خطبة الجمعة 9 أكتوبر 2020م: فضل الشهادة والتضحية في سبيل الله، للشيخ عبد الناصر بليح
خطبة الجمعة القادمة 9 أكتوبر 2020م : فضل الشهادة والتضحية في سبيل الله ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 22 من صفر 1442هـ – 9 أكتوبر 2020م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : فضل الشهادة والتضحية في سبيل الله:
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : فضل الشهادة والتضحية في سبيل الله ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : فضل الشهادة والتضحية في سبيل الله ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : فضل الشهادة والتضحية في سبيل الله: كما يلي:
#فَضْلُ الشَّهَادَةِ وَالتَّضْحِيَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ”
الحمد لله رب العالمين.. يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ولك الحمد حمداً كثيراً طيباُ مباركاً فيه..وأشهد أن لا أله الله وحده لا شريك له في سلطانه ولي الصالحين . وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم .
أما بعد فيا جماعة الإسلام :
حديثنا إليكم اليوم عن فضل التضحية والتفاني بالنفس والمال والولد والغالي والنفيس من أجل الوطن ولنا أن نعرف أولاً ما معني التضحية ؟ثم قيمة لوطن الذي نضحي من اجله..
التضحية:”كلمة عظيمة مدلولها واسع ومشمولها عظيم فتشمل التضحية و الانتماء والتفاني والولاء والوطنية ..الخ .
فهذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم الذي ضرب لنا أورع الأمثلة في التضحية والفداء يضطرُّ إلى مغادرة بلده الذي وُلِد فيه وترعرع وترك أقرباءه وعشيرته،ليكون وطناً أخر يجد فيه متنفساً لدعوته فيقول وهو يغادرها بِنَبْرة من الحزنِ:”واللهِ إنَّك لَخيْر أرْض الله،وأحبُّ أرْض الله إلى الله ولوْلا أنِّي أُخْرِجْت منْك ما خرجْتُ” (الترمذي).
عباد الله ونحن في بلد تستحق أن نضحي من أجلها وأن نبذل الغالي والنفيس فداها..فهي بلد تستحق التضحية والفداء حقاً .. مصر وما أدراكم ما مصر؟
بلد امنها الله عز وجل وحباها بخيراته ..وذكرها في كتابه الكريم أكثر من خمس وعشرين مرة تصريحاً وتلميحاً وتعريضاً ..
فذكر الله مصر في القرآن، وبيّن الله -جل وعلا- اسمها صريحة في أربعة مواضع في كتابه تشريفًاً لها وتكريمًا،فقال الله تعالي:”وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ”(يوسف:21).وقال سبحانه:”ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ”(يوسف:99).،وقال:”وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا”(يونس:87).، وحكى -جل وعلا- قول فرعون: “أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ”(الزخرف:51).
عبادالله:”مصرهي أم البلاد وهي أم المجاهدين والعباد قهرت قاهرتها الأمم ووصلت بركاتها إلى العرب والعجم,وطئ أرضهاالأنبياءوالمرسلون والصحابة المجاهدون فيكفي أهل مصر شرفًا وفخرًا أن الله -تعالى- اختار منهم الأنبياء، وجعل الله -تعالى- الأنبياء يسكنون بين ظهرانيهم،
فهذا الخليل إبراهيم -شيخ الموحدين وأفضل المرسلين وجدّ خاتم النبيين- أتى مصر مع زوجه سارة، وتزوّج هاجر المصرية.
وهذا يعقوب -عليه السلام- دخلها مع أبنائه الأنبياء، وفيها توفوا ودفنوا،
وهذا يوسف -عليه السلام- سكن مصر وحكمها وتوفي ودفن فيها،
وهذان موسى وهارون -عليهما السلام- ولدا في مصر وعاشا فيها،
وهذا يوشع بن نون ولد في مصر وعاش فيها،
وهذا الخضر، وهذا أيوب -عليهم أفضل الصلاة والسلام- كلهم دخلوا مصر، ومنهم من مات فيها.
أيها الكرام:”إن مصر هي الأرض الطيبة التي قال الله –تعالى عنها لما طهرها الله من فرعون وقومه:”كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ” (الدخان:25-28).
إن مصر فيها خزائن الأرض، بشهادة ربنا لما قال عن يوسف عليه السلام:”قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ”(يوسف:55).
ولم يذكر الله -تعالى- قصة نهر في القرآن إلا نهر النيل، قال تعالي:”وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ”(القصص:7).
قال الكندي: “لا يُعلم بلد في أقطار الأرض أثنى الله عليه في القرآن بمثل هذا الثناء، ولا وصَفَه الله بمثل هذا الوصف، ولا شهد له بالكرم، غير مصر”.
وقال سعيد ابن هلال:”إن مصر أم البلاد وغوث العباد , إن مصر مصورة في كتب الأوائل وقد مدت إليها سائر المدن يدها تستطعمها وذلك لأن خيراتها كانت تفيض على تلك البلدان”،
مصر التي وصى بها الرسول صلي الله عليه وسلم أصحابَه، فقال لهم:”إنكم ستفتحون مصر،وهي أرض يسمَّى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأَحسِنوا إلى أهلها؛ فإن لهم ذمةً ورحمًا”( مسلم).
إن مصر فيها خزائن الأرض بشهادة ربنا جل وعلا لما قال عن يوسف عليه السلام:”قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ”(يوسف/55). وخزائن الأرض هنا وزارة مالية مصر والتى تعد خزائن الأرض كما ذكر ربنا فقيمة مصر فى ذلك الوقت تعادل الكوكب الأرضي بأسره.
فمصر هي سلة الغذاء للأمم كلها نذكر يوم أن حدثت مجاعة في عهدعمر ابن الخطاب أكلت الأخضر واليابس (عام الرمادة) وقال عمر والله لا آكل سمناً ولا سميناً حتى يكشف الله الغمة عن المسلمين وبقى مهموماً هماً يتأوه منه ليلاً ونهارا كان يبكي على المنبر عام الرمادة، وينظر إلى الأطفال وهم يتضورون جوعاً أمامه،ويقول:يا ليت أم عمر لم تلد عمر .. يا ليتني ما عرفت الحياة.. آه يا عمر كم قتلت من أطفال المسلمين ،لأنه يرى أنه هو المسئول الأول عن الأكباد، والبطون الجائعة .
ولكن عمر تذكرأن له في مصر إخواناً في الله، وأن مصر بلداً معطاءً، سوف يدفع الغالي والرخيص لإنقاذ المسلمين في الجزيرة،وكان والي مصر عمرو بن العاص ،كتب له عمر رسالة،أمَّا بَعْـد: فواغوثاه..واغوثاه..والسلام وأخذها عمرو بن العاص ، وجمع المصريين ليقرأ الرسالة المحترقة الملتهبة الباكية المؤثرة أمامهم ،ولما قرأها عمرو؛أجاب عمر على الهواء مباشرة، وقال: لا جرم! والله لأرسلن لك قافلة من الطعام أولها عندك في المدينة وآخرها عندي في مصر.وجاد المصريون بأموالهم كما يجود الصادقون مع ربهم، وبذلوا الطعام، وحملوا الجمال وذهبت القافلة تزحف كالسيل، وتسير كالليل تحمل النماء والخير والزرق والعطاء لعاصمة الإسلام. ودعا لهم عمر،وحفظها التاريخ لهم حفظاً لا ينساه أبد الدهر”
عباد الله:” مصر بلد المروءة والشهامة والنجدة ونصرة المظلوم والوقوف بجوار الحق وقد ضرب الله تعالى مثلا بمؤمن آل فرعون البطل الثابت على الحق “وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ..”(غافر/28). وهو مصري . وذكر ذلك الرجل المؤمن الذي حذر موسى عليه السلام “وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَيَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ “(القصص/20).
مصر قاهرة الصليبيين في حطين.. ولا ننسي جهادأهل مصر ضد الصليبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي في موقعة حطين في شهر رمضان.
ومصر قاهرة التتار في عين جالوت:ـ وأيضا لا ننسي يوم أن دخل التتار العالم الإسلامي فدمروه.. هدموا المساجد، ومزقوا المصاحف، وذبحوا الشيوخ، وقتلوا الأطفال، وعبثوا بالأعراض، بل دمروا عاصمة الدنيا بغداد ،وزحفوا إلى مصر ليحتلوها، وخرج المصريون وراء الملك المسلم قطز الذي يحمل لافتة (لا إله إلا الله محمد رسول الله).واإسلاماه واإسلاماه. فقدموا المهج رخيصة، وسكبوا الدماء هادرة معطاءة طاهرة، وانتصر الإسلام وسحق التتار،ومنيوا بهزيمة لم يسمع بمثلها في التاريخ .
ولا ننسي يوم أتى العدوان الثلاثي الغاشم يريد اجتياح مصرفي عام 1956م ، وخرج المؤمنون بعقيدتهم وتوحيدهم يدافعون الدول الثلاث، خرجوا يهتفون:”
أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا –
أنتركهم يغصبون العروبة أرض الأبوة والسؤددا-
فجرد حسامك من غمده فليس له اليوم أن يغمدا..
ودحرواالعدوالصهيوني،في العاشرمن رمضان السادس من أكتوبر المجيد.
ولـمصرفي قلب الزمان رسالة ***مكتوبةيصغي لها الأحياء
من مصرتبدأقصةفي طيها ***تروي الحوادث والعلا سيناء
ولـمصرآيات الوفــاء ندية *** أبناؤها الأصـــداء والأنــداء
هي مصرإن أنشدتهامتشوقاً***طرب الزمان وغنت الورقاء
مامصرإلاالفجروالدمع السخي***وإنها سرالمحبة حاؤهاوالباء.
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد فيا جماعة الإسلام:” وصف عبدالله بن عَمرو بن العاص -أهل مِصرقائلاً:”أهل مصرأكرم الأعاجم كلّها، وأسمحهم يداً،وأفضلهم عنصراً، وأقربهم رحماً بالعرب عامّةً، وبقريش خاصّةً”(النجوم الزاهرة).
وعن كعب الأحبا:”مصر بلد معافاةمن الفتن من أرادها بسوء كبه الله على وجهه..ومصر أطيب الأرضين ترابا، وعجمها أكرم العجم أنساباً”(السخاوي).
وعن أبي موسى الاشعري :”أهل مصر الجند الشداد ما كادهم أحد إلا كفاهم الله مؤونته”.
وعن عمر بن الخطاب أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً فذلك خير أجناد الأرض فقال :ولم يارسول الله قال لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة”. (ابن عبد الحكم في فتوح مصر، وابن عساكر).
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف