خطبة الجمعة القادمة 12 يناير 2024م : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ” جمال المظهر والجوهر ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 12 يناير 2024م بعنوان : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ” جمال المظهر والجوهر ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 30 جماد الآخر 1445هـ ، الموافق 12 يناير 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 يناير 2024م بصيغة word بعنوان : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ” جمال المظهر والجوهر ، للشيخ خالد القط
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 يناير 2024م بصيغة pdf بعنوان : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ” جمال المظهر والجوهر ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 12 يناير 2024م ، بعنوان : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ” جمال المظهر والجوهر ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
خذوا زينتكم عند كل مسجد ، جمال المظهر والجوهر
“”””””””””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز: ((يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) سورة الأعراف.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 12 يناير 2024م
أما بعد
أيها المسلمون، فلقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم برسالة تعني وتقدر قيمة الجمال، يستوى في ذلك الشكل أو المضمون، المظهر والجوهر، ولم لا يكون ذلك؟، ومصدر هذا الدين العظيم، هو الله رب العالمين فهو سبحانه وتعالى مصدر وأصل الجمال كله، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم : ((لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ.)) أى احتقارهم. ولذلك حين خلق الله الكون، خلقه في أحسن صورة وأبدعها، وهل يتأتى من الجميل إلا كل جميل؟ قال تعالى ((الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ)) سورة السجدة (7)، والإنسان مخلوق من جملة ما خلق الله سبحانه وتعالى فخلقه في أحسن صورة وأبدعها، قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) سورة الانفطار، وقال أيضاً ((لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)) سورة التين (4)، فليس من اللائق أيها المسلمون أن يشوه الإنسان منا هذه الصورة الجميلة البديعة التي خلقه الله عليها، فيهمل في مظهره.
أيها المسلمون، والمتتبع لآيات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة سيجد نفسه أمام كنز هائل وعظيم من النصوص التي تدعونا وتحثنا على التجمل والتطهر والتزين مثل قوله تعالى:
((يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) سورة الأعراف.
وقال ((لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)) سورة التوبة (108).
وقال تعالي أيضاً ((يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) سورة المدثر.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 12 يناير 2024م
أيها المسلمون، ولقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم مواقف حازمة وحاسمة مع كل من رآه صلى الله عليه وسلم مهملاً ومقصراً في مظهره العام، فقد أخرج الإمام أحمد وغيره بسند صحيح من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال ((أتانا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم زائرًا في منزلِنا فرأى رجلًا شَعِثًا قد تفرَّقَ شعرُه فقال أما كان يَجِدُ هذا ما يُسَكِّنُ به شعرَه ورأى رجلًا آخرَ وعليه ثيابٌ وَسِخَةٌ فقال أما كان هذا يجدُ ماءً يغسلُ به ثوبَه)).
أيها المسلمون، من عظمة وجمال هذا الدين العظيم أنه ما ينبغي للإنسان المسلم حين يختلط بغيره أن يتضرر أحد من مظهره أو حتى رائحته، ومن هنا فإن أخذ الزينة عند كل مسجد ليس المراد منه عند الاجتماع في المساجد فقط، وإنما في كل المواقف التي يجتمع فيها الناس مثل صلاة الجمعة مثلاً والمناسبات الاجتماعية وغيرها، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقولُ: ((نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَومَ القِيامَةِ، أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبْلِنا وأُوتِيناهُ مِن بَعْدِهِمْ، فَهذا اليَوْمُ الذي اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدانا اللَّهُ فَغَدًا لِلْيَهُودِ، وبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصارَى فَسَكَتَ. ثُمَّ قالَ: حَقٌّ علَى كُلِّ مُسْلِمٍ، أنْ يَغْتَسِلَ في كُلِّ سَبْعَةِ أيَّامٍ يَوْمًا يَغْسِلُ فيه رَأْسَهُ وجَسَدَهُ.)) وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ((مَن أكَلَ ثُومًا أوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا، أوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا)). وذلك للتنبيه على الاهتمام على حرص المرء أن لا يظهر منه إلا أطيب ريح.
أيها المسلمون، ولنا في سيدنا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه، أسوة وقدوة، فكم كان صلى الله عليه وسلم، حريصاً أشد الحرص على ظهوره دائماً في أجمل صورة وأبهاها ونترك الوصف الدقيق للصحابي الجليل، أنس بن مالك ليصف لنا مظهر النبي صلى الله عليه وسلم كما هو مخرج في الصحيحين ((خدمتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عشرَ سنينَ ، فما قال لي أُفٍّ قطُّ ، وما قال لي لشيٍء صنعتُه : لِمَ صنعتَه ، ولا لشيٍء تركتُه : لِمَ تركتَه ، وكان رسولُ اللهِ من أحسنِ الناسِ خُلُقًا ، ولا مسستُ خَزًّا ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألينَ من كفِّ رسولِ اللهِ ، ولا شممتُ مِسكًا قط ولا عطرًا كان أطيبَ من عَرَقِ النبيَّ)).
أيها المسلمون، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرجل شعره اى (يسرحه) ويأمر كذلك بإكرام الشعر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه بسند صحيح قوله صلى الله عليه وسلم ((من كانَ لَهُ شعرٌ فليُكرمْهُ)) وعن البراء بن عازب رضى الله عنه قال ((كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرْبُوعًا، بَعِيدَ ما بيْنَ المَنْكِبَيْنِ، له شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ، رَأَيْتُهُ في حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، لَمْ أرَ شيئًا قَطُّ أحْسَنَ منه قَالَ يُوسُفُ بنُ أبِي إسْحَاقَ، عن أبِيهِ: إلى مَنْكِبَيْهِ.)).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 12 يناير 2024م
كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه ينبغي للمسلم أن يخصص ثوباً للجمع والأعياد، أو بمعنى أدق عند اجتماع الناس، فعند ابن ماجة بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت أنه صلى الله عليه وسلم: ((خطَبَ النَّاسَ يومَ الجمعةِ فرأى عليهِم ثِيابَ النِّمارِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ما علَى أحدِكُم إن وجَدَ سَعةً أن يتَّخِذَ ثوبينِ لِجُمعتِه سوى ثوبي مِهنتِه))، بل بلغ من اهتمام الاسلام بجمال المظهر أن يحرص الإنسان على أن لا يمشى حافي القدمين، فإنه بلا شك سلوك وتصرف ينافى المظهر الجمالي للشخص، ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال صلى الله عليه وسلم : ((مَن لَمْ يَجِدْ إِزارًا فَلْيَلْبَسْ سَراوِيلَ، وَمَن لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ.))، وفى المحافظة على المظهر الخارجي أيضاً كما عند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال صلى الله عليه وسلم : ((لا يَمْشِي أَحَدُكُمْ في نَعْلٍ واحِدَةٍ، لِيُحْفِهِما جَمِيعًا، أَوْ لِيُنْعِلْهُما جَمِيعًا.)).
ومن اهتمام الإسلام بحسن المظهر كذلك الدعوة إلى النظافة الشخصية، المتمثلة فى سنن الفطرة ففى الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: ((الفطرَةُ خمسٌ: الختانُ، وحلقُ العانةِ، ونتفُ الإبطِ، وتقليمُ الأظافرِ، وحلقُ الشَّاربِ)).
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، وهكذا فقد رأينا مدى اهتمام الإسلام، بأن يظهر المرء في مظهر جميل، ولكن من عظمة الإسلام أنه لم يهتم بالشكل والمظهر فقط وذلك على حساب الجوهر والمضمون، بل الأهم على الإطلاق هو الجوهر حتى قال رَسُولُ اللهِ ﷺ كما عند الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وأعْمَالِكُمْ))، وأكبر دليل على قيمة جمال الجوهر، هذا الحديث الذى قال عنه الحافظ العراق في تخريج الإحياء قال صحيح على شرط الشيخين، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال؛ ((كنَّا يومًا جلوسًا عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقال : يطلُعُ عليكم ذلك الرَّجلُ. (أي من أهل الجنة). فلمَّا قام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، تبِعه عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ، فقال له: إنِّي لاحيْتُ أبي، فأقسمتُ ألَّا أدخُلَ عليه ثلاثًا. فإن رأيتُ أن تأويني إليك حتَّى تمضيَ الثَّلاثُ فعلتُ. فقال: نعم. فبات عنده ثلاثَ ليالٍ، فلم يرَه يقومُ من اللَّيلِ شيئًا، غيرَ أنَّه إذا انقلب على فراشِه ذكر اللهَ تعالَى، ولم يقُمْ حتَّى يقومَ إلى صلاةِ الفجرِ. قال غيرَ أنِّي ما سمِعتُه يقولُ إلَّا خيرا. فلمَّا مضت الثَّلاثُ، وكِدتُ أن أحتقِرَ عملَه، قلتُ يا عبدَ اللهِ، لم يكُنْ بيني وبين والدي غضَبٌ ولا هِجرةٌ، ولكنِّى سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ كذا وكذا، فأردتُ أن أعرِفَ عملَك، فلم أرَكَ تعملُ عملًا كثيرًا. فما الَّذي بلغ بك ذلك؟ فقال ما هو إلَّا ما رأيتَ. فلمَّا ولَّيتُ دعاني فقال: ما هو إلَّا ما رأيتَ، غيرَ أنِّي لا أجدُ على أحدٍ من المسلمين في نفسي غِشًّا ولا حسَدًا، على خيرٍ أعطاه اللهُ إيَّاه قال عبدُ اللهِ: فقلتُ له هي الَّتي بلغت بك، وهي الَّتي لا نُطيقُ.)) فما أجمل أن يكون المسلم نظيف القلب لا يحمل حقداً ولا حسداً ولا غلاً لأحد، والأجمل من كل ذلك أن يكون المرء جميل المظهر والجوهر.
اللهم كما أحسنت خلقنا فحسن أخلاقنا ، واحفظ مصر واهلها من كل مكروه وسوء .
كتبه : الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف