عاجل

مقال لعماد أديب “داعية بـ 210 جنيهات شهريا

قررت وزارة الأوقاف مشكورة إعطاء راتب شهرى للدعاة يبلغ 210 جنيهات من أجل تحفيزهم على العمل!

وغنى عن البيان أن نعرف جميعاً أن الوزير مشكوراً أعاد إليهم المائة جنيه الشهرية التى كانت قد توقفت وأضاف إليها 110 جنيهات أخرى ورصد مبلغ 4 ملايين جنيه من أموال «الأوقاف» من أجل دعم هؤلاء الدعاة.

الوزارة لم تقصر، والوزير فعل أقصى ما يستطيع، ولكن مبلغ 210 جنيهات لداعية محترم -نريده أن يكفى الاحتياجات الأساسية له ولأهل بيته ونسعى إلى ألا يتأثر ضميره بأى إغراءات مادية من أى جماعة من تلك التى تصلها التحويلات عبر الوسطاء شهرياً- لا يكفى إطلاقاً.

إن وجود داعية بدخل شهرى 210 جنيهات هو «وصفة منطقية» لكارثة إنسانية.

كيف يمكن لى أن أطلب من الرجل الذى نأتمنه على عقول ونفوس المسلمين فى مساجدنا والذى يستمع إليه الناس بعقولهم وقلوبهم وضمائرهم كل يوم جمعة ويعتبرونه إماماً لهم أن يكون مواطناً طبيعياً بهذا الدخل الهزيل؟

إننى لا أطلب منح الدعاة مكافآت بالعملات الصعبة أو شققاً سكنية فى الزمالك على النيل أو شاليهات صف أول فى مارينا ولكن نطالب لهم بالحد الأدنى الإنسانى الذى يوفر لهم القدرة على تأدية دورهم الحيوى فى إنقاذ عقول ونفوس الشباب الضائعة والممزقة إما بين التطرف والغلو أو الاستهانة والتفريط فى الدين.

هذا الشباب الذى تتلقفه طيور الظلام فى الزاوية النائية البعيدة عن رقابة أو إشراف المؤسسات الرئيسية للدولة وصل إلى حد تكفير المجتمع وكراهية كل من فيه وبلغ به العنف إلى حد استخدام السلاح الآلى ومدافع الجرينوف وتفخيخ السيارات وحرق المنشآت والاعتداء على الكنائس والأديرة وتعطيل المنشآت العامة وقطع الطرق وتهديد المترو والقطارات.

هؤلاء ضحايا وصنيعة العقول المريضة البعيدة عن الفهم الوسطى المستنير لصحيح الدين، التى انغمست فى ضلالات وغيبيات مخيفة كفيلة بتفجير كل بقاع هذا الوطن العظيم.

إن مسألة الدعوة والداعية هى قضية جوهرية انتبه لها الحاكم المسلم منذ صدر الخلافة الإسلامية وأفرد لها دواوين وأقطع لها أراضى ورصد لها ميزانيات كبرى من خزينة الدولة وتعامل معها بنفس أهمية توفير القمح والسلاح والماء للمواطنين.

ويتعين على مجلس الوزراء فى أقرب فرصة له أن يرصد ميزانية إضافية أو يفتح باب التبرعات الشعبية من أجل تحسين شئون الدعاة؛ لأن المسألة ليست فقط إصلاح هيكل وظيفى أو كادرا ماليا بقدر ما هى مسألة إنقاذ الذين أوكلنا إليهم إنقاذ عقول شبابنا من التطرف والعنف والإرهاب.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى