خواطر رمضانية الخاطرة العاشرة : الصراع بين الحق والباطل في المرحلة الراهنة صراع وعي
و نشر الوعي الرشيد والفكر المستنير واجب الوقت .
لكل زمن طبيعته ، ولكل حرب أسلحتها ، ومن دخل حربًا غير متسلح بأحدث أسلحتها العصرية كان مآله الخسران لا محالة ، كمن دخل عصر الطائرات والدبابات والغواصات متسلحا بسيفه وخيله ورجله لا غير ، أو واجه حاملات الطائرات ، والصواريخ عابرة القارات ، والطائرات المسيرة بالعربة الحربية القديمة .
من دخل حربا دون أن يعرف أسلحة عدوه ويتفوق عليه فيها دخل حربًا خاسرة لا محالة .
غير أن الأدهى والأمر أن عدونا غير شريف ، لا دين له ، و لا خلق له ، ولا حياء له ، ولا شرف له ، ولا عهد له ، ولا ذمة له ، سلاحه الغدر والخيانة ، والكذب والشائعات ، والأراجيف والافتراءات ، مما يتطلب تفكيرا غير نمطي ولا تقليدي في مواجهة الفكر الشيطاني لجماعات التطرف والإرهاب تلك ، وأن نعمل على تعرية هذه الجماعات فكريًا وأيدلوجيا سواء في الواقع الذي لا أثر لهذه الجماعات فيه أم في عالمهم الوهمي لنضيق عليهم الخناق حتى في خيالاتهم .
وإذا كان عدونا يستفرغ أقصى طاقته في تزييف الوعي فإن علينا أن ندرك أن دورنا في هذه الحرب الضروس هو تحصين المجتمع كله ولا سيما النشء والشباب ضد هذا التزييف الممنهج ، و أن نغزو وبقوة وحرفية عالية وتدريب وتأهيل لشبابنا وكوادرنا الوطنية عالم السوشيال ميديا بكل أبعاده وتقنياته ، و أن نضرب مع ذلك بيد من حديد على كل من يثبت استخدامه لأي وسيلة من وسائل التواصل لتزييف الوعي أو التطاول على مؤسسات الدولة الوطنية أو يدعو لهدمها أو يسهم في التحريض عليها ، أو يستخدمها للنيل من وطنه أو التحريض عليه .
كما أدعو إلى تغليظ عقوبة الجرائم الإلكترونية ، وجريمة الانضمام إلى أي جماعة إرهابية ، و أؤكد أن الانضمام إلى أي جماعة متطرفة فكريًا أو تبني أيديولوجيتها وترويج أفكارها جريمة في حق الدين وفي حق الوطن ترقى إلى حد الخيانة الوطنية .
كما أؤكد أن تعرية هذه الجماعات ، وكشف عناصرها المختبئة خلف الحسابات الوهمية ، و سرعة محاسبة العابثين بأمن الوطن ومقدراته واجب الوقت ، باعتبار هؤلاء حواضن ومحاضن كبرى ومعمل تفريخ لجماعات الإرهاب المسلح .
ونؤكد أننا في وزارة الأوقاف المصرية وبكل وضوح قد قررنا أن نغزو وبقوة عالم الدعوة الإلكترونية إلى جانب العمل الميداني سواء بسواء وجنبًا إلى جنب دون أن تكون أحد الاتجاهين على حساب الآخر ، بل لدعمه وتقويته ، خدمة لديننا ووطننا ودحرا لقوى الشر والظلام ، مؤمنين غاية الإيمان بنبل المقصد والهدف ، ومستعدين للتضحية في سبيله بأعز ما نملك وهي نفوسنا وأرواحنا ، فإذا كان أهل الباطل يحتشدون لأجل باطلهم فأحرى بنا أن نبذل النفس والنفيس من أجل الحق الذي نعمل له ، والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل .
د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف .