عاجل

قصيدة ذكريات المولد النبوى .. للدكتور حامد طاهر

untitled-1
د. حامد طاهر

شـــرف إذا أنشـــدت تــحــت لـوائــه ومـنـى أحـقـقـهـــا بـفـضـل رضـائــه

وخــواطـر تـســمـو إذا مــا لامـســت أعـتـاب روضـتــه ، وطــرف ردائــه

يــــا ســيـدى .. والـذكـريــات كثيـرة يـهـفـو لــها الظـمـآن فــى صحرائـه

أنــا ما قصـدتـك شـاعــرا بمـديـحـه لـــكن قصـدتـك عـاشـقــا بـصـفـائــه

تــتـعـثـر الـكـلمـــات فــوق لســـانــه والشـــوق مســتـعـر بــــكل دمــائــه11416362_10154621066802788_4454849634419533863_o

وكـــذا المــحـب إذا طـغــت بـرحـاؤه لــم يـدر كـيـف يـبـيـن عـن بـرحائــه

إن قـــال أعيــاه الـبـيـان ، وإن شـكا جـــرت الدمـوع ، فخففت مــن دائــه

فـاقـبـل دموعى يا رسول ، ولا تــدع قـلبـى الضـعـيــف مـعـلقـا بـرجــائــه

تـتـجــاذب الأرض الخــراب ربـيـعــه وتــشــــده الـدنـيــا إلــــى أهـــوائــه

مــازال فــى البـسـتان بعــد .. بقيــة تـتـرقــب الـفـجـــــر الـنــدى بـمائــه

فـامنح ظـمـاها مــن غديـرك قـطــرة فــــلـربـمـا ازدهــرت عـلـى إروائــه12794871_10154631733607788_2661319802229507228_o

يـا يـوم ميــلاد الـرســول .. تـحيـــة

والـكــون مـحــتـفـــل بــكـــل روائــه

يـتنســم الذكــرى الحبيبــة ، كالـــذى يهفـــو إلـى المـصبـاح فـى ظلمـائــه

يــوم تـبـســمـت الربـــى لـصـبـاحــه وتمـــايلـت بالبـشــــر عنــد مسـائــه

وازيـنـت هــذى الحـيــــــاة لـمـولـــد فـاضــت بشـــائـر خيـــره وعطـائــه

الــلــه بـاركــه فــأطـلــــع شــمســـه فـــى لـيـلــة ، ضـاءت بنور سـنائــه

وســرت إلـى أرض الحجــاز ملائــك تـزجـــى أبـاريــق الــهـدى لـنـقـائــه

وتـضــم أطـهــر قــادم بـجـنــاحــهــا لـيـضـم كــل الـكــــون فــى أحـنـائــه

أولـيـس هـذا الطـفـل يـوم خـروجــه

للـكـــــون أخـرجــــه إلــى إحـيــائــه

فـتحـطمت شـرفات كسـرى وانطـوى ذاك البنـاء الـضـخــم مــن أبـهــائــه

ولـهـيـب فــارس أخـمــدت نـيـرانــه مــــا كـــــان إلا شــــاهـدا بـفـنــائــه

والجـن مـن بعـد الصعـود إلى السما يـتـسـقـطـون الســر مـــن أمـنــائــه

قـذفــت بـأســـواط ، يـئـز لهـيـبـهــا فــى ظهـر مـن يغريه وهم شـقـائــه

هـى حـكـمـة الرحمن ، حتى يزدهى فجـر الوجـود على دجــى ظـلمـائــه

فيـزيـل أســبـاب الـعــداوة والهــوى ليـسـيـل نهـــر الحــب فــى غبرائــه

يـروى قـلــوب الظــامـئـيـن مـحـبـة ويـبـث فيهـــا الخـيــر مــن أنـدائــه

مـا كـان هـذا مولـدا ، بـل مشــرقــا طلعـت على الدنيــا فيـوض سـنائــه

ولــد المـحـمـد بــالمـحــامـد كـلـهــا

خـتــــم الـنـبــوة كــــان مـــن آلائــه

حمل المـراضع غيـــره ، وحـليـمــة حـمـلتــه مـحـفـوفــا بـكــل بـهــائــه

البشـر فى قسـماتـه ، والخصـب فى خـطـواتـه ، والخـيــر قـيــد بـقـائــه

وعلــى الرمـــال تـلقـفـتــه مــلائــك نزلـت بــــأمـر اللـــه مــــن عليائــه

فتحــت لـه الصدر الكريم ، وطهرت قـلبـا يفيــــض النــــور مــن لألائــه

أضحــى أميــن القــوم منـذ شبـابــه

ومطهـــر النـزعــــات فــى قرنـائــه

مــا دق بــاب اللهـــو مثــل رفـاقــه كـــــلا ، ولا أصغــى إلـــى إغـرائــه

يـرعى الشـيــاه لكــى يـــرق فــؤاده ويحس أصــل الداء فـــى عجمـائــه

فغدا سيرعى النـاس ، يرعــى أمــة تــخـطـو إلــى بـر الهــــدى بـلوائــه

ســائـل حراء يجبـك عــن خـلـواتــه وقيـامـــــه للــــه تحــــت ســــمائــه

وهجــوده الليــل الطـويـــل مـفـكــرا صوت السمــاء يـرن فــى أحـنـائــه

مـــا كــــان أطهـــره نبيـــا هـاديــــا اللــــه كــرمـــه بـحـســـــــن ولائــه

وافـاه جبريـل الأمين ، يزف بشـرى الـوحــى ، مـزدانـــا بـكـــــل روائــه

“اقرأ..” وأخلـدت الفيـافى للصــدى تـتــلـقـــف الإلـهـــام مــــن إلـقـائــه

الأرض ظمــأى ، والربـوع جـديـبـة والعـقـل منـكـفــئ علـــى أهـــوائــه

حتـــى الحضارات اغتصاب جماعة عرق الورى ، تمتص مــن أدوائــه

كسـرى هــو الرب الكبيــر لفــارس يتـقـــدم القـربـــان فـــى إرضـــائــه

والقيصــر المـزهـو يحكـم شــعـبــه بالنـــــار ، والتقـديس من أسمائــه

يــا ثورة العقل الأســـيـر .. تفجرى فالليـــــل ممتــــد علــــى بـؤسـائــه

طلع الرســـول عـى الصفا ، كلماته الـخضـــراء رايــات علـى أرجـائــه

تنـداح فـى الآفــاق فـيــض هـدايــه وتعيـــد للأنســــان فجــــر صفـائــه

أواه يــا دنيـــا العمــى ، مــا بـالــه

غشــى العيـون ، ولج فـى غلوائــه

فقـريـش تعـرفــه الأميـــن ، وإنمــا مــن للغـــوايـة فـى كيـــان التــائــه

ســخروا ، وقالـوا : إنما هو ساحر بـــل قــد رمـوه بـالجنــــون ودائــه

يــا سـيدى ، روحى فداك وأنت فى هـــذا الظـــلام تـرد زحـف غبــائــه

فـتقـول والدنيـــا يحـركهـا الهــــوى ويســوقها الشــيطــان فـى إغوائــه

واللـه لو وضعوا الشموس براحتى وأتـوا بهـــذا البــدر مـــن عليــائــه

مـا أسـكتوا صوت الرسالة فى فمى أو يحتـوينـى المــوت فـى أشـلائــه

هـــــذا الكفـاح ولم نكـن نـدرى بــه حتـى أتيـت فصـغـت نســـج لـوائــه

وجـلــوتــه للنـــاس أروع صفحـــة يســــمو علـى الأيــام صـرح إبائــه

فلتســـمع الدنيــا حديثــك ، وليــفق هــذا الوجـود مـن اختنـاق هـوائــه

المعجــزات شــواهـــد محسـوســـة

للجـاحـديـن النــــور مــن أعــدائــه

البــدر منشـق ، وحبـــات الحصــى مـتـكـلمـــات ، والغـمــــام بـمـــائــه

والجـذع مــن فيض الحنين تمـايلت أعـطـــافـه ، وشـــكـا إليـــك بدائــه

والشـــاة أنطقهـــا الـذى فــى ملكـه يـحميـك مــن ســم الـردى وبـلائــه

يـــا دوحــة القـرآن .. ظـلـك وارف ولأنــت فـاتحـــة الهــدى وعطـائــه

مـــاذا يـزف لـك البيـــان وصــوتـه فى الأرض، والإغضاء ملء ردائــه

إنـى لأعـجـب مــن نواميـس الورى يـتـفـنـــن الانســـــــان فــــى آرائــه

والحـق فــى القـرآن شـمـس هـداية لا تـخـتـفـــى مــن صبحـه ومسائــه

أو مـــــا تحــرك بـالحيـــاة فـهـزهـا بعـد الممـات ، ومـد مـــن فيــحائــه

انظر لأعراب الصحـارى ، أصبحوا أمـــراء هــذا الكــــون باســتهدائــه

أسـبانيــا والصيـــن شــــطا ملكهــم فـــاعجب لمـلك ضــاع مـن أمرائــه

تركـــوا يــد القـــرآن بعـد صــداقــة وغـدوا بليــل الضعف مـن غربائــه

يــــــا ســـيدى ، والذكريــات كثيـرة

يهفـــو لهــا الظمــآن فى صحرائــه

امــــدد يـديـــك لعـــــالــم متـمـــزق الخـــوف أخرســه ، وغـص بدائــه

يـبــدو لعـينيـه الـردى مــن صـنعـه وتـضـــج بـالإلـحــــاد كــــل دمـائــه

مـهمــا تفنـــــن فالضيــــاع بصـدره مـــــر ، يكــــدر منــه نهـر صفائــه

إيـمــــانه باللــــــه ســـــر ســعـوده ما بــالــــه ينكـــب نـحـــو شــقائــه

يـا ذكريــات المولــد النبوى معـذرة

إذا أبــعــــــدت عـــــــــن إيـحـــائــه

فجـــأرت بالشــكوى ، وثـرت بعالـم نهـــم ، يـمـور الحـقد فـــى أنحائــه

مـــــاتت أغــــانيـه ، وجــف غديره وأراه يســــعى قــاصــــــدا لفنــائــه

يـــا ســيدى ، وأنـا الضعيف بليلـــه أتنســــم الإشــــراق مـــن ظلمـائــه

قـلبــى يحدث بالدمــوع ، وخـاطرى بذنـــوبه يـدعـوك صــــوت حـدائــه

رفقـــــا بـه ، فلــربمــــا عـــادت له نســـــمات راحـتــه وصـفو هنـائــه

فـتـنـفـس الفجـــــر الكبيـــر هــداية وروى الظـمـا مـن أرضه وسمائــه

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى