لا حزبية في الاسلام
خطبة الجمعة القادمة : لا حزبية في الاسلام
ينبغي على المسلم السني الحذر من الأحزاب التي تشارك في الانتخابات والديمقراطية
الغربية ومن ذلك الأحزاب المتصفة بالإسلام
–
ماهي أسباب التحذير من تلك الأحزاب ؟
يحذر منها لأسباب عدة منها
:
أنها متحزبة : والتحزب لايجوز في الإسلام –أصلا–
قال الله تعالى في كتابه : {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ
حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }المؤمنون53
وقال سبحانه : {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا
تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}{31} مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا
شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}{32}
وقال صلى الله عليه وسلم : “لاحلف في الإسلام “(مسلم)
وتلك التسميات الحزبية كلها باطلة قال صلى الله عليه وسلم : ” ومن دعا دعوة جاهلية
فهو من جثى جهنم ) قيل يا رسول الله وإن صلى وصام قال ( نعم وإن صلى وصام وزعم أنه
مسلم فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله عز وجل ) “رواه ابن
خزيمة في التوحيد وغيره
.
بل الله سبحانه وتعالى يقول : {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ ..
}الحج78
*-أنها
تدعو للإنتخابات وهي غير جائزة شرعا لأمور أهمها
:
1-:
أنها وسيلة من وسائل الكفار للدخول في الرئاسة ودخول البرلمانات وهذا من التشبه ،
والتشبه بالكفار والفساق لايجوز شرعا قال صلى الله عليه وسلم : “من تشبه بقوم فهو
منهم “رواه أبو داود من حديث ابن عمر –رضي الله عنهما – وسنده حسن
.
وقال –أيضا- لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب
تبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن ؟”متفق عليه من حديث أبي سعيد
–رضي الله عنه
–
2-:
أنها وسيلة للديمقراطية الكافرة والديمقراطية كفر لأنها: ” حكم الشعب بالشعب
“
وإنا نقول لهم : إذا كان الأمر كذلك –وهو كذلك ، فأين حكم الله تعالى ؟ والله يقول
: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً
لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }المائدة50 والديمقراطية مبنية على تعدد الحزبيات
ثم إن أسس الديمقراطية مخالفة للإسلام من أوجه عديدة
.
ومن تلك الأسس
:
–مبدأ
السيادة للشعب•
–المرجعية
لمجلس الشعب
.
2-
الحكومات ينبغي أن تتشكل بناء على رضا المحكومين.
3-
تطبيق حكم الأغلبية.
4-
الحرية وتكفل حرية التعبير ومنها : حرية الاعتقاد وكذا وحرية تشكيل الأحزاب حرية
المرأة “والحرية الشخصية المطلقة
“.
5-
فصل الدين عن الدولة.
6-فصل
الدين عن الدولة
.
7-السيادة
للأكثرية
.
وفي الديمقراطية يرتضون الحكم من الكافر على المسلم والله يقول :{وَلَن يَجْعَلَ
اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً }النساء141
وكذا يجوز عندهم أن تتولى المرأة مهام الدولة ولها أن تنتخب أو تنتخب وقد قال عليه
الصلاة والسلام : “لن يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة
“
*ثم
إن الانتخابات في نفسها لا تجوز لأمور منها
:
1-أنها
وسيلة من وسائل الكفار وقد تقدم النهي عن مشابهتهم
.
2-والنبي
صلى الله عليه وسلم لم يفعلها مع المشركين ولا أصحابه فلم يتعللوا بما تعلل به
هؤلاء الضعفاء في دينهم قال صلى الله عليه وسلم : “وخير الهدى هدى محمد صلى الله
عليه وسلم “رواه مسلم من حديث جابر –رضي الله عنه
– .
3-وفيها
إعطاء الدنية لغير الإسلام الحق والله أعزنا بالإسلام
:
قال تعالى : {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم
مُّؤْمِنِينَ }آل عمران139
وقال –أيضا- : {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ
وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ }محمد35
4-والانتخابات
تجعل صوت المسلم والكافر سواء وكذلك تسوي بين رأي المؤمن المطيع لله والفاسق وبين
رأي العالم والجاهل وبين رأي الرجل والمرأة
.
قال الله تعالى : {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ }القلم35
وقال سبحانه : {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ
}السجدة18
وقال –أيضا-{أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ
كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ
سَاء مَا يَحْكُمُونَ }الجاثية21
وقال : {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ }غافر58
وقال –أيضا-: {ُقلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ
}الأنعام50
وقال –أيضا- : {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ
وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }هود24وقال سبحانه :
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ
وَالنُّورُ }الرعد16وقال سبحانه : {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ
}فاطر19وقال –أيضا- {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ
يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ }فاطر22
وقال –أيضا – : {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ
وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ
أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }الزمر29
وقال سبحانه :{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا
يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر9
وقال سبحانه : {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ..}آل عمران36
ونقول لهم : إن الخبيث خبيث لايجوز أن يدخل تحت بوتقته ليتم من خلاله الإصلاح
المزعوم –وبئس المطية زعموا –ثم إنا نقول لمدعي الإصلاح : أليس الله جل وعلا يقول :
{قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ
الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
}المائدة100؟
وإني أعجب أن هناك أحزاب قد كان لهم كتب تبين حرمة المشاركة في الديمقراطية بل
وأنها من الكفر وكذا حرمة الانتخابات وغيرها فخالفوا كل ماقالوا به من قبل كالتي
نقضت غزلها وكل هذا سعيا وراء السراب ومخالفة لرب الأرباب ، قال الله تعالى عن شعيب
وهو يدعو قومه فيقول لهم : {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ
بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ
أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا
اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ
أُنِيبُ }هود88
*
وأنبه -أيضا –إلى أن بعضهم كغيره من الأحزاب يقدم المصلحة على الشرع [1]وهذا في
الحقيقة لايجوز وهو بهذا يسلك مسالك الأحزاب الأخرى من علمانية وليبرالية سواء
بسواء ولافرق بينها جميعا بل هو أخطرها كما قدمنا ذكر ذلك لأنه يدخل الانتخابات
باسم السلفية وهو –في الحقيقة -ليس منها في شيء منذ زمن بعيد وللأسف فإن مشايخه
–مدعي السلفية –يفرقون في فتاويهم بين إسلام ديني وإسلام سياسي
,
وأخيرا نقول لهم
:
ألا تعتبروا من كان قبلكم وهل نفعتهم مشاركاتهم في الانتخابات والبرلمانات شيئا
ومناداتهم بالديمقراطية سنين عددا ؟!!
وحسبنا أن نقول : قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ” لا يلدغ المؤمن من جحر واحد
مرتين” متفق عليه من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه
–
ونقول لهم في الديمقراطية الكافرة -والتي هي على الحقيقة سراب – ما قال ربنا جل
وعلا : {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ
الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28
ثم إنه لاينبغي أن يغتر بما مكن لأهل الباطل في الأرض في وقت من الأوقات وإن كثر
عددهم فهم غثاء والله يقول : {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ
فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى
عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ
كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ
يَسْتَهْزِئُون }الأحقاف26
وأخيرا فإنه لابد من سلوك الطرق الشرعية وليس شيء آخر غيره
قال تعالى : {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ
وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ
وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }الحج41
وقال –أيضا- : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم
مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن
كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55
وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم
الكاتب
/ فضيلة الشيخ عبد الناصر بليح