خطبة الأسبوعخطبة الجمعةعاجلمصــر

خطبة الجمعة القادمة : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا إعدادا/صلاح عبدالخالق

22 ربيع الأخر 1446هـ ،25/10/2024

وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا
إعدادا/صلاح عبدالخالق
(خطبة الجمعة القادمة : 22 ربيع الأخر 1446هـ ،25/10/2024م إن شاء الله )
العناصر :
أولاً : من معانى القول الحسن .
ثانياً: الأمر من الله تعالى بالقول الحسن لكل الناس
ثالثا ً:من عقوبات الكلمة السيئة.
رابعاً :من نقول له القول الحسن ؟
الخطبة الأولى
الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد ﷺ سيد الأنام وبعد فحديثى معكم بحول الله الواحد الديان تحت عنوان: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا
أولاً : من معانى القول الحسن مثلاً:
(1)كل كلام يقرب إلى الله:
(أ)قال تعالى :وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (53)الإسراء.وهذا أمر بكل كلام يقرب إلى الله من قراءة وذكر وعلم وأمر بمعروف ونهي عن منكر وكلام حسن لطيف مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم، وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنين فإنه يأمر بإيثارأحسنهما إن لم يمكن الجمع بينهما.والقول الحسن داع لكل خلق جميل وعمل صالح فإن من ملك لسانه ملك جميع أمره.(تفسير السعدى صـ460).
(ب)قال تعالى :وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)فصلت. أي:لا أحد أحسن قولا أي: كلامًا وطريقة،وحالة {مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ}بتعليم الجاهلين،ووعظ الغافلين والمعرضين، ومجادلة المبطلين،بالأمربعبادة الله،بجميع أنواعها،والحث عليها،وتحسينها مهما أمكن.(تفسير السعدى صـ749)
(2)القول الحسن: النزاهة فى الأقوال والأفعال :
-{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} ومن القول الحسن بذل السلام، والبشاشة وغير ذلك من كل كلام طيب.ومن أدب الإنسان الذي أدب الله به عباده،أن يكون الإنسان نزيها في أقواله وأفعاله،غير فاحش ولا بذيء،ولا شاتم، ولا مخاصم، بل يكون حسن الخلق، واسع الحلم، مجاملا لكل أحد، صبورا على ما يناله من أذى الخلق،امتثالا لأمر الله، ورجاء لثوابه.(تفسير السعدى (صـ57)
(3)القول الحسن :الطيب من القول :
-وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا: قُولُوا لَهُمُ الطَّيِّبَ مِنَ الْقَوْلِ، وَجَازُوهُمْ بِأَحْسَنِ مَا تُحِبُّونَ أَنْ تُجَازَوْا بِهِ. وَهَذَا كُلُّهُ حَضٌّ عَلَى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، فينبغي للإنسان أن يكون قول لِلنَّاسِ لَيِّنًا وَوَجْهُهُ مُنْبَسِطًا طَلْقًا مَعَ الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ، وَالسُّنِّيِّ وَالْمُبْتَدِعِ، مِنْ غَيْرِ مُدَاهَنَةٍ، وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَكَلَّمَ مَعَهُ بِكَلَامٍ يَظُنُّ أَنَّهُ يُرْضِي مَذْهَبَهُ. (تفسير القرطبى (2/16).
(4)القول الحسن فى الدين والدنيا:
-قَالَ أَهْلُ التَّحْقِيقِ: كَلَامُ النَّاسِ مَعَ النَّاسِ إِمَّا أَنْ يَكُونَ فِي الْأُمُورِ الدِّينِيَّةِ أَوْ فِي الْأُمُورِ الدُّنْيَوِيَّةِ، فَإِنْ كَانَ فِي الْأُمُورِ الدِّينِيَّةِ فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ فِي الدَّعْوَةِ إِلَى الْإِيمَانِ وَهُوَ مَعَ الْكُفَّارِ أَوْ فِي الدَّعْوَةِ إِلَى الطَّاعَةِ وَهُوَ مَعَ الْفَاسِقِ، أَمَّا الدَّعْوَةُ إِلَى الْإِيمَانِ فَلَا بُدَّ وَأَنْ تَكُونَ بِالْقَوْلِ الْحَسَنِ كَمَا قَالَ تَعَالَى لِمُوسَى وَهَارُونَ:اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)طه أَمَرَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى بِالرِّفْقِ مَعَ فِرْعَوْنَ مَعَ جَلَالَتِهِمَا وَنِهَايَةِ كُفْرِ فِرْعَوْنَ وَتَمَرُّدِهِ وَعُتُوِّهِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَقَالَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ (159)آل عمران.وَأَمَّا دَعْوَةُ الْفُسَّاقِ فَالْقَوْلُ الْحَسَنُ فِيهِ مُعْتَبَرٌ، قَالَ تَعَالَى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (125)النحل وَقَالَ: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) فصلت. وَأَمَّا فِي الْأُمُورِ الدُّنْيَوِيَّةِ فَمِنَ الْمَعْلُومِ بِالضَّرُورَةِ أَنَّهُ إِذَا أَمْكَنَ التَّوَصُّلُ إِلَى الْغَرَضِ بِالتَّلَطُّفِ مِنَ الْقَوْلِ لَمْ يَحْسُنْ سِوَاهُ، فَثَبَتَ أَنَّ جَمِيعَ آدَابِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا داخلة تحت قوله تعالى:وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً.(مفاتيح الغيب (3/589)
ثانياً: الأمر من الله تعالى بالقول الحسن لكل الناس :
(1)قال تعالى :وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا (83)البقرة.
أمر بالإحسان إلى الناس عموما فقال: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}.تفسير السعدى (صـ57).
-عَلَى هَذَا تَكُونُ الْآيَةُ عَامَّةً فِي الْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ،أَيْ قُلْ لِلْجَمِيعِ.(تفسير القرطبى (10/277).
(2)المعنى:قل أيها الرسول الكريم لعبادي المؤمنين، أن يقولوا عند محاورتهم لغيرهم، الكلمة التي هي أحسن، والعبارة التي هي أرق وألطف.(التفسير الوسيط لطنطاوى (8/372).
ثالثاً :من فوائد القول الحسن :
(1)الحصول سعادة الدنيا والآخرة :
-على قال تعالى :وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53) الإسراء.
-وهذا من لطفه بعباده حيث أمرهم بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال الموجبة للسعادة في الدنيا والآخرة فقال:{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}(تفسير السعدى صـ460)
(2)الحصول على رضوان الله تعالى:
-عن بِلاَل بْنَ الحَارِثِ الْمُزَنِيَّ قال :سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ.(سنن الترمذى (2319)،سنن ابن ماجه (3969).الرضا المتواصل إلى يوم القيامة من الله بسبب كلمة طيبة.
(3) التخلص من عداوة الشيطان :
-قال تعالى :وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53) الإسراء.-يَأْمُرُ تَعَالَى رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْمُرَ عِبَادَ اللَّهِ الْمُؤْمِنِينَ،أن يقولوا في مخاطباتهم ومحاوراتهم الكلام الْأَحْسَنَ وَالْكَلِمَةَ الطَّيِّبَةَ الْأَحْسَنَ وَالْكَلِمَةَ الطَّيِّبَةَ؛ فَإِنَّهُ إِذْ لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ، نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنَهُمْ، وَأَخْرَجَ الْكَلَامَ إِلَى الْفِعَالِ، وَوَقَعَ الشَّرُّ وَالْمُخَاصَمَةُ وَالْمُقَاتَلَةُ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ عَدُوٌّ لِآدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ مِنْ حِينِ امْتَنَعَ مِنَ السُّجُودِ لِآدَمَ، فَعَدَاوَتُهُ ظَاهِرَةٌ بَيِّنَةٌ.(تفسير ابن كثير (5/86).
(3)بالقول الحسن أنت من عباد الرحمن:
-قال تعالى :وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) الفرقان
.عباد الرحمن الذين يستحقون هذا الشرف العظيم، فهم هؤلاء الذين جاءت الآيات، تكشف عن صفاتهم التي يتحّلون بها،والتي تؤهلهم لهذا المقام الكريم.-قَوْلُهُ:{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا} أَيْ: إِذَا سَفه عَلَيْهِمُ الْجُهَّالُ بِالسَّيِّئِ، لَمْ يُقَابِلُوهُمْ عَلَيْهِ بِمِثْلِهِ، بَلْ يَعْفُونَ وَيَصْفَحُونَ، وَلَا يَقُولُونَ إِلَّا خَيْرًا، كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَا تَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلَّا حِلْمًا.(تفسير ابن كثير (6/122)-(وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا).ليس هذا المشي الهيّن،أو الإمساك عن الفحش من القول، هو عن ضعف وذلّة، وإنما هو عن قوة نفس، ومتانة خلق، وكرم طبيعة.وكلّ إناء ينضح بما فيه.وكل شجرة لا تعطى إلا من ثمرها ،فالشجرة الطيبة.تعطى ثمرا طيبا، والشجرة الخبيثة لا تعطى إلا ثمرا خبيثا.(التفسير القرآنى للقرآن (10/55)
(4)كثرة الصدقات :
-عن أبى هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ:«الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ»صحيح البخارى (8/11).إعلام بأن الصدقة لا تنحصر في المال بل الكلمة الطيبة صدقة.التَّنويرُشَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ(6/608)-(الكلمة الطيبة صدقةٌ)لأنها تفتحُ النفسَ،وتسعدُ القلب، وتدملُ الجراح،وتذهبُ الغيظ وتعلنُ السلام.(لا تحزن صـ544)
(5)النجاة من النار:
-عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»صحيح البخارى (6023).قَوْلُهُ (وَلَوْ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ) فِيهِ أَنَّ الْكَلِمَةَ الطَّيِّبَةَ سَبَبٌ لِلنَّجَاةِ مِنَ النَّارِ وَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي فيها تطيب قَلْبِ إِنْسَانٍ إِذَا كَانَتْ مُبَاحَةً أَوْ طَاعَةً.(شرح النووى (7/101).
(6)رفع الدرجات فى الجنات:
-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:«إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ» صحيح البخارى (6478).-إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ” أي من كلمات الخير التي ترضي الله عزّ وجل من نصيحة أو تعليم، أو أمر بمعروف، أو إصلاح بين الناس، أو نهي عن منكر،أو دفع مظلمة “لا يلقي لها بالاً ” أي لا يعيرها اهتماماً، ولا يقيم لها وزناً “يرفع الله بها درجات ” أي يرفع الله بها ذلك المتكلم درجات عالية في الجنة ” الترغيب في الكلمة الطيبة، وكونها سبباً في رفعة الإِنسان في الدنيا والآخرة، فهي كنز من كنوز الخير.منار القارى (5/297).يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ:درجات عالية فى نعيم الجنة.
ثالثا ً:من عقوبات الكلمة السيئة مثلا ً:
(1)غضب الله تعالى إلى يوم القيامة:
-عن بِلاَل بْنَ الحَارِثِ الْمُزَنِيَّ قال:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ:وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ.سنن الترمذى (2319)، صحيح الجامع (1619) . مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ: يستصغرها ولايُفكر فى عواقبها. فيكتب الله بها عليه سخطه إلى يوم القيامة بأن يختم له بالشقاوة ويصير مُعذبا في قبره مُهانا في حشره حتى يلقاه يوم القيامة فيورده النار وبئس الورد المورود.فيض القدير (2/420)
(2) السقوط فى جهنم :عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ”إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سُخْطِ اللَّهِ، لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا، فَيَهْوِي بِهَا فِي نَارِجَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفًا”سنن ابن ماجه (3206) وزاد مسلم (2988)
-يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ، أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ»إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ” أي من الكلمات التي تسخط الله كالغيبة والنميمة والكذب مثلاً “لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم ” أي يسقط بسببهافي جهنم يوم القيامة، وفي رواية: ” يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب “منار القارى (5/297)
-سبحان الله العظيم بسبب كلمة باطلة صغيرة يظل قائلها يسقط فى جهنم أبعد مما بين السماء والأرض مسافة أكثر من خمسمائة عام فمابالك لو كانت كبيرة.
رابعاً :من نقول له القول الحسن ؟ نقول القول الحسن لهؤلاء :
(1) القول الحسن للوالدين:
-قال تعالى :وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)الإسراء.قُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا:أن تقول لهما قولا حسنا، وكلاما طيبا مقرونا بالاحترام والتعظيم،مما يقتضيه حسن الأدب،وترشد إليه المروءة، كأن تقول يا أبتاه ويا أماه، ولا تدعوهما بأسمائهما، ولا ترفع صوتك أمامهما، ولا تحدّق فيهما بنظرك.(تفسيرالمراغنى (15/35).
(2) القول الحسن مع الأصدقاء والأحباب :
-عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:” مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ “سنن الترمذى (2035) ،صَحِيح الْجَامِع( 6368). -(جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا) أَيْ:خَيْرَ الْجَزَاءِ أَوْ أَعْطَاكَ خَيْرًا مِنْ خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ (فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ) أَيْ: بَالَغَ فِي أَدَاءِ شُكْرِهِ وَذَلِكَ أَنَّهُ اعْتَرَفَ بِالتَّقْصِيرِ وَأَنَّهُ مِمَّنْ عَجَزَ عَنْ جَزَائِهِ وَثَنَائِهِ فَفَوَّضَ جَزَاءَهُ إِلَى اللَّهِ لِيَجْزِيَهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى.(مرقاة المفاتيح (5/2012)
(3)القول الحسن مع الأعداء:-
-قال تعالى :وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)فصلت -{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} أَيْ: مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ فَادْفَعْهُ عَنْكَ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، كَمَا قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا عَاقَبْتَ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِيكَ بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ فِيهِ.تفسير ابن كثير (7/181)-عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ:دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالُوا:السَّامُ عَلَيْكَ، فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ» فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:”فَقَدْ قُلْتُ:وَعَلَيْكُمْ “صحيح البخارى (6256)
-وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَرَادَ أَنْ لَا يَتَعَوَّدَ لِسَانُهَا بِالْفُحْشِ أَوْ أَنْكَرَ عَلَيْهَا الْإِفْرَاطَ فِي السَّبِّ.(فتح البارى (11/43)

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى