كشفت تحقيقات نيابة شرق القاهرة الكلية، برئاسة المستشار إسلام الجوهري، رئيس النيابة، والمستشار إبراهيم صالح المحامي العام الأول، تفاصيل مثيرة في قضية تشكيل عصابي تخصص في النصب على أطفال قصر وسرقة أعضاء من جسدهم، وتوصلت التحقيقات من خلال أقوال أحد المجني عليهم، أن التشكيل العصابي، يقوم باستدراج الضحايا بواسطة شابين وسيدة تقيم بمنطقة عين شمس.
كانت دورية أمنية من ضباط قسم شرطة عين شمس، عثرت على طفل لم يتجاوز عمره الـ 15 عاما، يبدو عليه التعب، وباستيقافه والتحري عنه، أقر أنه ترك منزل عائلته منذ نحو شهر لمشاكل أسرية، وبفحص الطفل وجد به جرح قطعي في البطن على شكل “قوس”.
وباستجوابه أقر بأنه ظل يتجول في شوارع منطقة عين شمس، حتى انهكه التعب من السير وجلس على أحد المقاهي، مدة طويلة حتى لاحظه شابان فبادرا بالتعرف عليه، واستدراجه لمعرفة قصته، فحكى لهم مشكلته، فأبديا تعاطفًا معه، وعرضا عليه أن يوفرا له مسكن للمبيت، وبالفعل توجها به لأحد المنازل في شارع جانبي ووجد هناك أكثر من 15 طفل تتراوح أعمارهم من 15 إلى 21 عاما.
وفي اليوم التالي جاء إليه الشابان واصطحباه لمقابلة سيدة في إحدى الشقق الراقية والتي تبعد عن المنطقة نحو نصف ساعة سيرًا على الأقدام، وما إن قابل السيدة الغريبة فبادرته قائلة “شكلك تعبان قوي ومحتاج رعاية طبية”، وأخبرته أنها ستعرضه على أحد الاطباء من معارفها لإجراء فحص طبي له، وستدفع له مبالغ ماليه مقابل رعايته، فلم يجد الطفل أمامه إلا أن يوافق، وبعد إنهاء الاجراءات أخبرته بضرورة إجراء عملية جراحية بسيطة له وفي المقابل ستدفع له 500 جنيه، ولكنه شك في الأمر فرفض العرض وهم أن يغادر، إلا انها أخبرته بأنها ستدفع له مبلغ مالي 15 ألف جنيه مقابل التبرع بكليته، فوجد الطفل المبلغ مغريًا فوافق على الفور، وبالفعل دخل غرفة العمليات بإحدى الشقق أو عيادة خاصة (لم يتسطع تمييزها بالدقة المطلوبة)، وبعد أن خرج من العملية وجد نفسه في الشقة البسيطة التي يسكنها مع الأطفال ولم يرا أيًا من الشابين أو السيدة منذ تلك اللحظة، ولما طالت مدة مكوثه في الشقة نزل إلى شوارع المنطقة يتجول بها حتى انهكه التعب وعثرت عليه القوة الأمنية.
وباستجواب الطفل أمام النيابة أقر بعنوان الشقة التي كان يسكنها وبمداهمتها عثرت قوات الأمن بداخلها على 16 شاب تتراوح أعمارهم من 15 لـ 21 سنة، وباستجوابهم تبين أنهم ضحايا التشكيل العصابي وقد استقطبهم الشابين بالطريقة نفسها وبعدها قابلوا السيدة الغربية.
وبعمل التحريات ألقي القبض على أحد الشابين، والذي أقر في اعترافاته أمام النيابة باستقطاب الأطفال لسرقة أعضائهم، لافتًا إلى أن 6 من الضحايا تم الإستيلاء على الكلى الخاصة بهم، ومقابل ذلك حرروا لهم إيصالات أمانة وهمية لإيهام الضحايا بضمان حقوقهم.
وأمرت النيابة باستعجال تحريات المباحث حول الواقعة، وسرعة ضبط وإحضار باقي أعضاء التشكيل العصابي.
