خطبة الأسبوع

  ” الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ”. بقلم الشيخ / عبد الناصر بليح – رئيس قطاع التفتيش العام بالوجه البحري

 

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.اللهم صلاة وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله وبعد:

فقال تعالى: “وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا” (الأحزاب/ 58).

وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قال :” إِنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ ؟ قَالَ:”مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ”[مسلم].

المسلم الحقيقي الذي تظهر عليه آثار الإسلام وشعائره وأماراته، هو الذي يكف أذى لسانه ويده عن المسلمين، فلا يصل إلى المسلمين منه إلا الخير والمعروف.

وفي واقع المسلمين اليوم قد تجد الرجل محافظاً على أداء الصلاة في وقتها، وقد تجده يؤدى حق الله في ماله فيدفع الزكاة المفروضة، وقد يزيد عليها معواناً للناس يسعى في قضاء حوائجهم، وقد تجده من حجاج بيت الله الحرام ومن عُمّارة، ولكن مع هذا الخير كله قد تجده لا يحكم لسانه ولا يملك زمامه، فينفلت منه لسانه فيقع في أعراض الناس ويمزق لحومهم!! فلا يستطيع أن يملك لسانه عن السب والشتم واللعن.

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء”، وقد تجد الرجل مع ما فيه من الخير والصلاح لا يملك لسانه عن الغيبة والنميمة، ولا يملكه عن شهادة الزور وقول الزور، وقد لا يكلف لسانه عن همز الناس ولمزهم، فيجره لسانه ويوقعه في كثير من الأخطاء والبلايا، فمثل هذا النوع من الناس قد فقد صفة من أبرز وأهم صفات المسلم الحقيقي.

 

وهناك نوع آخر من المسلمين يختلف عن النوع السابق فقد تجده يحكم لسانه ويقل به الكلام، ولكنه يؤذى المسلمين بيده، فيضرب بيده أبدان المسلمين، اعتدى على أموالهم فيسرقهم، أو يسلبهم حقوقهم أو يظلمهم فهذا أيضاً قد فقد إمارة من الإمارات الظاهرة التي تدل على إسلام المرء وعلى إيمانه.

وعلى هذا فلا يكتمل إسلام عبد حتى يحب المسلمين ويترك إيذاءهم بلسانه، ويترك إيذاءهم بيده ولا يتم إسلام عبد وأيمانه حتى يشغل لسانه في الأعمال التي يكون فيها نفع له في الدنيا والآخرة، فيُعمل لسانه في تلاوة كتاب الله وفي ذكره سبحانه وتعالى، ويُعمل بلسانه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم النافع أو تقديم النصيحة والمشورة المفيدة النافعة وغير ذلك من المصالح التي تعود بالنفع العاجل على المرء وعلى إخوانه المسلمين.

ولو تحقق أن كف المسلم لسانه عن إيذاء الناس وكف يده كذلك عن إيذاء الناس فلا يكسب بيده شراً وإنما يُعملها في الخير والنفع، ولو تحقق هذا لصار المسلم آمناً في سفره وفي إقامته وفي بيته وخارج بيته ولصار مجتمع المسلمين مجتمعاً فاضلاً على ما يحب الله ورسوله.

***” الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ “[مسلم)

لو أردت أن تحصي المعاصي في الحياة تجد أن 90% تسعين بالمائة من المعاصي متعلقة بالمال وبالنساء ولو تتبعت الفضائح في الأرض وجدت أن كل الفضائح تندرج في بندين اثنين:”

فضيحة مالية وفضيحة جنسية لذلك المؤمن حينما يسد هاتين الثغرتين يشعر أنه ملك، في زمن الفضائح والأموال التي تؤخذ اغتصاباً أو احتيالاً أو سرقة، وفي زمن الفضائح الأخلاقية فالمؤمن يشعر بقيمة تفوق حد الخيال،

يحكي أن ملك سأل وزيره:”  من الملك ؟ قال أنت قال :” لا الملك رجل لا نعرفه ولا يعرفنا له بيت يؤويه ورزق يكفيه وزوجة ترضيه إنه إن عرفنا جهد في استرضائنا وإن عرفناه جهدنا في إحراجه”.

 

أنت حينما تكون مستقيماً ترفع رأسك عالياً، والقاعدة احتج إلى الرجل تكن أسيره واستغني عنه تكن نظيره وأحسن إليه تكن أميره،

أنت حينما تستغني عن الخلق يحبك الله لذلك ورد من أصبح وأكبر همه الدنيا جعل الله فقره بين عينيه وشتت عليه شمله ولم يؤته من الدنيا إلا ما قدر له ومن أصبح وأكبر همه الآخرة جعل الله غناه في قلبه وجمع عليه شمله وأتته الدنيا وهي راغمة.

  لذلك الحديث الصحيح الشريف : عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ قَالَ: ” مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ “(مسلم).

 : المسلم الحقيقي الذي تظهر عليه آثار الإسلام وشعائره وأماراته، هو الذي يكف أذى لسانه ويده عن المسلمين، فلا يصل إلى المسلمين منه إلا الخير والمعروف.

وفي واقع المسلمين اليوم قد تجد الرجل محافظاً على أداء الصلاة في وقتها، وقد تجده يؤدى حق الله في ماله فيدفع الزكاة المفروضة، وقد يزيد عليها معواناً للناس يسعى في قضاء حوائجهم، وقد تجده من حجاج بيت الله الحرام ومن عُمّارة، ولكن مع هذا الخير كله قد تجده لا يحكم لسانه ولا يملك زمامه، فينفلت منه لسانه فيقع في أعراض الناس ويمزق لحومهم!! فلا يستطيع أن يملك لسانه عن السب والشتم واللعن   

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء”، وقد تجد الرجل مع ما فيه من الخير والصلاح لا يملك لسانه عن الغيبة والنميمة، ولا يملكه عن شهادة الزور وقول الزور، وقد لا يكلف لسانه عن همز الناس ولمزهم، فيجره لسانه ويوقعه في كثير من الأخطاء والبلايا، فمثل هذا النوع من الناس قد فقد صفة من أبرز وأهم صفات المسلم الحقيقي.

وهناك نوع آخر من المسلمين يختلف عن النوع السابق فقد تجده يحكم لسانه ويقل به الكلام، ولكنه يؤذى المسلمين بيده، فيضرب بيده أبدان المسلمين، اعتدى على أموالهم فيسرقهم، أو يسلبهم حقوقهم أو يظلمهم فهذا أيضاً قد فقد إمارة من الإمارات الظاهرة التي تدل على إسلام المرء وعلى إيمانه.

وعلى هذا فلا يكتمل إسلام عبد حتى يحب المسلمين ويترك إيذاءهم بلسانه، ويترك إيذاءهم بيده ولا يتم إسلام عبد وأيمانه حتى يشغل لسانه في الأعمال التي يكون فيها نفع له في الدنيا والآخرة، فيُعمل لسانه في تلاوة كتاب الله وفي ذكره سبحانه وتعالى، ويُعمل بلسانه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم النافع أو تقديم النصيحة والمشورة المفيدة النافعة وغير ذلك من المصالح التي تعود بالنفع العاجل على المرء وعلى إخوانه المسلمين.

ولو تحقق أن كف المسلم لسانه عن إيذاء الناس وكف يده كذلك عن إيذاء الناس فلا يكسب بيده شراً وإنما يُعملها في الخير والنفع، ولو تحقق هذا لصار المسلم آمناً في سفره وفي إقامته وفي بيته وخارج بيته ولصار مجتمع المسلمين مجتمعاً فاضلاً على ما يحب الله ورسوله.

**المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده..

 والواقع المرير في هذه الأيام انتشر القتل وسفك الدماء والاعتداء على أموال المسلمين  ، والكل يسيره الهوى والشيطان لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة .. وهذا من أشد ما يخالف به الإنسان دين الله تعالى وشرعه وما هذا النتاج الخبيث إلا بسبب البعد عن تعاليم الإسلام .. فلطالما  تطرف  مسلم وابتعد عن تعاليم الإسلام بسبب عصبيته أو جهله أو أفكاره الهدامة أو طمعه في المال ..  

ولابد من وقفة مع النفس لعلاجها ..

واشد صور الأذى ما كان فيه ترويع للآمنين وإرهاب للمجتمع بخرق قوانين الأمن والأمان ، ورفع السلاح فى وجه المسلم ويتبين مدى عاقبة تلك الجريمة النكراء فى قوله صلى الله عليه وسلم ” من حمل علينا السلاح فليس منا “

و حتى لو كان ذلك الترويع على سبيل الهزل من غير ضرر أو اعتداء فقد نهى عنه الإسلام عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْلٍ مَعَهُ ، فَأَخَذَهُ فَفَزِعَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا ” ( أبو داود ).

. عن أَبَى هُرَيْرَةَ ، قال : قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ ” مسلم

فمجرد الإشارة بالسلاح دون ضرر أو اعتداء حذر منها الإسلام ونهى عنها،فما بالنا بقتل الأبرياء،وإزهاق الأرواح،وإبادة النفوس؟

ما بالنا بمن قست قلوبهم، و أظلمت عقولهم ،و عميت أبصارهم ،فروعوا الآمنين ،و سفكوا الدماء فقتلوا الصغير والكبير بغير حق ؟

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِي أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَ ، وَلَا يَدْرِي الْمَقْتُولُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِلَ ” . مسلم

أي جرم هذا عند الله،و أي ذنب هذا عند الله، ما أعظمه من جرم وما أقبحه من فعل ،فإذا كان الإسلام قد نهى عن قتل الحيوان بغير حق، فكيف بقتل الآدمي؟! وقد قال صلى الله عليه وسلم ” مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا ” البخارى.

وقوله صلى الله عليه وسلم ” ” أَيُّمَا رَجُلٍ أَمِنَ رَجُلا عَلَى دَمِهِ ثُمَّ قَتَلَهُ ، فَأَنَا مِنَ الْقَاتِلِ بَرِيءٌ ، وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِرًا “(ابن حبان).

ثم كيف بقتل المسلم؟! والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: , : ” لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ “.(الترمذي).

و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَقَتْلُ مُؤْمِنٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا “(النسائي).

فقد أعد  المولى سبحانه لمن قتل مؤمناً  متعمدًا اللعنة، والغضب، والعذاب المقيم في نار جهنم   قال تعالى:” وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ” (النساء/ 93).

وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلَّا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا “( أبو داود ).

إن دفع الأذى عن المسلم أمرٌ محمود عندَ الله جلّ وعلا، وفعلٌ مرغوب كما يقول أحد السّلف معبِّراً عن منهاج النبوّة: “اجعَل كبيرَ المسلمين عندك أباً، وصغيرَهم ابناً، وأوسطَهم أخاً، فأيّ أولئك تحبّ أن تسيء إليه”، ويقول آخر: “ليكُن حظّ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضرَّه ، وإن لم تُفرحه فلا تغمَّه، وإن لم تمدَحه فلا تذمَّه”

وفى دفع الأذى عن المسلم  الفوز  بالجنة فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ،رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “

عباد الله: إن إيذاء الغير يشمل كل أذى حسي ومعنوي فيدخل في ذلك الاعتداء على مال الغير وأهله وولده ودمه والاستيلاء على أملاكه بغير وجه حق؛ ويشمل أيضا الاستهزاء واللمز والسخرية بالغير؛ ومن الإيذاء الشائع الطعن في أنساب الناس والنقيصة لهم في المجالس على سبيل التشهي واللهو.

أيها المسلمون: إنه ينبغي أن نربي أنفسنا على الكف عن الأذى بجميع صوره؛ ونتحلى بمكارم الأخلاق الفاضلة، ونجعلها سلوكا نتعامل بها في واقع الحياة قبل أن يأتي يوم لا ينتفع الصائم بصومه، ولا المصلي بصلاته، ولا المزكي بزكاته. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ” أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ”(مسلم)

إن المسلم كما يؤجر على فعل الطاعات وبذل المعروف, كذلك يؤجر على كف الأذى, قال أبو ذر: ” قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْت إنْ ضَعُفْت عَنْ بَعْضِ الْعَمَلِ؟ قَالَ: “تَكُفُّ شَرَّك عَنْ النَّاسِ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْك عَلَى نَفْسِك ” (متفق عليه).

الخطبة الثانية “

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله .أما بعد فيا جماعة الإسلام .

فإن الإسلام حرم الاعتداء علي المسلمين بل وعلي جميع الناس طالما لم يؤذيك أحد منهم و لقد حرَّمت الشريعة كل ما كان فيه أذى للمسلم سواء كان بقول أو فعل، وسواء كان قليلا أو كثيرا، وسواء كان فى عرض أو فى مال أو فى دم أو غير ذلك ،فقد قال تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً (58  /الأحزاب).

وكذلك حرم الإسلام أن يصمت الإنسان علي أذي الآخرين فقد اشتد غضب الله عزوجل علي من وجد مظلوماً وقدر علي أن ينصره فلم ينصره”

وعن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” من أذل عنده مؤمن وهو يقدر على أن ينصره فلم ينصره أذله الله يوم القيامة على رءوس الخلائق ، ومن أكل بمؤمن أكلة أطعمه الله مثلها من طعام أهل النار ، ومن لبس بمؤمن لبسة ألبسه الله مثلها من لباس أهل النار ” .(البيهقي).

ومن الواجب علي المسلم أن ينصر أخاه المسلم وأن يرده عن ظلمه  عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.”(البخاري والترمذي).

فالأخذ علي يد الظالم ورده عن ظلمه واجتنابه وعدم المعاملة معه  والإبلاغ عن الإرهابي  الذي يخون البلد كل هذا كف الأذية عن الناس ونصرة لهم وحماية لهم من الخونة وإن لم تفعل ذلك فأنت شريك في الإثم والوزر سواءً بسواء مع هذا القاتل المؤذي ولا ينطبق عليه ولا عليه لفظ الإسلام :” فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”

 أخا الإسلام :

” أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك”

 كأن الإسلام بلد وأنت على الحدود وفي الحدود أماكن ضعيفة وأنت على أحد هذه الأماكن الضعيفة فأي خرق لهذه البلاد تكون عن طريقك فأنت مسئول عن هذا الخرق ..  إذاً المؤمن كيس فطن حذر يقظ أيام في بوادر ومع الأسف الشديد هناك إنسان إلى أن تقع الطامة الكبرى   لذلك قال تعالى:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ”.

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى