رسالة للعقل الجمعي للأئمة والدعاة …… (( النقابة ورأب الصدع بين الأئمة )) كتبه : د/ أسامة فخري الجندي
رسالة للعقل الجمعي للأئمة والدعاة …… (( النقابة ورأب الصدع بين الأئمة ))
كتبه : د/ أسامة فخري الجندي
إننا جميعاً يحتاج بعضنا إلى بعض ، فكل واحد منا هو قوي بأخيه ، يسعد بأخيه ، ويتألم لأخيه ، إن الأصل أن يعضد بعضنا بعضًا ضد أي تفرق أو تحزب أو تعصب أو غلو .
إننا جميعًا في قاربٍ واحد ، ونواجه تحدّيًا واحدًا ، وهو كيفية الخروج من هذه المرحلة الفاصلة بأسمى القيم والعلاقات أولاً ، ثم ما يجلب لنا كأئمة ودعاة جميع ما نرمي إليه ونريده .
نحن الآن نريد أن نشتري صفاء وحدتنا بدرء باب الفُرقة ، وبسدِّ كل باب من شأنه أن يؤدي إليها ، وهذا لا يتأتى إلا بالوحدة بيننا جميعًا بكافة اتجاهاتنا وانتمائنا ، كذلك ينبغي أن تتوافر بيننا الصراحة المطلقة ، فيكون هناك التقويم والتوجيه والتسديد ، فكما أننا نعين زملاءنا ، فلا يمنع أن نبادر إلى إنكار المنكر وهدمه ؛ لأننا إن لم نفعل ذلك فنحن هلكى جميعاً .
الزملاء الكرام لقد وصلنا إلى مرحلة خطيرة من تاريخ الأمة ، وجدنا فيها شقًّا للصف ، نسفًا للقيم والأخلاق ، نفيًا للآخر ، صراعًا مع الغير ، فأين الحوار ؟ وأين قبول الآخر ؟ وأين التدافع الذي يدعوا إليه الإسلام وليس الصراع ؟ وأخشى أن يصل الأمر الآن للأئمة والدعاة الذين هم على الأًصل (( وارثو النبوة )) ، والذين هم من يقومون برأب الصدع ، ودرأ الفرقة .
وبداية ليس الكلام من قبيل المدح أو الذم لشخص بعينه أو فرد بذاته ، وإنما هو رفع للواقع ، فالنقابة تم تأسيسها لتكون قائمة على مصالح الأئمة والدعاة بوزارة الأوقاف ، وحينما ذهبت لكتب المعاجم لأرى مفهوم كلمة النقابة ، فوجدت أن النِّقَابَةُ : هي جماعةٌ يُختارون لرعاية شئون طائفة من الطوائف منهم النَّقيب ووكيله وغيرهما . وفي تعريف آخر : النِّقَابَةُ : قيامُ النَّقيب مَقامَ مَن يُمثِّلهم في رعاية شئونهم .
وتوقفت كثيرًا مفنِّدًا لتلك التعريفات الموجزة للنقابة وبدأت أتسائل :
1- ((هم جماعة يُختارون)) …… فهل يمنع أن يكون هناك انتخابات ليتم الاختيار على أسس معروفة ؟؟؟ ونؤصل لمبادئ عامة يتفق عليها أعضاء النقابة ، فيتم اختيار النقيب العام ، ومن ثم اختيار نقباء المحافظات ومجالس إداراتها وأماناتها ، لقد وجدت في اختيار بعض النقباء بالمحافظات أنه كان عن طريق التعيين ، بل إن بعض النقباء اختار مجلس إدارة النقابة وحده دون انتخابات حقيقية ، أو حتى دون أن يُعَرِّفَ أعضاءَ النقابة في محافظته من هم أعضاء مجلس الإدارة ؟ وما هو العمل الذي يقوم به نقيب المحافظة ؟ وما دوره في شتى المجالات التي تنفع الإمام ؟
2- ((لرعاية شئون طائفة من الطوائف)) ، ( وهي الأئمة والدعاة ) ، فلينظر القائمين على النقابة ماذا يريد الداعية ، ويوجهوا طاقاتهم لذلك ما دام وضع الأئمة والدعاة ثقتهم فيمن يختارونهم بعد الانتخابات ، وكذلك يسمعون لهم ويكون هناك نموذج لثقافة الاختلاف وليس ثقافة خلف خلاف .
3- ((منهم النقيب ووكيله)) ….. وأعلن أني كعضو بالنقابة قد عرفت اسم النقيب العام لكثرة ما يتداول عنه…. لكني لا أعرف من الوكيل ؟ ومن الأمين ؟ ومن ؟ ومن ؟ .. أليس من حقنا أن يكون هناك تفصيل عن هيكلة النقابة وعن كيفية اختيارهم والأسس التي تم الاختيار بناء عليها ؟؟؟؟!!! ، بل إني كعضو نقابة بالجيزة لا أعلم حتى مجلس إدارة النقابة إلا واحدًا فقط … فعلى أي أساس يتم الاختيار ؟ هذه هي الحلقة المفقودة ….
4- ((قيامُ النَّقيب مَقامَ مَن يمثِّلهم في رعاية شئونهم)) .، ومعنى هذا أن النقيب مفوّض وموكَّل من قبل زملاءه الأئمة والدعاة من أجل تحقيق ما يرمون إليه ، فإن قام بذلك النقيب فلا بد من أن يجد العون من زملاءه ، وإن لم يقم بواجبه فيجوز شرعا تقويمه وتوجيهه ، وإلا فلا نريده … .
5-وتساءلت : ماذا تعني بأن تكون النقابات مستقلة؟
إنها تعني أن يكون استقلالها عن الحكومة وعن الأحزاب والتنظيمات ذات التوجهات ، ويكون ولاؤها الوحيد لجمعيتها العمومية فقط ، كما يجب أن يتوفر فيها شرط الديمقراطية ، فلا يُؤخذ رأي إلا بعد الرجوع لأصحاب المصلحة.
فكم مرة تم عمل جمعية عمومية للمشاركة بالرأي ؟ أو حتى مناقشة أحوال الأئمة ؟ أو الاستناد على أهل الرأي والمشورة من الأئمة والدعاة ؟
وفي النهاية هذه رسالة أرسلها للعقل الجمعي للأئمة والدعاة :
أن نتعلم ثقافة الاختلاف …..ونترك ثقافة خلف خلاف ……
أن نتعلم اختلاف التنوع ….. ونترك اختلاف التضاد
أن نتعلم ثقافة الحوار … ونترك ثقافة الضجيج ….
أن نتعلم قبول الآخر … ونترك نفيه وعدم الاعتراف به ……
أن نُغلب المصلحة العامة على المصالح الشخصية …..
كتبه : د/ أسامة فخري الجندي