مصــر
طلال سيف إعلامي بميثاق شرف / الفضائيات “المتعلمنة” أكثر جهلاً من “المتأسلمة”
في زمن سكتت فيه السنة الجبناء وجدته متحديا كل الصعاب يبحث عن الحق اينما كان بقوة الواثق من ربه المتمسك بمبادئه
هو إعلامي لامع في زمن الا إعلام
وفي أثناء بحثي عن ابداعاته ورواياته التي خرجت من قلب اراد لإعلام الدولة الخلاص دنس الحاكمية إلي نظافة الفكر والنقل
وجدت هذا الحوار الشيق وشرفت بنقله في موقع مجلة صوت الدعاة الإلكترونية
الأستاذ طلال سيف معد البرامج والكاتب والناقد السنمائي
………………………………………………………………………..
طلال سيف: الفضائيات “المتعلمنة” أكثر جهلاً من “المتأسلمة”
روايتي “اعترافات عضو
في تنظيم القاعدة” صودرت بعد أسبوع من صدورها
الله بريء من المتاجرين باسمه و”الجماعة” تعاملت مع الاقلام بالقمع والإرهاب
إعلام المسؤولية الاجتماعية
هو الوسيلة الوحيدة لبناء إعلام مجتمعي متزن
أقول لـ”الاخوان”: من لم يكن التاريخ واعظه فربما يكون الصهاينة له وعاظا
كارثة أننا نفتقد في عالمنا العربي فكرة التوثيق المرئي للأحداث
“ماسبيرو” مازال يقدم رسائل تحتاج الى “ذي النون” كي يفك طلاسمها
القاهرة – آية ياسر:
أديب وباحث شاب استطاع أن يحقق معادلة صعبة بالجمع بين الكتابة الأدبية بما فيها من ابداع, رهافة حس, خصوبة الخيال, بلاغة اللغة, وعذوبة الكلمات, وبين البحث الأكاديمي بصعوبته ودقته وواقعيته البحتة; فهو باحث في مجال الاعلام.. صدر له كتب في هذا المجال.
التقت “السياسة”, الكاتب المصري طلال سيف, في حوار حول مؤلفاته, ورأيه في القضايا الاعلامية المطروحة على الساحة , وكيفية تطوير الأداء الاعلامي في الفضائيات العربية, وتحقيق الحرية الاعلامية, ولمعرفة رأيه في الأفلام الوثائقية, وكيفية تفعيلها لتكون مؤثرة على المشاهد.
كيف ترى دور تلك الجرائد في حياة الأدباء الشباب?
كان لتلك المجلات والجرائد غير المعروفة -التي ربما يحقر البعض من وجودها – الفضل الأول في انتشارنا. فمازلنا نذكرها بكل الخير والحب وحسن الذكريات. لم أتوقع أن يتردد اسمي في يوم من الأيام الا عندما عقب الكاتب والناقد “جار النبي الحلو” على واحدة من قصصي التي نشرت بتلك الجرائد, وكانت بعنوان “الخارطة”, وراح يحتفي بها, وقال إن هذا الشاب القروي البسيط الذي لا نعرفه ولا يعرفنا ان استمر على هذا النهج فأبشروا بنوبل جديدة. بالطبع أصبحت الآن عجوزا لكن هذه كانت البداية الحقيقية, وبدأت قصصي في الظهور على صفحات مجلات وجرائد معروفة.
هل للنقاد دور في حياة الأدباء?
دور مهم, أتذكر حينما صدرت لي مجموعة محدودة للغاية تفاجأت بأن “مجلة الكويت” أفردت لها مساحة كبيرة تحت عنوان “مازال لدي حديث.. طلال سيف.. الكاميرا العاقلة والقاص الخبيث” كتبها الشاعر الناقد مختار عيسى.
تنظيم القاعدة
ما مؤلفاتك الأخرى?
صدر لي رواية بعنوان “اعترافات عضو في تنظيم القاعدة”, طبعة خاصة, لأن الكثير من دور النشر رفضت نشرها حتى الناشر الأساسي لجميع أعمالي, وللأسف تمت مصادرتها بعد طرحها في السوق بأسبوع واحد, ولم يشر اليها سوى القليل من الكتاب والنقاد على استحياء عام 2008. تبع ذلك صدور مجموعة قصصية بعنوان “كارتيللا”, والآن بصدد الانتهاء من رواية جديدة ربما تحمل عنوان “يارو” أو “أماييت” فلم أحدد العنوان بعد.
كيف تستطيع الجمع بين البحث الأكاديمي في مجالات الاعلام وبين الكتابة الأدبية?
الكتابة فعل حاضر, حسنة علوية, ذنب لذيذ, حب واكتمال. في حين أن البحث في المعرفة وعن المعرفة يدفع الكاتب الى الخوض في اشكالات غائبة أو مطروحة, فالأدب عندي بمثابة أنوبيس من ماعت. فالأول يأخذ القلب والثانية اقرار للحساب, لذا فما بعد الأدب من كتابات سواء اعلامية أو غيرها يصبح أمرا عاديا لا غرابة فيه, ولا سيما أنني أعمل فنانا برامجيا “معد برامج” بالاضافة الى عملي كصانع للفيلم الوثائقي.
هل يعد كتابك “الفضائيات العربية.. الطريق الى الجهل” توصيفا للمشهد الاعلامي العربي?
التوصيف ليس وظيفة المبدع, لأن المتلقي الساعي خلف المعرفة يكون في كثير من الأحيان أكثر منا وعيا بما يبحث عنه وفيه, ومن يمتلك حواسا سليمة من الجمهور البسيط يمكنه توصيف المشهد بوعي ربما يفوق وعي الكاتب. لذا فأنا لا أوصف المشهد الاعلامي العربي. ان جاز التعبير يمكن القول إنني أقدم خدمات ما بعد القراءة, من وضع نظريات حديثة في الاعلام بأسلوب ما قبل المعرفة, وأعني بما قبل المعرفة “القدرة على تقديم الجديد غير المطروح مسبقا على الساحة”. فتوصيف “الفضائيات العربية الطريق الى الجهل”, ليس توصيفا للمشهد, بل رؤية مغايرة للمطروح كما ذكر الدكتور رفعت السعيد وعبدالغفار شكر وغيرهما من النقاد والكتاب أمثال الناقد كمال القاضي وما طرحه عن قيمة هذا المنتج.
ماذا عن كتابك عن الاعداد التلفزيوني?
اعتبره الكتاب والنقاد الأول من نوعه في المكتبة العالمية, فهو فن مصري خالص لم يسبقنا أحد اليه قبل صدور الطبعة الأولى العام 2000. وما يحزنني أن هناك من كتب نفس العنوان مدعيا أنه صاحب هذا الابداع. لكن ما أسعدني حقا أن الجمهور الواعي على هؤلاء.
هل يعتبر كتابك “فن الاعداد التلفزيوني.. عالم الأطفال” استكمالا لكتابك “فن الاعداد التلفزيوني”?
نعم من حيث الشكل المتبع في اعداد البرامج, وليس من حيث النظريات المطروحة لصياغة برامج عالم الأطفال, التي لها متطلبات مغـــــايرة, مع الأخذ في الاعتبار أن الابداع لا تحكمه نظريات جامدة.
برامج الأطفال
لماذا اخترت “عالم برامج الأطفال” ليكون موضوعا لهذا الكتاب?
لما احتوته الكثير من برامج هذا العالم من خلط بين برامج الأطفال وبرامج عن الأطفال وبرامج للأطفال. فهذا خلاف ذاك, والخلط كارثة على مستقبل أطفالنا.
هل أنت راض عن ما يقدم لأطفال الوطن العربي من مضامين اعلامية?
كنت غير راض عنها, لكنني دهشت حينما رأيت بعض الفضائيات التجارية التي كسرت قاعدة الاعلام التجاري كـ “شاذ عن القاعدة” وقدمت نماذج طيبة جدا. فرضيت نسبيا, لكن الرضا يكتمل حينما أرى دخول المحطات الوطنية حيز الطرح الفعلي غير المؤدلج.
لماذا لا ترقى الأفلام الوثائقية العربية الى مستوى العالمية?
لدينا مبدعون حقيقيون, لكن المشكلة تكمن في عدم النظر الى الفيلم الوثائقي بما يليق به كفن رائد كما النظرة في الغرب, فيقل الدعم أو ينعدم. لا يأخذ الفنان حقه الأدبي فيهرب الى الدراما. الكارثة أننا نفتقد في عالمنا العربي فكرة التوثيق المرئي بشكل عام, اللهم الا بعد 25 يناير التي أتمنى أن تصبح ثورة.
ماذا قصدت بعبارة “الخطاب الاعلامي التجاري المتأسلم والمتعلمن”?
الاعلام التجاري أو ما يطلق عليه البعض “الاعلام الحر”, بالضبط مثل “قبيحة” تزينت فلما أصابها وابل تكشفت, فأي وسيلة اتصال تعمل على تحقيق ربح سواء مادي أو سياسي “قوة مالية أو قوة ناعمة” والتأسلمي منها, ما يتخذ الدين طريقا الى الربح بغض النظر عما يقدم للمتلقي, فنرى رسائل تثير الحزن في القلوب, كرسائل القردة الزانية ونكاح الأطفال وتحريم البيبسي كولا… وغيرها من رسائل التخوين والطعن. أعتقد أن أقل وصف لها بأنها متأسلمة وليست اسلامية, فالله بريء من المتاجرين باسمه. أما القنوات المتعلمنة, فهي في الواقع كانت أكثر جاهلية من المتأسلمة, فراحت تبحث في عورات الاعلام التأسلمي وروجت لذلك الجهل بالجهل وعملت على انتشار الأفكار الرجعية أكثر من القنوات الرجعية نفسها.
ألا ترى أن نظريتك عن “اعلام المسؤولية الاجتماعية” قد تتخذ ذريعة لقمع حرية الاعلام?
اطلاقا, اعلام المسؤولية الاجتماعية, هو الوسيلة الوحيدة لبناء اعلام مجتمعي متزن, فحينما يكون الشعب هو الممول لوسيلته والمراقب لها في ذات الوقت, وحينما تبني الخرائط البرامجية بناء على بحوث الجماهير, فان ذلك يعني بلا شك طفرة نهضوية في البناء الاعلامي, أما اذا ما حاول البعض استخدام المسؤولية للقمع, فعلى الفور نتحول الى نظرية الاعلام السلطوي وتكون نظرية المسؤولية الاجتماعية بريئة من الجرم.
ماذا تعني بنظرية “الجدول الوهمي”?
هي عبارة عن معامل لغوي حسابي يستطيع المتلقي من خلال هذا الجدول وبعد بناء عملية حسابية بسيطة أن يقيم الرسالة المطروحة عبر أي برنامج ومعرفة الزائف المعيب من الحقيقي السليم.
هل نعاني من فوضى اعلامية في مصر?
بالطبع نعم, وقد قدمت الحلول لذلك منذ عام 2007 وحتى عام 2012 عبر منابر متعددة مثل: القدس العربي اللندني ومحيط والأهالي واليوم السابع… وبعض الفضائيات والاذاعات, بدراسات ممنهجة وعلمية لتدارك الأزمة, وقدمت بعضها للقيادات الاعلامية, وستظل الأزمة قائمة ما لم يترك أهل الولاء أماكنهم لأهل الخبرة والكفاءة والعلم. وخير دليل على ذلك, المواد المثيرة للشفقة التي يدرسها معهد التلفزيون الحكومي المصري. وستظل الكارثة ان لم يتم تحجيم العمالة الزائدة من دون ضررهم اقتصاديا واجتماعيا, وأعتقد أن من أتى بصلاح عبد المقصود على رأس وزارة الاعلام المصري. يعرف جيدا أنه لم يأت به للتطوير بل لأجندات خاصة, فما علاقة “الأخ صلاح” من الأساس بأهم شق في الاعلام وهو الاعلام المرئي?
“الاخوان” والأقلام
كيف ترى محاولات قصف الأقلام والتضييق على حرية الاعلام في ظل نظام حكم “الاخوان”?
الجماعة تتعامل مع الأقلام بطريقة تعامل عبدالرحمن السندي مع القاضي أحمد الخازندار والنقراشي باشا اغتيالا, وأيضا كمحاولة الاطاحة بعبدالناصر ارهابا, وهذه الطريقة لا ترهب طفلا في المهد. لم يمت فكر فرج فودة بعد, ومن لم يكن التاريخ واعظه, فربما يكون الصهاينة له وعاظا, وتكون المحصلة هلاك الحرث والنسل. والله لا يحب الفساد.
كيف تقيم ما يتم تقديمه من خلال شاشات التلفزيون المصري قبل 25 يناير وبعدها?
لا أعرف المقصود بالتلفزيون المصري على حد الدقة, فان كنت تقصدين التلفزيون الحكومي فيمكننا أن نجلس الآن الى أقرب حائط كي نبكي على ما فات وما هو آت وما نحن فيه, وفي البدء والختام, ماذا تنتظرون من تلفزيون أطلق عليه من أطلق اسم “ماسبيرو” وهو مصري عربي?.. فاذا ما أطلق التلفزيون الفرنسي اسم عبدالقادر حاتم على مبنى التلفزيون الوطني هناك, فسنرد الجميل بتسمية التلفزيون الحكومي عندنا “ماسبيرو” ولا عزاء في اللغة, مازال ماسبيرو يقدم رسائل تحتاج الى ذي النون المصري وابن وحشية النبطي كي يفك طلاسمها.