خطبة الأسبوعخطبة الجمعةعاجل

خطبة الجمعة وَجَعَلْنَا مِنَ المآء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ، الشيخ مراد سلامة

خطبة الجمعة وَجَعَلْنَا مِنَ المآء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ، الشيخ مراد سلامة
الخطبة الأولى
الحمدُ للهِ الذي أنشأَ وبَرَا، وخلقَ الماءَ والثَّرى، وأبْدَعَ كلَّ شَيْء وذَرَا، لا يَغيب عن بصرِه صغيرُ النَّمْل في الليل إِذَا سَرى، ولا يَعْزُبُ عن علمه مثقالُ ذرةٍ في الأرض ولاَ في السَّماء، ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾ [طه: 6 – 8]، خَلَقَ آدَمَ فابتلاه ثم اجْتَبَاهُ فتاب عليه وهَدَى، وبَعَثَ نُوحاً فصنَع الفُلْكَ بأمر الله وجَرَى، ونَجَّى الخَليلَ من النَّارِ فصار حَرُّها بَرْداً وسلاماً فاعتَبِرُوا بِمَا جَرَى، وآتَى مُوسى تسعَ آياتٍ فَمَا ادَّكَرَ فِرْعَوْنُ وما ارْعَوَى، وأيَّدَ عيسى بآياتٍ تَبْهَرُ الوَرى، وأنْزلَ الكتابَ على محمد فيه البيَّناتُ والهُدَى، أحْمَدُه على نعمه التي لا تَزَالُ تَتْرَى، وأصلِّي وأسَلِّم على نبيِّه محمدٍ المبْعُوثِ في أُمِ القُرَى، صلَّى الله عليه وعلى صاحِبِهِ في الْغارِ أبي بكرٍ بلا مِرَا، وعلى عُمَرَ الْمُلْهَمِ في رأيه فهُو بِنُورِ الله يَرَى، وعلى عثمانَ زوجِ ابْنَتَيْهِ ما كان حديثاً يُفْتَرَى، وعلى ابن عمِّهِ عليٍّ بَحْرِ العلومِ وأسَدِ الشَّرى، وعلى بَقيَةِ آله وأصحابِه الذين انتَشَرَ فضلُهُمْ في الوَرَىَ، وسَلَّمَ تسليماً.
إخوة الإسلام:
إذا الماء يوما أفاض عطاه
وصارت به أرضنا زاهيه
تدفق شلاله من علاه
تلين به أرضنا القاسية
فحافظ بني – رعاكَ الإله –
ولو أن أنهاره جارية
فمن يهدر الماء كان جزاه
عذاباً على نفسه الجانية
تعلَّم بني فإن المياه
نعيش بها نعمة هانية
فخصّه ربي بسرّ الحياة
به تجرى أنفاسنا الجارية
فصار لزاماً شكر الإله
ليحفظه نعمة غالية
فإن نعم الله على الإنسان لا يحدها حد، ولا يحصيها عد ولا يستثنى من عمومها أحد، فهي نعم عامة، سابغة تامة، يقول سبحانه وتعالى ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18] ويقول جل شأنه: ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20]، ومن أجل نعم الله على الإنسان وأعظمها – وكلها جليلة وعظيمة – نعمة الماء وكيف لا والماء مصدر الحياة؟
الماء عماد الحياة وهو الشيء الذي يعتبر أساسها ومن مقومات العيش على الأرض لكل الكائنات الحية، فلا نستطيع أن نتخيل الحياة بدون ماء، فبفضل الله تعالى ونعمه التي لا تحصى تنزل قطرات الماء من السماء إلى الأرض فتلتقطها الأرض بشوق وحب ولهفة لتهديها للإنسان وللبحار وللحيوانات والأنهار فهي الحبيب المنتظر الذي لا يقدرون على العيش بدونه.
الماء أصل جميع الكائنات: أمة الحبيب الأعظم – محمد صلى الله عليه وسلم – إن الماء هو أصل كل الكائنات التي أوجدها رب الأرض و السماوات يقول جل جلاله ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [سورة الأنبياء الآية: 30].
الماء سابق في وجوده على جميع الخلائق، فقد أثبتت دراسات علوم الأرض أن هذا الكوكب يرجع عمره إلى أكثر من 46 بليون سنة مضت، بينما يرجع عمر أقدم أثر للحياة في صخور الأرض إلى 38 بليون سنة، وهذا يعني أن عملية إعداد الأرض لاستقبال الحياة استغرقت أكثر من ثمانمائة مليون سنة والدليل الشرعيّ الذي استند إليه العلماء في أن أصل العالم، هو الماء وهو أول المخلوقات، خبرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني أنبئني عن كل شيء قال كل شيء خلق من الماء” [1]رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته ثقات، ورواه أحمد بن حنبل وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه.
وروى السديُّ بأسانيد متعددة عن جماعة من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إنَّ الله لم يخلق شيئًا مما خلقَ قبل الماء” فيتبين بذلك أن الماءَ هو أصل جميع المخلوقات وهو أول الخلق، فمن الماء خلق اللهُ العالمَ قال تعالى ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30].
قال ابن حجر – رحمه الله – روى أحمد والترمذي وصححه من حديث أبي رزين العقلي مرفوعا إن الماء خلق قبل العرش[2] وروى السدي في تفسيره بأسانيد متعددة إن الله لم يخلق شيئا مما خلق قبل الماء.
وأما ما رواه أحمد والترمذي وصححه من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا أول ما خلق الله القلم ثم قال أكتب فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة[3].
فيجمع بينه وبين ما قبله بأن أولية القلم بالنسبة إلى ما عدا الماء والعرش أو بالنسبة إلى ما صدر منه من الكتابة أي أنه قيل له اكتب أول ما خلق” انتهى” فتح الباري لابن حجر (19/ 403).
وفي تفسير القرطبي قوله تعالى ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [الأنبياء: 30] ثلاثة تأويلات:
أحدها: أنه خلق كل شيء من الماء؛ قاله قتادة.
الثاني: حفظ حياة كل شيء بالماء.
الثالث: وجعلنا من ماء الصلب كل شيء حي؛ قاله قطرب وجعلنا بمعنى.
• والإنسان يبدأ من دفقة ماء؛ يقول تعالى: ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ﴾ [الطارق: 5، 6]، وبعد 3 أيام يحوي الجنين 97 % من وزنه ماء، وعندما يصبح عمره 3 شهور تقل نسبة الماء في جسده إلى 91 % من وزنه ماء، وتصل نسبة الماء في الطفل المولود إلى 80 % من وزنه، وعندما يبلغ عامه الأول تكون نسبة الماء في جسمه 66% كما في البالغين، وتختلف نسبة الماء في كل عضو بحسب وظيفته، فخلايا الدماغ تتكون من 70 % من الماء، وتبلغ هذه النسبة 82 % في الدم، بينما تصل إلى 90 % في الرئتين، وسبحانه عز وجل يقول: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ [الفرقان: 54].
الماء من أعظم النعم:
أيها الآباء أيها الإخوة الأعزاء: الماء من أعظم ما امتن الله به على عباده: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الواقعة: 68 – 70]. وقال تعالى: ﴿ فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ ﴾ [عبس:24-32].
إن ذكر الماء في كتاب الله بمفرداته ومكوناته من البحار والأنهار والسحاب يدل على عظم أثره في حياة البشرية.
هذا السائل المبارك هو أغلى ما تملك الإنسانية لاستمرار حياتها بإذن الله، أدرك ذلك الناس كلهم كبيرهم وصغيرهم عالمهم وجاهلهم، حاضرهم وباديهم، عرفوه في استعمالاتهم وتجاربهم وعلومهم، إن خف كان سحاباً، وإن ثقل كان غيثاً ثجاجاً، وإن سخن كان بخاراً، وإن برد كان ندى وثلجاً وبرداً. تجري به الجداول والأنهار، وتتفجر منه العيون والآبار، وتختزنه تجاويف الأرض والبحار: ﴿ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴾ [الحجر:22] وقال تعالى: ﴿ وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ ﴾ [المؤمنون:18].
• قصة “ملك لا يساوي شربة ماء” الخليفة هارون الرشيد رحمه الله تعالى ما نصه: «دخل ابن السماك على الرشيد، فاستسقى الرشيد ماءً، فقال له ابن السماك: بالله يا أمير المؤمنين لو منعت هذه الشربة بكم تشتريها؟ قال: بملكي، قال: لو منعت خروجها، بكم كنت تشتريه؟ قال: بملكي، فقال: إن ملكًا قيمته شربة ماء لجدير ألا ينافس عليه»[4].
الماء جندي من جنود الله:
أمة الإسلام: الماء جند من جنود الله تعالى التي هي من اشد الجنود فهو جند به ينصر الله تعالى اوليائه و به يغرق الله تعالى أعدائه و القران الكريم قد بين لنا ذلك في مواطن متعددة نذكر منها:
• الماء جندي ينتقم الله تعالى به من إعداء دينه: فها هو نبي الله تعالى نوح عليه السلام يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاما و لكن هذه القلوب ماتت و العقول قد تحجرت فلم ينفع فيه وعظ ولا ترهيب و لا والوعد و لا الوعيد لذا كان لزاما واجل مسمى ان يهلك تلك الجماجم فارسل عليهم جندا من جنوده انه الماء ﴿ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ * وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴾ [القمر: 10 – 16].
• أهلك الله تعالى به فرعون وجنده ﴿ فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ * وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ * كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ * وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ * مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الدخان: 23 – 31].
الماء جند يحفظ الله تعالى به أوليائه ها هو الماء يتحول إلى جند يحفظ كليم الله و هو ما زال في المهد صبيا يقول سبحانه و تعالى:
﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ * وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص: 7 – 13].
• الماء تثبيت للقدام وطهارة للأبدان وإزالة لرجز الشيطان: ففي غزوة بدر الكبرى إرسال الله تعالى جنودا عديدة لنصرة أوليائه ولتخذيل أعدائه وكان من تلك الجنود الماء يقول الله تعالى ﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ﴾ [الأنفال: 11].
فهي قصة مدد آخر من أمداد الله للعصبة المسلمة، قبيل المعركة.
قال علي بن طلحة، عن ابن عباس قال: نزل النبي-صلى الله عليه وسلم-حين سار إلى بدر والمشركون بينهم وبين الماء رملة وعصة، وأصاب المسلمين ضعف شديد، وألقى الشيطان في قلوبهم الغيظ يوسوس بينهم: تزعمون أنكم أولياء الله تعالى وفيكم رسوله، وقد غلبكم المشركون على الماء، وأنتم تصلون مجنبين؟ فأمطر الله عليهم مطرا شديدا، فشرب المسلمون وتطهروا، وأذهب الله عنهم رجز الشيطان، وثبت الرمل حين أصابه المطر، ومشى الناس عليه والدواب، فساروا إلى القوم، وأمد الله نبيه-صلى الله عليه وسلم-بألف من الملائكة، فكان جبريل في خمسمائة مجنبة، وميكائيل في خمسمائة مجنبة»[5].
هدي إمام الأنبياء في استعمال الماء:
هيا أيها الإخوة لنرى كيف كان هدي النبي – صلى الله عليه وسلم في استعمال الماء تعالوا لنتعلم من معلم البشرية الطريقة السوية في استعمال الماء فقد كان صلى الله عليه وسلم – مربيا لأمته على الاقتصاد و على الوسطية في كل شيء وتأملوا في سنة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم عن أَنس قال: كانَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم – يَغسِلُ، أو كانَ يَغتسِلُ بِالصَّاعِ، إلى خَمسةِ أَمدادٍ، ويتوضَّأُ بالمُدِّ. [6] رواه أحمد ومسلم وغيرهما.
بل جاء عند مسلم من حديث عائشة رضي الله عنه: (أنها كانت تغتسل هي والنبي صلى الله عليه وسلم في إناء واحد يسع ثلاثة أمداد أو قريباً من ذلك)[7].
ولقد شدد أهل العلم رحمهم الله في المنع من الإسراف بالماء ولو كان على شاطئ النهر أو البحر. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «اقْتَصِدْ فِي الْوُضُوءِ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى شَاطِئِ نَهَرٍ»[8].
وقال محارب بن دثار: [كان يقال: من ضعف علم الرجل ولوعه بالماء في الطهور].
وجاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما، فقال: (يـا بن عباس كم يكفيني من الوضوء؟ قال: مد، قال: كم يكفيني لغسلي؟ قال: صاع، فقال الرجل: لا يكفيني، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: لا أم لك! قد كفى من هو خير منك، رسول الله صلى الله عليه وسلم)[9].
التحذير من الإسراف في الماء:
واعلموا -علمني الله تعالى وإياكم-: أن الإسراف في استعمال الماء من الأمور المذمومة المحرمة فالله تعالى حرم علينا الإسراف في كل شيء فقال سبحانه و تعالى ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].
﴿ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴾ [الشعراء: 151، 152].
وقال سبحانه وتعالى ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 26، 27].
روى الإمام أحمد وابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟
قَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ؟
قَالَ: نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ)[10].
“واتفقوا على أن الإسراف في استعمال الماء مكروه” انتهى[11].
وقال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: ” أجمع العلماء على النهي عن الإسراف في الماء ولو في شاطئ البحر ” انتهى من “شرح سنن أبي داود”.
فالحاصل: أن الإسراف في الوضوء وغير الوضوء من الأمور المذمومة ” انتهى من “شرح رياض الصالحين”..
الماء ليس ملكا لاحد: اعلم – علمني الله تعالى و إياك -أن الماء ليس ملكاً لأحد بل هو منة وعطية للخالق -عز وجل- للناس جميعاً فيقرر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك صراحة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْمَاءِ، وَالْكَلَإِ، وَالنَّارِ، وَثَمَنُهُ حَرَامٌ ” قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: «يَعْنِي الْمَاءَ الْجَارِيَ»[12].
وموجب هذه المشاركة ألا يتعدى إنسان على حق الآخرين في استعمال الماء سواءٌ في كمه أو كيفه.
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ هُوَ يَتَوَلَّى الصَالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم، صَلَاةً وَسَلَامًا دَائِمَيْنِ مُتَلَازِمَيْنِ إِلَى يَومِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
حماية الإسلام للمياه من التلوث: أخي المسلم لقد نبه الخالق -عز وجل -أن أي إفساد في البيئة على وجه العموم وبيئة الماء على وجه الخصوص إنما من كسب البشر وتدخلهم السيئ الذي أفسد البيئة وأخل بأساسها المتوازن، قال تعالى: ﴿ وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [البقرة: 60] وقال جل وعلا ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴾ [الروم: 41].
• كما نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن تلويث الماء الراكد أو الاغتسال فيه، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبال في الماء الراكد»[13].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه» [14] (متفق عليه).
فهذا النهي والتحذير النبوي بهدف المحافظة على نقاء الماء، كما رتب النبي صلى الله عليه وسلم اللعن على من يلوث الموارد المائية، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَةَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالظِّلِّ “»[15].
«والمراد» أن هذه الأفعال تجلب اللعن؛ لأن أصحابها يلعنون على فعلهم القبيح؛ لأنهم أفسدوا على الناس منفعتهم، فكان ظلماً والظالم ملعون.
إخوة الإسلام فقد أثبتت الأبحاث العلمية أنه «ينتج عن التبول المباشر والتبرز المباشر أو إلقاء مخلفات المجاري في المصادر المائية وصول العديد من الطفيليات والميكروبات التي تضر بصحة الإنسان منها: البلهارسيا، والدودة الكبدية و الإنكلستوما».
• بل مِن عجيبِ ما قَرَأْتُ حرص الإسلام في المحافظة على نقاء الماء؛ وقايةً للإنسان منَ الأمراض، التي يمكن أن تَنْتَقلَ بِغِياب النَّظافة، قال – صَلَّى الله عليه وسلم -: ((إذا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلاَ يُدْخِلْ يَدَهُ فى الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثلاثا فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِى أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ) [16]؛.
• بل والعجيبُ في الأمر؛ وتحذيرًا ممَّا قد يلحق بصِحَّة الإنسان مِن أمراضٍ، مِن جَرَّاء التَّلَوُّث المائي والهوائي، قال – صَلَّى الله عليه وسلم -: ((غَطُّوا الإناء، وَأَوْكُوا السِّقاء، فإنَّ في السَّنَة ليلةً يَنْزِل فيها وباءٌ، لا يَمُر بإناءٍ ليس عليه غطاء، أو سِقاء ليس عليه وِكَاءٌ، إِلاَّ نَزَل فيه مِن ذلك الوباء))؛ [17]رواه مسلم.
تحذير النبلاء من حرمان نعمة الماء وأخيرا: علينا عباد الله أن نحافظ على تلك النعمة ونشكرها ولا نكفرها، لأن النعمة بالشكر موصولة وبالكفر مقطوعة قال الله تعالى ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].
وَأَنْشَدَ الْهَادِي وَهُوَ يَأْكُلُ:
أَنَالَكَ رِزْقَهُ لِتَقُومَ فِيهِ
بِطَاعَتِهِ وَتَشْكُرَ بَعْضَ حَقِّهِ
فَلَمْ تَشْكُرْ لِنِعْمَتِهِ وَلَكِنْ
قَوِيتَ عَلَى مَعَاصِيهِ بِرِزْقِهِ
قال جعفر الصادق: إذا سمعت النعمة الشُّكْرِ فَتَأَهَّبْ لِلْمَزِيدِ.
ويشهد لهذه الحقيقةِ، ويبرهن عليها حديثُ النبيِّ – صلى الله عليه وسلم أخرج ابن ماجه والبيهقي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ” يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ “)[18].
• أمران اثنان بهما يُمنع القطر من السماء، بهما يحصل الجدب والقحط:
أولهما: ((لم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين))، والأخذ بالسنين من البلاء ومن العذاب، قال -تعالى – عن عذاب آل فرعون: ﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 130].
ثانيهما: قوله – صلى الله عليه وسلم -: ((ولم يَمنعوا زكاةَ أموالهم))، فهذا هو السبب الثاني والكبير لانحباس وتأخُّر نزول الغيث من السماء؛ ((إلا مُنعوا القطر من السماء))، يكنزون الذهب والفضة والأموال، ولا يُخرِجون منها شيئًا، وإن أَخرجوا فدون ما أمر الله به في النصاب؛ قال – تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [التوبة: 34]، وإذا نزلتْ قطرات من المطر، وإذا نزل غيث من السماء، ما كان ذلك إلا للبهائم ((ولولا البهائم لم يُمطروا)).
روي أن نبي الله سليمان – عليه السلام – “خرج يستسقي، فرأى نملة مستلقية، وهي تقول: اللهم إنَّا خلقٌ من خلقك، ليس بنا غنًى عن رزقك، فقال سليمان: ارجعوا فقد سُقيتم بدعوة غيركم”[19].
إذًا المطر الذي ينزل قليلاً، ليس لهؤلاء العصاة المُصرِّين على معاصيهم، الذين لا يقلعون عنها؛ إنما الرحمة بالبهائم، بالعجماوات، هكذا بيَّن لنا الصادق المصدوق، وإذا ما أقلع الناسُ عن معاصيهم، واستغفروا الله – تعالى – ورجوه الرحمةَ ونزول الغيث، لأغاثهم بفضله، وجُوده ومنِّه.
إنَّ التوبة النصوح والاستغفار، هو السبب في استنزال خيرات السماء؛ قال – سبحانه وتعالى – عن نوح – عليه السلام -: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 – 12]، ويقول – سبحانه – عن نبيِّه هود – عليه السلام -: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾ [هود: 52].
وليس الاستغفار باللسان دون الفعال، لا بد أن يكون الاستغفار صادقًا عمليًّا؛ قال الحسن البصري: “استغفارنا يحتاج إلى استغفار”[20]
الدعاء…. وأقم الصلاة…
[1] صحيح ابن حبان – (6/ 299) وقال الأرناؤوط رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي ميمونة.
[2] رواه أحمد (4 / 11 و 12)، وابن ماجه (182)، والترمذي (3109). وسنده ضعيف؛ لجهالة وكيع بن عدس.
[3] رواه الترمذي (2155) و (3319)، وأحمد (5 / 317)، والطيالسي (577) وابن أبي عاصم (107)، والآجريّ (ص: 177).
[4] “شذرات الذهب في أخبار من ذهب” لابن العماد الحنبلي (1/336).
[5] سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (4/ 42).
[6] أخرجه أحمد (6/121) صحيح البخاري-نسخة طوق النجاة (ص: 100).
[7] الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم (2/ 50).
[8] الطهور للقاسم بن سلام (ص: 192).
[9] المسند الجامع (18/ 478) أحمد 1/289(2628).
[10] مسند أحمد ط الرسالة (11/ 637) وأخرجه ابن ماجه (425) قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح.
[11] “الموسوعة الفقهية” (180/4).
[12] سنن ابن ماجه (2/ 826) سنن ابن ماجه (2/ 826) [حكم الألباني] صحيح دون وثمنه حرام.
[13] أخرجه: مسلم 1/162 (281) (94).
[14] أخرجه البخاري (1/94، رقم 236)، ومسلم (1/235، رقم 282).
[15] سنن أبي داود (1/ 7).
[16] أحمد (2/253، رقم 7432)، والبخاري (1/72، رقم 160)، ومسلم (1/233، رقم 278).
[17] أخرجه البخاري (7/140). و«مسلم» (6/105).
[18] سنن ابن ماجه (2/ 1332) انظر الصحيحة: 106.
[19] مصنف ابن أبي شيبة – (10/ 312).
[20] إحياء علوم الدين ومعه تخريج الحافظ العراقي (2/ 111).

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى