خطبة الجمعة القادمة 4 أكتوبر 2024م بعنوان : وما النصر إلا من عند الله ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 4 أكتوبر 2024م بعنوان : وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 1 ربيع الآخر 1446هـ ، الموافق 4 أكتوبر 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 4 أكتوبر 2024م بصيغة word بعنوان : وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ، للشيخ خالد القط
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 4 أكتوبر 2024م بصيغة pdf بعنوان : وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 4 أكتوبر 2024م ، بعنوان : وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ
الشيخ خالد القط
بتاريخ: 1 ربيع الثاني 1446هــ – 4 أكتوبر 2024م
“””””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) سورة محمد (7).
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، ها نحن أولاء على موعد في هذه الأيام للاحتفال بذكرى عزيزة على نفس كل مواطن مصري، إنه النصر المجيد، حيث حقق أبطالنا من قواتنا الباسلة نصراً كبيراً، وملحمة عظيمة، إنه انتصار السادس من أكتوبر، حيث استطعنا أن نلقن العدو درساً في فنون الحرب والقتال، وألحقنا بهم هزيمة ، وأي هزيمة، حيث عادت إلينا عزتنا وكرامتنا، قبل أن نسترد أرضنا، وفى هذه الذكرى المجيدة علينا أن نقف طويلاً أمام هذا التاريخ الخالد، العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر، الذى سيظل محفورا في عقول وقلوب كل المصريين، ولكن ما ينبغي لنا أبداً ونحن في فرحتنا بالنصر أن ننسى فضل الله علينا في هذه الحرب المجيدة، فرغم أن العدو كان يزعم بأنه لا يغلب ولا يقهر، ولكنه ذاق القهر والهزيمة على يد جنودنا الأبطال بفضل الله، وهذا هو محور حديثنا اليوم.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 4 أكتوبر 2024م بعنوان : وما النصر إلا من عند الله
أيها المسلمون، هناك آيات كثيرة في القرآن الكريم وكذلك السنة النبوية الشريفة قد حوت الكثير من النصوص التي تبرهن على أن مصدر النصر الحقيقي هو الله، وأن القوة المادية وحدها ليست كفيلة بتحقيق النصر، قال تعالى {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 126]. وقال سبحانه: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160]. وقال سبحانه: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 40، 41]. وقال سبحانه: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47]. وقال سبحانه: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [غافر: 51، 52]. وقال سبحانه: {وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [آل عمران: 13]. وقال سبحانه: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 105 – 107]. وعَنِ ابن عباس رضي الله عنهما أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بالدَّبور». فيه تأييد الله لأوليائه بالمخلوقات والآيات كالريح، كما حصل وأن هزمت قوم عاد (بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ) وشُتت بها الأحزاب سنة خمس من الهجرة (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا) سورة الأحزاب. فكف الله شرهم، ورد كيدهم، قال تعالى: (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) سورة الفتح. قال النووي رحمه الله: (نصرت بالصبا) هي بفتح الصاد ومقصورة. وهي الريح الشرقية، وأهلكت عاد بالدبور، وهي بفتح الدال وهي الريح الغربية.
أيها المسلمون، ولكن ينبغي علينا أن نعلم أن نصر الله لا يكون إلا لمن يستحقه، ولكن لكى نحظى بنصر الله هناك أسباب ينبغي أن تتبعها حتى تنال النصر.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 4 أكتوبر 2024م بعنوان : وما النصر إلا من عند الله
أهم هذه الأسباب على الإطلاق هو الإيمان بالله والتمسك بدينه، قال تعالى وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) سورة الحج، فالإيمان القوى بالله هو مصدر النصر ((وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) ، ولإدراك قيمة ومكانة الإيمان في النصر انظر إلى ما أكد عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال؛ فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسًا من المعاصي منكم من عدوكم، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينصر المسلمون بمعصبة عدوهم لله، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة؛ لأن عددنا ليس كعددهم، ولا عدتنا كعدتهم، فإن استوينا في المعصية، كان لهم الفضل علينا في القوة، وإلا ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا.
أيها المسلمون، والمتأمل لنصر أكتوبر، تجد إن الإيمان الصادق بالله من جنودنا الأبطال كان مسيطراً على جو المعركة، وهتافات الجنود، الله أكبر الله أكبر كانت ترجف الأرض من تحت أقدام الأعداء وكادت الصيحات بالتكبير أن تخلع قلوب الأعداء من صدورهم، فصيحات الله أكبر كانت أكبر ترجمة حقيقية للإيمان بالله، الذي كان هو مصدر النصر.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 4 أكتوبر 2024م بعنوان : وما النصر إلا من عند الله
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، ونحن نعيش أجواء الانتصار العظيم، وفى نشوة الاحتفال، ينبغي أن لا ننسى شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بأعلى وأعز ما يملكون فداء لعزة وكرامة وطنهم الغالي مصر، حيث روت دماؤهم الزكية تراب أرضنا الغالية مصر، وحسب الشهداء كما قال ربنا عنهم ((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) سورة آل عمران.
ولا يفوتني هنا أيضاً أن أزف بشرى كذلك لأسر الشهداء والشهداء، والبشرى على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث عن عبادة بن الصامت وقيس الجذامي أنه قال صلى الله عليه وسلم ((للشهيدِ عند اللهِ ستُ خصالٍ: يغفرُ له في أولِ دفعةٍ من دمِه، ويرى مقعدَه من الجنةِ، ويجارُ من عذابِ القبرِ، ويأمنُ الفزعَ الأكبرَ، ويحلى حليةَ الإيمانِ، ويزوجُ من الحورِ العينِ، ويشفعُ في سبعينَ إنسانًا من أقاربِه.))
اللهم احفظ مصر واهلها من كل سوء وشر
كتبه: الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف