أخبار الأوقافعاجل

كادر الدعاة بين الحقيقة والخيال بقلم. د / أحمد رمضان رئيس مجلس الإدارة

في كل يوم يسمع الأئمة عن زيادة في جهة معينة أو تطبيق كوادر عدة في جهات مختلفة ولكن الإمام يظل مهمشا من كل الجهات الشرعية في البلاد ، مع أن الإمام له دور كبير في نهضة الأمة وتماسكها ولكن لا ينظر إليه أحد!!.
بلد الأزهر والعلماء والذي أبهر العالم كله بوسطيته ومنهجه المعتدل ، كل البلاد الإسلامية في إفريقيا وأوربا تجل الأزهر ورجاله فقد يسر الله لي السفر إلي بعض البلاد في إفريقيا وأوربا وكل المسلمين هناك يجلون رجال الأزهر ويضعونهم في مكانة كبيرة واحترام منقطع النظير، ولك أن تتخيل إذا ذهبت في أدغال إفريقيا تجد الناس هناك يحترمون الأزهر بل إذا دخل عالم الأزهر إلي المسجد وخلع حذائه تجد أن المصلين يتسارعون في حمل حذائه ، وهو يرفض ذلك ، وفي أوربا وأمريكا وكل البلاد الإسلامية تجد أن الأزهر له مكانة كبيرة في قلوب المسلمين بل ومن غير المسلمين ففي ذات مرة كنت في هولندا والإمام يسرع خطواته لكي يدرك الصلاة فسمع رجلاً خلفه يلهث وقال له عندما رأيت الزى الأزهري سعدت سعادة بالغة وعدوت خلفك لكي أسلم عليك ـ وأفتخر أن بلدنا بلد الأزهر الشريف ونحن نحب الأزهر ونجله ونقدره فقال له الإمام حب الأزهر ليس عندنا في مصر فقط بل في كل مكان من العالم الإسلامي وأينما وجد الإسلام تجد محبة الأزهر في القلوب ، فقال له يا شيخنا الجليل ليس الحب مقصورا علي المسلمين فقط فأنا مسيحي وجريت خلفلك لكي أسلم عليك فقال له الشيخ كلنا أهل مصر المسلم والمسيحي نحب مصر العزيزة علي قلوبنا، وفي مصرنا كلما اشتدت الأزمات كلما زاد الناس تمسكا بالأزهر ورجاله لوسطيته واعتداله وحبه لدينه ووطنه.
ولكن في هذه الأيام تجد تهميشا كبيرا للدعاة ، تهميش كبير للأئمة ولا أعلم من المستفيد من ذلك ومن وراء ذلك ، ولك أن تتخيل أن الإمام الوحيد الذي تم الخصم منه بعد الثورة ، كل الفئات زادت ولكن الإمام خصم من مرتبه 350 جنيها تحسين أو بدل غلاء معيشة.
وفي عهد الرئيس السابق قاتل الدكتور أحمد عمر هاشم من أجل حصول الأئمة علي حقوقهم حتى بكى على حال الأئمة ومرتباتهم المتدنية وعلى ما يقع عليهم من ظلم فادح فكان من نتيجة إخلاص الرجل أن تم زيادة مرتبات الدعاة 350 جنيها والتي تم خصمها بعد الثورة !! وبذلك أصبحوا الفئة الوحيدة في الدولة بعد الثورة التي تم الخصم منها !!.
فكيف لبلد تحوى الأزهر أن تجعل الدعاة في ذيل القائمة ولا تهتم باحتياجاتهم ومطالبهم ، وبعد الثورة طالبت نقابة الدعاة (تحت التأسيس) بكادر للدعاة واستمروا في ذلك فترة وفي النهاية تم رفع الكادر إلي مجلس الشورى ، وما لبث أن تم سحبه من مجلس الشورى قبل عرضه عليه وقيل إن السبب في ذلك هو ربط الكادر بالنقابة.
كما أن نقابة الأئمة والدعاة (المستقلة) أخذت شوطا كبيرا في البحث عن حقوق الأئمة ولكن لم يتم أيضا الاستجابة لمطالبهم ومطالب الدعاة !!.
وفي خضم كل هذه الأحداث خرجت أئمة بلا قيود والتي أخذت علي عاتقها مطالب الدعاة ونظمت وقفة قابلوا فيها الوزير وعرضوا عليه مطالبهم وتم وعدهم بزيادة المرتبات زيادة كبيرة فكانت النتيجة 100 جنيه وبعد الخصم حوالي 80 جنيها وبعدها تم سحب الكادر من مجلس الشورى .
وفي خضم كل هذه الأحداث وجد من يطالب الدعاة بالصبر بسبب الظروف التي تمر بها البلاد وفي الوقت يسمعون عن زيادات في قطاعات كثيرة التربية والتعليم والصحة والشرطة والأزهر والجامعات …. الخ، مع أنهم الفئة الوحيدة التي لا تكلف الدولة كثيرا لقلة عددهم، ويتساءل الدعاة لماذا يكون الصبر حكرا عليهم وحدهم أليسوا بشر؟؟!! أليست لهم حقوق ؟؟!! أليس عندهم أولاد ومصاريف؟؟!!
ويستمر الدعاة في مطالبهم ما بين نقابة الدعاة ونقابة الأئمة والدعاة وحركة أئمة بلا قيود ولذلك فكر الدعاة في أمر آخر وهو إنشاء مجلة خاصة بهم حتى تكون صوتا إعلاميا يطالبون من خلاله بحقوقهم المهدرة فهل سيجد الدعاة من يستجيب لمطالبهم؟؟!
هل سنجد من يعطي الدعاة ولو جزءا قليلا من حقوقهم ؟؟؟!!
هل ستعرف الدولة قدر الدعاة ومكانتهم ؟؟؟!!
هل سيعرفون أن الدعاة يعانون في حياتهم ويتحملون ديونا كثيرة ولا يعرفون كيف يقومون بسدادها؟؟؟!!
هل يعرفون أن الدعاة يعملون في مهن مختلفة ما بين سائق توك توك وحفر خزانات لدورات المياه … ؟؟؟!!
هل سيعلمون أن الداعية ثيابه أصبحت رثة وثياب أولاده وزوجته ؟؟!!
ولذلك يرفع الدعاة هذه المظلمة إلي مجلس الشورى ووزير الأوقاف ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية
والله ولي التوفيق
رئيس مجلس الإدارة د/ أحمد رمضان

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى