مقال للدكتور أحمد رمضان .. كادر الأئمة قضية أمن وطني
كادر الأئمة قضية أمن وطني
كادر الأئمة مر بمراحل مختلفة وفي كل يوم تري علي شاشات التليفزيون وفي نشرات الأخبار ، بل وفي شريط الأخبار كادر الأئمة قريبا ، فتجد الفرحة بادية علي وجوه الدعاة وهم يقولون أخيرا أدركت الدولة قيمة الإمام لأنه هو الذي يبني العقول ويأثر في المجتمع المصري تأثيرا كبيرا فما من صغير ولا كبير غني أو فقير وزير أو غفير إلا يستمع لهذا الإمام في صلاة الجمعة وغيرها فيتأثر به.
لكن يصحو الإمام فجأة علي صدمة وهي أن كل ما قيل لن يطبق لأن ظروف البلد لا تسمح الآن وذلك منذ ثورة يناير إلي اليوم ، بينما يسمع الإمام عن تحسن ظروف كثير من العاملين ، وهم يكلفون الدولة أضعاف ما ستتكلفة الدولة في تطبيق كادر الدعاة.
يا سادة كادر الإمام قضية أمن وطني اسمعوها جيدا ، كادر الأئمة قضية أمن وطني ولكن لماذا؟! لأن الداعية المعتدل الوسطي يبني فكرا وسطيا بعيدا عن التشدد والتطرف ، الأزهر هو الضمانة الوحيدة لنشر الإسلام بوسطيته وجوهره البراق ، الإمام يستمع له الجميع فكيف لإمام يتقاضي راتبا ضعيفا هزيلا أن يتفرغ للدعوة في مسجده ، لأنه عند ذلك سيضطر أن يعمل عملا آخر فهو في الصباح تجده علي تكتوك أو في بلاعة مياه أو نقاشا … وبعد العصر تجده في المسجد بالزي الأزهري وهو منهك من العمل طوال اليوم ما قرأ شيئا، أو يغيب عن عمله فيتمكن أصحاب الفكر المتشدد من المسجد ويوجهون العقول نحو طريق منحرف أو متشدد أو غير ذلك .
الداعية الأزهري هو الضمانة لحفظ الأمن في البلاد ، فهو من درس العلم في الأزهر بوسطيته ، لابد وأن يكون له كادرا محترما لا يقل عن كادر القضاة ، لا تتعجب من ذلك !! هناك أربعة مؤسسات في الدولة لابد وأن تتوفر لها حياة كريمة لأنها تشترك جميعها في حفظ الأمن في البلاد ، الإمام الذي يوجه العقول وهو علي رأس القائمة لأن العقول إذا انحرفت انحرف الفكر وانتشر التشدد بين الناس ، والقاضي الذي يحكم بين الناس ، ورجل الجيش درع الوطن وحمايته، والشرطي الذي يحفظ الأمن في الداخل .
والإمام يأتي علي رأس هذه القائمة ، ولكن من ينظر إلي حاله اليوم يجده في ذيل القائمة ، لا بل في ذيل قائمة المجتمع ، احترام الناس للإمام هو احترام للدين لأنه رجل الدين ويمثله، فاتقوا الله في الأئمة، وأعطوهم حقوقهم.
وسمعنا في هذه الأيام أن كادر الأئمة قريبا ، فهل هذه المرة كسابقيها؟؟!! هل هذه المرة وأنت تحتاج إلي نشر الفكر المعتدل بين الناس لا يطبق كادر الأئمة؟؟!!
انتبهوا جيدا لابد من تطبيق كادر الأئمة اليوم قبل غد وأنا أعلم أن الجميع أدرك قيمة الإمام بوسطيته واعتداله وأنه ضمانة للمجتمع وبفكره المعتدل يقضي علي الأفكار الفاسدة والجميع يلجأ إليه ليأخذ منه المشورة وفي حالة عدم وجوده لانشغالة بلقمة العيش والعمل في أعمال أخري سيأخذ الناس المشورة من أصحاب الأفكار المتطرفة .
وأخيرا وليس آخرا لابد وأن يكون الكادر محترما يوفر حياة كريمة للدعاة ليتفرغوا لدعوتهم.
والله ولي التوفيق.
د.أحمد رمضان