خطبة الأسبوععاجل

خطبة بعنوان:” تحية الإسلام السلام”، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 18 صفر 1438هـ، الموافق 18 نوفمبر 2016م

خطبة بعنوان:” تحية الإسلام السلام“، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 18 صفر  1438هـ، الموافق 18 نوفمبر 2016م.

لتحميل الخطبة بصيغة word أضغط هنا

لتحميل الخطبة بصيغة pdf أضغط هنا

 

 

ولقراءة الخطبة كما يلي:    

الحمد لله رب العالمين .. الذي جعل السلام تحية أمة خير الأنام ..يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ولك الحمد حمدا كثيراً طيباً مباركاً فيه ..   

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه .. “الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ.”.. اللهم أنت السلام ومنك السلام واليك يعود السلام حيينا ربنا بالسلام وأدخلنا الجنة بسلام تباركت ياذا الجلال والإكرام .. 

وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله القائل :”أيها الناس افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام “(الترمذي). .اللهم صلاة وسلاما عليك يا سيدي يا رسول الله وعلي آلك وصحبك الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً.. أما بعد فيا جماعة الإسلام .

حديثنا إليكم اليوم عن تحية الإسلام السلام .

اسم من أسماء الله الحسني السلام . “الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ.”(الحشر/23).

تحية الله لذاته وملائكته ورسله ..السلام . :” سَلَامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ”(يس/58).

وصف الله ليلة القدر بالسلام .“سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ” (القدر/5).

 اسم من أسماء الجنة دار السلام .لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( الأنعام /127).

تحية الله للمؤمنين في  الجنة السلام :” تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ۚ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا”(الأحزاب/44).

دعوة الله مخلصة بدار السلام .وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ “(يونس/ 25).

تحية المسلم لرسول الله صلي الله عليه وسلم في التشهد السلام .” السلامُ عليْك أيها النبي ورحمةُ الله وبركاتُه(البخاري).

 تحية المسلم لنفسه وللمسلمين أحياء وأموات في الصلاة السلام . :”السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين “.

التحية المشروعة للمسلم بينه وبين المسلمين السلام . :” إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ” (أبو داود). 

سبب من أسباب المحبة والألفة والإخاء السلام.:” أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ(مسلم).

عنوان لخيري المتخاصمين  الذي يبدأ بالسلام .:” وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ  ” (مسلم).

ختم  بعد كل صلاة السلام .:” اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلام، ومِنكَ السَّلامُ ، تباركْتَ يَاذا الجلالِ والإكرام”(مسلم).

أخوة الإيمان والإسلام :

تحية الله لذاته وملائكته ورسله  السلام .

لما للسلام من أهمية بالغة وحكمة سامية ذكر لنا المولي عز وجل أنه ألقي السلام علي بعض أنبيائه ورسله وفي ذلك إشارة إلي كيفية السلام وبذله ونشره في المجتمع . ولما سلم المولي عز وجل علي ذاته العليا  قال :” سَلَامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ”(يس/58).وقال تعالي :” فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ”(الأنعام /54). وعن الملائكة قال :”وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ  سَلَامٌ عَلَيْكُمْ”(الرعد 23-24).

وعن علي نبيه ورسوله نوح فقال تعالي :”قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا”(هود/48).

وعن الخليل  إبراهيم  قال :” قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي”(مريم /47).أنت بسلام منا وسلام عليك وفي قصة لوط قال :” فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ”(الذاريات /25).

وعن يحي قال :”وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً ” (مريم/15).

وعن عيسى عليه السلام قال: “وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً”(مريم/33).وعن النبي  محمد صلي الله عليه وسلم  قال:” قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى”(النحل 59).

ومن سلامات القرآن  علي الجميع  :” وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى”(طه/47).

فإن كان مهتدياً فالسلام يقع عليه، وإن كان غير مهتد فلا يعنيه السلام.

ودعوة الله كلها ملخصة بدار السلام

قال تعالي :”وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ “(يونس/25).

:”وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ”(الواقعة/90-91).

أخوة الإيمان والإسلام :  

السلام اسم من أسماء الله الحسني : :”قال تعالي :” هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ(الحشر/23).

يقول العلماء: هذا الاسم معناه أنه جل جلاله ذو السلامة، ذو السلام أي ذو السلامة كأن تقول الرضاع من الرضاعة، هذا الاسم أساسه اللغوي السلامة ومعنى السلامة أي أن ذاته جل جلاله سلمت من كل عيب وسلمت صفاته من كل نقص وسلمت أفعاله عن الشر، ولكن لابد من وقفة دقيقة عند العبارات سلمت ذاته من كل نقص، وسلمت صفاته من كل عيب، وسلمت أفعاله من الشر، أليس في الأرض شرور ؟ فكيف يقول العلماء في شرح هذا الاسم العظيم من أسماء الله تعالى: سلمت أفعاله من الشر ؟

أي سلمت أفعاله من الشر المطلق دون سبب أو حاجة ولكن قد يبتلي المولي عز وجل عبده الذي يحبه ببعض المصائب حتي يصحو من غفلته ويستفيق من ثباته ويبادر بالتوبة والعمل الصالح ..كما أن الطبيب الماهر يمسك بمشرطه كي يستأصل الزائدة الدودية من بطن المريض وهو يتألم حتي يخلصه من مرض عضال قد يفتك بحياته ..ولله المثل الأعلى في ذلك .. وكما جاء فى بعض الأحاديث القدسية يقول الله تعالى :” أهل ذكري أهل مجالستي ، وأهل شكري أهل زيادتي ، وأهل طاعتي أهل كرامتي ، وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي ، إن تابوا فأنا حبيبهم ، أي محبهم ، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأكفر عنهم المعائب “( ذكر تكملته ابن القيم رحمه الله في ” مدارج السالكين ” (1/194) من غير عزو لكتاب ).

وعن ثوبان- رضي الله عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام”(مسلم وغيره).

ومعنى الحديث كما جاء في عون المعبود شرح سنن أبي داود وغيره: “اللهم أنت السلام” أي من المعائب والحوادث والتغير والآفات.. (ومنك السلام ) أي منك يرجى ويستوهب ويستفاد، ( تباركت ) أي تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيراً أو تعالى صفاتك عن صفات المخلوقين ( يا ذا الجلال والإكرام ) أي يا مستحق الجلال وهو العظمة وقيل الجلال التنزه عما لا يليق وقيل الجلال لا يستعمل إلا لله والإكرام الإحسان وقيل المكرم لأوليائه بالإنعام عليهم والإحسان إليهم.

أيها الأحباب :

معنى تحية السلام: والحقيقة كلمة السلام تعني السلامة، والسلامة مطلقة، تعني سلامة الدين، وتعني سلامة الصحة، وتعني سلامة العرض،فإذا قلت لإنسان: السلام عليكم فأنت تدعو له بكل أنواع السلامة! بدءاً من سلامة الدين والعقيدة إلى سلامة الصحة إلى سلامة العرض والسمعة. والله عز وجل من أسمائه السلام، فأنت إذا كنت مطبقاً لمنهجه نالك هذا الاسم، فقد تحيا حياة طيبة، كما قال الله عز وجل:”مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً”( النحل/97). 

 تحيا حياة طيبة، وإذا انقلبت إلى الآخرة فلك جنة عرضها السماوات والأرض. فالجنة أساساً هي دار السلام، أنت في الدنيا في سلام، فإذا انتقلت إلى الرفيق الأعلى كنت في دار السلام، والتعامل مع الله كله سلام بسلام، والله يدعو إلى دار السلام، والسلام كما قلت: كلمة تحتمل كل المعاني التي يمكن أن تندرج تحتها.

تحية الإسلام السلام :

شعار المسلم أنه يبدأ الناس بالسلام :

قال تعالى:” وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً” ( النساء/ 84).

من شعار المسلم أنه يبدأ الناس بالسلام، ويسلم على من يعرف وعلى من لا يعرف، ويستخدم الصيغة القرآنية في السلام،الله عز وجل قال:”تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَام”( الأحزاب/44).

  من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ ” .(مسلم).

إذن الجنة موجبها الإيمان ، والإيمان من ضوابطه التحاب في الله ، والمحبة في الله لا تكون إلا بإفشاء السلام ، وهذا أمر معلوم لا ينكره أحد ، فترى المحب يسلم على من يُحبه ، ولكنه لا يسلم على من يبغضه ، وهذا لا ينكره أحد .

فموضوع السلام اليوم أصبح عملة زهد فيها كثير من المسلمين ، فما أكثر الناس الذين تمر بجانبهم لا يسلمون عليك ، وإذا سلمت عليهم لا يردون عليك السلام وهذه هي النكسة والنكبة .

والبدء بالسلام سنة ، يؤجر عليها المسلم ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِىِّ صلي الله عليه وسلم  فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ النَّبِىُّ صلي الله عليه وسلم  : ” عَشْرٌ ” ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلي الله عليه وسلم  : ” عِشْرُونَ ” ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم : ” ثَلاَثُونَ ” ( الترمذي وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ).

وكلما بدأَتَ الناس بالسلام أمنوا جانبك وأحبوك ، لأن السلام أمان ومحبة ، ولكن أنظر إلى شخص لا يسلم أو لا يرد السلام تشعر بوحشة منه .

وجوب افشاء السلام :

أيها الأخوة، في السنة الشريفة وردت أحاديث كثيرة عن وجوب إفشاء السلام،

فعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهمَا:أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ، أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجِنَازَةِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ…(البخاري عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدٍ]

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ”( مسلم وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ).

عوّد نفسك أن تسلم على كل إنسان، بل إن بعض الصحابة الكرام يمشي مع أخيه، فتعترض طريقهما شجرة تفرقهما في المشي، فإذا التقيا ثانية سلم أحدهما على الآخر! أرأيت إلى هذا؟!!

كنت في مجلس، قمت لشأن من شؤونك، وعدت إليه تقول: السلام عليكم، عود نفسك أن تفشي السلام، وكلمة سلام هي اسم الله، والسلام يعني السلامة في كل مفاهيمها وفي كل حدودها.

عن عبد الله بن سلام قال لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ، وَقِيلَ: قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ، قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ثَلَاثاً، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصِلُوا الْأَرْحَامَ وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ”(الترمذي).

السلام يكثر الحسنات ويمحو السيئات :

طرح السلام سنة ، لكن ردّ السلام واجب، يرقى إلى مستوى الواجب، ومن لم يرد السلام يقع في إثم كبير، طرح السلام سنة، أما رد السلام فهو واجب. وعندما يلقي المسلم السلام له بذلك حسنات كما روي أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرٌ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عِشْرُونَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلَاثُونَ”(  الترمذي عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ).

وقال صلي الله عليه وسلم :” إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر”(الطبراني في الأوسط عن حذيفة).

ويقول صلي الله عليه وسلم :” إذا التقى المؤمنان فسلم كل واحد منهما على صاحبه وتصافحا كان أحبهما إلى الله أحسنهما بشراً لصاحبه ونزلت بينهما مئة رحمة للبادي تسعون وللمصافح عشر”(البيهقي عن عمر بن الخطاب).

سلمت عليه بحرارة، وابتسمت، أقرب الرجلين إلى الله من كان سلامه أشد حرارة وبشراً وطلاقة، فإذا تصافحا نزلت عليهما مئة رحمة، للبادئ منهما تسعون وللمصافح عشرة.

قال صلي الله عليه وسلم  :” إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِاللَّهِ مَنْ بَدَأَهُمْ بِالسَّلَامِ”(أبو داود).

الذي يبدأ بالسلام هو الأقرب لله عز وجل،

يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم، خمسة يسيرون في الطريق، ورجل جالس، ليس هناك من مبرر أن يقول كل واحد من هؤلاء لهذا الجالس: السلام عليكم، من هؤلاء الجمع يكفي أن يسلم واحد منهم نيابة عن بقية أخوانه.

ومن توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام: لو كان جمع يجلسون ومر جمع أو واحد، الواحد ألقى السلام، أو واحد من الجماعة ألقى السلام نيابة عن الجمع، يكفي أن يسلم من الجلوس واحد نيابة عن الجلوس، واحد بواحد، وكأنه بفرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الكل.

من أداب السلام :

وللسلام من قيمة عالية جعل الإسلام ل أداباً لابد أن يتحلي بها المسلم ومنها أنك إذا دخلت سلم، وصافح الناس واحداً واحداً، أما إذا غادرت فلك أن تسلم دون أن تصافح:

و قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى مَجْلِسٍ فَلْيُسَلِّمْ فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَجْلِسَ فَلْيَجْلِسْ ثُمَّ إِذَا قَامَ فَلْيُسَلِّمْ فَلَيْسَتِ الْأُولَى بِأَحَقَّ مِنَ الْآخِرَةِ”( الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ).

أيها الأخوة، من أداب  السلام: إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة، أو جدار، أو حجر، ثم لقيه فليسلم عليه.

أحياناً الإنسان يركب مركبة مع بعض أخوانه المؤمنين ينزل منها لشأن ثم يعود، إذا عاد إليها يقول: السلام عليكم، هذا من أدب الإسلام.

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:” إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ فَإِنْ حَالَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ أَوْ جِدَارٌ أَوْ حَجَرٌ ثُمَّ لَقِيَهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ”(أبو داود).

ومن الندب أيضاً أنه من سلم عليه إنسان، ثم لقيه عن قرب ندب التسليم عليه ثانياً. رآه على الرصيف المقابل قال: السلام عليكم، بعد حين هذا الصديق انتقل للرصيف الأول، والتقى بأخيه ثانية، يجب أن تعيد عليه السلام مرة ثانية.

قال صلي الله عليه وسلم :” يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِير”(البخاري).

من أدب السلام  .

عن أنس رضي الله عنه :” مَرَّ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَلْعَبُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا صِبْيَانُ”(أحمد).

أبخل الناس من بخل بالسلام :

أخوة الإيمان والإسلام : ،

وبعد هذا الفضل الواسع من إفشاء السلام  وبذله فلا نجد أحداً لايلقي السلام إلا هو بخيل وأبخل الناس علي نفسه وغيره  وعن جابر أن رجلا أتى النبي صلى اللَّه عليه وسلم ، فقال : إن لفلان في حائطي عذقا ، وإنه قد آذاني وشق علي مكان عذقه ، فأرسل إليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، فقال : بعني عذقك الذي في حائط فلان ، قال : لا ، قال : فهبه لي ، قال : لا ، قال : فبعنيه بعذق في الجنة ، قال : لا ، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : ما رأيت الذي هو أبخل منك إلا الذي يبخل بالسلام “( أحمد ، والبزار في مسنديهما ، والبيهقي). وعن أنس :”  بخيل الناس من بخل بالسلام “( أبو نُعيم في الحلية ).

وفي رواية أخري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ أَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ بِالدُّعَاءِ ، وَإِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلامِ ” .(الطبراني والبيهقي).

وللأسف الشديد أننا نرى اليوم عجباً ، فهناك بعض الناس لاسيما أصحاب المناصب والكراسي ، وبعض المنتسبين للمؤسسات الدينية كالقضاة وغيرهم ، لا تكاد ترى شفته تتحرك بالرد ، وبعضهم لا يرد السلام أبداً ، وهم آثمون بذلك ، لأن رد السلام واجب ، والواجب ما يثاب فاعله ، ويعاقب تاركه ، والله تعالى هو الذي أنزل هذا الحكم في كتابه ، في سورة النساء حيث قال تبارك وتعالى :” وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً “( النساء/86 ).

فيحرم على الإنسان أن يترك الرد ، أو يرد بأقل مما سُلم عليه للآية السابقة ، وقد جاءت فتاوى العلماء متضافرة متوافرة بهذا الحكم .

فمن الناس من تسلم عليه ، ويرد بقوله : هلا هلا ، أو مرحباً ، أو حياك الله ونحو ذلك من الردود ، ولا شك أن ذلك خطأ وصاحبه آثم ، فرد السلام يكون بأفضل منه أو بمثله على أقل تقدير ، كما ورد في الآية السابقة .

وبعض الناس يهز لك رأسه وكأنه سلم عليك ، وليس هذا بسلام أبداً ، وبعضهم يرفع يده لك ويتوهم أنه سلام ، وليس بسلام ، وبعضهم ربما كان في سيارته ويضرب لك بالبوري ويرفع يده بدون تحريك شفته بالسلام ، فليس ذاك بسلام ، بل لابد أن يتحرك اللسان بالسلام حتى تؤجر عليه ، ولو كنت بعيداً لا يسمعك من سلمت عليه فالله معك يسمع ويرى ويسجل لك سلامك في ميزان حسناتك فتنبه يا رعاك الله ، ولا تتشبه باليهود والنصارى ، فأنت مسلم عزيز بدينك ، كريم بإيمانك .

و قال رسول الله صلي الله عليه وسلم  : ” ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع وتسليم النصارى الإشارة بالأكف “( صحيح).

و قال رسول الله صلي الله عليه وسلم  : ” تسليم الرجل بإصبع واحدة يشير بها فعل اليهود ” [ صحيح ] ، وورد بلفظ آخر : ” لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى فإن تسليمهم بالأكف والرؤس والإشارة ” .

وربما منع أولئك البشر من رد السلام أو بدء الناس بالسلام الكبر والتعالي ، ولو أمعن النظر في حقيقة خلقه ، لرأى أنه خلق من نطفة مذرة ، ويحمل في بطنه العذرة ، وآخره جيفة قذرة ، فعلام الكبر والغطرسة ؟

السلام ليس مقتصراً على أشخاص دون آخرين ، بل لجميع المسلمين ، من تعرف ومن لا تعرف ، فمن حق أخيك المسلم عليك أن تسلم عليه إذا لقيته ، وأن ترد عليه السلام إذا بدأك بالسلام ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : ” حقُّ المسلمِ على المسلم خمس : ردُّ السلام ، وعِيادةُ المريض ، واتِّباعُ الجنازة ، وإِجابةُ الدَّعْوَةِ ، وتشميتُ العاطس ” ( البخاري ومسلم ).

ولمسلم : ” حقُّ المسلم على المسلم سِتّ ، قيل : ما هنَّ يا رسولَ الله ؟ قال : إِذا لقيتَه فسلِّمْ عليه ، وإِذا دَعَاكَ فأَجِبْهُ ، وإِذَا استنصحَكَ فانْصَحْ له ، وإِذا عَطَسَ فَحمِدَ الله فشَمِّتْه ، وإِذا مرضَ فعُدْه ، وإِذَا ماتَ فاتْبَعْهُ ” .

أيها الإخوة الأفاضل . . أصبح السلام اليوم يكال بالمكيال ، ويوزن بالوزن ، فالسلام عليك ورده بحسب طبيعة عملك ، وقدر مالك ، وثقلك في المجتمع ، وقدر الحاجة إليك ، ومدى المعرفة ، مع أنه جاء في الحديث غير ذلك تماماً ، فتأمل هذا الحديث ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رَجُلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال : أيُّ الإسلامِ خيرٌ ؟ قال : ” تُطعِمُ الطعامَ ، وتَقْرَأُ السلامَ على مَنْ عَرَفْتَ ومَنْ لم تَعرِف ” ( البخاري ومسلم ).

وقد علمنا فضل السلام فيما سبق ، ولهذا حسدتنا اليهود عليه كما جاء عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها ، عَنِ النَّبِىِّ صلي الله عليه وسلم  : ” مَا حَسَدَتْكُمُ الْيَهُودُ عَلَى شَىْءٍ مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى السَّلاَمِ وَالتَّأْمِينِ ” ( ابن ماجة وغيره ) .

فكيدوا أعداءكم من اليهود والشياطين ، وأفشوا السلام بينكم ، حتى تسري المحبة بينكم ، ويظهر الإيمان جلياً فيكم ، فتدخلوا الجنة بسلام .

من علامات الساعة : السلام للمعرفة:

من علامات قيام الساعة أنك لا تسلم إلا على من تعرف! أما الذي لا تعرفه فلا يسلم  عليه.

وفي الحقيقة أن الإسلام دين السلام أمر بالسلام للمعرفة وغير المعرفة أي من يعرفه المسلم ومن لا يعرفه ؛ أي لا يخص بالسلام من يعرفه دون من لا يعرفه . وصدر الترجمة لفظ حديث أخرجه البخاري في ” الأدب المفرد بسند صحيح عن ابن مسعود أنه مر برجل ، فقال السلام عليك يا أبا عبد الرحمن ، فرد عليه ثم قال إنه سيأتي على الناس زمان يكون السلام فيه للمعرفة ” .وعن ابن مسعود مرفوعا ولفظه :”إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل بالمسجد لا يصلي فيه وأن لا يسلم إلا على من يعرفه “(الطحاوي والطبراني).

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين ..والصلاة والسلام علي أشرف الناس أجمعين :أما بعد فيا جماعة الإسلام:

لازلنا نواصل الحديث حول تحية الإسلام السلام :

فمن عظمة الإسلام أن جعل السلام تحية الإسلام وقد رأينا أن السلام لفظ يشمل ويعم الجميع  حتي في أوقات الحرب فعندما ننظر في آيات القرآن الكريم في معرض الحديث عن الحرب نجد أن الله يزيل الآيات بالسلام لينبهنا إلي قيمة هذا السلام الذي ينبغي أن يعم أقطار الأرض من مشرقها لمغربها ..قال الله تعالى:”فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً   مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً”(النساء/84-86).

وفي الحقيقة أن تأتي آيات السلام ضمن آيات الحرب هناك حكمة بالغة! ذاك أن الذي تحاربه هو إنسان، فإذا سلّم عليك، أي طلب منك أن تعامله بالإحسان فلا ينبغي أن تقتله،قال تعالي :”وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ “(الأنفال /61). فأي إنسان يسلم على مسلم في الحرب ينبغي أن يكف عن قتاله، فلعله يسلم على يديه، وقد غضب النبي أشد الغضب حينما قتل أحد الصحابة مشركاً وقد تلفّظ بالشهادة: قال: قالها تقية يا رسول الله، قال: أشققت على قلبه؟

فحكمة أن تأتي آيات السلام ضمن آيات الحرب، أي أنك تحارب لا من أجل أن تبيد الطرف الآخر، ولا من أجل أن تزهق روحه، إنما تحاربه من أجل أن تأخذ بيده إلى الله ..قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ”(البخاري عَنْ أَنَسٍ).حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ من أخوه؟ أخوه في الإنسانية، لا يمكن أن تكون مقبولاً عند الله إلا إذا عاملت كل البشر كما تحب أن يعاملوك، لأن الإنسان على ثغرة من ثغر هذا الدين فلا يؤتين من قبله.

أيها الأخوة، القصص التي تروى عن أصحاب رسول الله تنفيذاً لتوجيهات النبي في معاملة الأسرى لا تصدق! المؤمن يؤثر الأسير بطعامه، وبشرابه، وبلباسه، فحينما رأى الأسير معاملة فائقة في الكمال، معاملة فائقة في الإنسانية دخل الإسلام إلى قلبه فإن آمن الأسير أصبحوا أخواننا! لهم ما لنا، وعليهم ما علينا، هذا هو النظام في الجهاد. لكن أحياناً تلتبس الأمور أنت تقاتل، وينبغي أن تنتصر، ويغيب عنك أن هذا الذي تقاتله قد يأخذ قرار بالإسلام، وهو في المعركة! يقول لك: السلام عليكم، عندئذ ينبغي أن تكف عن قتله، لأنه لعله اهتدى إلى الله، وهو يقاتل. إذاً جاءت هذه الآية ضمن آيات القتال كي تعلمنا أنه ليس المقصود أن تقتل، المقصود أن تهدي، لم يبعث الله النبي عليه الصلاة والسلام قاتلاً للكفار، بل بعثه هادياً لهم لذلك قال تعالى: “وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ(التوبة/6). ينبغي أن تُسمِع هذا الطرف الآخر كلام الله. “”ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ”

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى