أخبار الحوادث

د. أحمد علي سليمان: الاعتداء الغادر على الدكتور علي جمعة اعتداء على كل المصريين

كتب : أحمد نورالدين

أدان الدكتور أحمد علي سليمان عضو مكتب جامعة الأزهر للتميز الدولي، محاولة الاغتيال الغادرة التي تعرض لها فضيلة الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الديار المصرية السابق، ظهر اليوم. موضحا أن المصريين بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم يستنكرون هذا الاعتداء الغادر|, وحذر الدكتور سليمان من التساهل والتهاون مع الأيدي الغادرة التي تريد العبث بأمن الوطن والتي تتخذ من الاختلاف في الرأي مع فضيلته ذريعة للقتل والانتقام وتنفيذ مخططاتها  في المنطقة.                                 

ومعلوم أن الاختلاف والتنوع سنة كونية من سنن الله في الكون والخلق والحياة، ومن ثم فالاختلاف في الفكر والرأي يجب أن يثري المجتمع ويجدد خصوبته، وأوضح أن المسلمين في عصر ازدهار الحضارة الإسلامية نهضوا وتقدموا عندما كان اختلافهم في الفكر والرأي والتعبير رحمة بهم، ورحمة بغيرهم من شتى مفردات الطبيعة والكون؛ بل كان اختلافهم وتنوعهم قيمة مضافة لهم ولحضارتهم، ونموذجًا لآدب الحوار والمناقشة واحترام أقدار الله في الكون وفي الحياة. ولقد تقدم المسلمون وكتب الله لهم الريادة والسيادة عندما كانوا يؤمنون بأن اختلافهم وتنوعهم يعد تطبيقا وتحقيقا لمراد الله تعالى وسنته في خلقه وفي كونه وفي الحياه، وكان اختلافهم في الرأي والفكر تمتينا للعلائق -كما كان الحال بين الإمامين مالك بن أنس والليث بن سعد- ولم يصل اختلافهم في الرأي أبدا إلى القتل أو الترويع والتهديد أو حتى قطع الأواصر والصلات.. هذا عن الاختلاف في الرأي، أما ما حدث اليوم لا يمت بصلة إلى مسألة الخلاف في الرأي أبدا، بينما هي أيد آثمة مجرمة تعبث بأمن الوطن باغتيال أحد رموزه الدينية والفكرية؛ لتحقيق أجندة التفتيت التي يُراد بها المنطقة كلها، وما يحدث في العراق وليبيا وسوريا ليس منا ببعيد، وبخاصة أن الدكتور علي جمعة شخصية فكرية إسلامية كبرى وله ملايين المحبين والمريدين في مكان.

وأكد الدكتور أحمد علي سليمان أن غياب ثقافة التنوع والاختلاف في المجتمع من الخطورة بمكان؛ ومن ثم يجب وعلى الفور أن تنهض مؤسساتنا التربوية والتعليمية والثقافية والإعلامية والدينية بدورها المنهجي والعاجل في نشر ثقافة التنوع والاختلاف وحرية الرأي والتعبير في المجتمع، خصوصا في مجتمع النشء والشباب، وأن تعمل بشتى الطرق على ترسيخها في قلوبهم قبل فوات الأوان، ومن ثم يجب أن يكون الاختلاف في الرأي وسيلة للتقارب والتآلف وتعظيم الحق وإحقاقه، وتغليب المصلحة العليا للمواطنين.. وطالب بأن تضرب الدولة بيد من حديد على هؤلاء القتلة والخونة والمجرمين، وأن تقوم المؤسسات الأمنية بتشديد الحراسة على الشخصيات المستهدفة وعلى علماء الدين الإسلامي، ورجال الدين المسيحي، والشخصيات العامة، مؤكدا أن نجاة الدكتور علي جمعة من هذا الاعتداء الآثم كانت منحة ربانية من الله تعالى لشخصه وللعلماء، بل وللشعب كله؛ لأنها نجت المجتمع من فتنة ربما تكون أشد من فتنة مقتل الشيخ الذهبي رحمه الله، شاكرا رجال الأمن على جهودهم المخلصة في الدفاع عن الوطن والمواطنين.. نجا الله مولانا فضيلة الدكتور علي جمعة ونجا مصرنا الغالية من كل مكروة وسوء.                                                                    

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى