الإرهاب فى مصر ………………..بقلم الشيخ محمد عيد
الإرهاب فى مصر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه وبعد :
شهدت مصرنا الحبيبة بلد الازهر الشريف ومنبر الوسطية والفكر الاسلامى المستنير فى الأيام القليلة الماضية أعمالا إجرامية عديدة من تظاهرات معطلة للعمل تعوق الآمنين عن إنجاز أعمالهم وقضاء مصالحهم و التخريب المتعمد للمنشآت التعليمية والجامعات !!
وتطور الأمر إلى أن رأينا العديد من التفجيرات التى راح ضحيتها الكثير من الأبرياء قتلى دون ذنب اقترفوه .
و من المؤسف ان يعلن بعض الخارجين عن الاسلام بان الذى قام بالقتل والتدمير أسد من أسود الإسلام !!
والحقيقة أن الإسلام برئ كل البراءة من هؤلاء وأمثالهم
لأن الإسلام دين ارتضاه الله للناس كافة إلى قيام الساعة لقوله تعالى ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن اكثر الناس لايعلمون )سورة سبا28
وبما أن الإسلام للناس كافة فإنه صالح لكل زمان ومكان وقد جاء الإسلام بما ينظم حياة الأفراد والمجتمعات فى العبادات والمعاملات والآداب والأخلاق .
إن الإسلام قام على خصائص وسمات أهمها التسامح والتيسير والعفو والصفح الجميل والبعد عن العنف والإرهاب وترويع الآمنين والقتل والتدمير وإتلاف الممتلكات
ان الاسلام توعد قاتل النفس بقول الله تعالى ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيرا ) سورة النساء .
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )
بعد هذه النصوص الواضحه كيف لمسلم أو من يدعى الإسلام أن يتجرأ على مجتمعه الإسلامى فيروع الآمنين ويقتل المطمئنين وينتهك حرمة دماء الناس ويستبيح أموالهم وأعراضهم و يدعى انه فعل ذلك باسم الإسلام ؟؟
إنها كلمة حق يراد بها باطل
لأن الإسلام برئ من هذا كله
ألم يدرك هؤلاء أن سر نجاح رسول الله لين الجانب وعدم العنف مع الآخرين
يقول تعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين )سورة ال عمران159.
إن المسلمين بالمدينة كانوا يجاورون اليهود والنصارى وما سمعنا أن واحدا من المسلمين فجر نفسه بين تجمعات اليهود او النصارى!!
او اتلف ممتلكاتهم
بل كان اليهود والنصارى يأمنون على انفسهم وأموالهم وأعراضهم وهم يعيشون بالمدينة
ان مايحدث من عمليات اجرامية انتحارية أو تفجيرية لاعلاقة لها بالاسلام من قريب او بعيد ولقد وصف القرأن الكريم المخربين ومن يعيثون فى الارض فساداوصفا دقيقا فى قوله تعالى ( ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ) سورة البقرة 204 .
إن الإرهاب لا يمكن أن يكون صناعة إسلامية إنه ظاهرة لا صلة لها بالإسلام ولا بأى دين آخر لأن الإسلام كما تعلمت وزملائى فى الأزهر الشريف من المعهد الدينى وحتى الإنتهاء من التعليم الجامعى تعلمت أنه من روائع الإسلام الحنيف انه علمنا حسن التعامل مع البشر وحفظ حقوق الناس وكرامتهم وحثنا على إعمار الأرض والسعى فى الإصلاح وبث روح التألف والتأخى والتسامح وحذرنا من الفساد وإهلاك الحرث والنسل .
علمنا أساتذتنا فى الأزهر الشريف أن الإسلام دين الوسطية دون إفراط أو تفريط والعفو عندنا أحب من العقوبة . والتسامح أنبل لدينا من الانتقام . والصفح أجمل من القصاص .
تعلمنا فى الأزهر الشريف أن الإسلام أمرنا بإحترام جميع الأديان والإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين و أن نتأدب أثناء محاوراتنا لغير المسلم وأن نقول للناس حسنا
فما أحوجنا إلى منهج الأزهر الشريف الوسطى الذى يعد نبراسا يقود الناس إلى الصراط المستقيم على منهج أهل السنة والجماعة .
ما احوجنا إلى ان نكون دعاية طيبة للإسلام بإلتزامنا بأخلاقنا وحسن اقتدائنا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ومن هنا وجب علينا جميعا ان نكون صفا واحدا فى مواجهة هذا الارهاب الذى يستهدف ابناء مصرنا الغالية .
محمد عيد كيلانى
مدير عام المساجد الأهلية