الخطبة المسموعةخطبة الأسبوععاجل

خطبة الجمعة للدكتور محمد حرز : منزلة الشهداء عند ربهم

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : منزلة الشهداء عند ربهم ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 18 شعبان 1444هـ ، الموافق 10 مارس 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 10 مارس 2023م بصيغة word بعنوان : منزلة الشهداء عند ربهم ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 10 مارس 2023م بصيغة pdf بعنوان : منزلة الشهداء عند ربهم ، للدكتور محمد حرز.

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 10 مارس 2023م بعنوان : منزلة الشهداء عند ربهم.

 

أولاً: الشهادةُ منحةٌ ربانيةٌ وغنيمةٌ إلهيةٌ.

ثانيـــًـا : الشهيدُ عندَ  اللهِ وفضائلُهُ.

ثالثـــًـا :نماذجُ مشرقةٌ في الشهادةِ في سبيلِ اللهِ.

رابعًا وأخيرًا: عزاؤنَا مَن ماتَ بالزلازلِ شهيدٌ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 10 مارس 2023م بعنوان : منزلة الشهداء عند ربهم : كما يلي:

خطبةُ الجمعةِ القادمةِ: الشهداءُ عندَ ربِّهِم  د. محمد حرز بتاريخ: 17 شعبان1444هــ – 10مارس 2023م

الحمدُ للهِ القائلِ في مُحكمِ التنزيلِ﴿  مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾( الأحزاب:23) وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ كما في حديثِ عبدِاللهِ بن عباسٍ رضى اللهُ عنهما قال: قال رسولُ اللهِ :عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللهرواه الترمذي )،فاللهم صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ المختارِ وعلى آلهِ وأصحابِه الأخيارِ الأطهارِ وسلمْ تسليمًا كثيرًا إلي يوم الدينِ .أمَّا بعدُ …..فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ)) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( (آل عمران :102

  عبادَ اللهِ  :(( الشهداءُ عندَ ربِّهِم )) هو عنوانُ وزارتِنا وعنوانُ خطبتِنا

عناصرُ اللقاء:    

أولاً: الشهادةُ منحةٌ ربانيةٌ وغنيمةٌ إلهيةٌ.

ثانيـــًـا : الشهيدُ عندَ  اللهِ وفضائلُهُ.

ثالثـــًـا :نماذجُ مشرقةٌ في الشهادةِ في سبيلِ اللهِ.

رابعًا وأخيرًا: عزاؤنَا مَن ماتَ بالزلازلِ شهيدٌ.

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

أولاً: الشهادةُ منحةٌ ربانيةٌ وغنيمةٌ إلهيةٌ.

أيُّها السادةُ : بدايةً الشهادةُ مِن أعظمِ الرتبِ، وأعلاهَا، وأشرفِهَا ومِن أنفسِ المقاماتِ، وأحسنِهَا، وأبهاهَا؛ لِمَا لأهلِهَا عندَ اللهِ جلَّ وعلا مِن الأجرِ العظيمِ، والثوابِ الجزيلِ، والدرجةِ العاليةِ، والشهادةُ في سبيلِ اللهِ اصطفاءٌ مِن اللهِ جلَّ جلالهُ وتقدستْ أسماؤهُ واجتباءٌ ليستْ لجميع البشرِ، فالشهادةُ منحةٌ ربانيةٌ وغنيمةٌ إلهيةٌ يختصُ اللهُ بها مَن يشاءُ مِن عبادهِ  قال جلَّ وعلا ﴿وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (آل عمران: 140) وكيف لا ؟ والشهداءُ في المرتبةِ الثالثةِ بعدَ النبيينَ والصديقينَ كما قالَ ربُّنَا: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ  وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (النساء:69(والشهادةُ في سبيلِ اللهِ  تجارةٌ رابحةٌ لن تبورَ ، ولمَ لا ؟! وقد علّقَ اللهُ عليها مغفرةَ الذنوبِ ، والنصرَ في الدنيا والنجاةَ مِن النارِ والفوزَ بالجنةِ في الآخرةِ  قالَ جلَّ وعلا:{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ [سورة  التوبة: 111] لمّا سمعَ أعرابيٌّ هذه الآيةَ ، قال: كلامُ مَن هذا؟  فقالوا: كلامُ اللهِ فقالَ: على مَن نزلَ؟  فقالوا: على مُحمدٍ بنِ عبدِ اللهِ  فقال الأعرابيُّ: اذهبُوا بِي إليهِ، فذهبُوا بهِ إلى المختارِ  فقال: يا رسولَ اللهِ إنْ بعتُ نفسِي ومالي أدخلُ الجنةَ ؟فقال النبيُّ  نعم، إنْ قُتلتَ في سبيلِ اللهِ وأنتَ صابرٌ، محتسبٌ مقبلٌ غير مدبرٍ فنادَي منادِيَ الجهادِ أنْ يا خيلَ اللهِ اركبِي، فالتحقَ بجيشِ المسلمين، وجاهدَ في سبيلِ اللهِ، وانتصرَ الجيشُ، وجاء دورُ الغنائمِ، انتبهُوا يا مسلمون فلمَّا أُوتِي لهُ بنصيبِهِ مِن الغنائِم قال: ما هذا ؟ قالوا: نصيبكَ، فقال الرجلُ: ومَن الذي أرسلكُم بهِ؟ فقالوا: رسولُ اللهِ، فقال: اذهبوا بي إليه، فلما مَثُلَ بين يدي النبيِّ المختارِ   وضعَ نصيبَهُ أمامَهُ، وقال: يا رسولَ اللهِ ما على هذا اتبعتُك ؟ فقال له النبيُّ المختارُ علام اتبعتنِي ؟ فقال الرجلُ :على أن أُرْمَي بسهمٍ هاهنا فيخرجُ مِن هاهنا فأقتلُ في سبيلِ اللهِ .فقال النبيُّ المختارُ :  ( إن صدقتَ اللهَ صدقَك )فنادي منادِ الجهادِ أنْ يا خيلَ اللهِ اركبِي فنزلَ الرجلُ المعركةَ،  فضُربَ بسهمٍ في المكان الذي أشارَ إليه بيدهِ للمصطفَي فسألَ النبيُّ  عنه فقالَ أهو هو ؟ فقالوا نعم فقالَ النبيُّ المختارُ اللهُمّ أنّي أشهدُكَ أنّهُ ماتَ شهيدًا وحملَهُ النبيُّ بين  يديهِ، ثم قال صَدَقَ اللهَ فَصَدَقَهُ)) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا (سورة الأحزاب: 23 .

والشهادةُ الحقيقيةُ  ما كانتْ خالصةً لوجهِ اللهِ الكريمِ كما في حديثِ أبي موسَى الأشعرِي رضى اللهُ عنه قال: قالَ أَعْرَابِيٌّ للنبيِّ الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، والرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، ويُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، مَن في سَبيلِ اللَّهِ؟ فَقال: مَن قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هي العُلْيَا، فَهو في سَبيلِ الله) صحيح البخاري.لذا مَن سألَ اللهَ الشهادةَ بنيةٍ صافيةٍ كان مِن أهلِها وإنْ ماتَ على فراشِهِ كما في صحيحِ مسلمٍ مِن حديث سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضى اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ   « مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ ،وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ » صحيح مسلم))

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

ثانيـــًـا : الشهيدُ عندَ  اللهِ وفضائلُهُ.

أيُّها السادة: الشهيدُ مَن ماتَ في سبيلِ اللهِ، والشهيدُ مَن قَاتلَ لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العُليا، والشهيدُ مَن ماتَ للمحافظةِ على وطنهِ وأرضهِ وعرضهِ، والشهيدُ هو الذي يأبَى الدنيّةَ في دينهِ، ويَرفضُ المذلةَ والهوانَ، فاللهُ جلَّ جلاله جعلَ العزةَ للمؤمنين، فإذا حاولَ أحدٌ أنْ يستذلَّكَ فدافِع، إذا حاولَ أحدٌ أنْ يجتاحَ حقكَ فقاوِم، إذا حاولَ أحدٌ ضياعَ وطنِكَ فجاهِد، فالشهيدُ هو مَن قُتِلَ دفاعًا عن دينهِ أو نفسهِ أو أهلهِ أو عرضهِ أو مالهِ، والوطنُ فيه الأهلُ والعرضُ والمالُ، فالدفاعُ عنه مِن أكرمِ الطاعاتِ منزلةً، وأرفعهَا مكانةً، وأكثرهَا بذلاً وعطاءً، وأخلدهَا ذكرًا وثناءً، وقد كان عليه الصلاةُ والسلامُ أسرعَ الناسِ إلى الدفاعِ عن وطنهِ، والذودِ عنهُ، فحينَ فزعَ أهلُ المدينةِ ذاتَ ليلةٍ، انطلقَ الناسُ نحوَ الصوتِ، فتلقاهُم رسولُ اللهِ راجعًا، وقد سبقَهُم إلى الصوتِ، والشهيدُ الحقُّ مَن ماتَ في سبيلِ اللهِ دفاعًا عن دينهِ وطنهِ ودفاعًا عن عرضهِ أو دفاعًا عن مالهِ فعن سعيدِ بنِ زيدٍ رضى اللهُ عنه قال: قالَ رسولُ اللهِ (مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فهوَ شَهيدٌ ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهوَ شَهيدٌ ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهوَ شَهيدٌ ( رواه الترمذي، وسببُ تسميةِ الشهيدِ شهيدًا:ــ للعلماءِ في ذلك أقوالٌ شتَّى منها :قيلَ: لأنَّهُ حيٌّ، فكأنّ أرواحَهُم شاهدةٌ أي حاضرةٌ. وقيلَ: لأنّ اللهَ ورسولَهُ وملائكتَهُ يشهدونَ له بالجنةِ ، وقيل: لأنَّه يشْهَدُ (يَرى) عندَ خروجِ روحهِ ما أُعدَّ له مِن الكرامةِ، وقيل: لأنَّه يُشْهَدُ له بالأمانِ مِن النارِ. وقيل: لأنَّ ملائكةَ الرحمةِ تشهدهُ عندَ موتهِ. وتشهدُ له بحسنِ الخاتمةِ، وقيل: لأنَّهُ يشاهدُ الملائكةَ عندَ احتضارِه.وقيلَ لأنَّ اللهَ يشهدُ له بحسنِ نيتهِ وإخلاصهِ، وقيل: لأنَّهُ الذي يشهدُ يومَ القيامةِ بإبلاغِ الرسلِ، وها هو نبيُّنَا في يومٍ مِن الأيامِ يطرحُ علي أصحابِهِ  سؤالًا  ليغيرَ المفاهيمَ ، ليصححَ الأمورَ، فقالَ  كما في صحيحِ مسلمٍ من حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَال:  ما تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، مَن قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ فَهو شَهِيدٌ، قالَ: إنَّ شُهَداءَ أُمَّتي إذًا لَقَلِيلٌ، قالوا: فمَن هُمْ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: مَن قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ في سَبيلِ اللهِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ في الطَّاعُونِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ في البَطْنِ فَهو شَهِيدٌ)) – لعلمِهِ أنَّ الناسَ يُحبونَ الدنيَا ويخافونَ مِن الموتِ، ثم يأتي حديثٌ آخرٌ عن المرأةِ النفساءِ التي تموتُ في نفاسِهَا فهي شهيدةٌ، والحريقُ شهيدٌ والغريقُ شهيدٌ، وصاحبُ الهدمِ الذي يقعُ عليه الهدمُ شهيدٌ، فعنْ أبي هُرَيْرةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه :  الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه  (متفقٌ عليه). المقتولُ دونَ مظلمتِهِ: عن سُوَيْدِ بنِ مُقَرِّن ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ  قال: قال رسولُ اللهِ: ((مَن قُتل دونَ مَظلمتهِ، فهو شهيدٌ)) (رواه النسائي)).

وللشهيدِ عند اللهِ منزلةٌ عظيمةٌ وله فضائلُ كثيرةٌ وعديدةٌ لا يتسعُ الوقتُ لذكرِها منها على سبيلِ المثالِ لا الحصرِ:

الشهداءُ أحياءٌ عند خيرِ جوارٍ فأيُّ نعيمٍ بعدَ هذا النعيمِ ، أحياءٌ وليسوا أمواتًا قال ربُّنا:  ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ (البقرة: 154).بل الشهداءُ هم أصحابُ الأجورِ الوفيرةِ العظيمةِ، والنورِ التامِ يومَ القيامة قال جلَّ وعلا:﴿ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ﴾(الحديد:19 ).لذا  تمنى نبيُّنَا أنْ يكونَ شهيدًا، وأنْ يُقتلَ في سبيلِ اللهِ مراتٍ ومراتٍ: لفضلِ ولمكانةِ الشهيدِ عندَ اللهِ جلَّ وعلا فعن أبِي هريرةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ أنَّ رسولَ اللهِ قال: ((والذي نفسِي بيدهِ، وددتُ أنِّي أُقاتلُ في سبيل الله فأُقتلُ، ثم أُحيا ثم أُقتلُ، ثم أُحيا ثمَّ أُقتلُ))؛ متفق عليه لذا كان الشهيدُ وحدهُ هو الذي يحبُّ أنْ يرجعَ إلى الدنيا, فيُقتلُ في سبيل الله مراتٍ ومرات. يقولُ النبيُّ :«ما أحَدٌ يدخلُ الجنَّةَ، يحبُّ أنْ يرجِعَ إلى الدُّنيا ولَهُ ما علَى الأرضِ مِن شيءٍ إلَّا الشَّهيدُ يتمنَّى أنْ يرجعَ إلى الدُّنيا فيُقتلَ عَشرَ مرَّاتٍ ، لما يَرى منَ الكَرامةِ» رواه البخاري..وفي سننِ الترمذيِّ بسند حسنٍ ( أنّ  جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ لِي : « يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا؟ ». قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِى قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًاقَالَ: « أَفَلاَ أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِىَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ  قَالَ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا“ فَقَالَ يَا عَبْدِى تَمَنَّ عَلَىَّ أُعْطِكَ. قَالَ يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيةً.

وكيف لا ؟ وللشهيدِ في الجنةِ  مائةُ درجةٍ بين كلِّ درجةٍ كما بينَ السماءِ والأرضِ فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله : ((إنَّ في الجنةِ مائةَ درجةٍ أعدَّها اللهُ للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدَّرجتين كما بين السماءِ والأرضِ))؛ رواه البخاري.

وعن سهلِ بنِ سعدٍ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ : ((رِباطُ يومٍ في سبيلِ اللهِ خيرٌ مِن الدنيَا وما عليهَا))، وعندَ مسلمٍ: ((لَغدوةٌ في سبيل اللهِ خيرٌ مِن الدنيا وما عليها))؛ رواه البخاري.

ومن فضائلِ الشهادةِ في سبيل الله : أنّ الشهيدَ يُغفرُ له ذنوبُه ورائحةُ دمهِ مسكٌ يومَ القيامةِ: روى الترمذيٌّ بسندٍ صحيحٍ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ « لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ

ومِن فضائلِ الشهادةِ أيُّها السادةُ: أنّ الشهيدَ لا يفتنُ في قبرهِ فعَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلاَّ الشَّهِيد قَالَ : كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً (( رواه النسائي.

ومِن فضائلِ الشهادةِ في سبيلِ اللهِ أنَّ الشهيدَ لا يشعرُ بالألمِ عندَ موتهِ: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ إِلاَّ كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَة((رواه الترمذيُّ.

 والشهداءُ لا يُصعقونَ مِن النفخِ في الصُّورِ:فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه عن النبيِّ ﷺ أنَّه سألَ جبريلَ عليه السلامُ عن هذه الآيةِ: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ﴾ (الزمر: 68): ((مَن الذين لم يَشأ اللهُ أنْ يصعقَهُم؟ قال: هم شُهداءُ اللهِ))(رواه الحاكم(.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة

ثالثـــًـا :نماذجُ مشرقةٌ في الشهادةِ في سبيلِ اللهِ.

أيُّها السادةُلقد ضربَ لنَا الصحابةُ الأطهارُ الأخيارُ ـ رضوانُ اللهِ عليهم ـ أروعَ الأمثلةِ في التضحيةِ دفاعًا عن دينهٍم ونبيهِم ووطنهِم ؛ فهذا عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ رضى اللهُ عنه في غزوةِ بدرٍ ، سمعَ رسولَ اللهِ يقولُ: ” قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ” ، فيَقُولُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : بَخٍ بَخٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ ؟ ، قَالَ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا رَجَاءَةَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا ، قَالَ : ” فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا ” ، فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ ، ثُمَّ قَالَ : لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ ، قَالَ : فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ). رواه مسلم.(وهذا أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ تَغَيَّبَ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ وَقَالَ: تَغَيَّبْتُ عَنْ أَوَّلِ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ النَّبِيُّ ، وَاللَّهِ لَئِنْ أَرَانِي اللَّهُ قِتَالًا لَيَرَيَنَّ مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ وَأَقْبَلَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ يَقُولُ: أَيْنَ؟! أَيْنَ؟! فَو َالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ قَالَ: فَحَمَلَ فَقَاتَلَ،  فقُتِلَ فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَطَقْتُ ما أطاقَ فقالت أختُه: واللهِ ما عرفتُ أَخِي إِلَّا بِحُسْنِ بَنَانِهِ فَوُجِدَ فِيهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ جِرَاحَةً ضَرْبَةُ سَيْفٍ وَرَمْيَةُ سَهْمٍ وَطَعْنَةُ رُمْحٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (الأحزاب:23صحيح ابن حبان وهذا حنظلةُ بنُ أبي عامرٍ:ــ قُتلَ شهيدًا في ليلةِ عُرسهِ  وسُمِّيَ بغَسِيلِ الملائكةِ. فعن هشاِم بنِ عروةَ عن أبيهِ أنَّ رسولَ اللهِ قال لامرأةِ حنظلةَ: مَا كَانَ شَأْنُهُ؟ قالت: خرجَ وهو جُنُبٌ حينَ سمعَ الهاتفةَ، فقال رسولُ اللهِ: لِذَلِكَ غَسَّلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ. فقد خرجَ في صبيحةِ عرسهِ وهو جنبٌ، فلقيَ ربَّهُ شهيدًا.

بل انظروا يا شباب إلى أولادِ عمروِ بنِ الجَمُوحِ الأعرجِ الأربعة، يومَ أُحدٍ  يقولون لأبيهٍم يا أبانَا إنّ اللهَ قد عذرَك ونحن نكفيكَ , فيبكي الرجلُ  بكاءً شديدًا وذهبُ عمرو إلى رسولِ اللهِ يا رسولَ اللهِ  أبنائِي يمنعونِي مِن الجهادِ فقال النبيُّ المختارُ يا عمروُ إنّ اللهَ قد عذرَك ليس على  الأعرجِ حرجٌ فقال عمرو: يا رسولَ الله أريدُ أنَ أطأَ الجنةَ بعرجتِي فالتفَّ  النبيُّ إلى  أولادِه  قائلًا لهُم  دعوهُ لعلَّ اللهَ يرزقُه الشهادةَ وينطلقُ عمرُو في المعركة وسطً أولادهِ ليموتَ شهيدًا ليدخلَ  وليطأَ الجنةَ بعرجتهِ . اللهُ أكبر !!!

في معركةِ السادسِ مِن أكتوبر معركةِ العبورِ ضربَ لنَا أبطالُ قواتِنَا المسلحةِ البواسلِ وأبطالُ الشرطةِ البواسلِ، أروعَ الأمثلةِ وأعظمَهَا في الحفاظِ على الوطنِ والدفاعِ عنهُ والتضحيةِ مِن أجلهِ والموتِ في سبيلِه، ولايزالون يقدمون أعظمَ وأروعَ الأمثلةِ في الحفاظِ عليه والدفاعِ عنه وحمايةِ أمنهِ واستقرارِه حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا وجيشًا وشرطةُ مِن كلِّ سوءٍ وشرٍ

     أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلا له وبسمِ اللِه ولا يُستعانُ إلّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  ……………………  وبعدُ

عَـلى رأسِ هـذا الكـونِ نـعـلُ مُـحـمّـدٍ****عَــلَت فـجـمـيـعُ الخـلقِ تـحـتَ ظـلالهِ

لَدى الطورِ موسى نوديَ اِخلعْ وأحمدُ****عَـلى العـرشِ لم يـؤذنْ بـخلعِ نعالِهِ

العنصر الرابع من خطبة الجمعة القادمة

رابعًا وأخيرًا: عزاؤنَا مَن ماتَ بالزلازلِ شهيدٌ.

أيُّها السادةُ: رأينَا وشاهدنَا ما حدثَ مِن زلزالٍ عنيفٍ في تركيا وسوريا مِن هدمٍ للعماراتِ والبيوتِ على أصحابِهَا وسارعتْ مصرُ بقيادتِهَا الحكيمةِ بالوقوفِ في الأزماتِ مع هذه البلدانِ، وللهِ الفضلُ والمنةُ، وضربتْ أروعَ الأمثلةِ في الإنسانيةِ، وصدقَ النبيُّ   إذ يقولُ كما في صحيح مسلمٍ مِن حديثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)، وصدقَ النبيُّ إذ يقولُ كما في صحيحِ البخارِي مسلمٍ مِنْ حديثِ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ قَالَ (إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ)والله إِنَّ قُلُوبَنَا لَيَعْصِرُهَا الْأَلَمُ عَلَى مَا حَلَّ بِإِخْوَانِنَا فِي سُورِيَا وَتُرْكِيَا مِنْ هَذِهِ الزَّلَازِلِ الَّتِي قَدَّرَهَا اللهُ عَلَيْهِمْ، فَيَنْبَغِي مَدُّ يَدِ الدُّعَاءِ وَالْعَوْنِ لَهُمْ، فَمُصَابُهُمْ عَظِيمٌ وَخَطْبُهُمْ جَسِيمٌ، وَعزاؤنا في هؤلاء قولُ بِأَنَّ مَنْ مَاتَ بِسَبَبِ سُقُوطِ الْبُنْيَانِ عَلَيْهِ فَلَهُ أَجْرُ الشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ. عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، ولكنْ عزاؤُنَا في هؤلاءِ قولُ نبيِّنَا ((إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له)) رواه مسلم ولكن عزاؤُنَا في هؤلاءِ قولُ نبيِّنَا إنَّ اللَّهَ لا يَقْضي له قَضاءً إلَّا كان خيرًا له. لكن زلزالٌ أخرجَ الناسَ مِن بيوتِهِم في حالةٍ مِن الرعبِ والخوفِ والهلعِ فكيف الحالُ إذا رُجّتْ الأرضُ رجًّا وبُستْ الجبالُ بسًّا فكيف الحالُ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (إذا زلزلتْ الأرضُ زلزالَهَا وأخرجتْ الأرضُ أثقالَهَا وقال الإنسانُ مالَهَا يومئذٍ تحدثُ أخبارَهَا بأنَّ ربَّكَ أوحَى لهَا ( فكيف الحالُ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا ) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا) فكيف الحالُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) فكيف الحالُ يَومَ يَفرُّ المَرءُ مِن أَخيهِ وَأمّهِ وَأَبيهِ وَصَاحبَتِهِ وَبَنيهِ لكلِّ امرئٍ منهُم يَومَئذٍ شَأنٌ يغنيه )) (عبس:34-37) وصدقَ النبيُّ اذ يقولُ مَن سرَّهُ أنْ ينظرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّهُ رأيُ عَينٍ فليقرأ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ، وإِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ)) فكِّرْ في لحظةٍ سيُنادَى عليكَ فيها على رؤوسِ الأشهادِ ليكلمَكَ اللهُ جلَّ وعلا ليس بينَك وبينَهُ تُرجمان.. فكِّرْ في لحظةٍ تُنصبُ فيها الموازينُ.. فكِّر في لحظةٍ يُنصبُ فيها الصراطُ.. فكِّرْ في لحظةٍ تُرى فيهَا جهنمُ والعياذُ باللهِ، قد أُوتي بها لها سبعونَ ألفَ زمامٍ مع كلِّ زِمَامٍ سبعونَ ألفَ ملكٍ يجرُونَها.

مَثِّلْ لِنَفْسِكَ أَيُّهَا المغرورْ *** يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاءُ تَمُورْ

إِذَا كُوِّرَتْ شَمْسُ النَّهَارِ وَأُدْنِيَتْ *** حَتَّى عَلَى رَأْسِ الْعِبَادِ تَسير

وَإِذَا النُّجُومُ تَسَاقَطَتْ وَتَنَاثَرَتْ *** وَتَبَدَّلَتْ بَعْدَ الضِّيَاءِ كُدُورْ

وَإِذَا الْجِبَالُ تَقَلَّعَتْ بِإِصُولهِا *** فَرَأَيْتَهَا مِثْلَ السَّحَابْ تَسِيرْ

وَإِذَا الْعِشَارُ تَعَطَّلَتْ وتخربت *** خِلْتَ الدِّيَارَ فَمَا بِهَا مَعْمُورْ

وَإِذَا الْوُحُوشُ لَدَى الْقِيَامَةِ أُحْشِرَتْ *** وَتَقُولُ لِلأَمْلاكِ أَيْنَ نَسِيرْ

وَإِذَا الْجَلِيلُ طَوَى السَّمَا بِيَمِينِه *** طَيَّ السِّجِلِ كِتَابَهُ الْمَنْشُورْ

وَإِذَا الصَّحَائِفُ نُشِّرَتْ وَتَطَايَرَتْ *** وَتَهَتَّكَتْ لِلْعَالَمِينَ سُتُورْ

وَإِذَا الْوَلِيدُ بِأُمِّهِ مُتَعَلِّقٌ *** يخَشَى الْقِصَاصَ وَقَلْبُهُ مَذْعُورْ

هَذَا بِلا ذَنْبٍ يَخَافُ جِنَايَةً *** كَيْفَ الْمُصِرُّ عَلَى الذُّنُوبِ دُهُورْ

وَإِذَا الجَحِيمُ تَسَّعَرَتْ نِيرَانُهَا *** وَلَهَا عَلَى أَهْلِ الذُّنُوبِ زَفِيرْ

وَإِذَا الجِنَانُ تَزَخْرَفَتْ وَتَطَيَّبَتْ *** لِفَتَىً عَلَى طُولِ الْبَلاءِ صَبُورْ

حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى