بأن يأتوا ب مثله فقال (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ) … فعجزوا
فتحداهم أن يأتوا (بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ )…. فعجزوا
فتحداهم أن يأتوا (بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ) …فعجزوا
فنادى عليهم بالعجز إلى يوم الدين ” قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا”
فالله عز وجل يتحدى الناس والأجيال بما أجادوا فيه
فموسى عليه السلام أتى إلى قوم معهم السحر، فقد بلغوا في السحر اعلاه، فأعطاه الله العصا، تلقف ما صنعوا، وأخذت حتى عصيهم وحبالهم، فأكلتها جميعاً في بطنها، وتغلب عليهم.
وإبراهيم عليه السلام أتى إلى قوم بلغوا الذروة في علم الفلك والنجوم، فتحداهم بذلك فأعجزهم .
وعيسى عليه السلام أتى إلى قوم أهل طب، وتخصص، فأعطاه الله إحياء الميت بإذنه، وإبراء الأكمه بإذنه فيبصر، وإبراء الأبرص بإذنه فيذهب مرضه.
ومحمد عليه الصلاة والسلام أتى إلى العرب العرباء، وهي أفصح أمه أخرجت للناس، أمة الرجل لا يلحن فيها، ولا يخطئ، ولا ينسى وليس عنده قلم ولا ورقة، يحفظ القصائد في ذهنه كأنها قذائف، فأتى صلى الله عليه وسلم إلى مجتمع من أفصح المجتمعات، فأعطاه الله القرآن، فقال صلى الله عليه وسلم هذا القرآن، وأنتم أفصح العرب وأفصح الناس، وأنتم أفصح أهل الدنيا،
هذا هو القرآن فأين شعراؤكم؟
هذا هو القرآن فأين خطباؤكم؟
هذا هو القرآن فأين فصحاؤكم؟
هذا القرآن الذي نزل على العرب فأسلم ضعيفهم وقويهم فقيرهم وغنيهم
هذا الطفيل بن عمرو الدوسي أسلم لما سمع القرآن
سمع أن الرسول عليه الصلاة والسلام بعث، فخرج بناقته من بلاده الى مكة المكرمه وكان الطفيل شاعراً مجيداً خطيباً يعرف الكلام، عاقلاً، داهية، يقول ( فركبت ناقتي وسمعت بمبعث رسول الله عليه الصلاة والسلام، قال: فو الله ما إن نزلت مكة، إلا وتعلقت قريش بناقتي.كلما أتى إنسان من خارج قريش تعلقوا بناقته، يقولون له: انتبه عندنا رجلٌ مجنون! معنا ساحر في هذا المكان! رجلٌ جالس في الحرم معتوه، يتكلم بلا عقل، فانتبه واحذر!!قال: فوالله ما زالوا بي حتى وضعت القطن في أذني، فدخلت الحرم فرأيت الرسول عليه الصلاة والسلام؛ فعرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب -أنت إذا رأيت وجه الرسول صلى الله عليه وسلم؛ عرفت من أسارير وجهه أنه لا يكذب أبداً
يقول الطفيل بن عمرو: قلت يا عجباً لي! أنا شاعر فصيح, أعرف جد الكلام من هزله, فلماذا لا أسمع ماذا يقول، فإن أعجبني أسلمت وإلا تركت, قال: فأزحت القطن من أذني واقتربت منه, فإذا هو يقرأ القرآن, فوقع الإسلام في قلبي ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الجمعة:4] -يهدي هذا ويضل هذا, فينتفض ويأتي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، ويضع يده ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله.فهو القرآن الذي يريد الله أن يوصله إلى الناس.
هذا هو القرآن الذي قال تعالي عنه (لَوْ أَنـزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ )
وليس الطفيل وحده اسلم لما سمع القرآن بل اسلم الكثير بفضل بلاغته وفصاحته وهذا هو الصحابي الجليل جبير بن مطعم اسلم لما سمع القرآن
فهذا جبير بن مطعم القرشي أقسم باللات والعزى أنه لا يدخل في الإسلام، وحاول المسلمون معه ودعوه، فأقسم وصمم ألاَّ يدخل في الدين، لكن هذا القرآن أقوى من كل شيء، فهو يخترق الصوت والزجاج، يدخل القلوب التي هي أقسى من الحديد، قام عليه الصلاة والسلام يقرأ: {وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ}
وجبير بن مطعم خارج المسجد فسار الصوت حتى دخل أذنه وقلبه، والقرآن لا يمانع، من يسمع القرآن ولا يخشع قلبه ؟ من يسمع القرآن ولا تدمع عينه ؟ أهذا كلام بشر؟ فسمع قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {* * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمْ الْمُسَيْطِرُونَ} يقول جبير فكاد قلبي أن يطير فأتى يشق الصفوف حتى وصل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله
عباد الله
____
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
أما بعد
فالقرآنُ الكريمُ ، هو كتابُ اللهِ المبينُ، جعلَهُ اللهُ هدًى لِلْعالمينَ نزلَ بهِ الرُّوحُ الأمينُ بلسانٍ عربِيٍّ مُبينٍ لِيكونَ لنَا عزًّا ومجدًا، يقولُ عزَّ وجَلَّ (لَقَدْ أَنزلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (الانبياء 10)
عبادَ اللهِ: مَا أعظمَ هذِهِ اللُّغةَ العربيةَ الَّتِي نزَلَ القرآنُ الكريمُ بِهَا، وحُقَّ لأهلِهَا أنْ يفخَرُوا بِهَا ، حُقَّ لنا أنْ نفخرَ بها ، ونتمسَّكَ بِهَا، ونَعَضَّ عليهَا بالنَّواجذِ
فلقد شرف الله اللغة العربية بنزول القرآن، فبلغت أوج مجدها، وقمة عزها، فتحدى الله فصحاء العرب أن يأتوا بمثله فعجزوا، بل تحداهم بسورة فعجزوا ، فنادى عليهم بالعجز إلى يوم الدين ” قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا”
عباد الله: إن الله تعالى قد أمرنا بأمر بدأ فيه بنفسه فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56.
هذا وما كان من توفيقٍ فمن الله وحده، وما كان من خطأٍ، أو سهوٍ، أو نسيانٍ، فمني ومن الشيطان، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه الأطهار الأخيار ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم اجعله في ميزان حسناتنا يوم تزل الأقدام
دكتور / محمد عامر

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى