الخطبة المسموعةعاجل

يوم الشهيد وتاريخ الشهداء العظام ، خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة : يوم الشهيد وتاريخ الشهداء العظام ، بتاريخ 27 شعبان 1445هـ ، الموافق 8 مارس 2024م. 

خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف المصرية بصيغة صور : يوم الشهيد وتاريخ الشهداء العظام

 

ننفرد حصريا بنشر خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف بصيغة word : يوم الشهيد وتاريخ الشهداء العظام  word 

 

و لتحميل خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية pdf : يوم الشهيد وتاريخ الشهداء العظام بصيغة pdf

وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف : يوم الشهيد وتاريخ الشهداء العظام :

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 8 مارس 2024م. 

وتؤكد وزارة الأوقاف على جميع السادة الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة القادمة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير , وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة.

مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وفهمهم المستنير للدين ، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة .

نسأل الله العلي القدير أن يجعل عودة صلاة الجمعة فاتحة خير ، وأن يعجل برفع البلاء عن البلاد والعباد.

عن مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين ، وألا يكتب علينا ولا على أحد من خلقه غلق بيوته مرة أخرى.  

ولقراءة خطبة من الأرشيف عن موضوع خطبة الجمعة القادمة :

 

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيان منزلة الشهادة والشهداء، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 11 ربيع أول 1444هـ ، الموافق 7 أكتوبر 2022م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 أكتوبر 2022م بصيغة word بعنوان : هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيان منزلة الشهادة والشهداء ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 أكتوبر 2022م بصيغة pdf بعنوان : هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيان منزلة الشهادة والشهداء ، للدكتور محمد حرز.

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 7 أكتوبر 2022م بعنوان : هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيان منزلة الشهادة والشهداء.

 

أولًا: الشهادةُ فضلُهَا وشرفُهَا.

ثانيــــًا: هديُّ النبيِّ ﷺ مع الشهداءِ وذويهٍم.

ثالثًا: صورٌ مشرفةٌ للشهداءِ.

رابعًا وأخيرًا: حقوقُ الشهداءِ علينَا.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 7 أكتوبر 2022م  بعنوان : هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيان منزلة الشهادة والشهداء : كما يلي:

 

 هديُ النبيِّ ﷺ في بيانِ منزلةِ الشهادةِ والشهداءِ خطبةً بتاريخ: 11ربيع الأول  1444هــ 7أكتوبر 2022م د محمد حرز

الحمدُ للهِ القائلِ في مُحكمِ التنزيلِ﴿  مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ الأحزاب:23، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ كما في حديثِ عبدِاللهِ بنِ عباسٍ رضى اللهُ عنهما قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله)رواه الترمذي وحسنه .

أمَّا بعدُ:

فأوصيكُم ونفسي أيُّها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران :102).

عبادَ الله:

((هديُ النبيِّ ﷺ في بيانِ منزلةِ الشهادةِ والشهداءِ))عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا

أولًا: الشهادةُ فضلُهَا وشرفُهَا.

ثانيــــًا: هديُّ النبيِّ ﷺ مع الشهداءِ وذويهٍم.

ثالثًا: صورٌ مشرفةٌ للشهداءِ.

رابعًا وأخيرًا: حقوقُ الشهداءِ علينَا.

أيُّها السادةّ:

ما أحوجَنا  في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلي أنْ يكونَ حديثُنَا عن هديِ النبيِّ ﷺ في بيانِ منزلةِ الشهادةِ والشهداءِ، وخاصةً ومصرُنَا الغاليةُ المحروسةُ بعنايةِ الله تحتفلُ في هذه الأيامِ بذكرى انتصاراتِ أكتوبر المجيدةِ التي سطرَ فيها شهداؤُنَا الأبطالُ التاريخَ بدمائِهِم الذكيةِ العطرةِ، ففي السادسِ مِن أكتوبرِ سنة 1973م كانت معركةُ العبورِ حيثُ عبرتْ قواتُنا المسلحةُ خطَّ بارليفٍ

ودمرتْ نقاطَ الدفاعِ الإسرائيليةِ وألحقتْ الهزيمةَ بالقواتِ الصهيونيةِ، وانتصرَ جنودُ الحقِّ على المحتلين الإسرائيليين، وارتفعتْ راياتُ الحقِّ عاليةً خفاقةً وسجلَ التاريخُ هذه البطولاتِ والتضحياتِ لقواتِنَا المسلحةِ فضربُوا بدمائِهِم أروعَ الأمثلةِ في التضحيةِ والفداءِ لدينِهم ووطنِهم .

مصرُ الكنانةُ ما هانتْ على أحدٍ   ***    اللهُ يحرسُها عطفًا ويرعاها

ندعوكَ ياربِّ أنْ تحمِى مرابعَهَا ***       فالشمسُ عينٌ لها والليلُ نجواهَا

 

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : هدي النبي في بيان منزلة الشهادة والشهداء

أولًا: الشهادةُ فضلُهَا وشرفُهَا.

أيُّها السادةُ:

بدايةً الشهادةُ مِن أعظمِ الرتبِ، وأعلاهَا، وأشرفِهَا ومِن أنفسِ المقاماتِ، وأحسنِهَا، وأبهاهَا، ذلك لِمَا لأهلِهَا عندَ اللهِ جلَّ وعلا مِن الأجرِ العظيمِ، والثوابِ الجزيلِ، والدرجةِ العاليةِ. والشهادةُ في سبيل الله اصطفاءٌ مِن اللهِ جلَّ جلالُهُ وتقدستْ أسماؤُه واجتباءٌ ليستْ لجميع البشرِ ،فالشهادةُ منحةٌ ربانيةٌ وغنيمةٌ إلهيةٌ يختصُ اللهُ بها مَن يشاءُ مِن عبادهِ  قالَ جلَّ وعلا:

﴿وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾آل عمران: 140) وكيف لا ؟ والشهداءُ في المرتبةِ الثالثةِ بعدَ النبيينَ والصديقينَ كمَا قالَ ربُّنَا: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ  وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا( (النساء:69(

والشهادةُ في سبيلِ اللهِ  تجارةٌ رابحةٌ لن تبورَ ، ولمَ لا ؟! وقد علقَ اللهُ عليها مغفرةً الذنوبِ ، والنصرَ في الدنيا والنجاةَ من النار والفوزَ بالجنة في الآخرةِ  قالَ جلَّ وعلا:{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (سورة  التوبة: 111]

والشهيدُ مَن ماتَ في سبيلِ اللهِ

والشهيدُ مَن قَاتلَ لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العُليا

والشهيدُ مَن ماتَ للمحافظةِ على وطنهِ وأرضهِ وعرضهِ

والشهيدُ هو الذي يأبَى الدنيّةَ في دينهِ

ويَرفضُ المذلةَ والهوانَ

فاللهُ – جلَّ جلاله – جعلَ العزةَ للمؤمنين

فإذا حاولَ أحدٌ أنْ يستذلَّكَ فدافِعْ، إذا حاولَ أحدٌ أنْ يجتاحَ حقكَ فقاوِمْ، إذا حاولَ أحدٌ ضياعَ وطنكَ فجاهِدْ، فالشهيدُ هو مَن قُتِلَ دفاعًا عن دينهِ أو نفسهِ أو أهلهِ أو عرضهِ أو مالهِ، والوطنُ فيه الأهلُ والعرضُ والمالُ، فالدفاعُ عنه مِن أكرمِ الطاعاتِ منزلةً، وأرفعهَا مكانةً، وأكثرهَا بذلاً وعطاءً، وأخلدهَا ذكرًا وثناءً، ففي صحيحِ مسلمٍ مِن حديثِ أبي هريرةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ قالَجاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ:

يا رَسولَ اللهِ، أرَأَيْتَ إنْ جاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أخْذَ مالِي؟ قالَ: فلا تُعْطِهِ مالَكَ قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قاتَلَنِي؟ قالَ: قاتِلْهُ قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قَتَلَنِي؟ قالَ: فأنْتَ شَهِيدٌ، قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قَتَلْتُهُ؟ قالَ: هو في النَّارِ)) والشهيدُ الحقُّ مَن ماتَ في سبيلِ اللهِ دفاعًا عن دينهِ وطنهِ ودفاعًا عن عرضهِ أو دفاعًا عن مالهِ فعن سعيدِ بنِ زيدٍ رضى اللهُ عنه قال:

قالَ رسولُ اللهِ ﷺ :

(مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فهوَ شَهيدٌ ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهوَ شَهيدٌ ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهوَ شَهيدٌ(( رواه الترمذي وحسنه.، وها هو نبيُّنَا ﷺ في يومٍ مِن الأيامِ يطرحُ علي أصحابِهِ  سؤالاً  ليغيرَ المفاهيمَ ، ليصححَ الأمورَ، فقالَ ﷺ كما في صحيحِ مسلمٍ من حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَال:  

ما تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، مَن قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ فَهو شَهِيدٌ، قالَ: إنَّ شُهَداءَ أُمَّتي إذًا لَقَلِيلٌ، قالوا: فمَن هُمْ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: مَن قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ في سَبيلِ اللهِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ في الطَّاعُونِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ في البَطْنِ فَهو شَهِيدٌ))

والمرأةُ النفساءُ التي تموتُ في نفاسِهَا فهي شهيدةٌ، والحريقُ شهيدٌ والغريقُ شهيدٌ، وصاحبُ الهدمِ الذي يقعُ عليه الهدمُ شهيدٌ، فعنْ أبي هُرَيْرةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ– ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه  الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه ((متفقٌ عليه). المقتولُ دونَ مظلمتِهِ :عن سُوَيْدِ بنِ مُقَرِّن ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ  قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: ((مَن قُتل دونَ مَظلمتهِ، فهو شهيدٌ)) (رواه النسائي((

 بل مَن سألَ اللهَ الشهادةَ بنيةٍ صافيةٍ كان مِن أهلِهَا وإنْ ماتَ على فراشهِ:

كما في صحيحٍ مسلمٍ مِن حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضى اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ:

((مَنْ سأَلَ اللَّه تَعَالَى الشَّهَادةَ بِصِدْقٍ بلَّغهُ اللهُ منَازِلَ الشُّهَداءِ وإنْ ماتَ على فِراشِهِ

((للشهيدِ عند اللهِ منزلةٌ عظيمةٌ وله فضائلُ كثيرةٌ وعديدةٌ لا يتسعُ الوقتُ لذكرِها منها على سبيلِ المثالِ لا الحصرِ:فالشهداءُ أحياءٌ عند خيرِ جوارٍ فأيُّ نعيمٍ بعد هذا النعيمِ ، أحياءٌ وليسوا أمواتًا قال ربُّنا:  ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ (البقرة: 154).

بل الشهداءُ هم أصحابُ الأجورِ الوفيرةِ العظيمةِ، والنورِ التامِ يومَ القيامةِ قالَ جلَّ وعلا:

﴿ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ﴾(الحديد:19 ).لذا  تمنى نبيُّنَا ﷺ أنْ يكونَ شهيدًا، وأنْ يُقتلَ في سبيلِ اللهِ مراتٍ ومراتٍ: لفضلِ ولمكانةِ الشهيدِ عندَ اللهِ جلَّ وعلا فعن أبي هريرةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال:((والذي نفسِي بيدِه، وددتُ أنِّي أُقاتلُ في سبيل الله فأُقتلُ، ثم أُحيا ثم أُقتلُ، ثم أُحيا ثمَّ أُقتلُ)) متفقٌ عليه، لذا كان الشهيدُ وحدهُ هو الذي يحبُّ أنْ يرجعَ إلى الدنيا, فيُقتلُ في سبيلِ اللهِ مراتٍ ومرات. يقولُ النبيُّ ﷺ :

«ما أحَدٌ يدخلُ الجنَّةَ، يحبُّ أن يرجِعَ إلى الدُّنيا ولَهُ ما علَى الأرضِ مِن شيءٍ إلَّا الشَّهيدُ يتمنَّى أن يرجعَ إلى الدُّنيا فيُقتلَ عَشرَ مرَّاتٍ ، لما يَرى منَ الكَرامةِ» رواه البخاري.. وكيف لا ؟ وللشهيدِ في الجنة  مائةُ درجةٍ بينَ كلِّ درجةٍ كما بينَ السماءِ والأرضِ فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: ((إنَّ في الجنةِ مائةَ درجةٍ أعدَّها اللهُ للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدَّرجتين كما بين السماءِ والأرضِ))؛ رواه البخاري.

وعن سهلِ بنِ سعدٍ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ:

((رِباطُ يومٍ في سبيلِ اللهِ خيرٌ مِن الدنيا وما عليهَا))، وعند مسلمٍ: ((لَغدوةٌ في سبيلِ اللهِ خيرٌ من الدنيا وما عليها))؛ رواه البخاري.

ومن فضائلِ الشهادةِ في سبيل الله : أنّ الشهيدَ يُغفرُ له ذنوبُه، ورائحةُ دمهِ مسكٌ يومَ القيامةِ:

روى الترمذيٌّ بسندٍ صحيحٍ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ « لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ

ومن فضائلِ الشهادةِ أيها السادةُ :

أنّ الشهيدَ لا يفتنُ في قبره ِفعَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلاَّ الشَّهِيد قَالَ : كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً (( رواه النسائي.

ومن فضائلِ الشهادةِ في سبيلِ اللهِ

أن الشهيدَ لا يشعرُ بالألمِ عندَ موتهِ: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ إِلاَّ كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَة((رواه الترمذيُّ، والشهداءُ لا يُصعقونَ مِن النفخِ في الصُّورِ:فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه عن النبيِّ ﷺ أنَّه سألَ جبريلَ عليه السلامُ عن هذه الآيةِ: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ﴾ (الزمر: 68): ((مَن الذين لم يَشأ اللهُ أنْ يصعقَهُم؟ قال: هم شُهداءُ اللهِ))(رواه الحاكم(وللهِ درُّ ابنُ المباركِ للفضيلِ بنِ عياضٍ حينَ قال:

يا عابدَ الحرمينِ لو أبصرتنَا   ***   لعملتَ أنّكَ في العبادةِ تلعبُ

مَن كان يخضبُ خدَهُ بدموعهِ   ***   فنحورُنَا بدمائِنَا تتخضبُ

أو كان يُتعِبُ خيلَهُ في باطلٍ  ***   فخيولُنَا يومَ الصبيحةِ تتعبُ

ريحُ العبيرِ لكُم ونحن عبيرُنَا    ***   رهجُ السنابكِ والغبارُ الأطيبُ

ولقد أتانَا عن مقالِ نبيِّنَا   ***   قولٌ صحيحٌ صادقٌ لا يكذبُ

لا يستوي غبارُ خيلِ اللهِ في ***أنفِ امرئٍ ودخانُ نارٍ تلهبُ

هذا كتابُ اللهِ ينطقُ بَيننَا ***ليس الشهيدُ بميتٍ لا يكذبُ

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : هدي النبي في بيان منزلة الشهادة والشهداء

ثانيــــًا: هديُّ النبيِّ ﷺ مع الشهداءِ وذويهٍم.

أيُّها السادةُ:

نبيُّنَا ﷺ كان مِن هديهِ البحثُ عن أصحابهِ بعدَ المعاركِ والغزواتِ ليداوي مرضاهُم ويدفنَ شهدائَهُم ويطبطبَ على أولادِهِم رحمةً وشفقةً وعطفًا منهُ ﷺ ويجبرَ بخاطرِهِم ففي غزوةِ أحدٍ يسألُ أصحابَهُ وهو جريحٌ بأبِي هو وأمِّي عن سعدِ بنِ الربيعِ فيقولُ لزيدِ بنِ ثابتٍ:

“ابحثْ يا زيدُ عن سعدِ بنِ الربيعِ بينَ الأحياءِ أم بينَ الأمواتِ؟ فإنْ رأيتَهُ حيًّا فبلغهُ منِّي السلام، وقُل له رسولُ اللهِ يقرئُكَ السلامَ، ويقولُ لك كيف حالك؟ فانطلقَ زيدٌ في أرضِ المعركةِ  فوجدَ سعدَ بنَ الربيعِ في الرمقِ الأخيرِ فقالَ يا سعدُ رسولُ اللهِ ﷺ يقرئكَ السلامَ ويقولُ لك كيف حالك؟ انتبهُوا يا شباب، قال سعد:

بلغْ  رسولَ اللهِ ﷺ منِّي السلامَ، وبلغْ قومِي منِّي السلامَ وقُل لهم:

لا عذرَ لكم عندَ اللهِ إنْ أصيبَ رسولُ اللهِ ﷺ بأذَى وفيكم عينٌ تطرفُ، اللهُ أكبر!! الرجلُ في الرمقِ الأخيرِ ولا يفكرُ في نفسهِ، ولا في أولادهِ ولا في زوجتهِ ولا في أرضهِ، ولكن يفكرُ في رسولِ اللهِ ﷺ.

وكيف لا ؟ وهو الذي كان يبحثُ عنهم وعن أخبارِهِم. وهذا حنظلةُ بنُ أبي عامرٍ:ــ قُتلَ شهيدًا في ليلةِ عُرسهِ  وسُمِّيَ بغَسِيلِ الملائكةِ. فعن هشاِم بنِ عروةَ عن أبيهِ أنَّ رسولَ اللهِ قال لامرأةِ حنظلةَ: مَا كَانَ شَأْنُهُ؟ قالتْ: خرجَ وهو جُنُبٌ حينَ سمعَ الهاتفةَ، فقال رسولُ اللهِ: لِذَلِكَ غَسَّلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ) فقد خرجَ في صبيحةِ عرسهِ وهو جنبٌ، فلقيَ ربَّهُ شهيدًا.

ومن هديِهِ صَّلى اللهُ عليه وسلم أنَّه يبكِى على موتِ أصحابهِ كما في صحيحِ البخارِي:

عندمَا  أطلَعَهُ اللهُ تعالَى على استشهادِ القادةِ الثَّلاثةِ في غَزوةِ مُؤتةَ كما في حديث أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه خَطَبَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عبدُ اللَّهِ بنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ عن غيرِ إمْرَةٍ فَفُتِحَ له، وقالَ: ما يَسُرُّنَا أنَّهُمْ عِنْدَنَا قالَ أَيُّوبُ أَوْ قالَ: ما يَسُرُّهُمْ أنَّهُمْ عِنْدَنَا وعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ((بأبِي هو وأمِّي ﷺ.

ومن هديهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم أنَّهُ يُبشرهُم بالجنةِ كما في قصةِ عُمَيْرِ بْنِ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيِّ رضي اللهُ عنه في غزوةِ بدرٍ، سمعَ  رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يقولُ: ” قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ، فيَقُولُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : بَخٍ بَخٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

” مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ ؟ ، قَالَ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا رَجَاءَةَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا ، قَالَ : فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا ، فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ ، ثُمَّ قَالَ : لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ ، قَالَ :

فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ. (رواه مسلم

ومِن هديهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم مع أهلِ الشهداءِ أنَّه يتطلفُ معهم

ويواسِيهم في مصابهِم

ويطمئنُ نفوسَهُم وقلوبَهُم على شهدائِهِم

ويجبرُ بخاطرِهِم

فقد أخرجَ البخاريُّ في صحيحِه أنّ أمَّ حارثةَ أتت النبيَّ ﷺ فقالت:

يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ؟ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ؛ فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ.

قَالَ:يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ؛ وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى))

اللهُ أكبرُ جبرَ بخاطرِهَا في موتِ ولدِهَا . وعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:جِيءَ بِأَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ وَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ فَنَهَانِي قَوْمِي؛ فَسَمِعَ صَوْتَ صَائِحَةٍ فَقِيلَ: ابْنَةُ عَمْرٍو أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو، فَقَالَ:لِمَ تَبْكِي أَوْ لَا تَبْكِي؛ مَا زَالَتْ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا(  متفق عليه

ولمَّا رأىَ النبيُّ جابرَ بنَ عبدِ اللهِ كئيبًا حزينًا على  موتِ أبيهِ جبرَ بخاطرهِ فقالَ لهُ:

كمَا في سننِ الترمذِي بسندٍ حسنٍ أنَّ  جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ :

لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ لِي:

« يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا ».

قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِى قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ عِيَالاً وَدَيْنًا.

قَالَ « أَفَلاَ أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِىَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ قَالَ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.

قَالَ « مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا فَقَالَ يَا عَبْدِى تَمَنَّ عَلَىَّ أُعْطِكَ.

قَالَ يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيةً.فانظر كيف جبر الرسول صلى الله عليه وسلم خاطره، وأزاح عنه الهم بهذه الكلمات؟! وعن عليّ بنٍ عبدِ اللهِ بنِ جعفرٍ، عن أبيه، قال:

قال رسولُ ﷺ: «هَنِيئًا لَكَ يَا عَبْدَ اللهِ! أَبُوكَ يَطِيرُ مَعَ المَلاَئِكَةِ فِي السَّمَاءِ(( رواه الطبراني .

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : هدي النبي في بيان منزلة الشهادة والشهداء

ثالثًا: صورٌ مشرفةٌ للشهداءِ.

أيُّها السادةُ : لقد ضربَ لنا الصحابةُ الأطهارُ الأخيارُ -رضوانُ اللهِ عليهم – أروعَ الأمثلةِ في التضحيةِ دفاعًا عن دينهِم ونبيهِم ووطنهِم 

فهذا أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ تَغَيَّبَ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ وَقَالَ: تَغَيَّبْتُ عَنْ أَوَّلِ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، وَاللَّهِ لَئِنْ أَرَانِي اللَّهُ قِتَالًا لَيَرَيَنَّ مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَقْبَلَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ يَقُولُ: أَيْنَ؟! أَيْنَ؟! فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ قَالَ:

فَحَمَلَ فَقَاتَلَ، فقُتِلَ فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَطَقْتُ ما أطاق فقالت أخته: والله ما عرفت أَخِي إِلَّا بِحُسْنِ بَنَانِهِ فَوُجِدَ فِيهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ جِرَاحَةً ضَرْبَةُ سَيْفٍ وَرَمْيَةُ سَهْمٍ وَطَعْنَةُ رُمْحٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)( الأحزاب: 23) صحيح ابن حبان.

بل انظرُوا يا شبابٌ إلى أولادِ عمروِ بنِ الجموحِ الأعرجِ الأربعة، يومَ أحدٍ  يقولونَ لأبيهِم:

يا أبانَا إنَّ اللهَ قد عذرَكَ ونحنُ نكفيكَ, فيبكِي الرجلُ  بكاءً شديدًا وذهبَ عمرُو إلى رسولِ اللهِ، يا رسولَ اللهِ  أبنائِي يمنعونِي من الجهادِ فقالَ النبيُّ المختارُ: يا عمرُو إنَّ اللهَ قد عذرَكَ ليس على  الأعرجِ حرجٌ فقال عمرُو يا رسولَ اللهِ أريدُ أنْ أطأَ الجنةَ بعرجتِي فالتفَّ  النبيُّ إلى أولادهِ قائلاً لهم:

دعُوه لعلَّ اللهَ يرزقُه الشهادةَ، وينطلقُ عمرُو في المعركةِ وسطِ أولادهِ ليموتَ شهيدًا ليدخلَ  وليطأَ الجنةَ بعرجتهِ . اللهُ أكبرّ !!!وفي معركةِ السادسِ من أكتوبر العاشرِ من رمضانَ ضربَ لنا أبطالُ قواتِنَا المسلحةِ البواسلِ وأبطالُ الشرطةِ البواسلِ، أروعَ الأمثلةِ وأعظمَهَا في الحفاظِ على الوطنِ والدفاعِ عنه والتضحيةِ من أجلهِ والموتِ في سبيلهِ

 وسطرُوا التاريخَ بدمائِهم الذكيةِ العطرةِ 

ولايزالونَ يقدمونَ أعظمَ وأروعَ الأمثلةِ في الحفاظِ علي وطنهِم والدفاعِ عنه

وحمايةِ أمنهِ واستقرارِهِ ضدَّ كلِّ غاشمٍ يريدُ النيلَ منها ومِن شعبِهَا الأبيِّ وأرضِهَا المباركةِ .

حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا وجيشًا وشرطةُ من كلِّ سوءٍ وشرٍ .

أقولُ قولي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم

الخطبةُ الثانيةُ

الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلَّا لهُ وبسمِ اللِه ولا يستعانُ إلَّا بهِ

وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ 

…………………… 

 وبعدُ

العنصر الرابع من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : هدي النبي في بيان منزلة الشهادة والشهداء

رابعًا وأخيرًا: حقوقُ الشهداءِ علينَا.

أيُّها السادةُ:

لم ينسَ الإسلامُ حقوقَ الأسرى بل أمرَ بالاعتناءِ بهم و كفالتِهِم.فمٍن حقوقِهِم:

العنايةُ بهم و كفالتُهُم:

حتى أنَّهُ ساوَى مَن يهتمُّ بهِم و يعتنِي بأبنائِهِم بالغزاةِ في سبيلِ اللهِ، عن زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رضي اللهُ عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ، قَالَ:

مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا )) رواه البخاري.

فسوَّى في الأجرِ بينَ الغازِي في سبيلِ اللهِ و مَن جهزَ غازيًّا ومَن خلفَهُم في أهليهِم

بل جاءَ التحذيرُ مِن خيانتِهِم في أهليهِم، وتعظيمِ حرمةِ ذلك عن بريدةَ – رضي اللهُ عنه -: قال:

قال رسولُ اللهِ : «حُرْمةُ نساءِ المجاهدين على القاعدين كحُرْمة أُمَّهَاتِهِم، و ما مِن رجلٍ مِن القاعدين يَخْلُفُ رجلًا مِن المجاهدين في أهلٍ فيَخُونُهُ فيهم، إِلا وُقِفَ لهُ يومَ القيامةِ، فيأخذّ مِن حسناتهِ ما شاءَ حتى يرضَى، ثم التَفَتَ إِلينا رسولُ اللهِ فقال: فما ظَنُّكم ؟».  رواه مسلم .

ومِن حقوقِهِم علينَا :زيارتُهُم وتفقدُ أحوالِهِم:

وقد كان النبيُّ يزورُ أسرَ الشهداءِ، ويواسيهم، فعن أنسٍ -رضي اللهُ عنه – أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:

لَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ بَيْتًا بالمَدِينَةِ غيرَ بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ إلَّا علَى أزْوَاجِهِ، فقِيلَ له، فَقَالَ:

إنِّي أرْحَمُهَا قُتِلَ أخُوهَا مَعِي (( أخرجه البخاري.

وأخوهَا هو حرامُ بنُ ملحان، قُتِلَ في غزوةِ بئرِ معونة. ولمَّا قُتلَ جعفرُ رضي اللهُ عنه  قال النبيُّ ﷺ:

لمَّا جاء نَعيُ جعفرِ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه قال النبيُّ :

اصنعوا لآلِ جعفرٍ طعامًا فقد أتاهُم ما يَشغَلُهم(( أخرجه أبو داود.

مِن حقوقِهِم: النفقةُ على أبناءِهِم وذويهِم:

فهذا عمرُ بنُ الخطابِ – رضي اللهُ عنه -يُروَى عنه أنّه قال:

أربعٌ مِن أمرِ الإسلامِ لستُ مضيعهنَّ ولا تاركهنَّ لشيءٍ أبدًا، وذكرَ مِن إحداهِن:

المهاجرون الذين تحتَ ظلالِ السيوفِ ألّا يحبسّوا ولا يجمرُوا، وأنْ يوفرَ فيءُ اللهِ عليهم، وعلى عيالاتِهِم، وأكونُ أنَا للعيالِ حتى يقدموا)) تاريخ الطبري وقد كان – رضي اللهُ عنه 

يكرمُ أبناءَ الشهداءِ ويفضلُهُم على غيرِهِم، فقد روي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ :

«لَمَّا فَرَضَ لِلنَّاسِ فَرَضَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ , فَأَتَاهُ طَلْحَةُ بِابْنِ أَخٍ لَهُ , فَفَرَضَ لَهُ دُونَ ذَلِك فَقَالَ: 

يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَضَّلْتَ هَذَا الْأَنْصَارِيَّ عَلَى ابْنِ أَخِي؟ قَالَ: 

نَعَمْ؛ لِأَنِّي رَأَيْتُ أَبَاهُ يَسْتَنُّ يَوْمَ أُحُدٍ بِسَيْفِهِ كَمَا يَسْتَنُّ الْجَمَلُ)).

فاللهَ اللهَ في فضلِ الشهادةِ،
اللهَ اللهَ في شهدائِنَا،
اللهَ اللهَ في التضحيةِ والدفاعِ عن أوطانِنَا.

حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين،

وحقدِ الحاقدين،

ومكرِ الـماكرين،

واعتداءِ الـمعتدين،

وإرجافِ الـمُرجفين،

وخيانةِ الخائنين.                                                                   

كتب: خطبة الجمعة بعنوان : هدي النبي في بيان منزلة الشهادة والشهداء

العبد الفقير إلى عفو ربه

 د/ محمد حرز

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى