خطبة بعنوان: البركات في التنافس في الخيرات، للدكتور خالد بدير
خطبة بعنوان: البركات في التنافس في الخيرات، للدكتور خالد بدير
لتحميل الخطبة بصيغة word أضغط هنا
لتحميل الخطبة بصيغة pdf أضغط هنا
ولقراءة الخطبة كما يلي:
عناصر الخطبة:
العنصر الأول: الحث على التنافس في الخيرات
العنصر الثاني: صور مشرقة من تنافس الصحابة والصالحين
العنصر الثالث: بين التنافس في الدنيا والتنافس في الآخرة
العنصر الرابع: التنافس في الخيرات بين الواقع والمأمول
المقدمة: أما بعد:
العنصر الأول: الحث على التنافس في الخيرات
لقد حث الإسلام على التنافس في الخيرات والتسابق إلى فعل الطاعات والقربات؛ وقد تضافرت نصوصٌ كثيرة من القرآن والسنة على ذلك؛ قال تعالي:{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران: 133)؛ وقال سبحانه:{ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (الحديد: 21)؛ ومدح أنبيائه بهذه الصفة الحميدة فقال: { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (الأنبياء:90) وقال بعد ما مدح المتصفين بالأعمال الصالحة من عباده الصالحين:{ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} (المؤمنون: 61) ، وأمرنا بذلك فقال: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} (البقرة 148)، وقال:{ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (المطففين: 26). وقال: { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ* فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}(الواقعة: 10 – 12)؛ قال ابن القيِّم -رحمه الله-: “السَّابِقُونَ في الدُّنْيا إلى الخَيْراتِ هُمْ السَّابِقُونَ يومَ القَيامةِ إلى الجنَّات”.
ولقد كان – صلى الله عليه وسلم – مثالاً أعلى في المسارعة إلى الخير، فعن أبي سروعة عقبة بن الحارث – رضى الله عنه -، قال: “صليت وراء النبي – صلى الله عليه وسلم – بالمدينة صلاة العصر، فسلّم ثم قام مسرعًا، فتخطى رقاب الناس إلى بعض حُجر نسائه، ففزع الناس من سرعته، فخرج إليهم، فرأى أنهم قد عجبوا من سرعته، قال: ذكرت شيئًا من تبرٍ (الذهب المكسور) عندنا فكرهت أن يحبسني، فأمرت بقسمته” [البخاري].
خشي النبي – صلى الله عليه وسلم – أن تحبسه هذه الأمانة يوم القيامة، فبادر إلى توزيعها، والتصدق بها.
ولقد ربى النبي صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام على التنافس في الخيرات والتسابق إليها؛ فحثهم على التنافس في العبادات كالأذان والصف الأول والتبكير إلى الصلوات، والحرص على جماعتي العشاء والفجر قال صلى الله عليه وسلم: ” لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا”(البخاري).
وهذا بلال يسبق إلى الجنة بوضوئه وصلاته؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر: ” يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة ؟!” قال: ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي.”( البخاري)؛ قال ابن القيم: تقدم بلال بين يدي رسول الله في الجنة فلأن بلالاً كان يدعو بالأذان فيتقدم أذانه بين يدي رسول الله، فتقدم دخوله كالحاجب والخادم.
عباد الله: إن في مجتمعنا هذا كثيرا من الناس أنفسهم خيرة، وقلوبهم طاهرة، يحبون عمل الخير، وأفعال البر، ولكنهم مبتلون بالتسويف، وتأجيل الأعمال من يوم إلى يوم، لا ينتهزون الفرص، وليس عندهم خلق المبادرة والمسارعة والمسابقة.
تستمع إلى أحدهم وهو يحدثك عن أعمال صالحة يريدها، ومشروعات خيرية يرسمها، فيعجبك حديثه، وتحس فيه الصدق والرغبة، ولكن الأيام تمر، وتتوالى الشهور، وتنقضي الأعوام، وأعماله ومشروعاته ما زالت أحلاما لم تتحقق!!
فيا أيها المسوفون، ويا أيها المترددون، استبقوا الخيرات؛ فإن الإنسان لا يدري ماذا يعرض له؟ الإنسان لا يدري ماذا يعرض له؟ فهناك من يصاب بالفقر بعد الغنى، وهناك من يغنى غنى يصل به إلى درجة الطغيان، وهناك من يعرض له المرض، وهناك من يصيبه الهرم، حتى يصل به إلى درجة الخرف، وهناك من يأتيه الموت سريعا؛ ولذلك قال المعصوم – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ” بَادِروا بالأعمالِ سبعًا؛ هلْ تَنتظِرونَ إلاَّ فقرًا مُنسِيًا، أو غِنىً مُطغِيًا، أو مرَضًا مُفسِدًا، أو هَرَمًا مُفنِّدًا، أو موتًا مُجهِزًا، أو الدجالَ فشرُّ غائِبٍ يُنتظَر، أو الساعةَ فالساعةُ أدْهى وأمَرُّ”؛ (النسائي والترمذي وحسنه ؛ وضعفه الألباني)
فالمسارعة إلى أعمال البر طبع لا يتخلق عليه إلا من وهبه الله تعالى رجاحة في العقل؛ وانشراحا في الصدر؛ وسلامة في القلب؛ والمسابقة إلى الخيرات خلق لا يتصف به إلا المؤمن الصادق, قال وهيب بن الورد: إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل.
إن المؤمن الفطن يعلم أن أنفاسه معدودة، وساعات إقامته في الدنيا محدودة، ويدرك أن الحياة فرص، من اغتنم هذه الفرص وعمل الصالحات، فاز وسعد في الدنيا والآخرة، ومن ضيعها خاب وخسر، وقد حدَّثَ ابنُ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما – قائلاً: قالَ رَسولُ اللهِ – صلَّى الله عليه وسلَّم – لرجلٍ وهو يَعِظه: ” اغتنمْ خمسًا قبلَ خمس: شبابَك قبلَ هرَمِك، وصِحَّتَك قبل سَقمِك، وغِناك قبلَ فَقْرِك، وفراغَك قبلَ شُغلِك، وحياتَك قبلَ موتِك”؛ ( أخرجه الحاكم، وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرْط الشيخين ولم يُخرجاه.)
لو ضربنا مثالاً: طالب بالامتحان في الجامعة, الامتحان ثلاث ساعات, والأسئلة كثيرة جداً, هل رأيتم في حياتكم طالباً, وهو في الامتحان ينظف ساعته؟! مستحيل, هل رأيتم طالباً في الامتحان يكتب حساباته, ماذا اشترى البارحة؟! مستحيل, هل رأيتم طالباً في الامتحان يرسم رسوماً بلا معنى على ورقة مسودة؟! هذا وقت ثمين جداً, لا يحتمل إلا أن تفكر في السؤال والجواب!!
فحينما تشعر أن الدنيا كلها امتحان, تظن بالوقت أن تبذله في سبيل ثمن رخيص.
إن المسارعةَ إلي الخيراتِ من أعظم القرباتِ إلى اللهِ عز وجل، لها شأنٌ عظيم في حياة المسلم ما سارع إليها, واستغل أيامَ عمره لمضاعفة الحسنات ومحو السيئات، فشأنُه في ذلك كشأن التاجرِ الذي يترقب المواسمَ للحصول على الربحِ الكبيرِ والجزاء العظيم .
أيها المسلمون: إن الناسَ بلا تنافسٍ جثثٌ هامدة، وأجسادٌ خاوية، ولولا التنافسُ لضعفت عزائمهم، وماتت هِمَمُهم، ولتراخَوْا عن العمل، لأن من غيره تتحوِّلُ الأمةَ إلى مُجتمعٍ مُتهالِكٍ مُتهافِت، يسُودُه التواكُل والتخلُّف، ويُفرِزُ البَطالَةَ والقُعود، ويُنشِئُ جيلاً هزيلاً فَاتِرَ العزيمةِ!!
العنصر الثاني: صور مشرقة من تنافس الصحابة والصالحين
عباد الله: لقد امتَثَل الصحابةُ – رضي الله عنهم – لتوجيهاتِ النبيِّ الكريم – صلَّى الله عليه وسلَّم – وسارَعوا في الخيراتِ، وبادَروا بالأعمالِ الصالحةِ ليلاً ونهارًا.
وإنني في هذا العنصر أعرض صوراً من التنافس في الخيرات بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل المثال لا الحصر.
فهذا أبو بكر – رضي الله عنه – الرجلُ الذي ما وَجَد طريقاً علِم أنَّ فيها خيرًا وأجرًا إلاَّ سلَكها ومشَى فيها، فحينما وجَّهَ النبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – إلى أصحابِه بعضَ الأسئلةِ عن أفعالِ الخيرِ اليوميَّة، كان أبو بكرٍ الصديق هو المجيب، قال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ” مَن أصبحَ مِنكُم اليومَ صائمًا؟ “، قال أبو بَكرٍ: أنا، قال: ” فمَن تَبِع مِنكم اليومَ جنازةً؟”، قال أبو بكرٍ: أنا، قال: ” فمَن أَطْعَم منكم اليومَ مِسكينًا؟ “، قال أبو بكر: أنا، قال: ” فمَن عادَ مِنكم اليومَ مريضًا؟”، قال أبو بكر: أَنا، فقال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ” ما اجْتمَعْنَ في امرئٍ إلاَّ دخَل الجَنَّةَ .”( أخرجه مسلم)
كما كان أبو بكر رضي الله عنه له السبق؛ عندما طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من صحابته أن يتصدقوا ، يقول عمر: ووافق ذلك عندي مالا فقلت : اليوم أسبق أبا بكر ، فجئته بنصف مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ، عندئذ قال عمر : لا أسبقه إلى شيء أبدا ” (رواه الترمذي)
ومن الصور العملية لذلك التنافس الشريف ما رواه عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- قال: مرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا معه وأبو بكر على عبد الله ابن مسعود وهو يقرأ، فقام فسمع قراءته، ثمّ ركع عبد الله وسجد، قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «سل تعطه» قال: ثمّ مضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال: «من سرّه أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأه من ابن أمّ عبد» . قال: فأدلجت إلى عبد الله بن مسعود لأبشّره بما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: فلمّا ضربت الباب، أو قال: لمّا سمع صوتي قال: ما جاء بك هذه السّاعة؟ قلت: جئت لأبشّرك بما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: قد سبقك أبو بكر، قلت: إن يفعل فإنّه سبّاق بالخيرات، ما استبقنا خيرا قطّ إلّا سبقنا إليه أبو بكر» ( أخرجه أحمد)
وروى أبو نُعيم في «حلية الأولياء» أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه خرج في سواد الليل فرآه طلحة، فذهب عمر فدخل بيتاً ثم دخل آخر، فلما أصبح طلحة ذهب إلى ذلك البيت فإذا بعجوز عمياء مقعدة، فقال لها: ما بال هذا الرجل يأتيك؟ قالت: أنه يتعاهدني منذ كذا وكذا يأتيني بما يصلحني، ويخرج عني الأذى، فقال طلحة: ثكلتك أمك يا طلحة أعثرات عمر تتبع؟!
وهذا أبو الدحداح الأنصاري، لما نزل قول الله تعالى:{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً } [البقرة: 245] ؛ قال للرسول – صلى الله عليه وسلم -: وإنّ الله ليريد منَّا القرض؟ قال عليه الصلاة والسلام: نعم يا أبا الدحداح، قال: أرني يدك يا رسول الله، فناوله النبي – صلى الله عليه وسلم – يده، فقال أبو الدحداح: إني قد أقرضت ربي عز وجل حائطي (أي بستاني، وكان فيه 600 نخلة) وأم الدحداح فيه وعيالها، فناداها: يا أم الدحداح، قالت: لبيك، قال: أخرجي من الحائط: يعني: أخرجي من البستان فقد أقرضته ربي عز وجل. وفي رواية: أن امرأته لما سمعته يناديها عمدت إلى صبيانها تخرج التمر من أفواههم، وتنفض ما في أكمامهم. تريد بفعلها هذا الأجر كاملاً غير منقوص من الله. لذلك كانت النتيجة لهذه المسارعة أن قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “كم من عذقٍ رداح (أي: مثمر وممتلئ) في الجنة لأبي الدحداح” [أحمد والطبراني].
وهذا أبو طلحة الأنصاري؛ جاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -، فقال يا رسول الله: يقول الله تبارك وتعالى في كتابه: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}[آل عمران: 92]؛ وإنّ أحب أموالي إليَّ بَيْرُحاء، وكانت حديقة يدخلها النبي – صلى الله عليه وسلم -، ويستظل بها، ويشرب من مائها، فهي إلى الله عز وجل، وإلى رسوله – صلى الله عليه وسلم -، أرجو برّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال – صلى الله عليه وسلم -: بخ يا أبا طلحة، ذاك مال رابح، ذاك ما رابح، قبلناه منك، ورددناه عليك، فاجعله في الأقربين، فتصدق به أبو طلحة على ذوي رحمه.”[البخاري ومسلم].
وما أجمل التسابق والتنافس في الخيرات بين الفقراء والأغنياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم!! فعن أبي صالح عن أبي هريرة:” أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهلُ الدُّثورِ بالدرجاتِ العُلى والنعيمِ المُقيمِ . فقال ” وما ذاك ؟ ” قالوا : يُصلُّون كما نُصلِّي . ويصومون كما نصومُ . ويتصدَّقون ولا نتصدَّقُ . ويعتِقون ولا نعتِقُ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ” أفلا أُعلِّمكم شيئًا تُدركون به مَن سبقَكم وتَسبقون به من بعدكم ؟ ولا يكون أحدٌ أفضل منكم إلا من صنع مثلَ ما صنعتُم ” قالوا : بَلى : يا رَسولَ الله ! قال” تُسبِحونَ وَتُكَبِرُونَ وَتُحَمِدونَ ، دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ، ثلاثًا وثلاثين مرةً ” . قال أبو صالحٍ : فرجع فقراءُ المهاجرين إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقالوا : سمِع إخوانُنا أهلُ الأموالِ بما فعَلْنا . ففعلوا مثلَه . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ” ذلك فضلُ اللهِ يُؤتيه مَن يشاءُ ” .( مسلم).
وأترك لكم التعليق على هذه الصور ومدى حرص الصحابة على فضيلة التنافس والتسابق إلى الخيرات!!
أيها المسلمون: صور التنافس في الخيرات كثيرة لا يتسع المقام لحصرها؛ ويكفي القلادة ما أحاط بالعنق!!
العنصر الثالث: بين التنافس في الدنيا والتنافس في الآخرة
ورد لفظ (الدنيا) في كتاب الله تعالى في مائة وأربعة عشر موضعاً، وكذلك ورد لفظ (الآخرة) في كتاب الله في مائة وأربعة عشر موضعاً، والدنيا مذمومة في كتاب الله تعالى دائماً لأنها فانية ؛ أما الآخرة فقد حث الإسلام على التنافس فيها لأنها باقية؛ {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (العنكبوت: 64)
وليس معنى ذلك أن نترك عمل الدنيا والتنافس فيها فنكون عالة على الآخرين؛ بل التنافس المذموم أن تجعل الدنيا في قلبك لا يديك؛ وأن تترك الآخرة!! فإذا كان التنافس في الدنيا من أجل إحراز سبق أو كفاية يستغني بها المسلمون، كابتكار علمي، أو سبق اقتصادي أو بناء أوطان؛ بحيث لا يبقون عالة على أعدائهم مع نية التقرب بذلك إلى الله والطمع في جنته ورضوانه، فذلك حسن ومحمود، لأنه لا يخرج عن أن يكون من عمل الآخرة والتنافس فيها.
إن مصيبة المسلمين الآن: أن التنافس في الدنيا, حل محل التنافس في الآخرة, صار الإنسان يهمه أن يكون بيته فخماً, ولما يأتيه الضيف؛ يبين له مساحة البيت, والأثاث, وهذه التحف, وهذه المقتنيات, فإذا جلس يتحدث: أنه عمل عرساً لابنته كلفه كذا, وعمل وليمةً لعرس ابنه كلفته كذا, وسافر دفع كذا, ونزل في الفندق الفلاني, هذا حديثه؛ حديث تنافس, وعلو في الأرض, ولكن في الدنيا!!
أيها المسلمون: سباق الدنيا مضحك, سباق الدنيا ليس له معنى إطلاقاً, لأن الموت ينهي كل شيء أبداً, كن أغنى الأغنياء تموت, توضع في القبر, ويوضع –أيضاً- أفقر الفقراء, وأصح الأصحاء, وأشد الناس مرضاً, وأقوى الأقوياء, وأضعف الضعفاء, كلهم في هذا القبر, كلهم يحزنون على الدنيا ولا تحزن عليهم ؛ ويبكون ولا تبكي عليهم؛ فما هذا التنافس؟!!
جاء في الإسرائليات أن المسيح عليه السلام كان ماشياً ذات يومٍ فنظر، فإذا امرأة عليها من كل زنية فذهب ليغطي وجهه عنها فقالت: اكشف عن وجهك، فلست بامرأة، إنما أنا الدنيا، فقال لها: ألك زوج؟ قالت: لي أزواج كثير فقال: أكلٌ طلقك؟ قالت: بل كل قتلتُ، فقال: أحزنت على أحد منهم؟ فقالت: هم يحزنون عليَّ ولا أحزن عليهم، ويبكون عليَّ ولا أبكي عليهم!!
أيها المسلمون: التأني والتمهل والرزانة مطلوبة في كل شيء إلا في عمل الآخرة؛ لماذا؟ لأن عمل الآخرة مطلوب فيه المسارعة والمبادرة والمسابقة؛ قال صلى الله عليه وسلم:« التؤدة في كل شيء خير؛ إلا في عمل الآخرة » (أبو داود والحاكم وصححه الألباني في الصحيحة)
ولذلك عندما أوشكت الصفحة الأخيرة من حياة الإمام الجنيد أن تطوى، كان يقرأ القرآن، ويجتهد في القراءة وقت خروج روحه، فقيل له: أتقرأ في هذا الوقت؟! فقال: أبادر طي صحيفتي!!
إذاً أيها الإخوة: إذا نوى التاجر بهذا قيام مجتمعه، ونوى الطالب بدراسته قوة المسلمين ونفعهم، وأردنا بأعمالنا الدنيوية وجه الله، والتزمنا بالضوابط استطعنا التوفيق بين العمل الدنيوي والعمل الأخروي، هذه المسألة من فقهها والتزم بها سعد دنيا وأخرى.
وفرق كبير بين هذه المنافسة المحمودة في أمر الآخرة، وبين المنافسة في حطام الدنيا ومتاعها الفاني، وهذا الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام حين قدم أبو عبيدة بأموال كثيرة من اليمن؛ فقال لهم صلى الله عليه وسلم: ” فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ؛ وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ؛ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ “.(متفق عليه)
وهذا التنافس على الدنيا هو الذي يؤدي إلى الحسد، وهو ما خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته إذا فتحت فارس والروم؛ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص؛ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:” إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ؟ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: نَقُولُ كَمَا أَمَرَنَا اللَّهُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ تَتَنَافَسُونَ ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ .”(مسلم)؛ ولقد فقه أسلافنا هذا المعنى فكان تنافسهم في أمر الآخرة، أما الدنيا عندهم فكانت لا تساوي شيئًا، يقول الحسن رحمه الله: والله لقد أدركت أقوامًا كانت الدنيا أهون عليهم من التراب الذي تمشون عليه، ما يبالون أشرقت الدنيا أم غربت، ذهبت إلى ذا، أو ذهبت إلى ذا !! وقال أيضًا: من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره.
العنصر الرابع: التنافس في الخيرات بين الواقع والمأمول
إن الناظر في حياتنا المعاصرة يجد أن التنافس بين الأفراد متجها إلى الدنيا فقط – إلا من رحم الله – ؛ فلو أن فردا قابل صديقا له لم يره منذ عشر سنين أو أكثر ؛ فإنه يسأله: ماذا تعمل؟ وأي وظيفة تمارسها؟ والدرجة الوظيفية التي أنت عليها؟ وما جملة مرتبك؟ وأين تسكن؟ وبالإيجار أم التمليك؟ وكم معك من الأولاد؟ وفي أي السنوات الدراسية؟ وهل لديك ممتلكات أو عقارات ………إلخ؟ والله الذي لا إله غيره هذا حدث معي أكثر من مرة وكأن السائل فتح لك تحقيقا عاجلا !!!
لم يسأل : ماذا قدمت لدينك؟ ماذا قدمت لمجتمعك؟ كيف خدمت بلدك؟ كم كتابا قرأت؟ كم مرجعا ألَّفت؟ ماذا قدمت لآخرتك !!!
وانظر إلى واقع الناس في العبادات مثلاً ؛ وإلى حالهم في الدخول إلى المساجد والخروج منها في الصَّلوات، تري العجب العُجاب، تباطؤٌ في الحضور، وتمَلْملٌ في الجلوس، ثم ما يكاد الإمام يُسلِّم وينصرف إليهم بوجهه، إلاَّ وقد تسابقوا إلى الأبواب مُزْدَحِمين، كأنَّما كانوا في حبسٍ فأُطْلِق سراحهم!!
وفي مشهدٍ آخَر، انظر إلى الناس حين يُذْكَر لهم أنَّ جمعيةً أو فاعِلَ خيرٍ يوزِّع صدقةً أو يعطي قليلاً من زكاة، تراهم وقد بكَّروا وتزاحموا، وتضايقوا وتنافسوا، وعَلَتْ أصواتهم وفاحت روائحهم، وربما سابق غنيُّهم فقيرَهم :{يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ } (غافر: 39).
ثم انظر وادْعُهم إلى إنفاقٍ القليل في سبيل الله؛ لبِنَاء مسجدٍ، أو دار للقرآن، ترَاهُم يتسلَّلون لِوَاذًا ويتفرَّقون، وينصرفون وكأنَّهم لا يسمعون!! إننا لابد أن نغير ما بأنفسنا { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} ( الرعد: 11)
أيها المسلمون: ومن أبواب السقوط في التنافس غير الشريف ما يكون بين الأنداد والمتشابهين من علماء الفن الواحد، أو المهنة الواحدة، أو المنزلة الاجتماعية، أو المرتبة الإدارية.. وهذا منتشر في معظم المؤسسات والهيئات والوزارات؛ فترى الحقد والغل والحسد بين الموظفين والعاملين؛ حيث يتتبع كل واحد سقطات الآخر، بدلا من أن يعمل الفكر والجهد لتقديم الأنفع والأصلح والأبدع لوطنه ومجتمعه!!
ويشخص ابن قدامة المقدسي هذا المرض فيقول: ” تعلم أن النفس قد جبلت على حب الرفعة، فهي لا تحب أن يعلوها جنسها، فإذا علا عليها شق عليها، وكرهته، وأحبت زوال ذلك ليقع التساوي، وهذا أمر مركوز في الطباع؛ أما إن أحب أن يسبق أقرانه، ويطلع على ما لم يدركوه، فإنه لا يأثم بذلك، لأنه لم يؤثر زوال ما عندهم عنهم، بل أحب الارتفاع عنهم، ليزيد حظه عند ربه.”
فالأمر خطير يحتاج إلى ضبط المشاعر، وتنقية القلب وإخلاص القصد لئلا يخرج هذا التنافس عن الحد المحمود إلى الحسد والتباغض؛ لذلك أجاز الإسلام الحسد في التنافس المحمود؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ؛ فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ. وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ فَقَالَ رَجُلٌ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ.”(متفق عليه واللفظ للبخاري) يقول ابن حجر: ” وأما الحسد المذكور في الحديث فهو الغبطة؛ وأطلق الحسد عليها مجازا، وهي أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه، والحرص على هذا يسمى منافسة فإن كان في الطاعة فهو محمود…”.
ومن بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب التنافس الشريف، والبراءة من التحاسد: أن أول زمرة يدخلون الجنة ” قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ؛ لَا تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَحَاسُدَ “.(البخاري ومسلم)
ولا يمكن أن يتماسك مجتمع الساعين لاستئناف المجتمع الإسلامي الكبير، ما لم يتطهر مجتمعهم الصغير الناشئ من الكيد والتحاسد، وما لم يستنزف جهودهم التنافس في الخيرات.
أخي المسلم: بادر بالخيرات؛ سابق إلى جنة عرضها الأرض والسماوات؛ سارع إلى بناء أسرتك ووطنك ومجتمعك بالأعمال الخيرية النافعة؛ فإذا سمِعتَ بمشروعٍ خيريٍ أو عمل فيه صدقة جارية, فحاول أن تساهمَ فيه ولو بالقليلِ، ولا تجعل الخيرَ يفوتك دون أن تشارك، فعَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ:” إِذَا فُتِحَ لأَحَدِكُمْ بَابُ خَيْرٍ، فَلْيُسْرِعْ إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ لا يَدْرِي مَتَى يُغْلَقُ عَنْهُ ” (رواه أبونعيم في الحلية), وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ ، مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ ، مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ”.( ابن ماجة والألباني في السلسلة الصحيحة)
فسارع في الخيرات كما سارع أسلافك، وبادر إلى الطاعات كما بادروا، وقدم لنفسك كما قدموا؛ { وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[المزمل: 20].
أيها المسلمون: طرق الخير والنفع كثيرة متاحة للجميع، ولكن أين السالكون؟ وأين السائرون؟ أبواب البر متعددة، ولكن أين المسارعون إليها؟ وأين الطارقون لها؟ وليست الأعمال الصالحة هي: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، فقط، وإنما هي كثيرة متعددة:
- زيارة المريض عمل صالح، فسارع إليه وبادر قبل أن يفوتك.
- إحسانك إلى جارك عمل صالح، فسارع إليه وبادر قبل أن يفوتك.
- قراءتك القرآن الكريم عمل صالح، فسارع إليه وبادر قبل أن يفوتك.
- إعطاؤك الفقراء والمساكين عمل صالح، فسارع إليه وبادر قبل أن يفوتك.
- إغاثتك الملهوف عمل صالح، فسارع إليه وبادر قبل أن يفوتك.
- إنصافك المظلوم عمل صالح، فسارع إليه وبادر قبل أن يفوتك.
- تربيتك لأبنائك وبناتك على منهج الله عمل صالح، فسارع إليه وبادر قبل أن يفوتك.
- إعمار المساجد عمل صالح، فسارع إليه وبادر قبل أن يفوتك.
- طلب العلم عمل صالح، فسارع إليه وبادر قبل أن يفوتك.
- إنجازك لعملك إن كنت موظفا عمل صالح، فسارع إليه وبادر قبل أن يفوتك.
- فصلك في الشكاوى المقدمة إليك إن كنت مديرا في مؤسسة أو رئيسا في مصلحة عمل صالح، فسارع إليه وبادر قبل أن يفوتك.
- قيامك بالواجب عليك في كل جانب من جوانب الحياة عمل صالح، فسارع إليه وبادر قبل أن يفوتك. قال الشاعر :
سابِق إلى الخير وبادِر بِهِ * * * فإن مِن خَلفك ما تَعلم
وقَدِّم الخير فُكُلّ امرئ * * * على الذي قَدَّمه يُقْدِم
واعلم أن حب الخير والمسارعة إليه سبب لقبول الدعاء , قال تعالى: { وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ؛ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (الأنبياء: 89 ؛ 90).
لذا فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :” اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ .” (أخرجه أحمد والتِّرمِذي)
يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً * * * يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ
يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي * * * فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً * * * عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ
فبادر – أيها الحبيب – إلى الخيرات؛ وسارع إلى الصالحات , تنل البركات؛ وتستجاب منك الدعوات ؛وتفرج لك الكربات؛ وتنل المرضات من رب البريات .
الدعاء،،،،، وأقم الصلاة،،،،،
كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي