عاجل

من إيجابيات توحيد الخطبة .. د/ أسامة فخري الجندي أوقاف الجيزة

من إيجابيات توحيد خطبة الجمعة

بقلم : أسامة فخري الجندي

حيث إن وزارة الأوقاف هي الجهة المعنية بمقام الدعوة جنبًا إلى جنب مع الأزهر الشريف ، فمن حق وزارة الأوقاف أن تصدر ما تراه مناسبًا لإثراء العقل الجمعي دعويًّا وفكريًّا ، ومن ثم رأينا وزارة الأوقاف تبدأ مشروعها نحو توحيد خطبة الجمعة ، وبرؤية عميقة – حسب وجهة نظري – أرى أن في توحيد الخطبة بعض الإيجابيات ، منها ما يأتي :

1- (( رأي عام )) : فلا شك أن في توحيد الخطبة  إحداثًا للرأي عام حول موضوع ما تحتاجه الأمة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها .

2- (( الفهم الدقيق للواقع المعيش )) : فمن سمات توحيد الخطبة : أن الداعية يجب أن يبني دعوته على فهمٍ دقيقٍ لطريق المخاطبين وعقلياتهم وبيئاتهم ، وأن يكون له عقلية مستنيرة في فقه هذا الدين ؛ حتى يتجاوب مع الواقع في علاج الأوضاع الحياتية .

3- (( البناء الفكري للداعية )) : من أهم وسائل وأدوات الداعية في دعوته : أن يتجاوز مرحلة الجمود الفكري والتقليد ، والأداة في ذلك هو منهج النظر والتأمل والتفكر ، وأرى أنه في توحيد الخطبة ، سيكون كل داعية على قدر من التأمل والنظر في فكرة الخطبة الموضوعة لكل جمعة .

4- (( فقه الواقع )) : لا بد للداعية من فقه إسلامي يلاحق التطورات العصرية والمسائل الجديدة التي تُطرح على الساحة ، ولا بد من استنباط لأحكام الشرعية التي توافق وتواكب هذا العصر حتى لا يكون بمعزل عما يحيط به من تغيرات وتطورات ، ونرى ذلك قد يتحقق بنسبة عالية من خلال اختيار الموضوعات التي يتم طرحها على السادة الدعاة من خلال توحيد الخطبة .

5- (( إحياء ما اندرس )) : فلا شك أن الخطوة الأولى التي تفتح الطريق إلى التقدم والنهضة هي إحياء ما اندرس من أخلاق في المجتمع الإسلامي خلال فترات التغيّر والتطوّر ، والتي أصبح المجتمع الإسلامي بسبب ضياع هذه الأخلاق في غربة حاضرة ، وقد رأيت في الموضوعات المختارة لتوحيد الخطبة ما يخدم ذلك .

6- (( حسن الاختيار )) : الداعية يجب أن يكون في خطابه متنوعًا يحقق التكامل الإيماني من خلال خطبته ؛ ذلك لأن رسالته الدعوية أمانة ، والمنبر الذي يقف عليه أمانة ، والمخاطَبون الذين ينتظرون لقاء الجمعة الأسبوعي هم أمانة بين يدي هذا الداعية ، يأتون ليسمعوا الجديد ، وهذا يتطلب من الداعية القراءة والإطلاع  وحسن الإعداد ، والاختيار الجيد لخطبته بما يتناسب وبيئته ، وهذه رسالة للقائمين على أمر الدعوة بأن يوفقهم الله لحسن اختيار الموضوعات .

7- (( حرية الأسلوب )) : نعم فقد وحدت الوزارة خطبة الجمعة كعنوان فقط ؛ مما يعطي للإمام فرصة اختيار العناصر والأدلة وطريقة عرضها وصياغتها بأسلوبه حسب بيئته والعقلية المستمعة له في مسجده .

8- (( إدارة الأزمات )) : فحين يطرح عنوان لخطبة جمعة يحمل أزمة ما ، فعلى الداعية أن يبرز الرؤية الإسلامية الصحيحة لها من خلال عرض الحلول المتاحة إسلاميًّا أو مما لا يرفضه الإسلام للخروج من الأزمة ، فيكون هناك وقف على الحل من خلال المنبر الدعوي  .

9- (( دعوة للكل )) : ففي توحيد الخطبة ، سيكون هناك بناء دعوي متكامل ، غير متحزب لفئة أو لطرف أو لانتماء أو لفكر شخصي ، وإنما هو انتماء فقط للدعوة بالطريقة التي رسمها الله لنا ، وبدون تشدّد ولا تنطع .

كتبه / د . أسامة فخري الجندي … أوقاف الجيزة 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى